المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تعرض فرص استثمارية واعدة أمام العالم| تقرير

رسالة دبي: هند فتحي من إكسبو 2020 دبي

"مسار متكامل ...وجهة واحدة" أول فعالية تنطلق من مركز دبي للمعارض بحضور كبار المستثمرين
"يحيى زكي" رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس :
مشروع قومي واعد بمناطق صناعية وموانئ بحرية على البحرين الأحمر والمتوسط ووجهة استثمارية مفضلة للاستثمار العربي والأجنبي
"الفريق أسامه ربيع" رئيس هيئة قناة السويس:
تعاون مستمر بين "قناة السويس" و"المنطقة الاقتصادية" لتعزيز القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية للمشروعات الصناعية والاستثمارية الكبرى
قصص نجاح عالمية على أرض مصرية تبهر المستثمرين بدبي
نيفين جامع وزيرة بدرجة مقاتل والجناح المصري الأكثر تميزاً بالتنفيذ والرؤية المصرية الخالصة
دبي– هند فتحي:
مع أول لحظة لدخولك هذا الجناح المصري تهب عليك نسمات ورياح الحضارة المصرية العريقة، ممزوجة بواقع حديث ومغلفة بمستقبل عظيم تحت شعار "عراقة تعزز المستقبل".. لست وحدك من يشعر بها بل تمتد هذه الروح لجميع زائري الجناح داخل إكسبو 2020 دبي المنعقد على مدار 6 أشهر من أكتوبر 2021 حتى مارس 2022، هذا المعرض الدولي الهام حديث العالم حديث 192 دولة متواجدة بدولة الإمارات الشقيق تحت سماء عربي أصيل.. صورة حقيقية من الواقع ومشاهد رائعة تبهر الحاضرين من الجناح المصري الذي يلقى رواجاً كثيفاً وحضوراً رسمياً من مسئولين وشخصيات بارزة سواء من الإمارات أو من المنظمات الدولية أوغيرهم يتفقدون هذا الجناح للجمهورية الجديدة.
حكايات مصرية كثيرة تنطلق من إكسبو دبي 2020 تنطلق عن مصر المستقبل مع مزج الماضي والعراقة والحداثة فأصبح لمصر ما تمتلكه حالياً للحديث عنه أمام العالم.. فقد اختارت مصر جناحها فى منطقة الفرص لأنها حقيقة هي بلد ووطن الفرص المتنوعة حيث تميز الجناح المصرى بعرض 14فرصة ظهرت بشكل إنسيابي مخلوط بمياه نيلها وقناتها ومدنها الذكية ومشروعاتها الواعدة مع تغليفها بحضارتها وآثارها الفرعونية ، عبر شاشات تفاعلية عملاقة بأبعاد ثلاثية تأخذك من أرض الجناح لزيارة حقيقية لكنها افتراضية داخل مصر العظيمة.
ولوصف هذا الجناح والمشاركة المصرية وفعالياته قد تطول منا الكتابة في سطور كثيرة تحكي لأبنائنا وأحفادنا صورة مصر بين العالم الآن وكيف ينظر لنا الآخر وكيف يقدرنا ويدرك قيمتنا جيداً.
وخلال مشاركة "أخبار اليوم" بزيارة الجناح وحضور فعاليات الهيئات والجهات المصرية المشاركة، كان الحدث الأكبر والفعالية الهامة التي انطلقت أول أمس الخميس، عن فرص الاستثمار ومشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وأهمية قناة السويس هذا الشريان العالمي لحياة الدول والشعوب، وقد كان مقرراً عقد هذه الفعالية كباقي فعاليات الجناح المصري في القاعات بداخله إلا أن الإقبال والحضور على هذه الفعالية اضطر المنظمون لها بأن تعقد داخل مركز دبي للمعارض حتى تستوعب الأعداد من الحضور والتي لم تكن مقتصرة على زوار إكسبو بل كان حضوراً مكثفاً من رؤساء شركات عالمية وكبار مستثمرين محليين من مصر وعالميين شركاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للترويج للفرص الاستثمارية وعرض تجاربهم الناجحة ومشروعاتهم الواعدة داخل هذا المشروع القومي.
انطلقت الفعالية والتي تقع ضمن 17 فعالية أخرى للمنطقة الاقتصادية على مدار ال6 أشهر بعرض مميز من رئيس المنطقة الاقتصادية المهندس يحيى زكي الذي قدم عرضاً غير تقليدياً اتسم بعرض مايسمى بخارطة استثمارية لمصر وللمنطقة ،وكأنه يطرق الأبواب الاستثمارية العالمية ليبعث برسالة "هذا هو الوقت الأمثل للاستثمار في مصر وفي محور قناة السويس" هذا المحور الذي يقع على ضفتي أهم ممر ملاحي عالمي يتميز بموقع جغرافي فريد يطل على البحرين الأحمر والمتوسط بمناطق صناعية متكاملة تخدمها 6 موانئ بحرية هي بوابات للنفاذ للأسواق الإقليمية والإفريقية والعربية والآسيوية والأوروبية هي منتصف العالم تخدم نحو ما يقرب من 2 مليار مستهلك في العالم.
وخلال كلمته في فعالية "مسار متكامل ..وجهة واحدة" قال يحيى زكي ، إن مصر استطاعت خلق مناخ جاذب للاستثمار، وتمتلك عدد من المقاومات التي تؤهلها لهذه المكانة، وعلى رأسها أنها صاحبة أعلى ناتج محلي إجمالي في أفريقيا ما يقرب 350 مليار دولار حالياً، فضلاً عن تحقيق معدل نمو مرتفع رغم الجائحة، فضلاً عن كونها أكبر سوق استهلاكي في الشرق الأوسط مما يمثل إمكانات هائلة لمصنعي السلع الاستهلاكية ويتيح للمصنعين والمستثمرين الوصول إلى قاعدة استهلاكية كبيرة.
وأضاف زكي، أن تلك العوامل تؤهلها أن تكون مركزًا اقتصاديًا عالميًا رائدًا ووجهة مفضلة للاستثمار، مستفيدة من دور قناة السويس كمركز لوجستي عالمي وسط سلاسل التوريد الدولية، ووضع نفسها كمركز استثمار دولي ومنصة تصدير مع وصول مميز إلى إفريقيا.
وأشار إلى أن المنطقة الاقتصادية تغطي مساحة إجمالية قدرها 461 كيلومترًا ، بما في ذلك 4 مناطق صناعية و 6 موانئ بحرية، لتقع في قلب العام ، حيث تشهد مرور 12٪ من التجارة الدولية وأكثر من 18000 سفينة كل عام.
حيث تتبنى المنطقة الاقتصادية بيئة أعمال صديقة للمستثمر تمثل حجر الزاوية لخطط التنمية الوطنية، ونسعى جاهدين لدعم المستثمرين الجدد، ولاسيما تقديم الدعم الكامل لمستثمرينا الحاليين تماشيا مع رؤية مصر الاستراتيجية لتعزيز التنمية الاقتصادية.
وأكد زكي على دور الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس في تطوير واستغلال الإمكانات الكاملة للأراضي المحيطة بالقناة، لتطوير بيئة أعمال فعالة وتنافسية وصديقة للبيئة بالإضافة إلى خلق فرص عمل وتطوير مركز عالمي للنقل البحري والخدمات اللوجستية، لتحقيق خطة الهيئة 2030 بالوصول إلى أكبر مركز صناعي وبوابة للتجارة بين الشرق والغرب.
وقد تطرقت الفعالية أيضاً إلى الصناعات المستهدفة والتي تتم حالياً من جانب المستثمرين العرب والأجانب داخل المنطقة حيث ترتكز على صناعات البتروكيماويات ومستلزمات السكك الحديدية لسد احتياجات السوق الإقليمي والإفريقي والتصدير للخارج، فضلاً عن صناعات المواد الفعالة للأدوية.
وعرض زكي للمستثمرين الحضور التعاقدت التي تمت داخل المنطقة الفترة الماضية من أبرزها، مشروع رصيف دحرجة السيارات في ميناء شرق بورسعيد مع أكبر تحالف فرنسي ياباني باستثمارات 170 مليون دولار وإنشاء أكبر مجمع للبتروكيماويات في العين السخنة بنحو 7 مليار دولار وكذلك التعاقد مع روسيا في إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في بورسعيد والسخنة باستثمارات 6،9 مليار دولار وكذلك إنشاء أول منطقة صناعية بولندية مع إقليم كاتوفيتسا لأول مرة خارج البلاد داخل منطقة العين السخنة فضلاً عن توسعة الأعمال مع موانئ دبي السخنة وإنشاء توسعة جديدة للحوض الثاني والأعمال الجارية لتطوير الميناء من قبل الهيئة بإنشاء 4 أحواض جديدة وأرصفة بطول 12كم لينافس مثيلاته على البحر الأحمر.
وقد حظيت فعالية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية والدولية والحرص على تغطيتها نظراً لما تمتعت به أمس من الحضور وعرض الفرص الاستثمارية بجانب تواجد قطبي قناة السويس في إكسبو دبي 2020..
من جانبه كان هناك عرضاً فيلمياً عما تتمتع به قناة السويس الشريان الملاحي الحيوي للعالم حيث ألقى الفريق أسامه ربيع رئيس هيئة قناة السويس كلمته التي تضمنت رؤية الدولة الاستثمارية في هذا الممر البحري العالمي البالغ الأهمية والذي يربط بين الشرق والغرب ويشكل الحلقة الأهم في حركة التجارة المنقولة بحرًا، وسلاسل الإمداد العالمية، هو بطبيعته يشكل حجر الزاوية لإقامة منطقة اقتصادية وصناعية ولوجستية ذات جاذبية استثمارية عالمية، وذلك لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموقع الاستراتيجي الذي تحتله قناة السويس.
وأشار أسامه ربيع إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تقع على ضفتها الشرقية سيناء بامتدادها الآسيوي، وعلى ضفتها الغربية من القناة ذات التاريخ والأهمية الاقتصادية والصناعية المعروفة، ولعل هذا ما يمنح المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خصوصية متفردة تجعل منها قاطرة التنمية الاقتصادية في مصر والوجهة الواعدة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية والمحلية في المنطقة بأسرها، نظرًا لما تتمتع به من موقع جغرافي استثنائي وزخم من المشروعات الصناعية واللوجستية والاستثمارات العالمية القائمة بالفعل مع وجود 6 موانئ مطلة على البحرين الأحمر والمتوسط في ظل بيئة تشريعية جاذبة للاستثمار وحوافز جمركية تنافسية.
وأضاف أن اتفاقيات التجارة الحرة تسمح للبضائع المصنعة داخل المنطقة بالنفاذ للأسواق العالمية، وهو ما يؤهل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كي تصبح محورًا عالميا لصناعات القيمة المضافة ويجعلها قادرة على منافسة كبرى المناطق الاقتصادية المماثلة في أي مكان في العالم وهو ما يؤثر بالتبعية على قناة السويس بصورة إيجابية، حيث أن ازدهار المنطقة الاقتصادية يمثل عنصر جذب لمزيد من السفن والحمولات لعبر قناة السويس، بما يسهم في تعزيز معدلات حركة الملاحة بالقناة على المدى الطويل.