الصور هي ذكريات ولحظة حية خلفها الكثير من المشاعر والقصص منها المحزن ومنها المفرح قد تكون ابتسامة وسط حزن شديد وقد تكون لحظة بكاء وتأثر وسط فرحة شديدة جاءت بعد تعب ومعاناة ولكن هناك صور تلخص أحوال وحكايات ليست لشخص واحد ولكن للمئات والالاف لتضطر ان تقف امامها طويلا في صمت تراقب المشاعر وتتخيل الحوار فنظرات العيون معبرة والابتسامة تحمل معاني والضحكات تسمع اصواتها رغم ما تراه من الم وتعب وحياة قد تكون للكثير ظالمة ولكنها لم تتمكن من كسرهم أو انهاء لحظة خاطفة من السعادة. ومن بين الصور التي يجب ان تقف امامها طويلا احتراما لما بها من مشاعر وتحدي للظروف يجبرك على مراجعة كل حساباتك.. صورة "مشقة الحياة" هي تلك الصورة التي لخصت معاني التحدي والإصرار على الحياة حيث جمعت بين أب سوري يدعى "منذر" تعرضت إحدى قدميه للبتر نتيجة إصابة قد تعرض لها خلال قصف على حي خان شيخون بسوريا كما الحقت به عدد من الإصابات الأخرى في البطن والظهر وبين ابنه "مصطفى" المولود بلا أطراف سفلية أو علوية بسبب متلازمة طبية تعرف ب "رباعي أميليا" أصابته نتيجة تناول والدته لأدوية اثناء فترة الحمل بعد تعرضها لمشاكل صحية بسبب غاز الأعصاب المنبعث خلال الحرب في سوريا. ليكون طلب الاب الوحيد دون اعتراض على القدر هو المساعدة في انقاذ طفله "مصطفى" ليعود إلى الحياة كباقي اقرانه فيذهب معهم إلى المدرسة ويتعلم فكل ما يحتاج له هو عملية تساهم في نمو وتطويل عظام الرجل ليتمكن بعدها من تركيب اطراف صناعية تؤهله من أن يقوم باعماله بنفسه دون طلب المساعدة من أحد لتكون صرخة اب للعالم يحاول فيها حماية ابنه من العوز مستقبلا. وبعد معرفتك لما وراء الصورة من أحداث قد تدفع البعض للزهد في الحياة إلا أن أبطال الصورة لم يستسلموا وفي لحظة عفوية مليئة بالإنسانية والعواطف والسعادة تمكن مصور يدعى " محمد أصلان" من قلب موازين الحياة فتشعر في اللحظة الأولى وانت تنظر للصورة بانها عائلة كاملة لا تعاني من أي حزن ولم تتعرض مسبقا لاي مشاكل حياتية ولكن مع تفحص الصورة تكشف لك عظمة الاب الذي يتمكن من رسم ابتسامه على وجه ابنه رغم كل ما تعرضوا له من ظروف تكلفتها كانت خسارة قدم الاب واطراف الابن ورغم كل ذلك مستمرين في الحياة يواجهوها بابتسامتهم لتتعلم درس "مشقة الحياة". وفي النهاية تفوز هذه اللحظة الحية والمشاعر العظيمة وقصص الكفاح الملخصة في صورة كأفضل صورة لعام 2021 في حفل جوائز سيينا الدولية للصور والتي تلقت آلاف الصور التي قدمها مصورون من 163 دولة.
