بعيداً عن السف وفساتين العري .. «الجونة السينمائي» يعكس قوة الدولة الناعمة

رغم أن فساتين مهرجان الجونة السينمائي، كانت حديث الصباح والمساء خلال اليومين الماضيين ليس علي منصات السوشيال ميديا فقط، بل في كثير من وسائل الإعلام والأوساط المتابعة لفاعليات المهرجان، إلا أن هناك جوانب فنية اخري سقطت عمداً من متابعي وراصدي فاعليات المهرجان جوانب تعكس حجم وقدرة القوة الناعمة للدولة المصرية، وبات الأمر منحصراً فقط علي ما تحمله السجادة الحمراء وما يعرض عليها من فساتين وإكسسوارات وفنانات لا يرون فيهن سوي إنهن عاريات مع إغفال تام لما يشهده المهرجان، من أعمال فنية وندوات ونقاشات وأفلام ، وانبري عدد ممن ينتمون لتيار أصحاب اللحي وأصحاب الفكر المتسطح إلى " السف " في الكلام " والعك " في النقد بما يخرج المهرجان من أهدافه الفنية التي تعكس حجم القوي الناعمة للدولة المصرية الكامنة في سلاح الفن والفنانين .
- اهتمام الدولة بالفن والفنانين
ولعل ما يؤكد اهتمام الدولة بالفن والفنانين هو الدعم الدائم من الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا القطاع المحوري ولعل منها قرار رئيس الجمهورية بتوجيه وتفعيل برامج الحماية التأمينية والاجتماعية للفنانين، وبالأخص ضد المخاطر المتنوعة مثل الشيخوخة والعجز وغيرها ويأتي هذا تأكيد علي الرسالة التي يقوم بها الفن في تشكيل الوعي ورفع مستوي الاحساس بالوطنية وبفكر وامن مصر لذا فان مهرجان الجونة السينمائي ليس هدفه عري وفساتين انما يضم ندوات ومؤتمرات وعروض افلام وتثقيف وتوعية ورفع لقيم الولاء والانتماء من خلال الاعمال الفنية المعروضة به .
- إبهار في الشكل والمضمون
واذا كان القرار الجمهوري الصادر من الرئيس السيسي مهماً لدي قطاع الفنانين ومؤكداً علي ان الدولة تعرف قيمة هؤلاء ليس في مصر فقط بل في العالم العربي والدولي فإننا نجد ان مهرجان الجونة السينمائي بما يتضمنه من ابهار في الشكل وابهار في المضمون يحمل رسائل تدعم موقف الدولة الداعم لقطاع الفنانين والاهتمام بهم وبما يقدمونه من اعمال ترفع الذوق العام وتؤثر في صناعة بيئة فنية وثقافية عالية المستوي .
- ضوضاء فساتين العري
ومن هنا فإن النظر الي ضوضاء الفساتين بين العري والاحتشام واعتبارها عنصراً لتقييم المهرجان يدفع الكثير من المتابعين الي اغفال ما يتضمنه المهرجان من مضامين راقية وافلام وبرامج تحتاج الي رؤي نقدية لما يتم عرضة من اعمال جادة خاصة وان المهرجان به ما يزيد عن 16 فيلماً روائياً طويلاً ضمنهم فيلم " ريش الحاصل علي جائزة دولية من مهرجان كان السينمائي اضافة الي انه يعرض به افلام اخري عالميه من بلجيكا والبرازيل والمغرب وفنلندا .
- افلام وثائقية عالمية
والمتابع لفاعليات المهرجان يجد ان به ما يزيد عن عشرة افلام وثائقية طويلة تتنافس فيما بينها، منها الفيلم الوثائقي المصري الذي حمل اسم " العودة " ، وكذلك الفيلم الوثائقي الاردني الذي يحمل اسم " كباتن الزعتري " والذي يعرض جانب من حياة مخيم الزعتري بالمملكة الاردنية الهاشمية وكذلك من لبنان يعرض الفيلم الوثائقي الطويل الذي يحمل اسم " السجناء الزرق " بخلاف افلام وثائقية عالمية اخري تنافس الافلام العربية منها السويسري والروسي والنرويجي والهولندي .
- تربص بالدولة وبالفن
وفي هذا الاطار قال سامح عسكر الباحث والكاتب الروائي موجهاً سؤال لمنتقدي المهرجان ومنتقدي فساتين الفنانات وللشيوخ وأنصار الإسلام السياسي‬ ، أنتم تشتمون الفنانين وترجون موتهم، وتدعون بهلاك الغرب والحضارة فكم من مريض حصبة وجدري وكورونا وشلل أطفال لديكم تم علاجه ؟ ومن الذي اخترع هذا الدواء ؟ ، لو أهلك الله الغرب كما تريدون لهلكتم، فأمثالكم عالة على البشرية لا يَعدلون ولا يُنتجون ولا يفكرون ، وتابع عسكر قائلاً خلال تغريدة له علي مواقع التواصل الاجتماعي تويتر : الإسلام السياسي‬ يشعر بالغضب من طرده في مصر ، ويحفز أنصاره ومؤيديه على الانتقام من كل شيء بالمجتمع ، وهذا تفسير للعنف اللفظي الديني المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي ويطال كل مؤسسات الدولة لا السلطة وقطاعات الفن والسينما والإعلام والمفكرين وغيرهم .