انتشار المال السياسي وتوجيه مباشر للناخبين ودعاية لأحزاب الموالاة….المصريون يواصلون مقاطعة انتخابات مجلس نواب السيسي    شركة القلعة القابضة تعتزم طرح 5 شركات تابعة بالبورصة المصرية خلال عامين    رونالدو: أعتبر نفسي سعوديا وجئت مؤمنا بقدراتها    بعد صورته الشهيرة.. ناصر ماهر ينفي امتلاكه حساب على "فيسبوك"    ياسر إبراهيم: كنا نعلم نقاط قوة الزمالك.. وزيزو لاعب عقلاني    مشاجرة الملهى الليلي.. النيابة تحيل عصام صاصا و15 آخرين لمحكمة الجنح    بالصور.. تعرض شيماء سعيد للإغماء خلال تشييع جثمان زوجها إسماعيل الليثي    بعد عرض جزء منه العام الماضي.. فيلم «الست» يعرض لأول مرة في الدورة ال 22 لمهرجان مراكش    «سنبقى على عهد التحرير».. حماس تحيي الذكري 21 لرحيل ياسر عرفات    غزة على رأس طاولة قمة الاتحاد الأوروبى وسيلاك.. دعوات لسلام شامل فى القطاع وتأكيد ضرورة تسهيل المساعدات الإنسانية.. إدانة جماعية للتصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الضفة الغربية.. والأرجنتين تثير الانقسام    هيئة محامي دارفور تتهم الدعم السريع بارتكاب مذابح في مدينة الفاشر    مدير نيابة عن الوزير.. مدير «عمل القاهرة» يُلقي كلمة في افتتاح اجتماع «حصاد مستقبل الياسمين في مصر»    شعبة المواد الغذائية: قرار وزير الاستثمار سيساهم في تحقيق استقرار نسبي لأسعار السكر    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    تعرف على بدائل لاعبي بيراميدز في منتخب مصر الثاني    أوباميكانو يثير الجدل حول مستقبله مع البايرن    طن عز الآن.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 أرض المصنع والسوق    مدير «عمل الغربية» يزور العمال المصابين إثر انهيار سقف خرساني بالمحلة    طقس الخميس سيئ جدا.. أمطار متفاوتة الشدة ودرجات الحرارة تسجل صفر ببعض المناطق    الأوراق المطلوبة للتصويت فى انتخابات مجلس النواب 2025    بقاعدة عسكرية على حدود غزة.. إعلام عبري يكشف تفاصيل خطة واشنطن بشأن القطاع    الشرع لمذيعة فوكس نيوز: لم نعد تهديداً لواشنطن.. ونركز على فرص الاستثمار الأمريكي في سوريا    «إهانة وغدر».. ياسمين الخطيب تعلق على انفصال كريم محمود عبدالعزيز وآن الرفاعي في «ستوري»    «الحوت يوم 26» و«القوس يوم 13».. تعرف علي أفضل الأيام في شهر نوفمبر لتحقيق المكاسب العاطفية والمالية    مراسل إكسترا نيوز ينقل كواليس عملية التصويت فى مرسى مطروح.. فيديو    «الشرقية» تتصدر.. إقبال كبير من محافظات الوجه البحري على زيارة المتحف المصري الكبير    وزارة الصحة تكشف النتائج الاستراتيجية للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للصحة والسكان    وزير الصحة يستقبل نظيره الهندي لتبادل الخبرات في صناعة الأدوية وتوسيع الاستثمارات الطبية    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    إدارة التراث الحضاري بالشرقية تنظم رحلة تعليمية إلى متحف تل بسطا    تحرير 110 مخالفات للمحال غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    تأكيد مقتل 18 شخصا في الفلبين جراء الإعصار فونج - وونج    معلومات الوزراء يسلط الضوء على جهود الدولة فى ضمان جودة مياه الشرب    اليوم.. استئناف متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في الجيزة    بعد قرأته للقرأن في المتحف الكبير.. رواد السوشيال ل أحمد السمالوسي: لابد من إحالة أوراقه للمفتي    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    بعد تعديلات الكاف.. تعرف على مواعيد مباريات المصري في الكونفدرالية    إقبال متزايد في اليوم الثاني لانتخابات النواب بأسوان    مشاركة إيجابية فى قنا باليوم الثانى من انتخابات مجلس النواب.. فيديو    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    شكوك بشأن نجاح مبادرات وقف الحرب وسط تصاعد القتال في السودان    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق سندوب أجا| صور    وفد حكومي مصري يزور بكين لتبادل الخبرات في مجال التنمية الاقتصادية    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي يشاركان في ندوة جامعة حلوان حول مبادرة "صحح مفاهيمك"    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    انتخابات النواب 2025، توافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم بمدرسة الشهيد جمال حسين بالمنيب    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مازالت جماهير يونيو هى المُعلم والمرجعية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 19 - 09 - 2021


‬بقلم:إيهاب ‬فتحى
‬عندما ‬تمر ‬أمة ‬فى ‬فترة ‬من ‬تاريخها ‬بحراك ‬ثورى ‬فهذا ‬يعنى ‬أن ‬تلك ‬الأمة ‬تبحث ‬عن ‬تغيير ‬عميق ‬فى ‬بنايها، ‬ورأت ‬أن ‬الأوضاع ‬المستقرة ‬داخل ‬مجتمعها ‬فقدت ‬القدرة ‬على ‬الاستقرار ‬وحان ‬وقت ‬صياغتها ‬من ‬جديد ‬على ‬كافة ‬المستويات ‬من ‬الدولة ‬المنظمة ‬لعمل ‬الأمة ‬إلى ‬النظام ‬السياسى ‬الذى ‬يتولى ‬إدارة ‬شئون ‬الدولة. ‬
خلال ‬العشرسنوات ‬الماضية ‬دخلت ‬الأمة ‬المصرية ‬بكامل ‬إرادة ‬شعبها ‬فى ‬حراك ‬ثورى ‬كان ‬هدفه ‬الأول ‬إعادة ‬صياغة ‬أوضاع ‬المجتمع ‬على ‬كافة ‬الجبهات ‬السياسية ‬والاجتماعية ‬والاقتصادية ‬ليصل ‬فى ‬النهاية ‬إلى ‬مشروع ‬حضارى ‬يتم ‬تطبيقه ‬على ‬الداخل ‬المجتمعى ‬ويكون ‬هو ‬الرؤية ‬التى ‬تحكم ‬نظرة ‬الأمة ‬إلى ‬الخارج، ‬وتتولى ‬دولة ‬حديثة ‬تنفيذ ‬هذا ‬المشروع ‬الحضارى ‬الذى ‬أنتجته ‬جماهير ‬الحراك ‬الثورى. ‬
رغم ‬أن ‬الحراك ‬الثورى ‬يكون ‬هدفه ‬الأول ‬والأساسى ‬إحداث ‬هذا ‬التغيير ‬العميق ‬والإيجابى ‬إلا ‬أن ‬من ‬طبيعة ‬أى ‬حراك ‬ثورى ‬ألا ‬يسير ‬دائمًا ‬فى ‬خط ‬مستقيم ‬متجهًا ‬إلى ‬هدفه ‬الرئيسى ‬فيتعرض ‬فى ‬مسيرته ‬إلى ‬بعض ‬الانحناءات ‬التى ‬تحرفه ‬عن ‬مساره ‬الطبيعى، ‬وهو ‬ما ‬قابله ‬الحراك ‬الثورى ‬للأمة ‬المصرية ‬فى ‬مرحلته ‬الأولى ‬عندما ‬استغل ‬الفاشيست ‬الاضطراب ‬المرافق ‬للحراك ‬الثورى ‬وضعف ‬البنية ‬السياسية ‬نتيجة ‬لحالة ‬الترهل ‬التى ‬أصابت ‬الدولة ‬فتسللوا ‬إلى ‬السلطة. ‬
أنتج ‬هذا ‬التسلل ‬الفاشى ‬إلى ‬السلطة ‬حالة ‬من ‬الصدمة ‬المؤلمة ‬للجماهير ‬التى ‬تحركت ‬فى ‬يناير ‬2011 ‬فهذه ‬الجماهير ‬خرجت ‬من ‬أجل ‬البحث ‬عن ‬الدولة ‬الحديثة ‬والرفاه ‬الاجتماعى ‬ونظام ‬سياسى ‬قوى ‬ففوجئت ‬بأنها ‬ترتد ‬على ‬يد ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬إلى ‬عصور ‬الظلام ‬ويتآكل ‬ماتبقى ‬من ‬أى ‬مفهوم ‬اجتماعى ‬حافظت ‬عليه ‬هذه ‬الأمة ‬طوال ‬تاريخها، ‬أما ‬النظام ‬السياسى ‬فاستبدله ‬الفاشيست ‬بقبلية ‬وطائفية ‬مقيتة. ‬
إذ ‬كان ‬الخروج ‬عن ‬المسار ‬الإيجابى ‬أحد ‬نواقص ‬الحراك ‬الثورى ‬نتيجة ‬للاضطراب ‬المرافق ‬له، ‬إلا ‬أن ‬الحراك ‬الثورى ‬الحقيقى ‬والذى ‬خاضته ‬الأمة ‬المصرية ‬بكامل ‬عنفوانها ‬امتلك ‬أدوات ‬التصحيح ‬التى ‬تعالج ‬هذه ‬النواقص ‬فى ‬حاضره ‬ومن ‬أجل ‬مستقبله. ‬
فى ‬المرحلة ‬الثانية ‬من ‬الحراك ‬الثورى ‬للأمة ‬المصرية ‬كانت ‬ثورة ‬ال ‬30 ‬من ‬يونيو ‬التى ‬أطلقت ‬عمل ‬ماكينات ‬أدوات ‬التصحيح ‬بكل ‬قوة ‬فعلى ‬مستوى ‬الحاضر ‬وقتها ‬حررت ‬الأمة ‬نفسها ‬من ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬والظلامية ‬وبالنسبة ‬للمستقبل ‬أنتجت ‬ماكينات ‬التصحيح ‬منتجًا ‬صلبًا ‬ظل ‬المجتمع ‬لفترات ‬طويلة ‬يبحث ‬عنه ‬ولكنه ‬لم ‬يكن ‬يستطيع ‬تحقيقه ‬ولكنه ‬صنعه ‬بحراكه ‬الثورى، ‬أنتجت ‬هذه ‬الماكينات ‬للمستقبل ‬الالتزام ‬أو ‬العقد ‬الذى ‬يجب ‬على ‬الدولة ‬التى ‬ستتولى ‬إدارة ‬شئون ‬الأمة ‬عقب ‬ثورة ‬ال ‬30 ‬من ‬يونيو ‬تنفيذه. ‬
هذا ‬العقد ‬الملزم ‬جاء ‬على ‬رأس ‬أولوياته ‬السبب ‬الأول ‬الذى ‬كان ‬من ‬أجله ‬الحراك ‬الثورى ‬وخرجت ‬الجماهير ‬لتحقيقه ‬وهو ‬إنشاء ‬دولة ‬مصرية ‬حديثة ‬بصياغة ‬متطورة ‬تناسب ‬مقتضيات ‬العصر ‬الذى ‬نعيشه ‬وتبتعد ‬تمامًا ‬عن ‬أشكال ‬سابقة ‬من ‬الإدارة ‬السياسية ‬والمجتمعية ‬والاقتصادية ‬كان ‬منهجها ‬التسويف ‬والتأجيل ‬فى ‬مواجهة ‬المشاكل ‬المتراكمة ‬والملحة ‬داخل ‬مجتمع ‬بحجم ‬المجتمع ‬المصرى. ‬
قبلت ‬دولة ‬يونيو ‬هذا ‬الالتزام ‬والتحدى ‬وتفاعلت ‬القيادة ‬السياسية ‬التى ‬اختارتها ‬الجماهير ‬بإرادتها ‬منذ ‬العام ‬2014 ‬مع ‬أهداف ‬ثورة ‬يونيو ‬وأول ‬هذه ‬الأهداف ‬العقد ‬الملزم ‬فى ‬تحقيق ‬دولة ‬الحداثة ‬، ‬منذ ‬العام ‬2014، ‬هذا ‬العام ‬المفصلى ‬فى ‬تاريخ ‬الأمة ‬المصرية ‬يمكن ‬التأكد ‬من ‬أن ‬مفهوم ‬الدولة ‬ووظائفها ‬تطورت ‬عامًا ‬من ‬بعد ‬عام ‬فى ‬السير ‬على ‬طريق ‬الحداثة ‬والابتعاد ‬التام ‬عن ‬منهج ‬التسويف ‬والتأجيل ‬رغم ‬حجم ‬التحديات ‬المهولة ‬التى ‬واجهتها ‬القيادة ‬السياسية ‬طوال ‬هذه ‬الأعوام ‬من ‬أجل ‬تحقيق ‬أهداف ‬جماهير ‬يونيو. ‬
بالتأكيد ‬لا ‬تنتظر ‬الدولة ‬المصرية ‬شهادة ‬بنجاح ‬ماتقوم ‬به، ‬لأن ‬الشهادة ‬الوحيدة ‬الموثقة ‬التى ‬لاتقبل ‬الشك ‬هو ‬حجم ‬المنجز ‬الذى ‬تم ‬على ‬الأرض ‬المصرية ‬ولمصلحة ‬المواطن ‬المصرى ‬وهو ‬واضح ‬للجميع ‬داخليًا ‬وخارجيًا ‬فنحن ‬أمام ‬دولة ‬قوية ‬وحديثة ‬استطاعت ‬فى ‬سبع ‬سنوات ‬تغيير ‬كافة ‬حسابات ‬المعادلات ‬لصالح ‬المواطن، ‬وعلى ‬رأس ‬المستفيدين ‬كانت ‬الشرائح ‬الاجتماعية ‬المستضعفة ‬التى ‬تحركت ‬الدولة ‬تجاهها ‬بسرعة ‬وقوة ‬لأجل ‬إنهاء ‬هذا ‬الاستضعاف ‬الى ‬الأبد ‬من ‬خلال ‬حزمة ‬شاملة ‬من ‬برامج ‬الرعاية ‬الاجتماعية ‬والمشاريع ‬العمرانية.‬
تم ‬هذا ‬المنجز ‬وسط ‬عواصف ‬من ‬الصعاب ‬والتحديات ‬من ‬هجمة ‬إرهابية ‬دموية ‬هى ‬الأشرس ‬فى ‬تاريخ ‬مصر ‬إلى ‬التربص ‬من ‬القوى ‬الظلامية ‬الفاشية ‬المدعومة ‬من ‬الاستعمار ‬والتى ‬تمت ‬هزيمتها ‬على ‬يد ‬جماهير ‬يونيو ‬وتريد ‬الانتقام ‬من ‬الأمة ‬المصرية ‬وليس ‬الدولة ‬فقط. ‬
فى ‬خلال ‬السبع ‬سنوات ‬ورغم ‬هذه ‬العواصف ‬كانت ‬الدولة ‬تبنى ‬منجزها ‬القائم ‬على ‬مصلحة ‬المواطن ‬وفق ‬قاعدة ‬الالتزام ‬والعهد ‬الذى ‬صاغته ‬جماهير ‬ثورة ‬يونيو.‬
‬ولايمكن ‬أن ‬نقول ‬أن ‬النجاح ‬فى ‬تحقيق ‬سياسات ‬الحداثة ‬والتطور ‬يأتى ‬إلى ‬الدول ‬فى ‬قوالب ‬جاهزة ‬وتقوم ‬بتطبيقه ‬بل ‬هذا ‬النجاح ‬يأتى ‬نتاج ‬تجربة ‬عميقة ‬تصيغها ‬الأمة ‬وتعمل ‬الدولة ‬على ‬تطبيقها، ‬وأساس ‬نجاح ‬هذا ‬التطبيق ‬استمرار ‬عقد ‬الالتزام ‬وعدم ‬التراجع ‬عنه ‬بين ‬الدولة ‬والجماهير ‬التى ‬تحركت ‬بعنفوان ‬الثورة ‬لتحقيق ‬أهداف ‬ثورتها ‬ولا ‬تقبل ‬فرض ‬أى ‬رؤية ‬خارجية ‬فى ‬صياغة ‬هذه ‬الأهداف.‬
تقدم ‬الدولة ‬المصرية ‬الآن ‬منجزًا ‬جديدًا ‬يضاف ‬إلى ‬المنجز ‬الكلى ‬الذى ‬تعمل ‬عليه ‬منذ ‬سبع ‬سنوات ‬وهو ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لحقوق ‬الإنسان، ‬عندما ‬نتناول ‬هذا ‬المنجز ‬الجديد ‬بالدرس ‬والتدقيق ‬يجب ‬أولا ‬أن ‬نرى ‬فيه ‬إلى ‬أى ‬مدى ‬حقق ‬شروط ‬الالتزام ‬بين ‬دولة ‬يونيو ‬ومواطنيها، ‬وهنا ‬ندرس ‬فقط ‬البنية ‬الكلية ‬لهذه ‬الوثيقة ‬الفارقة ‬والتى ‬تحتاج ‬تفاصيلها ‬منا ‬جميعًا ‬التفاعل ‬معها ‬والمزيد ‬من ‬التفاعل ‬لأنها ‬تحقق ‬قمة ‬تطبيقات ‬الدولة ‬الحديثة ‬على ‬كافة ‬المستويات ‬السياسية ‬والاجتماعية ‬والاقتصادية. ‬
يظهر ‬بوضوح ‬فى ‬بنية ‬وثيقة "‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لحقوق ‬الإنسان" ‬مدى ‬الالتزام ‬من ‬الدولة ‬تجاه ‬مواطنيها ‬وجماهير ‬يونيو ‬التى ‬أمدت ‬الدولة ‬بطاقة ‬هذا ‬الالتزام، ‬نجد ‬أن ‬الإطار ‬الزمنى ‬للوثيقة ‬الفارقة ‬محدد ‬بخمس ‬سنوات ‬وهو ‬أمر ‬أصبح ‬قاعدة ‬فى ‬كل ‬ماتصدره ‬الدولة ‬المصرية ‬الحديثة ‬دولة ‬يونيو ‬من ‬وثائق ‬استراتيجية ‬ومحورية ‬تتعامل ‬مع ‬الشأن ‬المجتمعى ‬المصرى ‬فهى ‬لا ‬تقدم ‬وعودًا ‬أو ‬أطروحات ‬مفتوحة ‬المدة ‬بل ‬هى ‬تلزم ‬نفسها ‬بعقد ‬محدد ‬المدة ‬يجب ‬تنفيذ ‬بنوده ‬فى ‬هذه ‬السنوات ‬الخمس ‬وستعمل ‬على ‬تنفيذه ‬دون ‬تراجع ‬عنه. ‬
تتصدى ‬الوثيقة ‬بوضوح ‬لكافة ‬المحاور ‬التى ‬تتولاها ‬الدولة ‬فلم ‬ترجأ ‬محورًا ‬ما ‬لأى ‬سبب ‬فتبدأ ‬بمحور ‬الحقوق ‬المدنية ‬والسياسية، ‬محور ‬الحقوق ‬الاقتصادية ‬والاجتماعية ‬والثقافية، ‬محور ‬حقوق ‬الإنسان ‬للمرأة ‬والطفل ‬وذوى ‬الإعاقة ‬والشباب ‬وكبار ‬السن، ‬محور ‬التثقيف ‬وبناء ‬القدرات ‬فى ‬مجال ‬حقوق ‬الإنسان ‬ولم ‬تكتف ‬الاستراتيجية ‬بتقديم ‬هذه ‬المحاور ‬بشكل ‬عام ‬بل ‬قدمتها ‬تفصيلا ‬وبتحديد ‬دقيق ‬يزيد ‬من ‬مفهوم ‬هذا ‬الالتزام ‬من ‬الدولة ‬تجاه ‬مواطنيها ‬الذين ‬صاغوا ‬إرادة ‬هذا ‬العهد ‬بينهم ‬وبين ‬دولتهم ‬التى ‬أرادوها ‬على ‬هذه ‬الدرجة ‬من ‬الحداثة. ‬
تقدم ‬وثيقة "‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لحقوق ‬الإنسان" ‬ذروة ‬مفهوم ‬الالتزام ‬من ‬الدولة ‬القائم ‬على ‬الاعتراف ‬والمصارحة ‬، ‬الاعتراف ‬بوجود ‬بعض ‬القصور ‬فى ‬البنية ‬التى ‬تشملها ‬هذه ‬المحاور ‬والمصارحة ‬فى ‬القيام ‬بإصلاح ‬هذا ‬القصور، ‬فالوثيقة ‬لا ‬ترسم ‬صورة ‬وردية ‬للواقع ‬أو ‬تقول ‬أنه ‬لا ‬يوجد ‬أفضل ‬مما ‬كان، ‬فالوثيقة ‬فى ‬كل ‬بند ‬من ‬بنود ‬محاورها ‬الأربعة ‬تقدم ‬أولا ‬نقاط ‬القوة ‬والفرص ‬التى ‬ستكون ‬قاعدة ‬أولية ‬للبناء ‬عليها، ‬ثم ‬الأهم ‬تطرح ‬بشفافية ‬قوية ‬التحديات ‬التى ‬تواجه ‬عملية ‬البناء ‬ثم ‬تعطينا ‬الخطوات ‬المستهدفة ‬التى ‬ستعمل ‬على ‬تحقيقها ‬وفق ‬الإطار ‬الزمنى ‬العام ‬للوثيقة ‬وهو ‬الخمس ‬سنوات. ‬
لم ‬تكتف ‬وثيقة ‬استراتيجية ‬حقوق ‬الإنسان ‬بدرجة ‬المصارحة ‬حول ‬التحديات ‬بل ‬هى ‬قدمت ‬كيف ‬ظهرت ‬هذه ‬الوثيقة ‬الفارقة ‬للنور ‬من ‬أول ‬الحوار ‬حولها ‬إلى ‬الإعداد ‬وصولا ‬إلى ‬الصياغة ‬النهائية ‬حتى ‬نطلع ‬جميعا ‬بشفافية ‬على ‬إطار ‬العمل ‬الذى ‬أنتج ‬هذه ‬الرؤية ‬الاستراتيجية ‬لمفهوم ‬حقوق ‬الإنسان ‬والذى ‬سنطبقه ‬على ‬مدار ‬السنوات ‬الخمس . ‬
طاقة ‬الالتزام ‬والمصارحة ‬والشفافية ‬فى ‬هذه ‬الوثيقة ‬كان ‬منبعها ‬أمرين ‬أنها ‬استراتيجية ‬وطنية ‬مصرية ‬خالصة ‬نابعة ‬من ‬هويتنا ‬ومنظومة ‬قيمنا ‬المصرية، ‬أو ‬كما ‬أوضح ‬الرئيس ‬عبد ‬الفتاح ‬السيسى ‬هذه ‬النقطة ‬الأساسية ‬فى ‬كلمته ‬فى ‬فعاليات ‬إطلاق ‬استراتيجية ‬حقوق ‬الإنسان. "‬يهمني ‬أن ‬أؤكد ‬مجددًا ‬أن ‬تلك ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬الأولى ‬نابعة ‬من ‬فلسفة ‬مصرية ‬ذاتية ‬تؤمن ‬بأهمية ‬تحقيق ‬التكامل ‬في ‬عملية ‬الارتقاء ‬بالمجتمع، ‬والتي ‬لايمكن ‬أن ‬تكتمل ‬دون ‬استراتيجية ‬وطنية ‬واضحة ‬لحقوق ‬الإنسان ‬تعني ‬بالتحديات ‬والتعاطي ‬معها ‬مثل ‬ما ‬تراعي ‬مبادئ ‬وقيم ‬المجتمع ‬المصرى" ‬
الأمرالثانى ‬تشيرإليه ‬الوثيقة ‬التى ‬تؤكد ‬أن ‬مصرتتقدم ‬بخطى ‬واثقة ‬نحو ‬بناء ‬مستقبل ‬يليق ‬بمكانتها ‬بين ‬الأمم ‬بطموحات ‬شعبها ‬ونتيجة ‬ثورته، ‬وأن ‬هذه ‬الثورة ‬كان ‬هدفها ‬الإصلاح ‬على ‬كافة ‬المستويات، ‬وعندما ‬تخرج ‬هذه ‬الوثيقة ‬الحقوقية ‬الاستراتجية ‬أمام ‬العالم ‬وبها ‬كل ‬هذا ‬الالتزام ‬من ‬الدولة ‬تجاه ‬مواطنيها ‬والمصارحة ‬والشفافية ‬فهذا ‬يؤكد ‬أن ‬الحراك ‬الثورى ‬للأمة ‬المصرية ‬نجح ‬بامتياز ‬وجماهير ‬يونيو ‬التى ‬بنت ‬دولتها ‬المصرية ‬الحديثة ‬مازالت ‬هى ‬المعلم ‬والمرجعية. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.