القيادة .. والمدارس الأمنية

بالبلدي

التطوير والإصلاح له عوامله ، فليس كل من تقلد منصبا أو حالفه الحظ بمكانة، أن ينجح فى حفر اسمه بين السابقين ، فالقيادة لها رجالها، والحنكة لها شروطها ، والمَعْلمة (بفتح الميم) تنادى على أصحابها .. فليرتد كل منا ما خلقه الله عليه، فأنا لن أكون طبيبا ناجحا وأنت لن تكون صحفيا بارعا وهو لن يصبح ضابطا مخضرما .. المعضلة تكمن فى أن كل واحد يرى أنه أستاذ فى كل المجالات، وكأن التخصص لا قيمة له.. يهب الله لكل واحد منا كاريزمته وعقليته وحجته ودهاءه وأسلوبه الذى يميزه عن غيره.. حتى فى مجال الأمن والشارع ترى نماذج مختلفة، أشكالا وألوانا، مدارس أمنية.
فإذا نظرت إلى قطاعى الأمن الوطني أو الأمن العام ، فاعلم أن لدينا كفاءات أمنية مخضرمة، لديهم حس أمنى عال، قراءة سريعة للجريمة.. حتى فى واقعة خطف الطفل زياد بالمحلة تحديدا ومئات القضايا الأخرى، ستجد سرعة واحترافية غير مسبوقة، مجهود خارق، وسلسلة ضربات أمنية ناجحة يوميا .
أما العاصمة، إذا ما ساقك القدر الى الدخول لأحد أقسامها، ستعلم أن الدائرة بأكلمها تحت أعين رئيس المباحث، من خلال كاميرات مجمعة فى الشوارع والحارات والميادين، ستجد نفسك أمام مدرسة أمنية هى صانعة النجوم، لديهم قدرة غريبة على حل ألغاز القضايا الشائكة، ، ناهيك عن المنظومة الثابتة فى الإدارات بداية بالبحث الجنائى ومرورا بالمخدرات ، وصولا إلى وحدات المرور .. فالعاصمة محظوظة بقيادات أمنية ورجال يعشقون الشارع وخدمة المواطن على رأسهم اللواء أشرف الجندى مساعد الوزير لأمن القاهرة واللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة للمباحث.
والوضع خلال هذه المرحلة فى الجيزة هو الأكثر دهاء والأسرع فى كشف غموض القضايا.. الجيزة هى المحافظة المترامية الأطراف، الممزوجة بين الريف والحضر والصعيد، دوائرها صعبة للغاية، وقضاياها كبيرة، مشهور عنها أنها مقبرة المخضرمين، ومعاش المحنكين، فقد حوت كوكتيلا أمنيا فى جميع قطاعاتها ، بإشراف اللواء رجب عبد العال مساعد الوزير مدير الأمن وبرئاسة اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة للمباحث ورموز أمنية أخرى من ضباط بحث وإدارات لهم باع فى العمل الأمنى، تحية لقائد المنظومة الأمنية الوزير المحنك اللواء محمود توفيق ولكل من يعمل بإخلاص وتفانٍ لتحقيق الأمن والأمان فى بلدنا الحبيبة.