الأسطى بيتسو !

أما قبل

اندهاش البرتغالى نيلو فينجادا المدير الفنى لاتحاد الكرة من نجاحات بيتسو موسيمانى السريعة مع الأهلى وإشادته بقدرة هذا المدرب الجنوب أفريقى على تحقيق هذه الطفرة فى الأداء والنتائج خلال عام واحد تقريبا ، يدفعنا للتوقف عند نموذج بيتسو وهو يواجه بعد غد السبت بالمغرب فريق بلاده الكبير كايزر تشيفز فى نهائى دورى أبطال القارة بعد أن أقصى موسيمانى فى دور سابق ناديه الأصلى صن داونز ..
من خلال نموذج بيتسو وآخرين يمكن تصنيف مدربى الكرة عندنا إلى صنفين : مدرب يضع خطته وأفكاره للمباريات اعتمادا فقط على فريقه ويعمل على تفعيل قدراته وتعظيم شخصيته ويدخل طائحا ولا يهتم كثيرا بقدرات المنافس ولا مصادر قوته وضعفه .. ونذكر هنا مانويل جوزيه مع الأهلى كنموذج حقيقى لهذا النوع الذى سار على نهجه تقريبا الكابتن حسن شحاته مع المنتخب فى عهده الذهبى .. أما الصنف الثانى فهو للمدرب الصنايعى أو الأسطى الذى يبنى أفكاره وخطته وطريقة وأسلوب لعبه على ما يجمعه ويعلمه ويتوقعه للمنافس فى المباراة .. مدرب يعكف كثيرا على قراءة المنافس ويواجهه بما يشل حركته ويبطل مفعوله وتجده يعدل طريقة لعبه وتشكيله حتى أثناء الشوط الواحد وفقا لما يكتشفه من المنافس . موسيمانى نموذج حقيقى لهذا المدرب الصنايعى الراهب فى محراب الكرة ويذكرنا كثيرا بالراحل محمود الجوهرى .
فينجادا الذى اندهش لنجاحات بيتسو سريعا مع الأهلى هو نفسه الذى خشى منذ سنوات تدريب الأهلى حتى لا يقارن بمواطنه مانويل جوزيه ولا يستطيع تكرار نجاحاته ، لكن المدرب الجنوب أفريقى جاء للقاهرة محملا بتحديات كبيرة وتقدير حقيقى للأهلى ومكانته بالقارة ، هو لا يضع نفسه فى مقارنة مع جوزيه وغيره بل ويعترف أن المشوار أمامه لايزال طويلا .. موسيمانى الصنايعى الماهر يجيد التفكير والترتيب للمناسبات الكبيرة ويحلل ويفحص المنافس بدقة الجراح وهو ما يفسر دوما نجاحاته فى إدارة المباريات الكبيرة بالخصوص . أسطى بجد.
بيتسو موسيمانى يعيش لكرة القدم وهو يكتب اسمه بحروف بارزة فى تاريخ مدربى القارة ويكفى أن نجاحه اللافت مع الأهلى فتح الباب لأندية الشمال الأفريقى لاستقدام مدربى الجنوب وبعد الأهلى الرائد سارع نهضة بركان المغربى للتعاقد مع الكونغولى فلوران ابينجى مدرب فيتا كلوب السابق على طريق الأسطى بيتسو موسيمانى .