رغم صغر سنه وعدم انتهاء مسيرته التعليمية بجانب قلة خبرته، رسم الشاب يوسف لنفسه خطوات من النجاح ثم صار عليها ولم يلتفت إلى الخلف أو يعود للوراء خطوة واحدة حتى أصبح واحدًا من أشهر مربيي النعام. لم يكترث يوسف عدلي (21 عاما) بما قيل له من أقرب الناس إليه، حين أزاح الستار عن مشروعه فتعرض للسخرية والاستهانة بطريقه الذي سلكه، وحول دراسته في معهد الزراعة إلى واقع ملموس بعد أن أصبح صاحب مشروع مزرعة نعام والذي بدأه بنعامة واحدة، وبقوة إرادته عام بعد الآخر ومثابرته استطاع خلال فترة قصيرة إنتاج خط كامل من النعام وأصبح له زبائن. اقرأ أيضا| حكايات | من شال عزّا.. كورونا تقضي على «نصبة» عمرها مئات السنين بقنا يوسف تحدث عن مشروعه بأن هوايته في الحياة تربية النعام، وهو ما جعله يفكر في استغلال حب هذا الطائر في مشروع مربح، وكانت البداية بشراء كتكوت نعام كنوع من التجربة ومع رعاية الكتكوت أصبح نعامة كبيرة، وقام ببيعها وبسعره اشترى 4 كتاكيت نعام. بنجاح الأربعة كتاكيت وتحولها لنعام كبير ظل على هذا الوضع إلى أن أصبح منتجا أي لديه ما ينتج النعام، وزاد حجم المشروع وتوالت الثمرات وتتابع النجاحات ما دفعه إلى اتخاذ خطوات إلى الأمام، ولم يساعده أحد لعدم اقتناع المحيطين بنشاط المشروع في باديء الأمر. تربية النعام تختلف بعض الشيء عن أي مشروع لتربية الطيور لأن كل شيء في النعامة يباع بداية من الجلد مرورًا باللحم والدهن والبيض انتهاء بالريش، ولكن في بداية المشروع للمبتدئين يجب بيع النعامة كاملة دون ذبح إلى أن يكتسب خبرة ويتعلم كيفية الذبح والتوزيع والبيع لمكونات النعام. وتحتاج رعاية الكتاكيت في البداية، غرفة صغيرة الحجم تبعد عن البرد، وبعد النمو يتم تغيير الغرفة لمكان به شمس، فنظراً لقوة مناعة النعام يستطيع تحمل أعلى درجات الحرارة لكونه طائر صحراوي، ويتغذى على علف نعام والمكون من فول صويا ذرة صفراء وبرسيم وأملاح معدنية وأذرة ناعمة، ويتم مزج الخليط كاملاً ويُقدم كوجبات للنعام، بحسب يوسف. وما ساعد يوسف في تربية النعام ونجاح هذا المشروع هو أنه يعيش لعمر 70 و80 عاما، ويظل في إنتاجه حتى عمر 40 عاما، وتبدأ مرحلة البلوغ لدى الإناث في عمر سنة ونصف، والذكور في عمر سنتين ونصف، ويبدأ سعر كتكوت النعام من مبلغ 1800 جنيه، ثم يباع في نهاية الدورة من 8 آلاف جنيه حتى 10 آلاف جنيه وتعتبر الأنثي أعلى سعرًا من الذكر. وتحدث يوسف عن كيفية إنتاج أسر منتجة للنعام، وتتكون هذه الأسر من أنثتين وذكر واحد، وتحتاج مساحة 150 مترا حتى 200 متر، ولا بد أن يكون المكان مكشوفا للسماء وبه ضوء وشمس. ويصل سعر الأسر المتاحة ل60 ألف جنيه، والتي تنتج كتاكيت في الموسم الأول من الشهر الأول حتى العاشر حوالي 60 كتكوت نعام، ويباع الكتكوت الواحد بمبلغ 1800 جنيه. وفي حالة بلوغه عمر شهر يُباع بسعر 2300 جنيه، وينفق يوسف على الأسر المنتجة لديه خلال العام الواحد حوالي 18 ألف جنيه، لطبيعة غذاء النعام المتطلب كميات كبيرة من الوجبات، فالنعامة الواحدة تتغذي على 3 كيلوجرامات علف صباحا ومثلها آخر النهار، وتضع البيض كل 48 ساعة ، وفي نهاية الموسم تنتج كتاكيت تقدر بيعها بحوالي 120 ألف جنيه . أما صافي ربحه من الأسر المنتجة يصل إلى 100 ألف جنيه أي أن الأسر العشر من النعام يصل ربحها لمليون جنيه خلال 8 أشهر، مما يجعل الإقبال على مثل هذا المشروع يحقق مكاسب وربحا عاليا. بدوره يتحدث محمود عبدالله، الذي يعمل مع صاحب المزرعة، عن أنه يذهب يوميًا في الساعة الثامنة صباحًا المزرعة ليراعي الكتاكيت المنتجة، ولتغذية والعناية بالنعام الصغير والكبير ووضع الوجبات الخاصة بالأسر، ثم يقوم بجمع البيض الذي وضعه النعام الكبير، وجمع الريش أيضًا الذي يباع، ومتابعة المعمل الخاص بالمزرعة وأخيرًا يؤكد عزت هاشم والذي يعمل أيضًا بالمزرعة منذ عامين وطبيعة عمله تكمن في توصيل لحوم النعام بعد الذبح للزبائن في جميع المحافظات، أن يوسف شاب مجتهد والمشروع أصبح أوسع وأكثر انتشارًا.
