انهيار كامل للنظام الصحى مع انتشار 92 سلالة متحورة فى البرازيل

التكدس السكانى وسوء الإدارة تحول أزمة كورونا لكارثة فى البرازيل

تحولت أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد التى أصابت أغلب دول العالم إلى واحدة من أسوأ الكوارث الصحية فى البرازيل، بعد أن وصل عدد الوفيات فى البلاد إلى ثانى أكبر عدد وفيات نتيجة الفيروس فى العالم بعد الولايات المتحدة فى حين وصل عدد الإصابات فيها إلى ثالث أكبر عدد بعد الولايات المتحدة والهند.
وقال باحثون من معهد الرعاية الصحية الرائد فى البرازيل «فيوكروز» إن البرازيل تواجه أخطر أزمة صحية فى تاريخها، مع ارتفاع عدد الوفيات والإصابات اليومية بفيروس كورونا.
وأكدت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية أن حالات الإصابة بفيروس كورونا تتزايد فى نصف بلدان الأمريكيتين، داعية البرازيل لحماية شعبها فى مواجهة الارتفاع القياسى فى أعداد الإصابات والوفيات.
وقال المحلل البريطانى جاك هورتون إن إصرار الرئيس البرازيلى جاير بولسونارو على التقليل من خطورة الفيروس خلال الشهور الأولى للجائحة ساهم فى تعقد الأزمة وتحولها إلى كارثة، خاصة بعد ظهور سلالة جديدة من الفيروس فى البرازيل أسرع انتشارا وأشد خطورة.
وكان بولسونارو يقول إن كورونا "مجرد إنفلونزا بسيطة∪ رافضا تطبيق إجراءات الإغلاق للحد من انتشار الفيروس قائلا إن هذه الإجراءات لن تؤدى إلا إلى زيادة الفقراء فقرا. ووصف حكام الولايات ورؤساء المدن البرازيلية الذين فرضوا إجراءات الإغلاق بأنهم "خونة". كما شكك فى فاعلية اللقاحات وجدواها وقال إنه لن يحصل على أى تطعيم مضاد للفيروس.
وقال ميجول نيكوليليس أستاذ علم الأعصاب البرازيلى فى جامعة دوك الأمريكية إن البرازيل ∩تواجه حاليا انهيارا شاملا للمستشفيات. هذه أول مرة فى التاريخ ينهار فيه النظام الصحي. إذا استطعنا الحصول على كميات كبيرة من اللقاحات يمكننا على الأقل التقليل من حدة الكارثة∪.
وأضاف أن البرازيل لم تعد فقط بؤرة عالمية للوباء ولكنها أصبحت خطرا يهدد جهود المجتمع الدولى بأكمله للسيطرة على الوباء. نحن نصّدر سلالات مختلفة جديدة من الفيروس كل أسبوع.
أما نتاليا باستيرناك أستاذة الميكروبيولوجى فى البرازيل فتقول إن عدد السكان الضخم للبرازيل باعتبارها الأكبر فى أمريكا اللاتينية من حيث عدد السكان يجعل تنفيذ برنامج شامل للتطعيم ضد فيروس كورونا أمرا صعبا فى ظل صعوبة الحصول على الكميات الكافية من اللقاحات.
وأضافت أن البرازيل التى يزيد عدد سكانها على 210 ملايين نسمة لديها "خطة جيدة للتطعيم. فإذا توافرت كميات اللقاحات، سنقوم بعمليات التطعيم بسرعة بفضل ما لدى النظام الصحى من خبرات كبيرة فى هذا المجال∪.