أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات ما جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بشأن استعداد إدارة الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى بسط السيادة الإسرائيلية وتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق بالضفة الغربية تعتبرها الرؤيا الأمريكية جزء من دولة إسرائيل". واعتبرت الخارجية الفلسطينية ذلك امتدادًا للانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين. وأكدت الوزارة، في بيانٍ صادرٍ عنها اطّلعت عليه بوابة أخبار اليوم، أن هذا الموقف الأمريكي يأتي كترجمة لتصريح سابق أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حين اعتبر أن ضم مناطق في الضفة الغربية يعود إلى الحكومة الإسرائيلية، وكأن الضفة الغربية أصبحت في نظر التيار المسيحي المتصهين الحاكم في أمريكا شأن إسرائيلي داخلي. وأضاف البيان "وما يثير السخرية أن إدارة الرئيس ترامب تلجئ لتلاعب في الكلمات لتغطية وتسويق تبنيها الكامل للمشروع الإسرائيلي الاستعماري في الضفة الغربيةالمحتلة، وهو ما كررته المتحدثة باسم الخارجية الأميركية حين أكدت أن الاعتراف الأمريكي بهذا الضم في سياق موافقة الحكومة الإسرائيلية على التفاوض مع الفلسطينيين على أساس الخطوط التي حددتها رؤية الرئيس ترامب". واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن هذه المواقف والصيغ الأمريكية أكبر وأوضح عملية استخفاف واستغباء لعقول القادة الدوليين، مشيرةً إلى أن الموافقة الأمريكية على ضم الأغوار وفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات والاعتراف الأمريكي السابق بضم القدس وجميع القرارات الأمريكية المنحازة لدولة الاحتلال بالضرورة لن تبقي ما يمكن التفاوض عليه. وتساءلت الوزارة مستهجنةً "عن أية مفاوضات تتحدث الإدارة الأمريكية بعد أن حسمت بقراراتها قضايا الحل النهائي التفاوضية لصالح دولة الاحتلال ومن جانب واحد وبالقوة؟". وقالت الخارجية الفلسطينية "إننا إذا إزاء لعبة سياسية أمريكية تجرد الفلسطينيين وتحرمهم من حقوقهم التي أقرتها الشرعية الدولية قبل بدء أية مفاوضات لتطالبهم أمريكا الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ليتم بعد ذلك تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية أيضًا عن رفضهم بسبب الانحياز الأمريكي المفروض عليهم، كما أن هذا الموقف الأمريكي يعتبر انقلابًا فاضحًا على مرجعيات عملية السلام الدولية وفي مقدمتها الأرض مقابل السلام ومبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي استبدلتها الإدارة الأمريكية بما يسمى صفقة القرن كرؤيا للرئيس ترامب". وتابعت "لقد شاهدنا إجماعًا دوليًا في مجلس الأمن الأسبوع الماضي رافضًا لهذه الخطة ولخطوة الضم التي أعلنها رئيس حكومة دولة الاحتلال. وعليه المطلوب الآن هو في كيفية ترجمة هذا الإجماع الدولي الرافض لخطوة الضم عبر إجراءات عملية يتم التلويح بها وفرضها على دولة الاحتلال في حال أقدمت على الضم، بحيث تشمل تلك الإجراءات عقوبات سياسية، دبلوماسية، اقتصادية وتكنولوجية، ترتقي إلى خطورة الخطوة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا، مع ضرورة إدانة إدارة ترامب والبحث عن آليات دولية مناسبة للحد من تسلط، هيمنة وتنمر الإدارة الأمريكية على السياسة الدولية والقانون الدولي".