لعلنا لا نتعدى الحقيقة ولا نتجاوز الواقع فى شيء، إذا ما قلنا إن هناك ملاحظة لافتة تستوجب الذكر من جانب المتابع لأحوال العالم هذه الأيام، فى ظل الهجمة الشرسة التى يشنها فيروس «كورونا المستجد» عليه الآن، بعد تحور وانفلت من عقاله وراح «يبرطع» فى كل الدنيا، يغزو القارات ويحتل الدول ويصيب الجماعات والأفراد. هذه الملاحظة تدور حول اختلاف ردود الأفعال من جانب الدول والشعوب، تجاه ما جرى وما كان من وقائع المواجهة مع الڤيروس المنفلت، والحرب الدائرة بينه وبين البشر فى تلك الدول. واللافت بالتأكيد هو ذلك الفارق الكبير فى ردود الفعل ما بين الجدية فى التناول وبين التهاون النسبى وغياب الجدية الواجبة فى ردة الفعل، حيث وجدنا دولا وشعوبا مثل الصين، التى هاجمها الڤيروس بكل عنف وبدأ بها دون كل الدول والشعوب. وجدناها وقد تناولت الأمر بمسئولية كاملة وجدية تامة، واتخذت كل الاجراءات اللازم اتخاذها لمواجهة هجمة الڤيروس العنيفة والشرسة، وأعلنت الحرب عليه بكل الوسائل والاجراءات اللازمة والمتاحة، وصولا إلى عزل مدن كاملة، حتى نجحت فى حصاره والحد من خطره. بينما رأينا دولا وشعوبا اخرى لم تتنبه للأمر وخطورته، ولم تعطه ما يستحقه من جدية واهتمام، فكانت النتيجة انه استشرى وأصبحت للأسف بؤرة ومستوطنة لڤيروس «الكورونا المستجد» تصدره إلى بقية الدول والشعوب،..، والمثال واضح فى إيطاليا وإيران وغيرهما. من أجل ذلك، لابد ان ندرك ونعى جميعا فى مصرنا الحبيبة، ان الانتصار فى الحرب ضد الڤيروس المنفلت، والخلاص من خطره ووجوده، يعتمد علينا نحن ويكمن فى قدرتنا على الوقوف بصلابة واصرار وعلى قلب رجل واحد فى مواجهته،..، وذلك بالالتزام التام والصارم والكامل بكل الاجراءات الوقائية والاحترازية الواجبة والتى أعلنتها الدولة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وكل الخبراء والمتخصصين فى مصر والعالم. «وقانا الله جميعا شر الكورونا.. وكتب لمصر السلامة من كل سوء».