تصاعدت حدة التصريحات بين واشنطنوبكين خلال الأيام الأخيرة، حيث تراشق الطرفان الاتهامات التى أشعلت حربا كلامية بينهما بسبب فيروس كورونا، وذلك امتدادًا للحرب التجارية التى بدأت بوصول الرئيس ترامب إلى الحكم فى نهاية عام 2016. فبعد تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن أن بداية ظهور فيروس كورونا كانت فى منطقة ووهان التى يتواجد بها الجيش الأمريكي وهو ما أدى لدخول المرض إلى بلده - حسب تصريحاته- استخدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعبير "الفيروس الصينى" فى حديثه عن فيروس كورونا المستجد كما استخدم نفس التعبير فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر". وقال ترامب: «لا أقدر قول الصين أن جيشنا نقل لهم الفيروس. جيشنا لم ينقل الفيروس إلى أحد». وأوضح الرئيس الأمريكي الذي بدا غاضبا أنه يستخدم عبارة «فيروس صيني» ردا على هذه الاتهامات. نفس الصيغة يستخدمها وزير الخارجية الأمريكي الذي لم يعد يتحدث سوى عن «فيروس صيني» أو «فيروس قادم من ووهان»، وهى المدينة التي ظهر فيها المرض للمرة الأولى. وقد استفز الجانب الصينى قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام صيغة "الفيروس الصيني" ليصف فيروس كورونا المستجد، مؤكداً أنه جاء من الصين. وقد كررها فى تغريداته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، ما أدى إلى تأجيج غضب بكين. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية "نشعر باستياء كبير"، معتبراً ذلك إدانة لبلده. وفى تصعيد صينى أعلنت الصين عن بعض الإجراءات الانتقامية ضد وسائل إعلام أمريكية كرد على قيام واشنطن بتصنيف 5 وسائل إعلام صينية على أنها "بعثات أجنبية" تتبع الحكومة الصينية. واتخذت الصين عددًا من الإجراءات تتضمن ضرورة تقديم مكاتب وسائل الإعلام الأمريكية في الصين ومنها صوت أمريكاونيويورك تايمز وول ستريت جورنال واشنطن بوست ومجلة التايم تقارير مكتوبة عن جميع قوائم موظفيها، وأموالهم، وحيازاتها من الممتلكات. وطلبت الصين من الصحفيين الأمريكيين المتواجدين فيها بهذه الصحف، والذين تنتهي أوراق اعتماداتهم الصحفية قبل نهاية هذا العام، إبلاغ وزارة الخارجية الصينية بذلك، وإعادة بطاقاتهم الصحفية. وبموجب القرار، لن يُسمح لهؤلاء الصحفيين بإجراء تقارير في جمهورية الصين الشعبية، بما في ذلك هونغ كونغ وماكاو، ما يعني فعلياً طردهم، حسبما ذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وذكرت الخارجية الصينية أن هذه الإجراءات هى رد على قرار واشنطن بتخفيض كبير في عدد الصينيين الذين يسمح لهم بالعمل لخمس وسائل إعلام لبكين في الولاياتالمتحدة. وقالت الصين إن ذلك يأتي ردًا على طرد الصحفيين الصينيين من الولاياتالمتحدة، وأنها ستتخذ إجراءات مماثلة ضد الصحفيين الأمريكيين في مواجهة الإجراءات الأمريكية التمييزية ضد الصحفيين الصينيين فيما يتعلق بالتأشيرات والمراجعات والمقابلات الإدارية. وكانت الخارجية الأمريكية قد قامت فى 19 فبراير الماضى بتصنيف 5 وسائل إعلام صينية على أنها "بعثات دبلوماسية أجنبية" وهو ما يوقعها تحت سيطرة الحكومة الصينية. وضمت هذه القائمة شبكة تليفزيون الصين العالمية، وراديو الصين الدولي، وشركة تشاينا ديلي للتوزيع، وهاي تيان ديفيلوبمنت الأمريكية، ووكالة أنياء شينخوا. وعبر «نادي المراسلين الأجانب في الصين» فى بيان أصدره عن أسفه لأن الصحفيين وضعوا في المواجهة بين القوتين الكبيرتين. وقال إن الصحفيين يقومون بتنوير العالم الذي نعيش فيه، وبهذا الإجراء تفرض الصين التعتيم على نفسها، وأضاف أن هذا الإجراء شمل 13 مراسلا على الأقل. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو معترضاً إن "الأمرين مختلفان" على حد تعبيره، مؤكداً أن إجراءات واشنطن تستهدف أعضاء وسائل للدعاية الإعلامية الصينية، ودعا الصين إلى التراجع عن قرارات الطرد التي تمنع العالم من معرفة ما يحدث فعلياً داخل البلاد. وفى واشنطن رأى عدد من البرلمانيين الأمريكيين وصحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» أن إعلان الصين مؤسف خصوصا في أوج أزمة صحية عالمية تبدو فيها المعلومات مهمة أكثر من أي وقت مضى. ووصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الإجراءات الصينية بأنها هجوم غير مسبوق على حرية الصحافة.