برغم أن الحكم النهائى لسه بدرى عليه إلا أن الجواب برضه بيبان من عنوانه.. والكلام عزيزى القارئ عن تليفزيوننا المصرى وقناتنا الأولى، ففى الثانى والعشرين من الشهر الماضى انطلقت الشاشة الرئيسية فى شكل جديد تماما.. صورة جميلة براقة تخطف العين ومحتوى رااااااائع وليثبت بالفعل لا بالقول أن الحكاية وكما بدأت من ماسبيرو فستظل أيضا مستمرة ولها الريادة على جميع التليفزيونات الأخرى، وليظل هذا التليفزيون بما لديه من رصيد حافل بالنجاحات قادرا على تجميعنا من جديد حول شاشته الرئيسية.. شاشة القناة الأولى.. وكانت المفاجأة الكبرى هى فقرة التاسعة والتى تبدأ بنشرة الأخبار ثم يعقبها برنامج التوك شو والذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى.. الحقيقة أن هذا الاختيار قد جاء فى محله تماما، فوائل الإبراشى وجه مقبول جدا وله كاريزما لا ينكرها أحد وكذلك المذيعة ناردين فرج والتى وقع الاختيار عليها لتكون بديلة لوائل يومى الخميس والجمعة من كل أسبوع مذيعة كاملة، ثقافة وكفاءة وقبول وعدم استظراف يعنى مذيعة الحقيقة مافيهاش غلطة.. المدهش أن كل هذا التطوير قد تم بسواعد أبناء التليفزيون المصرى ومعنى ذلك أن تلك الكفاءة التى رأيناها على الشاشة قد كانت موجودة من قبل ذلك ولكن كانت فقط تنتظر الإرادة التى تحركها وتعطيها إشارة البدء.. ولم يخذلنا التطوير فجاء الخطاب الإعلامى محترما وتوجهاته للبناء وليس للإثارة كما تفعل الفضائيات الخاصة، وجاءت نشرات الأخبار مرتدية ثوبا جديدا خاطفا للعين ومختلفا تماما عما تعودنا عليه من قبل، وصار المشاهد يشاهد من قلب الحدث صوتا وصورة بواسطة عدد كبير من المراسلين، وصارت التقارير المصورة تفوق عدد الأخبار المقروءة كما وكيفا.. ناهيك عن دقة اختيار قراء النشرة فبجانب عدد من الوجوه المعروفة تمت الاستعانة بعدد من الوجوه الجديدة الشابة لقراءة النشرة لا تقل كفاءتهم إطلاقا عن القراء الذين سبقوهم فى ذلك المضمار بعشرات السنين.. ومن متابعتى الدقيقة لشاشة القناة الأولى بعد تطويرها فقد لاحظت أنه تم كذلك تقليص عدد البرامج المذاعة عليها وانتقل بعضها إلى شاشة القناة الثانية وشاشة القناة الفضائية، وهذا ربما لتحقيق هدفين معا الأول لصالح التطوير والتجديد والآخر لعدم الإضرار بأى من العاملين فى التليفزيون المصرى وهو توجه إنسانى أحيى عليه جميع من بيدهم اتخاذ القرار، خاصة وأن جميع العاملين فى البرامج من أبناء التليفزيون المصرى.. وقد سعدت عندما قرأت لنائلة فاروق رئيسة التليفزيون أن هناك تطويرا أيضا سينال أيضا القناتين الفضائيتين الأولى والموجهة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والثانية والموجهة إلى أوروبا وأفريقيا والوطن العربى.. وستتم زيادة تردداتهما وتخصيص عدد من الاستوديوهات الكبيرة بما لها من إمكانيات ضخمة لتقديم البرامج على شاشتى تلك الفضائيتين.. وفى هذا الصدد كم قرأت شائعات كان يطلقها الإخوان ويروجها الأغبياء عن تسريح وتشريد العمالة من التليفزيون وثبت تماما أنها أكاذيب لا أساس لها من الصحة.. تحية من القلب لكل من ساهم فى هذا التطوير.. الأوبرا وأسعار التذاكر الفلكية القارئ العزيز محمد يسرى يسألنى «كيف بالله نرتقى بأذواق الناس الذين صاروا يستمتعون بغناء المهرجانات والميكروباصات والتكاتك لا فرق فى ذلك بين الأغنياء والفقراء؟.. كيف نرتقى بأذواقهم وفى المقابل تصل أسعار تذاكر الأوبرا المصرية على سبيل المثال - لأرقام باهظة لا تقدر عليها إطلاقا أى أسرة مصرية متوسطة الدخل، وإلا فمن أين يمكن لأسرة مكونة من أربعة أفراد أو خمسة أفراد تدبير ألف جنيه لزوم قضاء سهرة غنائية فى الأوبرا؟.. وأتعجب لذلك من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم والتى هى فنانة عازفة فى الأصل.. كيف سمحت بهذا الارتفاع الكبير فى أسعار تذاكر الأوبرا ليتقلص عدد ونوعية الحضور إلى أضيق دائرة ولتترك بعد ذلك الساحة الغنائية لمطربى التكاتك يبرطعون فيها كما يشاءون ثم نتساءل بعد ذلك من أفسد أذواق الناس؟».. ما قل ودل: أول ما تلاقينى عديتهالك من غير عتاب اتأكد إنى عديتك معاها.