لايزال جمال حمدان، مفكرا مثيرا للإعجاب والدهشة، وربما الحنق والإتهام بالشيفونية أيضا.. كما سبق أن رفضت قبل سنوات، مسئولة بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة، ترجمة كتابه (شخصية مصر.. دراسة فى عبقرية المكان) بدعوى أنه كتاب عنصرى!!.. «جمال حمدان» هو شخصية هذا العام للدورة (51) لمعرض القاهرة الدولى للكتاب... وموسوعته (شخصية مصر) لاتزال هى الكتاب الأكثر قراءة وحضورا.. فى الساعات الأولى من اليوم الأول من معرض الكتاب (قبل أيام) نفدت كاملة كل النسخ من (شخصية مصر) بأجزائه الأربعة، الصادرة عن مكتبة الأسرة هذا العام (لا يتجاوز ثمن ال 4 أجزاء 140 جنيها).. وهو أمر جدير بالتحية وتكرار الإشادة بمشروع (مكتبة الأسرة) الحريص لايزال على دعم الكتاب، ودعم الثقافة باعتبارها خدمة، يجب إيصالها للقارئ بأيسر السبل... وعلى صفحته الإلكترونية «فيسبوك» نشر الشاعر السورى «منذر مصرى» صور الأجزاء الأربعة لكتاب (شخصية مصر) لجمال حمدان (من داخل معرض القاهرة) متسائلا.. ترى من يكتب شخصية سوريا؟!. لماذا نفد كتاب «شخصية مصر» خلال ساعات قليلة من معرض الكتاب، برغم مرور أكثر من 50 عاما على كتابته، وبرغم صدوره فى طبعات مختلفة طوال هذه الأعوام؟!.. ما كل هذه الأهمية؟!... وكل هذا التأثير؟!... كتب جمال حمدان شخصية مصر فى صورته الأولى فى (300 صفحة) عام 1967 وخلال عشر سنوات متواصلة، أكمل صياغته النهائية، ليصدر كاملا فى 4 أجزاء 1984(شخصية مصر الطبيعية... شخصية مصر البشرية... شخصية مصر التكاملية... شخصية مصر الحضارية).. يقدم الكتاب قراءة فى عبقرية المكان... تلك الوسطية بين الماضى والحاضر.. بين المحلية والعالمية.. بين الأصالة والمعاصرة.. بين التراث والاقتباس.. لتحتفظ مصر عبر العصور بشخصية مستقلة قوية متميزة.
