أقدمت إيران على شن هجماتٍ صاروخيةٍ ضد قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، بإطلاق اثنى عشر صاروخًا موجهًا صوب قاعدتي عين الأسد بمحافظة الأنبار وإربيل. الخطوة الإيرانية جاءت ردًا على مقتل الجنرال العسكري الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في بغداد يوم الجمعة الماضي، في غارةٍ أمريكيةٍ بالقرب من مطار العاصمة العراقية، خلفت ردود فعلٍ غاضبةٍ في إيران، وسط دعوات الثأر للقائد العسكري البارز داخل الشارع الإيراني. الأمر دفع إيران لشن هجماتٍ صاروخيةٍ على قاعدتين أمريكيتين، بالتزامن مع مراسم دفن سليماني في مسقط رأسه بمدينة كرمان، جنوب غرب البلاد. وقال الحرس الثوري الإيراني إنه قتل 80 جنديًا أمريكيًا في إحصاءٍ مبدئيٍ للضحايا، بينما لم ترد أي أرقام رسمية من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" حول الخسائر التي لحقت بالقوات الأمريكية جراء القصف الإيراني العنيف. لكن الضربات الجوية الإيرانية فتحت المجال للحديث عن مدى انتهاك إيران لاتفاق وقف إطلاق النار، المبرم مع العراق، قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهو الاتفاق الذي وضع حدًا للحرب الخليجية الأولى. اتفاق وقف إطلاق النار تلك الحرب الضروس دارت رحاها بين عامي 1980 و1988، قبل أن تضع أوزارها في يوليو عام 1998 مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين العراقوإيران، والذي رعاه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. ودعا قرار مجلس الأمن رقم 598، الصادر في هذا الشأن آنذاك، إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إيرانوالعراق وإعادة أسرى الحرب إلى وطنهم، وانسحاب الطرفين إلى الحدود الدولية. ونصّ القرار على ضرورة عدم اختراق أي بلدٍ مجال البلد الأخرى، وهو ما لم يحدث في العملية الإيرانية الليلة الماضية، فضربت إيران القواعد الأمريكية في قلب الأراضي العراقية. ومن جهته، أدان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي ما وصفه ب"الانتهاك الإيراني" للسيادة العراقية، داعيًا الحكومة العراقية لاتخاذ الخطوات اللازمة لحفظ سيادة العراق، وإبعاده عن دائرة الصراع. وقال الحلبوسي "في الوقت الذي ندين فيه الانتهاك الإيراني للسيادة العراقية فجر اليوم الأربعاء 8 يناير نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة الأطراف المتنازعة استخدام الساحة العراقية في تصفية الحسابات". تصريح الجيش العراقي وكان الجيش العراقي قد ذكر على لسان المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة، عبد الكريم خلف، أن الجيش تلقى رسالةً من الجانب الإيراني قبيل الشروع في ضرب القواعد الأمريكية لإبلاغه بضلوع إيران في شن عمليات انتقامية للثأر من مقتل سليماني. وقال خلف، "بعد منتصف الليل بقليل من اليوم الأربعاء تلقينا رسالة شفوية رسمية من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران بأن الرد الإيراني على اغتيال الشهيد قاسم سليماني قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل، وأن الضربة ستقتصر على أماكن تواجد الجيش الأمريكي في العراق دون أن تحدد مواقعها".
