قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، إن الأزهر تاريخا ورسالة وقومية ومنارة وإنسانية وحضارة أكبر من معطيات الكلام وأعمق من أن تختزل جهوده في دقائق قليلة. وأضافت الصعيدي، خلال ورشة عمل «الحفاظ على الكرامة الإنسانية في النزاعات المسلحة في ضوء القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية»، بالتعاون بين الأزهر الشريف واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الأزهر تاريخ يمتد لأكثر من ألف عام ومن هذا المنطلق ستكون كلمتي ومضات وإشارات وتطواف قصير حول أنشطته وجهوده الحافلة بالعطاء والإنسانية والخير للبشرية. وأشارت إلى أن للأزهر الشريف جهودا جليلة وأنشطة عديدة متنوعة متباينة داخلياً وخارجياً جهوداً مادية ومعنوية، أنشطة دعوية وتعليمية وأكاديمية وبحثية واجتماعية وثقافية وإنسانية، وظل على مدار تاريخه ولايزال يفتح أبوابه للظامئين إلى العلم والمعرفة من العلماء والطلاب من داخل مصر وخارجها دون تميز أو إقصاء. ولفتت إلى أن جامعة الأزهر تستهدف المناطق الفقيرة والمحرومة والنائية، في جميع أنحاء الجمهورية بالمجان، كما أن جل الطلاب الوافدين من الدول الفقيرة، وهي تحتضن ذوي الإعاقة من قديم الزمان وتعمل على وتعمل على إدماجهم في المجتمع مع الأسوياء تماما. وقالت: «لم يقف الأزهر على كونه معقلا للعلم والمعرفة بل تعددت أنشطته وإسهاماته وتنوعت أدواره شيئا فشيئا، فأصبح بجانب هذه الريادة العلمية والثقافية له دور راسخ وإيجابي ومتواصل في خدمة الحضارة الإنسانية ورقيها، وأصبح منبعا للوطنية وقلعة للدفاع عن القضايا العربية والقومية والإنسانية». وتابعت: «صار على مدار تاريخه يمثل برلمان الأمة وعلماءه نوابها الذين اتخذوا من الأخلاق والقيم الإنسانية دستورا لهم، وعلى الرغم مما يحيط بالأزهر في وقتنا الحاضر من ظروف وتحديات دولية وإقليمية، وانتشار الجماعات الهدامة والمتطرفة فإنه يواصل جهوده تحت قيادة شيخه فضيلة الأمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب بكل عزم وإخلاص وعلى المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية والإنسانية كافة، والحوار والتواصل مع الآخر من اتباع الديانات السماوية والوضعية والانفتاح على المؤسسات والمنظمات العلمية والدولية، ونشر السلام ونبذ العنف والتطرف، ومقاومة قوى الشر والإرهاب ونشر ثقافة الإسلام وأحكام شريعته السمحة إلى العالم في صورتها الأصيلة الصحيحة الوسطية المعتدلة التي تهدف إلى اسعاد البشرية وتقدم الإنسانية وترسيخ روح التآلف والتعايش والسلام بين العالم دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة».