تقرير خاص| «برنو».. مسجد وحيد مُشهّر في التشيك.. فكيف يؤدي المسلمون صلواتهم؟

span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""في بلداننا العربية والإسلامية، تكثر المساجد التي يردها المسلمون لقضاء فرائضهم المكتوبة عليهم، فلا يكاد يخلو أي شارعٍ أو منطقةٍ سكنيةٍ من وجود مسجدٍ للصلاة والتعبد فيه، فالعاصمة المصرية القاهرة على سبيل المثال تٌسمى مدينة الألف مئذنة، لكثرة المآذن والمساجد بها، وكل الأقطار والبلدان العربية بمدنها يُرفع فيها صوت الأذان ويقصد المصلون جوامعها ومساجدها للصلاة والعبادة لله الواحد الأحد.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ولكن في الشتات، يعيش مسلمون يعانون أشد المعاناة في إيجاد مسجدٍ أومصلٍ يتمكنون من خلاله من أداء صلواتهم وشعائرهم الدينية، خاصة صلوات الجمع والأعياد وتراويح شهر رمضان، وغيرها من العبادات، التي يتقربون من خلالها للمولى -عز وجل-، خاصةً في البلدان، التي يمثل فيها المسلمون قلة معدودة. ومن بين تلك البلدان جمهورية التشيك، الواقعة وسط قارة أوروبا.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وفي التشيك، بُني مسجد برنو في المدينة التي تحمل نفس اسم المسجد عام 1998، ووقتها كان الوحيد من نوعه في البلاد، وهى على حالته هكذا إلى يومنا هذا، حيث لم تقم السلطات التشيكية بالشروع في بناء أي مسجدٍ جديدٍ بالبلاد.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""مسجد مدينة برنو، بعد ذلك تم إغلاقه لسنواتٍ، قبل أن يُعاد افتتاحه مرةً أخرى في ديسمبر عام 2015، ليفتح أبوابه مرة أخرى أمام المصلين الراغبين في أداء شعائرهم الدينية، ويُقدر عدد من يصلي الجمعة في هذا المسجد بنحو 150 شخصًا كل أسبوعٍ.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ولكن بالطبع مسجدٌ وحيدٌ في بلدٍ بأكمله لن يكون كافيًا لتمكن المسلمين المقيمين في سائر المدن التشيكية من أداء الصلوات المفروضة عليهم في المسجد، وذلك وسط امتناع السلطات التشيكية عن التأشير على تشييد مساجد أخرى في البلاد.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وتظهر استطلاعات رأي سابقة في البلاد عدم رغبة التشيكيين في إنشاء مساجد في البلاد، ومن بينها استطلاع رأي أجرته وكالة "سانيب" المحلية، ذكرت فيه أن أكثر من 75% ممن شملهم الاستطلاع لا يوافقون على إنشاء مساجد في الجمهورية التشيكية.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وضعية الإسلام في التشيك
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويقول محمد نظمي عقرب، وهو مصري يقيم في العاصمة التشيكية "براج" منذ عام 2010، إن مسجد برنو هو المسجد الوحيد المشهر في التشيك من قبل السلطات التشيكية، ولكن خلاف ذلك يوجد مساجد صغيرة داخل أبنية في العاصمة براج يبلغ عددها خمسة مساجد.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويردف قائلًا: "هناك مسجد كويتي وآخر تركي والمسجد الرئيسي، وهناك مسجد في "السنتر" في مكان سيء جدًا تحت الأرض تقريبًا، ومسجد آخر في المطار ولكن هذا بعيدٌ عن الناس.. وهناك مسجدان في براج تم إغلاقهما بالفعل، وهناك حديث حاليًا عن إغلاق مسجد آخر".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويضيف "نظمي عقرب" ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه لا يوجد أي مظاهر للإسلام في التشيك تقريبًا، مشيرًا إلى أن الإسلام كدين غير معترفٍ به هنا في البلاد.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ولفت "نظمي" إلى أنه منذ عدة سنوات كانت هناك حملة للاعتراف بالإسلام في التشيك، قائلًا "كنا بحاجة ل10 آلاف توقيع من المسلمين كي تعترف السلطات التشيكية بالإسلام، لكن مع الأسف لم يتم جمع التوقيعات نظرًا لقلة عدد المسلمين هنا".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وحول عدد المسلمين في التشيك، يقول نظمي إنه لا توجد إحصائية رسمية لعدد المسلمين، لكن عدد المسلمين يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف ويمكن أن يزيد قليلًا فقط.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""مساجد بالجهود الذاتية
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ومن جانبه، يقول عماد حمدي فرحات، وهو مصري آخر مقيم في جمهورية التشيك ويعمل موظف بشركة سياحة ويعيش في العاصمة براج، إن التشيك بها أربعة مساجد خلاف مسجد برنو، وهو مسجد كبير، وهناك ثلاثة مساجد في العاصمة براج.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويضيف "عماد" ل"بوابة أخبار اليوم"، أن هناك مشكلة في التصاريح المتعلقة بتشييد المساجد، مستطردًا بالقول: "ولكن لا أعتقد أن هناك تشريع بأنه غير مصرحٍ بإنشاء المساجد، ومع ذلك مسألة بناء مسجد في التشيك أيضًا صعبة بسبب غلو الأسعار هنا، وهو ما يجعل تكلفة تشييده باهظة".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويمضي قائلًا: "لا توجد مساجد تم بناءها حديثا في التشيك آخر المساجد كان واحد لديه مطعم ومكان خاص به وتبرع به وتم تحويله إلى مسجد بعد الحصول على ترخيص بذلك بعد سنتين من رفض السلطات تحويل هذا المكان لمسجد"، مضيفًا: "هناك مسجد آخر كان لأحد الاشخاص يمتلك "سوبر ماركت" وتبرع به وتم تحويله إلى مسجدٍ".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""الجامع الكويتي
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويواصل عماد حديثه قائلًا: "هناك أيضًا مسجد بلمفكا.. نسميه الجامع الكويتي لأن من قام بإنشائه شخص كويتي كما تقوم السفارة الكويتية في براج بالمساهمة في متطلباته".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وهذه صورة لإحدى صلوات الجمعة في المسجد المسمى ب"الجامع الكويتي"، كانت في إحدى الجمع الماضية.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""صلاة الجمعة «مرتان»
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وتعتبر صلاة الجمعة هي الصلاة الأهم بالنسبة للمسلمين أسبوعيًا، والتي يحرصون على أدائها في المسجد، وفقًا للأوامر الدينية التي نصت عليها الشريعة الإسلامية.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وفي هذا الصدد، يشير "عماد" إلى أنه بالنسبة لصلاة الجمعة يكثر التجمع في براج في مسجد في السنتر، وهو مسجد تبرع به أحد الأشخاص، وهناك مسجد في مكان آخر اسمه بالموسكا.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويبرز عماد مشهدًا من صلاة الجمعة في براج، والذي يحدث باستمرار، فيقول "المسجد الموجود في السنتر يصلي فيه نحو 120 مسلمًا صلاة الجمعة.. ونظرًا لأن هذا العدد لا يتوافق مع مساحة المسجد يتم أداء صلاة الجمعة مرتين كل أسبوع في نفس المسجد".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وينوه "عماد" إلى أن المساجد الثلاثة في براج جميعها داخل مبنى، وأنه لا يوجد أي مئذنة في هذه المساجد، موضحًا أيضًا أنه بالنسبة لمكبرات الصوت غير مسموح بها ويتم استخدام سماعات داخلية فقط.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""صلاة العيد
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وبالنسبة لصلاة الأعياد، يقول محمد نظمي عقرب، إن هذه الصلاة تعتمد على تجمعات المسلمين في مكانٍ معينٍ. ويعرض لنا "نظمي" صورةً لتجمعٍ للمسلمين في براج، في إحدى صلوات العيد الماضية.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وأشار "نظمي" إلى أنه كانت هناك دعوة في تلك الصلاة لتجمع المسلمين في الصلاة في مكانٍ واحدٍ، مضيفًا "ومع ذلك تظهر الصورة أن عدد المسلمين قليلٌ للغاية في براج لأن ساحة المكان لم تمتلئ".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وزودنا "نظمي" بمقطع فيديو كان قد أشرف على تنفيذه خلال عيد الأضحى المبارك الماضي، ونشره على موقع "يوتيوب"، يتناول مقاطع لصلاة العيد واحتفال المسلمين بالعيد في التشيك.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""محروم من الصلاة في المسجد
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وفي مكانٍ آخر في التشيك، يجد عددٌ من المسلمين أنفسهم غير قادرين على أداء الصلوات في المسجد، نظرًا لعدم وجود أي مساجد في سائر المدن التشيكية خلاف العاصمة براج أو برنو.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويشير مصطفى تيم، وهو شابٌ أردنيٌ يُقيم في التشيك، إلى أنه لا يتمكن من أداء أي صلاة في المسجد بما في ذلك صلوات الجمع والأعياد، نظرًا لأنه يقيم بعيدًا عن العاصمة براج ومدينر برنو.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويعيد "تيم" ما ذكره عماد فرحات ومحمد نظمي عقرب، ويقول إن التشيك بها خمسة مساجد، مسجد برنو وثلاثة مساجد في براج ومسجد في مدينة استرافا، ويعلق قائلًا "أنا ساكن بعيد جدًا عن برنو وبراج.. ولم أشاهد المسجد هنا في التشيك قط".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويتحدث "تيم" عن أن عدد المسلمين في التشيك قليلٌ جديدٌ، ولا يتجاوزن الخمسة آلاف، مضيفًا أن أغلبهم من الدول العربية.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""خطابات الكراهية والعنصرية
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ونعرج بالحديث إلى نقطة أخرى تتعلق بالمضايقات التي قد يتعرض لها المسلمون أثناء ممارسة عباداتهم، وقبل أن نستفيض في الحديث عن ذلك نبين تقسيمة المجتمع التشيكي من حيث الأديان.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""فالنسبة لتقسيمة المجتمع التشيكي، فوفقًا لإحصائيةٍ رسميةٍ فإن اللادينين (لا يؤمنون بالأديان) هم الغالبية العظمى لسكان التشيك، وتبلغ نسبتهم 59% من إجمالي سكان التشيك، ثم مسيحي الرومان الكاثوليك، وتبلغ نسبتهم ما يربو على 26% من السكان.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وحول خطابات الكراهية والعنصرية التي يمكن أن توجه ضد المسلمين، خاصةً في ظل ارتفاع عدد اللادينيين بصورةٍ كبيرةٍ في البلاد، يرى عماد فرحات أن المسلمين يعانون في التشيك من عنصرية زائدة.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وفي هذا المنحنى يقول "أنا أتذكر من عامين حينما ذهبنا لصلاة العيد عند حدود الساعة الرابعة فجرًا وجدنا بعض الأشخاص يعلقون رأس خنزير على باب المسجد".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""وبخصوص عدد اللادينيين يؤكد عماد أن اللادنيين هم الغالبية في الشعب التشيكية، ونسبتهم تفوق حتى نسبة ال59% من إجمالي السكان، التي تؤشر عليها إحصائيات رسمية.
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ومن جانبه يقول محمد نظمي عقرب إن العنصرية ضد المسلمين موجودة ولكن بنسبة بسيطة، فمثلًا إذا كانت امرأة مسلمة تمشي وهي ترتدي الحجاب في الشارع يمكن أن تتعرض لمضايقات أو يُنظر لها بطريقةٍ غير جيدةٍ، ويستطرد بالقول "لكن هذه حوادث فردية ولا تحدث كثيرًا أو كل يوم وهي حالات قليلة".
span lang="AR-EG" style="font-family:" Arial","sans-serif""ويتابع نظمي قائلًا "أما بالنسبة للحكومة، فلا يوجد سوى شخص واحد في الحكومة، وهو موجود في البرلمان، اسمه أوكامورا، وهو تشيكي من أصل ياباني، وهذا الشخص كل حياته ضد المسلمين وعنصرية ضد العرب ولا يريد تواجدهم في التشيك، فهذا أكثر شخص يوجه خطابات كراهية ضد المسلمين".