أشعل فشل لعبة المقاول محمد على الصراع مرة أخرى داخل جماعة الاخوان الإرهابية وتحديدا جناحى تركياولندن، أو بالأحرى بين حمد بن جاسم وزير الخارجية الأسبق، وجناح عزمى بشارة عضو الكنيست الإسرائيلى السابق داخل قصر حكم تميم بن حمد حاكم قطر، صدام غير متوقع وتلاسن عبر عنه وكلاء كل جناح ضد الآخر. الإخوان اختاروا من البداية جناح حمد بن جاسم، وعبروا عن انحيازهم لمدرسة الأب حمد الذى يرى القوة فى التيار الدينى، ووقفوا ضد التغيير الذى يحاول بشارة إحداثه فى تلك المدرسة بفتح الدوحة أمام التيارات اليسارية والقومية والابتعاد عن تركيبة الاب الذى اعتمد فى سياسته الخارجية على دعم التيارات الدينية الراديكالية وابتزاز الحكام العرب بقناة الجزيرة.. قوة عزمى بشارة فى القصر مستمدة من الابن الذى يريد التخلى عن صيغة والده القديمة، الأمير الصغير أقتنع بوجهة نظر عزمى فى أن ابتزاز الحكام العرب فى عهده سيكون عبر سيطرة قطر على مراكز الابحاث الدولية ومنظمات حقوق الانسان والسوشيال ميديا والتخلى تدريجيا عن الجزيرة التابعه لحمد لصالح قناة العربى الجديد التى يسيطر عليها بشارة كليا، ومع اقتناع الأمير بفكر بشارة زادت سطوة الأخير فى مقابل الحرس القديم لوالده. مع فشل لعبة محمد على عاد الصراع ليتجدد بين جناحى جاسم وبشارة، وبدأت أذرع بن جاسم على السوشيال ميديا فى الطعن علنا فى بشارة، وبدأت فى فضح مرض بشارة بجنون العظمة بالترويج لقصة رفض بشارة لقاء منصف المرزوقى رئيس تونس السابق خلال احدى زياراته للدوحة، وقتها اتصل المرزوقى بمكتب بشارة وطلب من السكرتير ميعادا معه لشرب القهوة، إلا أن السكرتير رد عليه وقال له دون أى اعتذار الدكتور مش فاضى، وبلع المرزوقى الاهانة لانه يعلم علاقة بشارة القوية بتميم وعاد الى تونس. من يعرف بشارة جيدا ومزاجه المتقلب وتمحوره حول ذاته يرى القصة متسقة تماما مع شخصيته ومع تمكنه التام من عقل الأمير، فهو يرى نفسه عظيما، ودائما ما يردد ذلك فى لقائه على قناته الملاكى والتى قد تمتد لحلقات، فهو متمركز حول ذاته، الباحث الاهم والسياسى الذى لا يشق له غبار. يدرك بشارة تماما مدى قوة جناح حمد بن جاسم فى قصر الأمير، وأن التخلص منه لن يكون سهلا، لذلك تحرك مبكرا للقضاء على أدواته الاعلامية، يتبنى بشارة منهج السخرية من الخصم حتى يكسره ويهز صورته لدى مؤيديه، وبدأ فى استخدام برامجه للسخرية من مقدمى قنوات الاخوان فى تركيا مثلما يفعل مع الاعلام المصرى إلا أن الحرب انتهت سريعا بتدخل من الأمير، حسبما قالت تسريبات إخوانية. التنمر الاخوانى حاول بشارة ان تبتعد قناته عن الشكل التقليدى للاعلام القطرى المنسحق أمام أفكار الاخوان المسلمين والإسلام السياسى، لكن غباءه اوقعه فى شر اعماله، اعتمد على بلال فضل فى أن يضفى لمسه تنويرية للقناة، واستدعى بلال أحمد صبحى منصور زعيم القرائنين ليقوم بذلك الدور الذى انتهى بإهانة الخلفاء الراشدين وثورة القنوات التركية على بشارة لاهانة قناته لرموز الاسلام، ولأن الحملة كانت موجهة لم يأت أى ذكر لبلال فضل وكان مركز الهجوم هو بشارة وبدأ التنمرالاخوانى الوضيع ضده بذكر انتمائه للمسيحية وأنه يدبر مؤامرة على الاسلام مع اليهود. يختفى الصراع حينما يتدخل الأمير ويطلب التوحد ضد مصر ودول الرباعى العربى، ومع فشل كل محاولة يرمى كل طرف باللائمة على الآخر، ويشتعل الصراع مرة أخرى بين الجناحين، هذه المرة انزعج بشارة من حده الهجوم عليه وقرر أن يعاتب الأمير بتويته كتب فيها «ان تقمص دور الدولة الاقليمية بناء على الثروة وحدها نقطة ضعف وأن الدول الصغيرة لا يمكنها تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا بسياستها المغامرة «، بشارة يعرف ان نقطة ضعف الأمير هى استكمال مشروع والده فى تحويل قطر إلى دولة اقليمية، وأن الأمير يريد تحقيق ذلك باسلوب يختلف عن ما قام به والده من مغامرات مع أحزاب وتنظيمات إرهابية كانت جزءا من عملية تدميرالشرق الاوسط. فضيحة باركليز تعلم عزمى معادلات السلطة فى الاماره سريعا، مركز القرار فى يد الأمير ووالدته، عزمى خبير قديم فى قصور الحكم، لقد نقل ولاءه من اسرائيل التى أقسم على الدفاع عنها فى الكنيست إلى بشار الاسد وحزب الله إلى ان فاز بعقل الأمير الصغير تميم، ويعتمد فى معركته جاسم بالضربات الفنية حيث يشاع أنه كان وراء فتح ملفات فساد جاسم فى لندن وأخطرها قضية عمولات بنك باركليز التى يحقق فيها القضاء البريطانى حاليا لم يبخل تميم على بشارة ماليا، مجموع ما حصل عليه طوال الخمسة أعوام الماضية يقرب من المليار ونصف المليار دولار، الرئيس السابق لقناة العربى كشف أن موازنة القناة السنوية تبلغ 65 مليون دولار فى السنة بخلاف ايجار المبنى الذى يتكلف 31 مليون جنيه استرلينى سنويا، أصبح لدى بشارة امبراطورية إعلامية كبرى بها 3 فضائيات ودار نشر وابحاث يستضيف فيها على باحثين وصحفيين أجانب وكثير منهم يتبنى المواقف القطرية بعد عودته، نجل ترامب الاكبر أشار إلى ذلك قبل اشهر بحديثه عن اختراق قطر للإعلام العالمى بينها قناة السى إن إن وخبراء التحليل اوضاع الشرق الأوسط فيها، ونجاحها فى أختراق صحيفة «الواشنطن بوست «، حيث كانت تكتب مقالات كتاب بعينهم يهاجمون مصر والسعودية والامارات. بشارة القومسيونجى خطه بشارة اعتمدت على تمكين قطر عبر السيطرة على المثقفين العرب والأجانب ونشطاء حقوق الانسان وتمكن بسهولة من شراء الهاربين فى الخارج، وصنعت غطاء مناسبا لتحويل الأموال لهم عبر العمل فى مراكزها البحثية أو توجيه التمويل لمنظماتهم الحقوقية. تعامل بشارة مع المثقفين والنشطاء العرب بطريقة «القومسيونجى» فهو أهم باب للمال القطرى، فيما أقنع بشارة، تميم بن حمد، أن تلك الأموال تضمن للدوحة التواجد والسيطرة ومحاصرة دول الرباعى بهجوم مستمر من جانب المثقفين والنشطاء التابعين لها، بحيث لا يمر يومًا إلا وهناك هجوم على دول الرباعى من خلال تحركات المثقفين والنشطاء مدعومًا بنشر متواصل على منصاتها الإعلامية، وهو ما أسدلت عنه الستار جريدة الأخبار اللبنانية المحسوبة على تيار حزب الله مؤخرا فى سياق تقرير يتحدث عن مشروع عزمى بشارة، لتدمير إرث المقاومة الفلسطينية وحركة القوميين العرب، من خلال الاستيلاء على مركز دراسات الوحدة العربية. قالت الأخبار اللبنانية نصًا: «إن الحكاية خرجت للعلن بنشر جريدة (القدس العربى)، الصادرة فى لندن، بيانًا منسوبًا إلى السيدة هيلدا حبش زوجة جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يتهم مركز دراسات الوحدة العربية والدكتور سيف دعنا ب»قرصنة مذكرات حبش»، فى سياق حملة هدفها النيل من سمعة المركز ودعنا». التقرير أشار إلى أن صحيفة القدس العربى أصبحت تحت إشراف بشارة غير المباشر، بعدما عيّن سناء العالول رئيسة للتحرير، وصارت منذ ذلك الوقت تعكس سياسات الدوحة، وتتولى نشر الأخبار التى يعود مصدرها إلى بشارة، لافتة إلى أن بشارة حاول إقناع الكاتب الصحفى عبد الوهاب بدرخان مدير التحرير السابق لجريدة الحياة و(زوج العالول) بتولى رئاسة التحرير، تعويضا له عن إبعاده عن مشروع جريدة «عربية - دولية»، كانت قطر فى صدد إطلاقه، وفضّل بشارة أن يتولى هو الإشراف الكامل عليها. واستخدم بشارة بحسب تقرير «القدس العربى» لتمرير بيان منسوب إلى السيدة حبش، بعدما عمل بمساعدة شخصيات فلسطينية وعربية على التواصل مع عائلته بحجة توفير الدعم المالى لها، إلا أن الهدف الفعلى لا يتعلق باستغلال إرث حبش فحسب، وإنما توجيه رسالة قاسية إلى مركز دراسات الوحدة، بعد فشل محاولاته المتكررة لوضع يده على المركز، وآخرها قبل أشهر عندما عرض عبر شخصيات كانت على صلة بإدارة المركز، «انتشاله» من أزمته المالية مقابل تغييرات فى إدارته وفى برنامج عمله، وأن يتخذ المركز موقفا يناصر قطر فى نزاعها مع السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأضاف التقرير اللبنانى، أن بشارة تحدث مرارًا عن أنه أقنع أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، بتقديم دعم مالى للمركز، كما عمل على إقناع المدير السابق للمركز خير الدين حسيب بمنحه منصب المدير العام للمركز، وهو ما حصل لفترة قصيرة قبل أن يصطدم مع حسيب، ليغادر ويتفرغ لعمله الجديد مستشارًا لأمير قطر الحالى تميم، وتفرغه لإطلاق مشروعه الخاص بإنشاء «مركز الدوحة للسياسات»، ووضع خطة هدفها جذب الباحثين والإداريين فى مركز دراسات الوحدة ومؤسسات فكرية وثقافية عربية أخرى، من بينها مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وقدّم مغريات كبيرة لناحية البدلات المادية للمتفرغين وللأعمال المنشورة، وبقى يعمل على خطته للاستيلاء على المركز طول السنوات الماضية. ولفت التقرير النظر، إلى نقطة مهمة وهى أن من يرفض العمل مع بشارة يتعرض للتشويه فورًا وهو ما حدث مع الدكتور «دعنا» الذى رفض تسليم المركز لبشارة بحسب التقرير الذى أشار أيضًا إلى أن بشارة يريد الانتقال إلى مرحلة جديدة هدفها الظاهر دعم النشر والبحث باللغة العربية، بينما هدفها الفعلى تدمير استقلالية كل المؤسسات الأكاديمية والفكرية والبحثية العربية لصالح قطر ومشروعها، وتخريب أى مشروعات ثقافية أخرى وإقناع الأجيال الجديدة من العرب أن الإخوان وقطروتركيا هم المؤتمنون الوحيدون على القضايا العربية، بداية من القدس ونهاية بالديمقراطية، وأن غيرها من الأنظمة العربية عميلة وتابعة للغرب. حسنة مخفية استضافةقناة العربى التابعة له لنشطاء حقوق الإنسان وتحديدًا المصريين منهم، تحولت إلى «حسنة مخفية» لنشطاء حقوق الإنسان الهاربين خارج مصر، حيث يتم دفع مقابل لهم نظير مقابلة أسبوعية أو استضافة فى الاستوديو بلندن شاملة الانتقالات والإقامة والمقابل النقدى، استراتيجية «الحسنة المخفية» نجحت مع النشطاء لدرجة أن بعضهم خرج على القناة ليدافع عن خلية الإخوان فى الكويت، رغم اعتراف أفرادها لأجهزة التحقيق الكويتية بارتكاب جرائم إرهابية فى مصر، منها قضية اغتيال النائب العام، وصدر ضدهم أحكامً فيها، وهو ما يعنى ثبوت التهمة وإسقاط أى دفاع حقوقى عنهم، الأغرب تهديدهم للكويت بأن ملف حقوق الإنسان فيها سيفتح إذا ما سلمتهم لمصر، وهو ما تم بالفعل بظهور تقرير ل»هيومان رايتس ووتش»عن حقوق الانسان فى الكويت تقبل تسليمهم لأجهزة الأمن المصرية. نتيجة صراع حمد بن جاسم وعزمى بشارة غير محسومة بالنسبة لساكنى قصر تميم..لكننا نعلم جيدا النتيجة ..فمصير أى تآمر على مصر هو الفشل التام.