حوار| سميرة أحمد: تكريم الرئيس لى أغلى أمنية تحققت

أخشى ضياع الفن.. وحزينة لغيابى عن الدراما

- لا أحب سماع أى لفظ يهين المرأة و«الأفيهات البايخة»
- أنصح محمد رمضان باختيار أدواره
- نيللى طلبت التبرع بفساتين فوازير رمضان لصالح «تحيا مصر»
حوار: إسراء حامد
بمجرد ّذّكر»امرأة من زمن الحب» يستحضر جمهورالدراما على الفور الصعيدية» أبلة وفية» قبل أن يستدعى من ذاكرة السينما» الشيماء» و»أم العروسة «و»الخرساء «و»قنديل أم هاشم»و» خان الخليلي» وتاريخ مُمتد صّنعته عبر سنواتَ طويلة الفنانة القديرة»سميرة أحمد»..وربما لهذا السبب عّبرت صاحبة التاريخ السينمائى والدرامى الحافل فى حوارها ل»الأخبار»عن استيائها من بعض المشاهد التى تقدم عبر الشاشة مؤخرا،مُعتبرة أن الأعمال الجيدة تحتاج إلى إنتاج ضخم وكتابة شّيقة،موضحة أنها لم تندم أبدا على أى دور قدمته خلال مشوارها الفنى.. وتحدثت»سميرة» عن ذكرياتها مع شقيقتها الراحلة خيرية أحمد، وعائلتها التى شجعتها على التمثيل،مؤكدة أن الفنان لا يعتزل، مُعتبرة أن ابنتها هى الشخص الوحيد الذى له الحق فى تسجيل سيرتها الذاتية مستقبلًا.. وعن تكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعربت عن سعادتها البالغة بهذا اليوم، وأنه بمثابة تكريم للفن كله، مشيرة إلى حرصه الدائم على الاطمئنان على أهل الفن.
فى البداية..هل لنشأتك الصعيدية دور فى اختيار أعمالك؟
لا هذه طبيعتى، وكان لدىّ حرص على انتقاء أدوار تليق بشخصيتى، فأنا أميل لكل الأدوار التى اخترتها خلال مسيرتى الفنية، وراضية عنها ولم أندم عليها،ولهذا السبب كنت حريصة على قبول مسلسل «امرأة من زمن الحب»، وأتذكر حين عُرضت على الرواية التى كتبها الراحل أسامة أنور عكاشة، أعجبت بها جدا لأن البطلة سيدة صعيدية كما أنها تعالج مشكلات اجتماعية مهمة، لذا عملت كل جهدى للقيام بدورى على أكمل وجه، وبالفعل حقق نجاحا كبيرا.
تجربتى كانت ملهمة
هل واجهت صعوبة فى البدايات؟
لا يوجد شيئ سهل عموما،إنما استطيع القول أن تجربتى كانت ملهمة،ولابد لأى إنسان أن يواجه الصعوبات لكى يصل لأهدافه،واتذكر أنى بدأت حياتى مجرد كومبارس متكلم على الشاشة، لكن كنت مُلفتة لدرجة أن معظم من حولى توقعوا أنى سأكون بطلة ذات يوم، فكان هذا هو الأمل الذى أعيش عليه، وحين مرض والدى كنت أبحث وشقيقتى خيرية الله يرحمها على فرصة للعمل بالسينما، وأتذكر أننى فى طفولتى كنت أجلس وشقيقتى أمام بيتنا،ونقوم بتبادل أدوار التمثيل، وحين جاءت الفرصة للوقوف أمام الكاميرا، أهلى وافقوا على الفور، لأنهم كانوا مُتفتحين رغم أصولهم الصعيدية.
تمنيّت أن يرى والدك كل هذا النجاح؟
صمتت قليلا:بالطبع كنت أتمنى أن يرى والدى نجاحى، لكنه توفى فى شبابي،وقبل أن أصير فى عز نجوميتى، ووالدتى توفيت قريبا حيث كانت تعيش معى هنا فى المنزل،وكانت تسعد بنجاحاتى، أما خيرية شقيقتى فأكثر شخص فى عائلتى شجعنى على النجاح، كانت تقوم بمساعدتى فى حفظ السيناريو والحوارات، وأفتقدتها كثيرا، وكانت تحاورنى فى كل شيئ وتشكو لى، فى الحقيقة هى وحشتنى.
من المؤكد أن هناك مواقف لا تنساها سميرة أحمد خلال مسيرتها الفنية؟
لا أتذكر حقا، أو بالأحرى نسيت، فكل شيئ هان علىّ بعد كل هذا النجاح الذى حققت وحُب الناس، وأنصح الممثلين الصغار أن يتعبوا ويختاروا الأدوار الصعبة ولا يشكوا حالهم لكى يحققوا النجاح.
أشجعهم وأتواصل معهم
من خلال حديثك، هل الجيل الحالى يعتمد على السهولة فى اختيار أعماله؟
فى الحقيقة لهذا السبب أخشى ضياع الفن،فهناك أعمال تسيء لتاريخنا بمنتهى الصراحة، لكن هناك فنانين متميزين بالطبع،بينهم ابنى كريم عبد العزيز،والكوميديان أحمد حلمى، فهو لا يعتمد على الحركات المبالغ فيها ليضحك جمهوره، ومنى زكى أحبها جدا،وياسمين عبد العزيز، معظمهم اكتشفتهم وقدمتهم للتليفزيون، وأشجعهم وأتواصل معهم وألتقى بهم دائما،فمثلا قبل عامين كنت أتابع مسلسل «جراند أوتيل» وأعجبت به جدا، وبعد انتهاء عرضه هنأت تليفونيا أبطاله محمد ممدوح وأحمد داوود والمخرج محمد شاكر خضير،رغم أنى لا تربطنى علاقة وثيقة بهم، ولكن حرصت على تشجيعهم، لأنهم كانوا رائعين حقا، وأعتقد أننا نحتاج إلى تكرار تجربة جراند أوتيل فى الدراما.
وفى رأيك لماذا تراجعت الأعمال الكلاسيكية والتاريخية والدينية عن الساحة الفنية؟
أتمنى أن تعود، ويجب أن نسأل المؤلفين والمؤرخين فى ذلك، وأفتخر انى قدمت فيلم « الشيماء» وأعتبره علامة فارقة فى تاريخ الفن، لكن عودة هذه الأعمال تحتاج إلى إنتاج ضخم وكتابة شيقة لكى تظهر على المستوى المطلوب،فضلا عن حاجتنا الماسة إلى دراما قوية ودراسة جيدة للأعمال والموضوعات التى تُقدم.
وما رأيك إذن فى تشكيل لجنة لرصد دراما رمضان 2019 ؟
أطالع يوميا فى الصحف الأخطاء التى ترصدها لجنة الدراما فى أعمال رمضان،لكن تنقيح الأعمال يحتاج إلى تقييمها قبل عرضها بل أثناء كتابتها، وعلى لجنة الدراما دراسة الورق قبل تصويره وعرضه على الشاشة، فأنا بطبعى لا أحب أن أشاهد أو أسمع أى كلمة بها إهانة للمرأة ولا الألفاظ البذيئة، أو تناول المخدرات والتدخين، أوالتشجيع عليها، ولا أحب الكوميديان الذى يتصنع مواقف وحركات غير مُضحكة، والأفيهات «البايخة»،فلابد من احترام المشاهد فى كل الموضوعات، لكن معظم ما يُقدم حاليا يتضمن تلك المشاهد،وهذا لا يناسب أفراد الأسرة،منفعلة «إحنا مش كده، ومش حلو لنا».
حزينة لابتعادى
وما سبب غياب « سميره أحمد» أكثر من 9 سنوات عن الدراما و30 عاما عن السينما؟
أنا حزينة لابتعادى عن الدراما،والكاتب يوسف معاطى أقنعنى العودة لجمهورى فى السينما،فأمنيتى أن أعود بموضوع جميل وإن شاء الله سيحدث هذا قريبا، ومن أسباب غيابى عن الدراما الأوضاع بعد ثورة يناير كانت غير مواتية، وفى نفس الوقت كنت أجرى تحضيرات لمسلسل بالحب هنعدى والذى كتب من أجلى، وليس معنى ذلك انى أحب النجاح بمفردى، فكل من حولى يصنعوا منى بطلة، ومن شاركونى أعمالى السابقة أصبحوا نجوما فيما بعد، منهم ولادى ياسر جلال ورانيا فريد شوقي، ولا أنسى الأستاذ العظيم محمود ياسين فى مسلسل «ماما فى القسم» حيث نجح العمل بفضله.
وما مصير «بالحب هنعدى»؟
أتعجب فى الحقيقة من تأجيل عرض المسلسل،فهو جاهز قبل عامين على التصوير، وتم اسناد الأدوار لأبطاله، المسلسل مناسب لدراما رمضان لأنه بنكهة اجتماعية وطنية،وأنا مسئولة عن كلامى.
ومن تتابعين فى دراما رمضان 2019؟
أتابع « زى الشمس» وفى رأيى دينا الشربينى قامت بدور جيد، وياسمين عبد العزيز غيرت من جلدها هذا العام فى مسلسل»لآخر نفس» فهى مختلفة عن الكوميديا التى اعتدنا عليها.
فى رأيك هل دراما وسينما محمد رمضان باقية ؟
صمتت قليلا.. أرى أن الاختيار هو الفيصل لدى محمد رمضان حتى يبقى ويستمر، وأنصحه دائما بالانتقاء والتنوع، فهو محبوب وله شعبية كبيرة، والناس تنتظره وتتابعه،فمثلا عجبنى فى مسلسل «نسر الصعيد» العام الماضى وكان دوره مُتقنا، وطريقته فى النطق رائعة.
ما هى أكثر أمنية لك بعد النجومية؟
تمنيت أن يكرمنى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا حدث بالفعل فى احتفال يوم المرأة المصرية مارس الماضي، فتكريمه لى بمثابة تكريم للفن كله، وكان أغلى أمنية بالنسبة لى، وأتذكر أنى قفزت من الفرحة وعدوت على المسرح لكى أصافحه، وقلت له أنا منتظرة بلهفة أن أسلم عليك، وأجابنى: وحشتينا، وشكرته على التكريم، ووعدنى أن يعود يوم الفن،فالرئيس السيسى يهتم بالفنانين ويحرص على الاطمئنان عليهم، ولا أنسى زيارته والسيدة قرينته للفنانة الكبيرة شادية قبل رحيلها، والزميلة نادية لطفى أيضا.
تحيا مصر
تبرعت بفساتينك لصالح صندوق تحيا مصر.. ما الذى دفعك لتلك المبادرة؟ ولماذا يغيب الدور الوطنى عن الجيل الحالي؟
ضحكت..هذا الشيئ نابع من وازع داخلى،وأتمنى بالطبع أن يقدم الفنانين ما يملكون من أجل مصر،ومستعدة أن أقدم كل ما أملك لبلدى، وبالمناسبة مبادرتى لاقت استجابة من بعض الوزراء الذين اشتروا الفساتين التى ظهرت بها خلال مشوارى الفنى، وتبرعوا بمقابلها لصالح صندوق تحيا مصر، كماهاتفتنى بعد الإعلان عن مبادرتى الفنانة الاستعراضية نيللى من أجل التبرع بملابس الفوازير لصالح «تحيا مصر» وأيضا نبيلة عبيد على ما أتذكر.
كان لك تجربة انتخابية وحيدة عام 2010.. لماذا لم تتكرر؟
لا أستطيع أن أكررها، لأنى للأسف مررت بتجربة سيئة فى دائرة باب الشعرية، وأخاف أن أخوض تلك التجربة المريرة مرة أخرى.
-وما رأيك فى زيادة تمثيل المرأة فى البرلمان وفقا لتعديلات الدستور الأخيرة؟
أكيد فى صالح المرأة والمجتمع كله، فأنا أرى أن وجودها مهم، ولابد أن تكون حاضرة بقوة فى كل المناصب، ولهذا حريصة على متابعة تحركات الوزيرات الدكتورة غادة والى ود. هالة السعيد ود. مايا مرسى ود. رانيا المشاط، وأرى أنهن واجهة مشرفة لمصر.
صرحت أنك ستسجلين سيرتك الذاتية ذات يوم.. هل هذا صحيح؟
لا غير دقيق، ولكن إذا فكرت فى كتابتها ستكون ابنتى جليلة الوحيدة التى لها الحق فى ذلك، فمثلا تصورنى وأنا أحكى ذكرياتى لها حتى لا تحدث مغالطات فى السّرد.
وأخيرا.. متى يعتزل الفنان؟
الفنان لايعتزل، وإن كان هناك فنانون قرروا الابتعاد لأسباب شخصية مثل الراحلة شادية رحمها الله، ولكن فى رأيى الاعتزال لأسباب فنية غير مقبول، وعلى الممثل أن يختار أعماله الملائمةلتاريخه،وفى النهاية لن يصح إلا الصحيح، فالعمل الجيد سيجد جمهوره.