تستعد الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط والعالم العربي بالعاصمة الإدارية الجديدة للصلوات عيد الميلاد المجيد بعمل شاق ومستمر للانتهاء من الأعمال الإنشائية ورسومات الأيقونات ليكون المبنى الجديد مستعدا لاستقبال المصليين خلال افتتاحها بشكل كامل رسميا في أعياد الميلاد القادمة. ويسابق أكثر من 40 رساما الزمن من أجل الانتهاء من رسومات الجدران والقبة الأكبر في الشرق الأوسط بأيقونات السيد المسيح والعائلة المقدسة لتكون على استعداد لخطف الأنظار في الاحتفال الكبير الذي يجسد روح المحبة والوحدة بين كل مفردات الشعب المصري. وتعتبر كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة هي أضخم مشروع يتم إنشائه على أرض العاصمة الإدارية الجديدة، بجوار أضخم مسجد في مصر ويتم بناؤها بمساهمة المصريين مسلمين ومسيحيين. وكان أول المساهمين في المسجد والكاتدرائية هو الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي أعلن ذلك خلال حضوره الاحتفال بأعياد الميلاد عام 2017. الرئيس وصف المشروع بأنه رسالة محبة وسلام للعالم كله، وخلال كلمته في الافتتاح الجزئي للكاتدرائية العام الماضي، قال: «أنتم أهلنا وأنتم مننا وكلنا واحد ولا يستطيع أحد أن يقسمنا أبدا. وختم الرئيس السيسي كلمته: «محدش هيقدر على مصر طالما متوحدين، من يريد أن يؤذينا يريد التفرقة بيننا، وهذا لن يحدث». حديث الرئيس يتسق مع رسالة مصر للسلام، وهو ما اتضح في منتدى شباب العالم في نسخته الأخيرة والذي اعتمدت محاوره على كتاب المفكر المصري الراحل ميلاد حنا الذي تحدث عن أعمدة الحضارة السبعة المكونة للشخصية المصرية وفى القلب منها مصر القبطية، كجزء من هوية مصر التاريخية، وترجمة ذلك في رسائل تقول للعالم إن مصر وحدة واحدة وأن استهداف الإرهاب لتلك الوحدة سيفشل حتما. وسيتم إقامة متحف في منطقة الممر الحضاري بين المسجد (مسجد الفتاح العليم) والكنيسة (كاتدرائية ميلاد المسيح)، وسوف يتم اختيار قطع أثرية من المتاحف الثلاثة المصري والإسلامي والقبطي، وذلك بما يتوافق مع الفكرة الرئيسية للمتحف حول التسامح الديني وعدم التفرقة بين المواطنين على أساس الدين. كما قام قداسة البابا تواضروس بإهداء الجائزة التي حصل عليها ل»تعزيز الوحدة بين الأرثوذكس» في منتصف عام 2017 إلى خدمة المركز الحضاري بالعاصمة الجديدة.