في أواخر رمضان.. بطة ضحية السحور

انطلقت الكلمات من بين ثنايا فمها كالرصاصات تتهم زوجها بعدم الرجولة والنخوة، ذلك عندما فوجئت به يطلب منها الذهاب في وقت متأخر من الليل لشراء وجبة السحور، ولم تكن تعلم «بطة» بأنها ستكون ضحية السحور في أواخر رمضان.

انعقد لسانها عن الكلام، وتجمدت الدموع في عينيها، وخارت قواها حيث وكزها الزوج وكزة قوية في صدرها ودفعها لتسقط على الأرض، تعلو وجهها الدهشة والرعب بعدما انقض عليها كالأسد المجروح يتردد على سمعه كلماتها والسباب الذي اعتبره إهانة له وإهدارا لكرامته.

وأصبح لا يرى غير شعلة حمراء، وبعينين طافحتين شرا، سدد لها عدة طعنات متفرقة بالجسد وهو ممسكا بمقص، ولم يرحم أنينها وصرخاتها المكتومة، وكلما تردد على سمعه كلمات سخريتها له يكاد قلبه أن ينفجر حنقا وغيظا، أصابته على إثرها بحالة من الغضب والاختناق، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة، سارع الجيران الذين ابتلعتهم الدهشة أيضا وتموج انفعالاتها على وجوههم من هول المشهد، بينما ينطلق الزوج تسابق قدماه الرياح ملوحا بيده بالمقص الغارق بدماء زوجته في محاولة لإرهابهم وعدم الاقتراب منه وفر هاربا.

فشل فريق الأطباء في إنقاذ الزوجة حيث توفيت متأثرة بجراحة فور وصولها المستشفى، وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد الوزير لأمن القاهرة والذي أصدر تعليماته بسرعة القبض على الزوج الهارب، وعمل تحريات مكثفة أشرف عليها اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وألقي القبض على الزوج المتهم، وأرشد عن المقص أداة الجريمة، وبمواجهته بالتحريات وشهادة الشهود بوجود خلافات بصفة دائمة بينه وبين زوجته المجني عليها، اعترف بارتكابه الواقعة وأقبل علي قتلها بسبب توبيخها له، والسخرية منه لرفضها شراء وجبة السحور، ووجود تراكمات ومشاكل عائلية سابقة فيما بينهما، فلم يشعر بنفسه من شدة الغيظ والحنق، وسدد لها الطعنات انتقاما منها وجرحها كبرياءه واتهامه بعدم الرجولة.

تم تحرير المحضر اللازم، وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيقات، وصرحت بدفن جثة الزوجة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس الزوج المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.