"هذا ما جنته شهامتي علي وما جنيت على أحد " حكاية مأساوية تجسدها قصة "تامر محمد أحمد عثمان" مفتش بمنطقة بريد جنوبسيناء، والمحجوز حاليا بالمملكة العربية السعودية قسم المخدرات ب "ينبع" والمشتبه فيه بجلب مخدرات داخل الأراضي السعودية ضمن قضية الحاجة "سعدية عبد السلام" 75 سنة ، من أبناء مدينة نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية والمعروفة إعلاميا وذاع صيتها أنها احدى ضحايا النصب. ولم يلتفت الإعلام من قريب أو من بعيد إلى الشاب " تامر " المقبوض عليه حاليا بالسعودية والذي لا يعرف ما يخبئه له القدر لشهامته ورجولته كأي مصري وجد امرأة عجوزا لا تستطيع حمل حقائبها فساعدها في حملها فكان مقابل شهامته ورجولته أنه قبض عليه لأن بإحدى هذه الحقائب حقيبة بداخلها أقراص مخدرة . تعود وقائع القصة إلى الثلاثاء الموافق 20 مارس الجاري وهو اليوم الذي سافر فيه " تامر " مستقلا سيارة أخيه ورافقهما الأب والأم متجها إلى مطار القاهرة ليسافر إلى الأراضي الحجازية لأداء مناسك العمرة وكان ميعاد طائرته الثامنة والنصف مساء الرحلة ( اير كايرو ) القاهرة / ينبع ، ورقم جواز سفره A21998392 ، تأشيرة عمرة مدفوعة الأجر ووصل " تامر " بسلامة الله إلى مطار ينبع. وقالت هبة محمد عامر زوجة " تامر" بعد وصول زوجي بسلامة الله إلى مطار ينبع ولشهامته المعتاد عليها أخذ يساعد بعض الناس في رفع حقائبهم على سير المطار وكان من بين هؤلاء الناس الحاجة " سعدية " صاحبة ال 75 عاما والتي كانت تقف وحيدة ولا يوجد معها أحد وعلى الفور هم " تامر " لمساعدتها ورفع حقيبتها على السير ولا يعرف ما بداخلها وبعد أن اكتشفت السلطات السعودية أن الحقيبة بداخلها كميات هائلة من أقراص الترامادول تم وقف الفوج وإلقاء القبض على الحاجة " سعدية " و " تامر " بحجة أنه هو الذي ساعدها في رفع الحقيبة على سير الحقائب واستمر التحقيق مع تامر حتى أذان الفجر وبالفعل أقرت الحاجة " سعدية " أنها لا تعرف " تامر " ولم تره من قبل سوى أنه حمل لها حقيبتها وعلى الفور تم إخلاء سبيل " تامر " وأحضر له ضابط الجمرك تاكسي ليلحق بفوج العمرة الذي توجه من ينبع إلى المدينة. وتابعت زوجة " تامر " وبالفعل ذهب زوجي إلى المدينة وفي اليوم الثاني بعد رجوعه من مسجد الرسول إذ به يجد رجال الأمن ينتظرونه بالفندق المقيم فيه وتم التحفظ على أوراقه وأخذه إلى قسم المخدرات بينبع وذلك لأن الحاجة " سعدية " غيرت أقوالها مرة أخرى ومن يومها حتى اللحظة وزوجي محتجز بينبع دون وجود أي دليل إدانة ضده فقط انه مشتبه فيه لأنه ساعد السيدة العجوز في حمل حقائبها ونحن لا نعرف عنه شيئا ولا نعرف ماذا يخبئ له القدر. واختتمت زوجة " تامر " حديثها قائلة : " أنا على يقين بأن ما حدث لزوجي هو ابتلاء من الله والمرء يبتلى على قدر دينه ولكن طفليه وأبوه وأمه يكادا أن يهلكا من الحزن والبكاء عليه وخوفهما عليه " ، مشيرة أنها تواصلت مع مسئولين بالسفارة في السعودية ومنهم مجدي عبد الدايم والمستشار ياسر علواني واخبراها أن زوجها ليس عليه أي إدانة ولكن فقط اشتباه والأمر ممكن أن يطول. وناشدت زوجة "تامر" الرئيس عبد الفتاح السيسي واللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء ووزير الداخلية بسرعة التدخل لحل أزمة ابن جنوبسيناء والذي يعمل بها أكثر من 22 عاما والذي ابتلي بهذا الأمر وهو بريء منه رأفة بوالديه وطفلاه. ومن جانب آخر أطلق زملاء "تامر" بمنطقة بريد جنوبسيناء حملة وهاشتاج #كلنا_تامر_عثمان ، يناشدون فيه عصام الصغير رئيس هيئة البريد واحمد عبد الحليم نائب رئيس الهيئة وسيد يوسف رئيس النقابة العامة وعبده علوان رئيس قطاع التفتيش ورئيس مباحث البريد ، رفع الظلم وسرعة التدخل لإنقاذ زميلهم " تامر " من مواجهه عقوبة الإعدام ورفع الموضوع إلى أعلي قيادات الدولة مؤكدين على أن زميلهم " تامر " يشهد له الجميع بدماثة خلقه وعفته وأنه علي خلق وأدب واحترام وفي قمة الالتزام .