span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" «عالم القطب الواحد» سياسة انتهجها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ليُعلي من شأن بلاده على حساب الدول الأخرى، فضغط بشكلٍ كبيرٍ على الاتحاد السوفيتي حتى أسهم في تفككه عام 1991، لتصبح الولاياتالمتحدة من حينها القطب الأوحد في العالم. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" تلك الوضعية التي يعتقد السياسيون في الولاياتالمتحدة أنها تخول لهم التدخل في شئون الدول بدعوى إحلال الأمن والسلم بها، دون أن يتم تسمية هذا الأمر تدخلًا، فهو يدور في إطار الشرعية الدولية، وربما يكون مصبغًا بصبغةٍ أممية من مجلس الأمن الدولي، مثلما حدث عام 2011 في ليبيا، حينما تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا لمحاربة ميليشيات الزعيم الليبي معمر القذافي إبان الانتفاضة الشعبية في البلاد. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وحاولت الولاياتالمتحدة أن تحاكي الوضع ذاته في سوريا، وعبر بوابة مجلس الأمن بعينها، إلا أنها اصطدمت بحق النقض "الفيتو" الروسي، الذي ظل عصيًا في وجه الإجراءات التي كانت واشنطن تنوي تمريرها ضد النظام السوري من خلال مجلس الأمن. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وفي السادس من ديسمبر من هذا العام، دشن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرحلةً جديدةً من الخصام بين الولاياتالمتحدة والعالم العربي، بإعلانه الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وتوجيه وزير خارجيته ريكس تيلرسون بالبدء في إجراءات نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ومع إحالة القضية إلى مجلس الأمن استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" لإبطال مشروع قرارٍ مصريٍ يلزم الولاياتالمتحدة بإلغاء قرار ترامب حول القدس، واعتبرت حينها مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى مجلس الأمن ،نيكي هايلي، أنه لا يمكن لأحد أن يتدخل في شئون بلادها أو يملي عليها أين تضع سفارتها لدى البلدان الأخرى. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وفي إقرار ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل إنكارٌ من قبل واشنطن باقترافٍ تدخل في شئون الغير، فهايلي اعتبرت الأمر شأنًا داخليًا للولايات المتحدة، وأن بلادها الوحيدة صاحبت القرار في شأن مكان سفارتها لدى إسرائيل. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" اعتراف "بايدن" span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" لكن وعدًا أعطاه نائب الرئيس الأمريكي السابق في حقبة باراك أوباما ، جون بايدن ، لنجله حينما كان يصارع الموت، جعله يتحلى بالشجاعة والصدق ويكشف ما خفي وراء ستار تدخل أمريكا في شئون البلدان الأخرى. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وفي مذكراته الشخصية التي حملت عنوان span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" "عدني يا أبي: عام من الأمل والصعوبات والمغزى"، يتطرق بايدن في أحد فصولها إلى الانتفاضة الشعبية الأوكرانية ضد الرئيس الأوكراني آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، حيث يعترف بايدن بأنه تدخل بشكلٍ مباشرٍ في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، وطالب يانوكوفيتش بمغادرة منصبه خلال مكالمةٍ هاتفيةٍ جمعته معه، هرب بعدها الرئيس الأوكراني إلى روسيا في اليوم التالي. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" اعترافٌ صريحٌ ممن شغل منصب الرجل الثاني في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالتدخل في شئون دولةٍ أخرى مر مرور الكرام دون أي تعقيبٍ من إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، التي طالما اتهمت إيرانوروسيا على وجه التحديد بالتدخل في الشئون الداخلية لسوريا. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" التدخل الأمريكي في سوريا span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ومع ذكر سوريا، نسترجع تصريحاتٍ أدلاها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، التي اعتبر أكثر من مرة أنه لا يوجد مستقبلٌ للرئيس السوري بشار الأسد ولا لأسرته في حكم سوريا في المستقبل، وهي التصريحات التي تهكم عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إحدى المرات، بقوله أن تيلرسون ليس مواطنًا سوريًا كي يحدد مصير الأسد، وأن مصير الرئيس السوري بيد الشعب السوري وحده. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ليس هذا فحسب، فالولاياتالمتحدة تقود تحالفًا دوليًا في الأراضي السورية تقاتل من خلاله عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى جانب دعمه فصائل المعارضة السورية خلال مواجهاتها مع قوات الجيش السوري. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الصعق الروسي span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وكما وقفت في وجه مشاريع أمريكية في مجلس الأمن، كان رد موسكو صاعقًا في وجه الولاياتالمتحدة، وكأنه كان عقابيًا على عديد من التدخلات التي أحدثتها عندما تم اختراق حسابات كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي الأمريكي من خلال منصات روسيةٍ، بحسب نتيجة التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولاياتالمتحدة. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" هذا الاختراق ساهم بشكلٍ كبيرٍ من تحويل وجهة الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة من مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون إلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهو ما قالته كلينتون نفسها فيما بعد، التي تحدثت عن أنه لولا تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية لكانت هي رئيسة الولاياتالمتحدة وليس ترامب. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ورغم إنكار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمزاعم التي تتحدث عن تدخل الكرملين في التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن هذا لم يكن مقنعًا للأوساط السياسية في الولاياتالمتحدة، التي بدت تتعامل مع التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الماضية على أنه أمرٌ مسلمٌ يجرى التحقيق خلاله لبيان مدى تورط حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التواطؤ مع موسكو في هذا الشأن. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" "كما تدين تُدان" قد يكون عنوانًا بارزًا لما حدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من تدخلات روسية، حسبما يؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فإن الولاياتالمتحدة تكون قد تجرعت من الكأس الذي أذاقته لبلدانٍ أخرى.