في قاع «المتوسط» استقر ما تبقى من أشلاء طائرة مصر للطيران، ومعها ابتلع البحر أسرار طاقم الطائرة «MS804»، وعلى رأسهم قائدها الراحل «محمد شقير». آلام أسرة «شقير» لم تتوقف عند حد الرحيل وفاجعة الحادث بل تزايدت مع محاولات إلصاق تهمة الانتحار به، إلا أن سيرته الطيبة بين أصدقائه وفي بلدته كانت خير «شافعًا» له. الطيار شقير في سطور حاول «سامح شقير- ابن عم قائد طائرة مصر للطيران المنكوبة الكابتن طيار محمد شقير» استجماع قواه للحديث عن صديق العمر، قائلا إنه رحل وهو في سن ال36 من عمره، مؤكدًا أنه الحفيد الأصغر في العائلة وله أختان فقط هو أصغرهم. وأضاف سامح ل«بوابة أخبار اليوم»، الإثنين 23 مايو، إن «الطيار الراحل كان مجتهدًا ومحبًا لعمله، ولذلك حصل على رئيس رابطة الطيارين بمصر للطيران.. محمد شاب رائع يتمتع بحس الفكاهة.. وخيرة شباب مصر.. مصر للطيران كانت دائمًا تقول عنه إنه من أفضل الطيارين». وتابع سامح شقير حديثه عن ابن عمه الراحل، قائلا: «محمد كان يكفل أيتامًا بقريته في البدرشين وكان يكلف زملاءه بمصر للطيران ليساعدوه في معرفة أيتام لكفالتهم»، موضحًا أنه كان يتدخل عند حدوث مشكلة في شركة مصر للطيران لحلها، حتى المشاكل الشخصية كان أصدقاؤه بالشركة يطلبون منه التدخل لحلها». وذكر سامح شقير: «كانت هناك محاولة لإبطاء حركة الطيران في الأيام القليلة الماضية اعتراضًا على المرتبات وقام قبل الحادث بيومين بالجلوس مع عدد من الطيارين والإدارة لإنهاء الأزمة». وتابع: «هذه ليست أول مرة يتدخل محمد في هذه المشكلة، فعندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم حاول الطيارون إبطاء حركة الطيران لإيصال مشكلاتهم للرئاسة ولكنه تتدخل أيضا لإنهاء الإضراب والوصول إلى حلول ترضي الطرفين». شهادة مصر للطيران أما شركة مصر للطيران فتحدثت عن الطيار الراحل، بقولها: «يعتبر من الطيارين المتميزين بالشركة وسجل 6275 ساعة طيران، من بينها 2101 ساعة على نفس طراز الطائرة المفقودة». أخر مكالمة وقال سامح شقير إن أخر مكالمة معه ابن عمه كانت عند الثالثة عصرًا قبل الحادث، ومحمد كان يتصل به من باريس، واتفقت معه أن يتزوج ويستقر، وهو ووافق على ذلك. وأضاف: «طلب مني أن أختار له عروسة مناسبة، وأكد أنه سوف يصل الساعة 3 فجراً وسيذهب للمنزل ليرتاح ثم يقوم بالمرور على الساعة 9 صباحًا فكان المفترض أن يكون معي لبحث أمر زواجه». Cnn وتحدث ابن عم الطيار الراحل عن أن شبكة سي إن إن لم تكتب عن أن الحادث محاولة انتحار وهذه مجرد إشاعات بشكل أو بأخر، مؤكدًا أنه تحدث مع مراسلي الشبكة وأوضحت لهم كل شيء عن محمد. وأشار إلى أن مصر جميعها تصلي من أجل محمد، وأعلم هذا وعزاءه بالبدرشين حضره أكثر من 30 ألف شخص، وقامت الأسرة بعمل عزاء بمسجد آل رشدان حضره عدد كبير من أصدقائه، كما قام أصدقائه بعزاء في الكويت ونيجيريا والجزائر، وأن عائلة شقير في لبنان أقامت عزاء له، وهناك عائلة في فلسطين ستقيم له عزاء أيضًا. DNA «سامح» لفت إلى أنهم لن يذهبوا إلى الطب الشرعي لسحب عينة DNA للتعرف على الأشلاء التي وصلت لهم الأحد 23 مايو، لأن محمد كان دائمًا يُطلب منه عينه للدم. مستقبل عائلة شقير أكد سامح أن عدد كبير من عائلة شقير يعمل في مجال الطيران معظمهم ليس لديهم خوف من الطيران ولديهم قناعة بأن احتمالية الحوادث على الأرض أكبر من الطائرة. واختتم حديثه بالتأكيد على أن محمد كان دائمًا يقول لنا إن احتمالية الحوادث على الطائرة شبة منعدمة، وإجراءات الأمن التي تتم على المطارات لحدوث عطل فني أو قنبلة على الطائرة شبه مستحيلة ولكن ما حدث هو قضاء ربنا وقدره.