04/01/2012 01:37:17 م محمود سعيد لم يكن يتوقع اكثر المتفائلين بالحال التونسي ان تاتي شرارة الثورات العربية من بائع خضروات وفاكهة في احد الاسواق الصغيرة بمدينة "سيدي بو زيد"التونسية. ففي مثل هذا اليوم, 4 يناير 2011 توفي الشاب التونسي محمد بو عزيزي بعد 18 يوما من اشعالة النار في نفسه , تاتي احداث الواقعة عندما اعترض عناصر من الشرطة في فجر الجمعة 17 ديسمبر/ 2010 عربة الفاكهة التي كان يجرها محمد البوعزيزي في الأزقة محاولا شق طريقه إلي سوق الفاكهة وحاولوا مصادرة بضاعته. لكن عمة رأي الواقعة فاسرع لنجدة ابن أخيه وحاول إقناع عناصر الشرطة بأن يدعوا الرجل يكمل طريقه إلي السوق طلبا للرزق. فذهب العم إلي مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية فادية حمدي التي استوقفت البوعزيزي برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه. فاستجابت الشرطية ولكنها استشاطت غضبا لاتصال عم البوعزيزي بالمأمور. فذهبت الشرطية إلي السوق مرة أخري في وقت لاحق، وبدأت في مصادرة بضاعة البوعزيزي ووضعت أول سلة فاكهة في سيارتها وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها البوعزيزي، فدفعته وضربته. ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزان البوعزيزي، وحاول مرة أخري منعها، عندها دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا وأخذوا الميزان. بعد ذلك قامت الشرطية بتوجيه صفعة للبوعزيزي علي وجهه أمام حوالي 50 شاهدا. فكانت هذه الصفعة هي فتيل الثورة عندها عزّت علي البوعزيزي نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل. فصاح البوعزيزي بالشرطية قائلا: "لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط، لا أريد سوي أن أعمل". فلم يستسلم البو عزيزي وحاول أن يلتقي بأحد المسؤولين لكن دون جدوي. فعاد إلي السوق وأخبر زملاءه الباعة بأنه سيشعل النار في نفسه ولكنهم لم يأخذوا كلامه علي محمل الجد. فوقف البوعزي أمام مبني البلدية وسكب علي نفسه مخفف الأصباغ (الثنر) وأضرم النار في جسده. اشتعلت النيران، وأسرع الناس وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت فارغة. فاتصلوا بالشرطة، لكن لم يأت أحد. ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعاله النار في نفسه. أدي هذا الحادث إلي احتجاجات من قِبل أهالي سيدي بوزيد في اليوم التالي للحادثة ، يوم السبت 18 ديسمبر عام 2010م، حيث قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن. ولكن سرعان ما تطورت الأحداث إلي انتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجاً علي أوضاع البطالة وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. حيث خرج التونسيون في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية ,ومن هنا جاءت الثورة التونسية التي اشعلت ثورات الربيع العربي.