في الأول من مايو كل عام يحتفل العالم ونحن معه بعيد العمال، وفي تقديري أن المعني والقصد الحقيقي وراء هذا الاحتفال قد شهد تطوراً كبيراً علي مر السنين، منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتي الآن، حيث لم يعد مجرد احياء لذكري انتفاضة العمال في «شيكاغو» التي كانت سببا وراء اختيار هذا اليوم عيداً للعمال، رغم أهميتها بالقطع،...، ليصبح له معني أكبر واشمل من ذلك. كان الحدث في أساسه هو احياء ذكري الانتفاضة العمالية الرافضة لنظم العمل الجائرة، التي كانت تجبر العمال علي العمل ساعات طويلة وممتدة،...، ومطالبتهم بألا تزيد أوقات العمل عن ثماني ساعات في اليوم، رافعين شعار ثماني ساعات للعمل واخري للنوم ومثلها للراحة وممارسة طقوس الحياة. ومنذ تاريخ الانتفاضة في الأول من مايو ١٨٨٦ وحتي اليوم، طرأ علي معني ومضمون هذا الاحتفال متغير جوهري وكبير بحيث اتسع وامتد ليصبح دالا علي اعلاء قيمة العمل، ومؤكدا علي أن الطريق الصحيح والوسيلة الوحيدة لتقدم الدول والأفراد هو العمل والانتاج... فقط لا غير. وفي هذا الاطار، كنت ومازلت أتمني أن يترسخ هذا المعني وذلك المضمون في اذهاننا نحن المصريين، وأن نؤمن إيمانا راسخا وعميقا بقيمة العمل والانتاج، وانه الوسيلة الوحيدة لانقاذنا مما نحن فيه من مشاكل وأزمات اقتصادية. وكنت ومازلت أتمني أن يأتي عيد العمال في كل عام ونحن جميعا مشغولون بالعمل ومهمومون بالانتاج وجودته، وأن نحتفل بذلك اليوم وعجلة الانتاج تدور بأقصي طاقة في كل مكان علي أرض مصر، في جميع المصانع والمزارع والشركات والمؤسسات وكل مواقع العمل والانتاج بطول مصر وعرضها. كنت ومازلت أتمني أن نرفع جميعا شعارا واحدا ونجعله هدفا لنا جميعا وهو أن ننتج ما نستهلكه وما نحتاج إليه، وأن يزيد انتاجنا عن حاجتنا بكثير ويحقق فائضا كبيرا للتصدير،...، وأن تصبح علامة «صنع في مصر» حقيقة مؤكدة في الداخل وفي كل الأسواق الخارجية، وليست مجرد شعار ومعني لا وجود له علي أرض الواقع. ،...، فهل يتحقق ذلك؟! «وللحديث بقية»