أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، أن مصر تطلع لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر و ألمانيا في كافة المجالات خاصة على المستويين الاقتصادي والثقافي، فضلاً عن بدء التواصل بين مجلس النواب المصري والبرلمان الألماني. وأشار الرئيس السيسي إلى حرص مصر على تحقيق التوازن بين إرساء الأمن والاستقرار وبين الحقوق والحريات التي يتعين تنميتها وازدهارها. وأكد الرئيس على أهمية تعزيز التعاون والتشاور بين مصر وألمانيا بما يساهم في التصدي للتحديات المشتركة، لاسيما في ظل المخاطر الإقليمية والدولية المحيطة، خاصةً الإرهاب الدولي الذي لا يمكن هزيمته إلا في إطار مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد الثقافية والفكرية والتنموية إلى جانب الأبعاد الأمنية والعسكرية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، الخميس 7 إبريل، رئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف الحاكم في البرلمان الاتحادي الألماني ، فولكر كاودر، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، بالإضافة إلى سفير ألمانيا بالقاهرة. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، أن فولكر كاودر نقل تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى السيسي، مؤكداً على تقدير ألمانيا لدور مصر المركزي بالشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار، فضلاً عما تبذله من جهود مُقدّرة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف. وأعرب عن اهتمام بلاده بتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر والمساهمة بفعالية في دفع جهود التنمية، مشيراً إلى قيام نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد بزيارة مصر خلال شهر إبريل الجاري على رأس وفد كبير من الشركات الألمانية بما يعكس حرص بلاده على تشجيع الشركات الألمانية على التعرف على فرص الاستثمار الواعدة في مصر. وأوضح كاودر أن تعدد الزيارات المتبادلة خلال الفترة الماضية يعكس ما تشهده العلاقات الثنائية من تنامٍ ملحوظ، كما ثمن الجهود التي تبذلها مصر على صعيد التحول الديمقراطي وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معرباً عن أمله في مواصلة هذه الجهود. وأشار فولكر كاودر إلى حرص بلاده على تكثيف التشاور مع الجانب المصري حول سُبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس رحب بفولكر كاودر وطلب نقل تحياته إلى المستشارة الألمانية ميركل، مؤكداً اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بألمانيا. واستعرض الرئيس السيسي جهود مصر في مجال مكافحة الفكر الأصولي المتطرف وتصحيح الخطاب الديني بما يساهم في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام. وأعرب الرئيس عن تقديره لموقف ألمانيا في التعامل مع أزمة اللاجئين، مؤكداً أهمية تبني استراتيجية شاملة للتعامل مع أسباب هذه الظاهرة، بحيث تتضمن سبل معالجة التحديات والنزاعات القائمة بالمنطقة، بالإضافة إلى متابعة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتناول الرئيس السيسي الجهود التي تبذلها مصر في سبيل تحقيق التنمية الشاملة، وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثاً حول سُبل استعادة مصر لمكانتها كمقصد سياحي متميز للمواطنين الألمان. وتناول اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها ليبيا، حيث أكد الجانبان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لاستعادة الاستقرار بها. وأكد الرئيس السيسي على ضرورة دعم حكومة الوفاق الوطني وتمكينها من بسط سيطرتها على كامل الأراضي الليبية، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومن بينها الجيش الوطني وضرورة رفع حظر توريد السلاح إليه ليتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار ويضطلع بدوره في مكافحة الإرهاب.