شيع الآلاف من أبناء السويس، الأحد 20 مارس، جثمان الشهيد مصطفى على محمد، أحد شهداء كمين الصفا بالعريش في شمال سيناء. وتوافد الآلاف من الأهالي على مسجد قرية أبو عارف الجناين، من الساعة الواحدة ظهرا، فور علمهم بنبأ استشهاد المجند الشاب البسيط المحبوب من الجميع، لدوره في أسرته ووقوفه مع والده العمل بالحلال لتدبير نفقات الأسرة. وحرص اللواء مجدي عبد العال مدير أمن السويس، واللواء شكري سرحان السكرتير العام لمحافظة السويس، والدكتور كمال بربرى وكيل وزارة الأوقاف في السويس على التواجد إلى جوار علي محمد والد الشهيد لمواساته، خلال الجنازة. ورغم محاولاته للتماسك، إلا أن والد الشهد انهمر في البكاء بشدة، عندما وجد الجميع يستمع له خلال حديثه عن ابنه الشهيد، وعائل الأسرة البسيطة. كان آخر لقاء بين الأب وابنه الشهيد، منذ 20 يومًا، خلال الإجازة الأخيرة، حيث تذكر الأب أن ابنه خرج في ذلك عقب أذان الفجر ليعمل على عربة فول، ليعينه على نفقات الأسرة، وهو الأوسط بين شقيقيه محمد الأكبر، ويوسف الأصغر، وشقيقته الصغرى دعاء. أما سيد محمد، عم الشهيد فيقول أن آخر لقاء كان الشهيد كان منذ شهرين، أوصاه بالدعاء له، مشيرًا إلى أن الشهيد مصطفى ساهم في تجهيز شقيقته لزواجها، وقال إن والده يعانى من مرض ولا يصل الدم لرأسه بشكل جيد، مما يدخله في حالات إغماء بين الحين والأخر. وكشف عم الشهيد أن والده أيضا كان قد قضى مدة خدمته 3 سنوات، في القوات المسلحة بشمال سيناء، مطلع الثمانينيات، واستطاع أثناء ذلك من ضبط شحنة كبيرة من المواد المخدرة، قبل تهريبها إلى السويس، ورفض رشوة مالية كبيرة، نظير السماح بمرور الشحنة، لكنه أبلغ قياداته، وتم الإيقاع بالمهربين. وقبل تشييع الجنازة، خرج محمد شقيق الشهيد محمولا بين على الأكتاف، بعد أن فقد وعيه من شدة الحزن والصدمة على فراق الأخ الأصغر الذي كان رجلا كبيرا في عينه. أما والدته وشقيقته فقد وقفتا مع النساء، يرددن: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. في الجنة يا شهيد»، وسط حصار شديد للدموع.