على أريكة منزلك يمكنك مشاهدة فيلمك المفضل وأنت تتفادى سقوط الصخور أو رائحة المخدرات التي يتعاطاها بطل الفيلم وتتذوق معه بعض من طعامه.. هكذا سيكون جهاز تليفزيون المستقبل الذي سيصبح عليه خلال عدة سنوات. اختبر الجهاز الجديد محرر صحيفة الجارديان البريطانية في أحد معامل جامعة ساسكس البريطانية التي يعمل بها فريق بحثي على مشروع تطوير التليفزيون التفاعلي أو المحسوس، ومن المقرر أن يستمر المشروع البحثي لمدة 5 سنوات لمعرفة كيفية إدخال المحاكاة الحسية للأفلام والمسلسلات التليفزيونية. وتقول ماريانا أوبريست رئيس الفريق البحثي في جامعة ساسكس إن المنتج النهائي لعمل فريقها من المفترض أن يكون تليفزيون ذو 9 أبعاد يعمل على كل حواس الإنسان في نفس الوقت. ويروى محرر الجارديان تجربته عندما تعمل مع النموذج الأولى لتليفزيون المستقبل، فيقول إن التليفزيون الجديد عبارة عن جهاز يعمل باللمس يصدر نبضات فوق صوتية محسوسة في كف اليد، وجهاز للشم يصدر روائح مختلفة تحت الأنف في أوقات معينة، وقد شاهد محرر الجارديان 3 مقاطع فيديو كانت كافية ليقر بإمكانية تنفيذ المشروع بعدما كان متشككا لأن 9 أبعاد كثيرة جدا، ويشبهها بالسينما رباعية الأبعاد والألعاب التي تكون داخل كرسي مغلق، ولكن التليفزيون الجديد يمكن من الوصول لمرحلة أبعد من ذلك بكثير. وتعمل أوبريست وفريقها على دراسة المشاعر العميقة وكيفية خلقها عند التعامل مع تلك الأجهزة ومعرفة الحركات التي تؤدي للشعور بالتوتر أو الراحة، من خلال مناطق معينة في اليد أو من خلال مزج بعض الروائح حيث لا ترى أي ليمون مثلا على الشاشة ولكن الرائحة تجعلك تشعر بوجوده.. المرحلة المقبلة في تجارب الفريق البحثي ستكون حول الطعم من خلال ابتلاع المشاهد بعض السوائل. المشكلة التي تواجه هذا الفريق أن الأشياء المسموعة والمرئية وكذلك حواس الشم والتذوق واللمس تعتبر حواس فردية وما يكون مثير لشخص قد يكون خانقا لأخر، ولكن الأمر قد يحتاج إلى بعض التعود على التجربة من جانب المشاهد. ويتكون الفريق البحثي من علماء في الحاسبات والعطور وعلم النفس العصبى وعلوم الطعام. وتقول أوبريست إنه في حالة تنفيذ التليفزيون ذو ال9 أبعاد سيكون على الفنانين والمخرجين العمل والتفاعل مع مصممي الجهاز.
