قال باحِثون إنَّ الاختلافاتِ الجينيَّةَ يبدو أنّها تُفسِّر لماذا يستطيع بعضُ الأشخاص شمّ روائح مُعيّنة، بينما لا يستطيع البعضُ الآخر القيام بهذا. استخدم الباحِثون 10 روائح مُختلفة عندما اختبروا حساسيّة الشمّ عند نحو 200 شخص؛ ثمَّ حلَّلوا الحمضَ النووي الوراثي عند المُشاركين. بالنسبة إلى 4 من الروائح التي اختبرها الباحِثون، كان هناك صِلة بين حساسيّة الشمّ واختلافاتٍ جينيّة مُعيّنة. وبحسب نتائج الدراسة، كانت الروائحُ الأربع هي: الشعير، التُفّاح، الجبن الأزرق، والبنفسج. قال مُساعدُ المشرف على فريق البحث جيريمي ماك راي، من معهد أبحاث النبات والطعام في نيوزيلندا: "أدهشنا عدد الروائح التي ترافقت الجينات معها. إذا كان هذا الأمرُ يشمل الروائح الأخرى، فقد نتوقّع حينها أن يكون لكل شخص مجموعته الخاصّة من الروائح التي يكون حسَّاسًا تجاهها". "تُوجد هذه الروائحُ في أنواع الطعام والمشروبات التي يُصادِفها الناس كلّ يوم، مثل البندورة والتفّاح. قد يعني هذا أنَّه عندما يجلس الناس لتناول وجبة، يشعر كلُّ واحد منهم بها بطريقته الشخصيّة الخاصّة". وجد ماك راي وزملاؤه أيضًا أنَّ قدرةَ الناس على شمّ هذه الروائح الأربعة كانت نفسها على مستوى العالم. هذا يعني أنَّ أحدهم في قارة آسيا سيكون قادرًا على شمّ الروائح مثل شخص آخر في قارة أفريقيا أو أوربا. كما وجدت الدراسةُ أيضًا أنَّ القدرةَ على شمِّ واحدة من تلك الروائح لا تتنبّأ بالقدرة على شمّ الروائح الأخرى. لهذا، إذا كان أحدهم جيدًا في شمّ رائحة الجبن الأزرق، لا يعني أنّه سيكون هكذا في شمّ رائحة التفّاحة من بعدها. إنَّ الاختلافات الجينيّة، التي تُؤثِّر في القدرة على شمّ تلك الروائح الأربعة، تُوجد في أو قرب الجينات التي ترمِّز أو تُحدّد الرمز الجينيّ لمُستقبِلات الرائحة. فسّر الباحِثون هذا بأنَّ جُزيئات مُستقبِلات الرائحة تتركّز على سطح الخلايا العصبية الحسّية في الأنف. عندما تطفو مُركّبات كيميائيّة مُعيّنة في الهواء، تُرسِلُ الخلايا العصبيّة إشارة إلى الدِّماغ، وتجعلنا نُدرِكُ رائحة مُعيّنة. قال ريتشارد نيوكوم، مُساعدُ المشرف على المشروع: "إنَّ معرفة المركّبات التي يستطيع الناس الإحساس بها في الطعام، إضافةً إلى مُنتجاتٍ أخرى، ستُؤثِّر في تطوير المنتجات في المستقبل. قد ترغب الشركاتُ في تصميم أطعمة تستهدف الناس بطريقة أفضل، بناءً على حساسيَّتهم؛ لاسيَّما تطوير أنواع من الطعام ومُنتجات أخرى مُخصَّصة لقدراتهم على التذوّق والشّم".