أولت الصحف التركية الصادرة الجمعة 3 أغسطس أهمية كبيرة للاستياء من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للزيارة التاريخية التي قام بها وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو إلى مدينة "كركوك" شمال العراق. وقال مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا حسين شليك، ردا على انتقادات بغداد، إن عقلية المالكي لم تعرب عن انزعاجها وعدم ارتياحها من الغزو الأمريكي لسنوات عديدة على العراق الذي خلف مئات الآلاف من الأرامل والأيتام ، ولكنه يعرب عن انزعاجه وعدم ارتياحه من زيارة سلمية ذات نوايا حسنة من قبل وزير خارجية تركيا إلى مدينة كركوك". وفيما يتعلق بالانتقادات الحادة من مسؤولي الأحزاب السياسية التركية المعارضة على زيارة أوغلو إلى أربيل ولقائه معه هناك والتي كانت تطالب بضرورة استدعاء البرزاني إلى أنقرة وليس زيارته على مستوى وزير، أكد شليك على ضرورة امتلاك سياسة خارجية فعالة ونشطة لديها رؤية مستقبلية، قائلا "لا يعني دائما أن يزورك الآخرون من الخارج حيث أن هناك كثير من الأمريكيين يزورون تركيا وهذا لا يعني ضعفنا". في سياق متصل، أشار مسئولو وزارة الخارجية التركية بأن زيارة مدينة كركوك التي تبعد 70 كيلومترا عن أربيل وهي مدينة جزء من العراق لم تتحقق في نطاق زيارة رسمية ، لذا لا يوجد داع لمثل هذه الانتقادات وردود الفعل". ووصفت الصحف زيارة أوغلو إلى كركوك وللمرة الأولى على مستوى رفيع منذ 75 عاما بأنها ستولد أزمة جديدة بالعلاقات التركية مع الحكومة المركزية في بغداد، حيث أن هناك العديد من المشاكل بين حكومتي أردوغان والمالكي في مقدمتها استضافة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في اسطنبول بعد هروبه من العراق إضافة إلى استيراد نفط منطقة شمال العراق بالفترة المتأزمة بين بغداد وأربيل على موضوع النفط الخام. واتفقت غالبية الصحف أن زيارة مدينة كركوك دون علم الحكومة المركزية في بغداد لها مفهوم حساس.