كانت لعائلة الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، عادات وفروض يلتزم بها الجميع، فلكل منهم دوره، وكان يعلم دوره جيدًا ، فمولده بمنطقة "الحسين"، أثر بشكل كبير في تكوينه الثقافي، حيث كان هناك تقليد صارم لكل أطفال العائلة، وهو حتمية تعلم وحفظ القرآن الكريم، كما أن في بيت جده كانت هناك “مندرة” مليئة بالكتب التي كان يطلع عليها دائما. ومن المؤثرات في حياة الراحل الأستاذ "محمد حسنين هيكل"، عمل جده وعائلته بالتجارة، مما جعله يجبر على الالتحاق بمدرسة التجارة الذي لم يختارها لكي يمتهن مهنة عائلته، فقد شاءت الأقدار أن يمت أخويه من الأب ويصر أبيه على أن يعمل معه في التجارة، ولكن الأستاذ لم يستسلم لذلك وخاض أول حرب في تاريخه، وصمم على تغيير مسار حياته فتقدم إلى الجامعة الأمريكية، على عكس رغبة والده، ويرضى أمه التي كانت تدعمه دائما واستطاع أن يكمل مشواره. ومن هنا بدأت رحلة الأستاذ الصحفية حيث كانت أولى تجاربه في جريدة "إيجيبيشن جازيت" ، في فبراير 1942، وذلك حينما كان الإنجليز في مواجهة الألمان بمصر، وتأثر هيكل كثيرًا بالعمل مع الانجليز الذي عمل تحت إشرافهم بالجريدة، وكانت أولى خبطاته الصحفية عمل استطلاع للرأي بين "بنات الليل"، عقب إلغاء نشاطهم في مصر، ثم تغطيته الفريدة لوباء الملاريا الذي انتشر باسيوط". تزوج "الأستاذ" من السيدة "هدايت علوي تيمور" في يناير 1955م، هي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية ولديهم ثلاثة أولاد هم: “علي واحمد وحسن". وفي بداية مشواره الصحفي حصل على على جائزة "فاروق الأول للصحافة العربية"، عن سلسلة التحقيقات التي أجراها في قرية القرين بمحافظة الشرقية، التي انتشر فيها وباء "الكوليرا" بعنوان "الحياة في قرية الموت". ولم تتوقف رحلات ومغامرات الصحفي الشاب صاحب العشرين عام حيث تم إرساله مساعد لمراسل حربي في حرب العالمين، ومن ثم حقق نجاحا كبيرا واكتسب مهارات أكبر، وازدهر "محمد حسنين هيكل" وعلا نجمه، والتحق بالعمل بجريدة الأخبار ومن ثم مجلة أخر ساعة، ثم الأهرام والتي ترك بها بصمة لن تنسى في تاريخها،وارتفع توزيعها، ثم انسحب منها في عهد الرئيس السادات، وتفرغ للكتابة . فإلي جانب العمل الصحفي شارك "هيكل" في الحياة السياسية حيث تولى منصب وزير الإعلام عام 1970م، وذلك تقديراً لظرف سياسي وعسكري استثنائي بسبب حرب الاستنزاف بعد أن تكرر اعتذاره عنه عدة مرات، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي "السيد محمود رياض".