منذ 45 عاما مضت أقام شاه إيران محمد رضا بهلوي، حفلا أسطوريا تكلف قرابة 1.5 مليار جنيه إسترليني، وعلى الرغم من كون عهد الشاه عرف بالبذخ إلا أن هذا الرقم المبالغ فيه كان وراءه حفل له أبعاد تختلف عن الترحيب بالضيوف أو الفخامة، أبعاد كان لها عظيم الأثر في تغيير خريطة المنطقة. أشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى تقرير وثائقي صدر مؤخرا وصف الحفل الفخم الذي حضره ملوك وأمراء وزعماء وإمبراطور من جميع أنحاء العالم، والذي كان عام 1971 حيث تجمعوا في إحدى واحات الصحراء احتفالا ب2500 عاما على الإمبراطورية الإيرانية. استمر الحفل 3 أيام في برسيبوليس، وكانت مائدة الضيوف الطويلة عامرة بألذ الأطعمة كالكافيار ولحم الطاووس، وكانت قطع الثلج تضاهي حجم السيارات ويتم نقلها بواسطة الطائرات لتقدم مع النبيذ الأبيض وأطباق التوت والتين وزجاجات الشمبانيا الفاخرة، إضافة إلى جلب حوالي 50 ألف طائر ليغردوا للضيوف" والتي توفت بعد أيام من جلبها نتيجة الجفاف"، ولم تكتف إيران بمصوريها بل جلبت طاقم تصوير من هوليوود ترأسه المخرج العالمي أورسون ويلز لكي يقوم بتصوير الضيوف في قاعات وخيم مكيفة الهواء. كان من أبرز الحضور أمير موناكو الأمير رينييه وزوجته الأميرة جريس كيلي، الأميرة البريطانية آن، ورئيس يوغوسلافيا جوزيف تيتو، والعاهل الأردني الملك حسين ، والإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي والذين تلقوا ترحيبا كبيرا من الشاه محمد رضا بهلوي وزوجته الإمبراطورة فرح ديبا. الفخامة المبالغ فيها والتي وصلت إلى حد البذخ والإسراف، أوقدت شرارة الثورة لدى الشعب الذي كان يعاني من العديد من صعوبات الحياة، في الوقت ذاته كان آية الله الخوميني "المنفي في باريس آنذاك وقائد الثورة الإسلامية" ينتقد الحفل ويحرض ضد السلطة الحاكمة ويصفها ب"الخائنة". وكما أشار التقرير فإن الشاه كان مستبدا وعلى الرغم من إعطاءه حق التصويت للمرأة إلا أن موقفه ضد المعارضين والإسلاميين على وجه الخصوص كان أسوأ ما في عهده، كما عاش أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر في الوقت الذي كان ينعم فيه أفراد الأسرة الحاكمة بالترف والحياة الفخمة. كان الهدف من إقامة هذا الحفل تعزيز وجود الشاه إلا أنه كان سببا في الإطاحة بحكمه ودخول إيران في عهد مختلف تماما، ووفقا للتقرير فإن هذا الحفل كان شرارة الثورة الإيرانية التي انطلقت بعد الحفل بثماني سنوات لتخلع الشاه الذي كان يطلق عليه "ملك الملوك"، ومن ثم تغير وتتسبب في العديد من الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط حاليا.