يلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند نظيره الإيراني حسن روحاني بقصر الإليزيه ،الخميس 27 يناير، لبحث القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، فضلا عن تعزيز التعاون الاقتصادي في العديد من المجالات عقب رفع العقوبات الأوروبية والأمريكية على إيران. وتعد زيارة روحاني إلى فرنسا هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 15 عاما، وكانت مقررة على هامش الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في نوفمبر الماضي، إلا أنها ألغيت بسبب هجمات باريس. وأفاد الإليزيه بأن الرئيسين الفرنسي والإيراني سيعقدان جلسة مباحثات ثنائية، يعقبها لقاء موسع بين وفدي البلدين قبل التوقيع على اتفاقات في عدد من المجالات، ويلي ذلك عقد مؤتمر صحفي لاستعراض نتائج المباحثات. ويتضمن برنامج زيارة روحاني لفرنسا لقاءات مع رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورؤساء الشركات الفرنسية والجالية الإيرانية، كما يلقي كلمة بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية. ويرافق الرئيس الإيراني خلال زيارته وزراء الخارجية محمد جواد ظريف، والنفط بيجِن زنغنه، والنقل عباس أخوندي، والصناعة محمد رضا نعمت زادة، والصحة حسين هاشمي، حيث من المقرر أن يجري الوزراء الإيرانيون لقاءات ثنائية مع نظرائهم الفرنسيين. ويحتل الجانب الاقتصادي مساحة كبيرة من مباحثات الوفد الإيراني مع الجانب الفرنسي في قطاعات النقل والتكنولوجيا والطيران والزراعة والنفط، حيث من المتوقع أن تركز المباحثات بين الرئيسين على تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وعودة الشركات الفرنسية الكبرى إلى السوق الإيرانية. وتسعى فرنسا إلى غزو السوق الإيرانية ذات ال80 مليون نسمة، خاصة في مجالات السكة الحديد والطيران والأغذية وصناعة السيارات، في مسعى لاستعادة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية إلى سابق عهدها بعد أن هبطت المبادلات التجارية بين البلدين من أربعة مليارات يورو في 2004 إلى 500 مليون يورو في 2013 بفعل العقوبات، ما أدى إلى تراجع النصيب السوقي لفرنسا من 7% إلى 1%. وفي هذا الإطار، وقعت شركة إيرانية العام الماضي اتفاقًا مع مجموعة الفنادق الفرنسية "أكور" لتشغيل فندقين تابعين لها في مطارين إيرانيين، وذلك في أول اتفاق من نوعه منذ توقيع طهران للاتفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية، كما أعلن وزير النقل الإيراني منذ أيام أن إيران ستوقّع عقداً لشراء 114 طائرة "إيرباص" خلال زيارة روحاني لفرنسا. وحول العلاقات الفرنسية الإيرانية، أشار مصدر بالرئاسة الفرنسية إلى أن العلاقات بين البلدين لم تنقطع، وأن فرانسوا أولاند كان أول رئيس غربي يلتقي بالرئيس حسن روحاني في سبتمبر 2013 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف أن "هذا لا يعني أننا نتفق في كل شيء، لكن ذلك يفتح المجال للنقاش لمحاولة مواكبة إيران في عودتها للساحة الدولية والعمل على أن تلعب دورا إيجابيا، لاسيما في الملف السوري"، لافتا إلى أن فرنسا سعت لإشراك إيران حين عقدت اجتماعا في نهاية أغسطس 2014 مع كل الأطراف في المنطقة للتوافق على رد شامل على تهديد تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن لم يكن هناك إجماع على ذلك.