ويتواصل الحديث عن : الدين والأخلاق والعلم، وقد أشرنا إلي الناشئة والشباب هم أكثر فئات المجتمع تقبلاً للتعليم والعلم، فالشباب والناشئة هم أنصار كل جديد، فقد خلقوا لزمان غير زمان الأجداد والآباء، ومن ثم يسهل عليهم تقبل التغيير في ظل الظروف الاجتماعية المتغيرة. ولاشك أن الاسلام قد سبق جميع الأديان السابقة في أمرين غاية الأهمية هما : الأول الاعلاء من شأن العلم والعلماء، وتكريم القرآن الكريم للعلماء يتميز بجلال لايضارع. يقول الله سبحانه وتعالي: «إنما يخشي الله من عباده العلماء». سورة فاطر آية ٢٨. وقال الله تعالي: «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط».. سورة آل عمران آية ١٨.. وقال سبحانه وتعالي: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات». . سورة المجادلة آية ١١ وقال الله سبحانه وتعالي : «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون، إنما يتذكر أولو الالباب».. سورة الزمر آية ٩. كما ان العلم في الاسلام غير محدد بحد معين. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «انتم أعلم بشئون دنياكم».. لذلك قال الرسول الاكرم: «ماتشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم». ومعني ذلك ان مصالح الناس كثيرة ومتنوعة، ولايمكن تحديدها، وتختلف من زمان إلي زمان، ومن مكان إلي مكان، وينبغي أن يكون العلم نافعاً للفرد وللمجتمع، لهذا جاء دعاء الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: «اللهم اني أعوذ بك من قلب لايخشع ومن دعاء لايسمع، ومن نفس لاتشبع ومن علم لاينفع». والأمر الثاني، البالغ الأهمية أن العلم يقترن بخلق التواضع.. يقول الله سبحانه وتعالي: «ولاتمش في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا..».. سورة الاسراء آية ٣٧، ويقول الله سبحانه وتعالي في سورة الاسراء آية ٨٥ «وماأوتيتم من العلم إلا قليلا..» وهناك أحاديث نبوية كريمة تحض علي طلب العلم. ويقول المصطفي عليه السلام: «من جاء أهله وهو يطلب العلم لقي الله، ولم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة». ويقول صلي الله عليه وسلم في تكريمه طالب العلم: «مرحبا بطالب العلم، ان طالب العلم لتحفه الملائكة باجنحتها».. وقال ايضا: «إن الله لايقبض العلم انتزاعا بنزعه من العباد، انما يقبض العلم بقبض العلماء، حتي اذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوساً جهالا فسئلوا..فأفتم بغير علم فضلوا واضلوا». ويدعو الرسول الكريم إلي نشر العلم، ويحرم كتمانه حيث يقول: «من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار». لقد قدم الاسلام في ردح من الزمن حضارة علمية أيقظت اوربا من ظلمات الجهل والفقر والمرض. غير أن السبق العلمي المعاصر للمجتمعات الغربية الآن يشكل ضغطا شديدا علي مسيرة الدعوة الاسلامية، وقد تراجعت الامة العربية الاسلامية عن مكان الصدارة، وتكالبت عليها شياطين الانس والجن وشراذم الارض بقيادة الشيطان الأكبر امريكا، ومن تبعها من دول اوروبا، أو الذين يدورون في فلكها- وعندما ضعف التزام المسلمين بأمور دينهم توالت عليهم النكبات والكوارث، وضاعت هيبتهم وازداد فقرهم. والحديث موصول.