نظمت الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للغدد الصماء، الاثنين 21 ديسمبر، مؤتمرها الدولي الأول للغدد الصماء والسكر بأحد فنادق مدينة الأقصر. ناقش المؤتمر كل ما يتعلق بمرض السكر بما في ذلك الأسباب وطرق التشخيص والمضاعفات وطرق الرعاية الطبية المقدمة للمرضى، وأفضل البدائل العلاجية المتاحة على المستوى العالمي والمحلي، وذلك بمشاركة أكثر من 1000 طبيب ومتخصص في مجال الغدد الصماء والسكر من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى 18 متحدث عالمي من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وآسيا و10 متحدثين من مصر. وتطرق المؤتمر الدولي في دورته الأولى لانخفاض مستوى السكر في الدم Hypoglycemia، وطرق إدارة السمنة المفرطة، الأنسولين القاعدي في علاج السكر، طرق إدارة السكر من النوع الثاني، أمراض الأعصاب والسكر، القدم السكري، علاقة السكر بأمراض الكبد والكلى وغيرها من الموضوعات الأخرى. كما تحدث المؤتمر عن أحدث الدراسات الخاصة بأسباب ومخاطر وطرق تفادي انخفاض مستوى السكر في الدم لدي المصابين بالسكر، وأوضحت الدراسات أن انخفاض مستوى السكر في الدم يحدث عندما يتناول مرضى السكر جرعات خاطئة من علاجهم، أو عند أخذ جرعة الأنسولين في التوقيت الخاطئ، أو عدم تناول الطعام في الأوقات المناسبة، أو أخذ الجرعة في مكان خاطئ أو بطريقة خاطئة. ونوه المؤتمر إلى أهمية استشارة الأطباء فيما يتعلق بأفضل الطرق للتعامل مع انخفاض مستوى السكر في الدم، خاصة أن 15% فقط من مرضى السكر من النوع الثاني يستشيرون طبيبهم عن إصابتهم بنقص مستوى السكر في الدم، ويقوم 43% من مرضى السكر من النوع الثاني بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم عند شعورهم بنوبة غير شديدة من نقص مستوى السكر في الدم، بينما يقوم 74% من مرضى السكر من النوع الأول بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم بعد شعورهم بنوبة شديدة من انخفاض السكر في الدم. وقال أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب الإسكندرية، ورئيس الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، ورئيس المؤتمر، الدكتور فهمي أمارة: "يُعاني من مرض السكر حوالي 382 مليون شخص في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2035، ويعتبر انخفاض مستويات السكر في الدم من الأمور المقلقة لدى الطبيب والمريض معا بسبب تأثيرها الضار على المريض من الناحية الصحية". وتحدث أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب الإسكندرية ونائب رئيس المؤتمر عن انخفاض مستوى السكر في الدم الدكتور محمد البحراوي، مشيرا إلى أن غيبوبة انخفاض السكر تنتج عن نقص مستوى الجلوكوز في الدم، وتتمثل أهم أسبابها في تناول جرعة كبيرة من علاج السكر، أو عدم تناول الوجبات في موعدها، موضحا أن من أعراض انخفاض السكر في الدم فقدان الوعي، والعرق بغزارة، وشحوب في لون الوجه، وزيادة في ضربات القلب، والصداع، وزغللة في العين، ورعشة في الأطراف والإحساس بالهبوط العام، والإرهاق الشديد وفقدان في التركيز أو فقدان الوعي. وأوضح أنه غالبا ما يكون مستوى السكر في الدم أقل من 70- مليجرام /ديسيلتر، ومن الأفضل في هذه الحالة أن يعطى للمريض نصف كوب مشروب سكري مثل العصير ، وفي حالة الغيبوبة يجب نقل المريض فورا إلى المستشفى، لأن أي تأخير يكون فيه خطورة شديدة على المريض. وحذر البحراوي من تكرار التعرض لنوبات انخفاض السكر في الدم لأنه يؤدي لعدم قدرة الجسم على الاستجابة الذاتية للتعامل مع نوبات انخفاض السكر، مما قد يؤدي الى زيادة مخاطر إصابته بالنوبات الشديدة من هذه الحالة. وأضاف أستاذ الأمراض الباطنة أن هناك علاج جديد من الجيل الثاني لعقاقير الأنسولين وهو عقار ديجلوديك التي أتاحت تقنية تصنيعه إمكانية تناوله مرة واحدة في أي وقت في اليوم، ليستمر تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم أكثر من 42 ساعة، مما يقلل نوبات انخفاض السكر في الدم". كما كشف المؤتمر عن انتصار علمي جديد أمكن تحقيقه بظهور دواء جديد لعلاج مرض السكر من النوع الثاني يماثل في تركيبته ٩٧٪ من الهرمون الطبيعي داخل الجسم، مما يقلل من الأجسام المضادة وبالتالي الاحتفاظ بفعاليته داخل الجسم، فيما أتاحت تقنية تصنيعه تناوله مرة واحدة في اليوم، ليستمر تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم دون انخفاض على مدار ال ٢٤ ساعة، مما يجنب المريض نوبات الدوخة والإغماء، وأضيف لقدرات العقار الجديد "ليراجلوتيد" ميزة أبطاء حركة المعدة مما يترتب عليه خفض الوزن مما يمثل طفرة كبيرة بالنسبة لمرضى السكر من النوع الثاني لمعاناة أغلبهم من السمنة، فيما وصف الدواء بأنه ثورة علمية وليس مجرد اسم جديد في طابور الأدوية لأنه يقوم بالاهتمام بالمضاعفات أو الآثار الجانبية التي تواجه أغلب مرضى السكر. جدير بالذكر أن علاج السكر الجديد "ليراجلوتيد" يُعد واحدًا من الأدوية التي يمكن للمريض استخدامها مرة واحدة يوميًا بدون التقيد بمواعيد الطعام مما يتيح الفرصة للمرضى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، ويتميز بخفض خطورة التعرض للانخفاض الشديد في سكر الدم، وتحسين الأداء الوظيفي لخلايا بيتا، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين. وتعد مصر من الدول الأكثر انتشارا لمرض السكر في العالم، حيث تبلغ نسبة المصابين بالمرض أكثر من 15.6% من إجمالي عدد البالغين في البلاد، وهو ما يمثل 7.5 مليون مريض تقريباً، وبالتالي تشغل مصر المرتبة التاسعة عالميا من حيث عدد المصابين بالمرض ونسب انتشاره، وللمرض شق وراثي وآخر يتعلق بأسلوب الحياة ونمط الغذاء ومستوى الرعاية الصحية، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 13 مليون شخص بحلول عام 2030.
