أعجبني العميد أحمد العسيري، مساعد وزير الدفاع السعودي، عندما وصف مصر والسعودية بأنهما عينان في رأس واحدة ورمانة الميزان في المنطقة العربية، نافيا أن يكون هناك أي نوع من الخلاف بين البلدين في وجهات النظر. لكن الحقيقة المعلومة للجميع تشير إلي وجود تباين في وجهات النظر بين القاهرةوالرياض بشأن بقاء نظام الأسد من عدمه في المشهد السوري. وقد أدهشني الإعلان المفاجيء من قبل الرياض عن تشكيل التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب المكون من 34 دولة حتي الآن، فقد سبق لمصر أن طالبت بتشكيل قوة عربية وتم وأد الفكرة عن عمد، فما هو الأمر الذي دفع المملكة السعودية لتشكيل هذا التحالف العسكري المسمي بالإسلامي العربي في هذا التوقيت؟، وهل هو استجابة لواشنطن التي طالبت أكثر من مرة بتحالف عسكري إسلامي عربي قوامه 100 ألف جندي لمحاربة داعش علي الأراضي السورية والعراقية بغطاء جوي أمريكي بريطاني فرنسي ؟. وهل المستهدف هو « داعش « أم النظام السوري المطلوب إسقاطه ؟ ! المثير في الإعلان عن هذا التحالف العسكري الإسلامي أنه مبارك من منظمة المؤتمر الإسلامي ويقال إنه وفق ميثاقها، ومع ذلك فالتحالف لا يضم إيران «الشيعية» التي هي عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومثلها العراق التي تعاني من الإرهاب الداعشي «وحكومتها موالية لإيران الشيعية، فهل يفهم من هذا التحالف أننا وصلنا لمرحلة المواجهة العسكرية بين الشيعة والسنة. وهل هذا ما كانت تخطط له الولاياتالمتحدة عندما طالبت بتشكيل القوة العسكرية العربية لمواجهة داعش علي الأرض؟، وهل هذا ما دفع بسلطنة عمان إلي إصدار بيان رسمي تعلن فيه أنها لن تشارك في هذا التحالف، ومثلها الجزائر، وها هي وكالة رويتز تؤكد أن الخارجية التركية تعلن رسميا عدم مشاركتها في التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، كما أعلن السفير التركي في قطر أن «أنقرة» ستنشئ قاعدة عسكرية بالدوحة، في إطار اتفاقية دفاعية تهدف إلي مساعدة البلدين لمواجهة «الأعداء المشتركين»، خاصة أن تركياوقطر يوجه لهما الاتهام بأنهما من الدول الداعمة والممولة لداعش. وقد أشارت صحيفة «كيهان» الإيرانية إن التحالف جاء بعد «هزيمة واشنطن» في مواجهة داعش الذي قدمت له الدعم، وكالمعتاد وجهت وكالة «فارس « الإيرانية الاتهامات للسعودية من خلال تقارير إعلامية زعمت فيها أن هناك روابط بين المملكة والتنظيمات المتشددة !! يبقي السؤال : هل سينجح التحالف العسكري الإسلامي في القضاء علي الجيش الداعشي الإرهابي الذي يمارس أعماله الوحشية بمرجعيات فقهية ويسعي لإقامة الدولة الإسلامية التي تعيد زمن الخلافة ؟. الخبير العسكري اللواء محمود زاهر يجيب علي السؤال بأن هناك عاملا مهما من الممكن أن يكون سببا في عرقلة التحالف الإسلامي العسكري لعدم وحدة الرؤية السياسية بين أعضاء التحالف، واختلافهم في تحديد وتوصيف المنظمات الإرهابية في سورياوالعراق وليبيا واليمن وسيناء أيضا !