أكد أهالي العوامية، حرصهم على أن يأخذ العدل مجراه في حادث وفاة ابن الأقصر، وقالوا إنه خرج في سيارة مباحث الأقصر بعد أن أخذوه عنوة، وتحول إلى جثة هامدة بعد أقل من 45 دقيقة. وأوضح الأهالي أن معاينة الجثة كشفت وجود إصابات بالغة في الرقبة والعنق، وسحجات في أنحاء متفرقه من جسده مما يؤكد تعرضه لإصابات بالغة، خاصة وأنه وصل إلى مستشفى الأقصر الدولي جثه هامدة. وطالب الأهالي بضرورة حساب المتسببين في الحادث، قائلين "نحن من المفترض أننا في دولة مؤسسات يحكم فيها القانون أما إفتراءات الشرطة فلا بد من وضع حد لتجاوزاتها التي فاقت الحد، وكفى أن تعلم أن 3 سيارات شرطة نزل منها 4 ضباط وعشرات الصف والجنود لضبط المجني عليه الذي لا نعرف لماذا أتوا له وكان ذلك بعد ربع ساعة من منتصف ليلة أمس الثلاثاء، وأخذوه عنوة، وفي الواحدة إلا الربع علمنا أنه توفي، فمن المسئول عن وفاته وأيا كانت هناك اتهامات له فمن غير المعقول أن يتحول ضباط المباحث إلى قاضى وجلاد في نفس الوقت لتضيع حياة شاب يبلغ من العمر 46 سنة، تاركا من خلفه زوجه و4 أبناء". وأشاد الحاج أسامة الحرك - أحد عواقل العوامية - بدور محمد سيد بدر محافظ الأقصر الذي تابع الحادث لحظة بلحظة، مضيفا " المحافظ استطاع بحكمته حقن الدماء عندما حرص على زيارتنا في المستشفى 3 مرات آخرها عند تجهيز الجثة من المستشفى وخروجها للدفن، ولم يكتف بذلك بل حرص على زيارة ديوان العائلة، وهناك قدم واجب العزاء بعد الدفن، وقال بالحرف الواحد إن دوري كمحافظ هو أن اكون خادما للشعب وأقسم بأنه لن يفلت أحدا من المقصرين أو المتسببين في الحادث من العقاب أيا كان وظيفته أو رتبته لأننا في دولة المؤسسات الحكم فيها للقانون ولكن علينا أن نتروى قبل إصدار الأحكام حتى يتبين لنا من المخطئ ومن المتسبب في إزهاق روح إنسان، فقتل النفس هو أصعب شئ يمكن أن يرتكبه إنسان، وإلا تحولنا إلى غابة الكلمة فيها للقوي وهذا ما لا يرتضيه أي عاقل في الدولة". ونفى أحد أهالي المجني عليه "رفض ذكر اسمه" ارتكاب أي أعمال عدائية للشرطة، بعد دفن المجني عليه، مؤكدا أنه لا صحة لما تناقلته بعض المواقع من تحول الأقصر إلى حرب شوارع. وأوضح أن بعض الشباب الثائر تجمع أمام قسم الشرطة بعد الدفن، وألقوا كرات من اللهب على القسم، ولكن سرعان ما أسكتناهم بعد الموقف المشرف للمحافظ الذي وقف بجانبنا بزيارته ومتابعته الدورية لنا في المستشفى، وحديثه معنا، وفضلنا الانتظار حتى ظهور الحقيقة التي هي واضحة كعين الشمس، ولا نعلم لماذا يتستر مسئولو الشرطة بالأقصر على الجاني وهو معروف تماما لديهم ولدينا أو على الاقل هو يعرف بأي ذنب قتل الرجل، خاصة وأن التقرير المبدأي للطبيب الشرعي أقر بأن الجثة بها إصابات، وأنه تم أخذ عينات لحين تقديم التقرير النهائي". وكان أكثر من 10 آلاف مواطن أقصرى قد خرجوا مساء امس لدفن جثة المجني عليه، طلعت شبيب 46 سنة، الذي يعول 4 أبناء وزوجته، والذي كان ضباط مباحث قسم الأقصر قد ألقوا القبض عليه أثناء جلوسه على مقهى بجوار منزله بالعوامية، وبعد أقل من ساعة فوجئوا بمن يبلغهم بوفاته، فتحولت المدينة إلى ساحة كر وفر عندما خرج الأهالي وتجمهروا أمام قسم شرطة الأقصر، مرددين الهتافات التي تطالب بالقصاص، وتم إطلاق النار عليهم وبعض القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وباشرت نيابة الأقصر التحقيق، وأمرت باستدعاء عدد من ضباط وأفراد قسم شرطة الأقصر للوقوف على أسباب الحادث الذي أثار حفيظة الأهالي، بوفاة شاب داخل قسم الشرطة، بعد أن استمعت إلى شهوود العيان الذين كانوا يجلسون معه على المقهى لحظة ضبطه، والذين أكدوا أن قوة مكونة من 3 عربات شرطة قد قامت بضبطه، بعدها فوجئ أهله بنقله إلى مستشفى الأقصر الدولي، وعلموا من المستشفى أن الرجل وصل إلى المستشفى جثة هامدة، الأمر الذىي أثار حفيظة الأهالي من أقارب وأصدقاء، فخرجوا في جماعات، وتجمعوا حول مبنى القسم منددين بالضباط وبالشرطة والتجاوزات التي حدثت، وطالبوا بالقصاص.