أكد د.تامر خضر مدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر أن كافة الأعمال الإجرامية التي تتبنها عناصر التطرف والإرهاب في العالم أجمع تحت شعار الدين، الإسلام برئ. وشدد على أنها مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، التي توجب الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة وترسيخ قيم التسامح والرحمة وتحريم القتل وزهق الأرواح. جاء ذلك خلال محاضرة في دورة "الدعوة الإسلامية ومقاصدها الشرعية" التي تنظمها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر للطلاب الوافدين بمدينة البعوث الإسلامية بالدراسة.وقال إن العالم صُدم في الفترة الأخيرة بتزايد أعمال العنف والإرهاب على أيدي المتطرفين مما نتج زهق للأرواح البريئة وهدّم العُمران، وترويع الآمنين وهو مايخالف تعاليم الإسلام الحنيف الذي يوجب الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة، والقول الطيب فقال سبحانه: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..." النحل:، 125 كما نهى القرآن عن قتل النفس التي حرم الله قتلها فقال سبحانه:" وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" الأنعام". وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين المواطن التي يحل فيها قتل النفس في حديثه: "لَا يَحِلُّ دَمُ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ المفارق للجماعة", وهذا الدم لا يكون لأفراد الناس والعامة، وإنما يكون للحاكم، ولولي الأمر، والسلطان، أما غير ذلك فلا يحل بحال من الأحوال إراقة دم كائن من كان من المسلمين. وأشار إلى أن ما يحدث من بعض الجهلة، من هذه الفرق الضالة فكرياً، ونفسياً، وشرعياً، بأسم الدين هي حرب على الإسلام لتشويه صورته، وكسر شوكته، بإلصاق هذه الجرائم الشنيعة به وبالمسلمين، مؤكداً أن الإسلام يدعو إلى الرحمة والتسامح لا للقتل والذبح والحرق. وقال د. تامر خضر : "إن الإسلام يدعو إلى حسن معاملة غير المسلمين خير معاملة خاصة في بلاد الإسلام ، قال تعالى:" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الممتحنة . وأوضح أن الإسلام قد حذر من سوء معاملة غير المسلمين، ولو بالكلمة فما بالنا بمن قتلهم، أو حرض أو ساعد على قتلهم، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ، وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعَاهَدَةً بغير حَقِّهَا، لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَ رَائِحَةِ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مئة عَامٍ"، فكيف يستبيح هؤلاء القتل، والحرق، والذبح، والتنكيل، إن الدين الإسلام رايته السلام، ونظامه الاجتماعي العدل والأمن والأمان، وغايته عبادة رب الأنام، بالحب والإحسان، لا بالإكراه، والقتل والخراب، والدمار.