أثبتت إحصائية حديثة أن مصر تحمل رقم 1 في تصفح المواقع الإباحية على جوجل، وهو ما دعا لمناقشة أسباب الظاهرة وأضرارها في حوار بعنوان "تأثير مشاهدة الأفلام الإباحية على العلاقة الزوجية". استضافت الإعلامية رولا خرسا في برنامجها على قناة LTC ، استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم بكلية الطب جامعة 6 أكتوبر د.أيمن راشد ، وأستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس د.منى رضا . قالت د. مني إن مشاهدة تلك الأفلام تنقل صوره محددة تغذي جزء محدد من العقل المسئول عن المستثارات العصبية التي تفرز مادة "الدوبامين" هذه المادة التي يضخها المخ عند تناول المدمنين للعقار المعتادين عليه، ولذلك هناك ربط قوي بين الإقبال على مشاهدة تلك المشاهد وبين الإحساس بالاستمتاع كمخدرات . قال د.أيمن راشد إن من الضروري تعريف الأفلام الإباحية أولا بأنها مثل أفلام السينما يتم تصويرها ومرورها بمراحل الأفلام العادية من كتابة سيناريو وتصوير ومونتاج إلى أخره، وهذا ما يجعلها تخلق جو مغاير للواقع ، فتظهر أن عملية الجماع الجنسي تتم في وقت طويل ، في حين أنها في الواقع لا تتعدي دقائق قليلة، كما أن عملية النشوة الجنسية تأخذ ثواني عكس ما يعرض في الأفلام الإباحية . أضاف د. أيمن راشد أن تلك الأفلام خارجة تماما عن نطاق الواقعية وتعطي انطباعات غير صحيحة عن مفهوم العلاقة الجنسية لدى المشاهد، وهذا ما يجعله يقبل على إتباع عادات غير صحيحة تؤثر عليه فيما بعد صحيا ونفسيا واجتماعيا ، أما إذا تم تداولها بين الأزواج فهي تخلق نوع من أنواع التطلع لما هو أكثر في شكل العلاقة العادية ، وقد تؤدي لحدوث خلاف بين الأزواج يمكن أن يصل في أوقات كثيرة إلى حد الطلاق. ولفت إلى أن مشاهدة الأفلام الإباحية من قبل الزوج يسبب ضغط نفسي على المرأة حيث تشعر بإهانة لذاتها ولأنوثتها وعدم الاستكفاء بها وهو ما يخلق مشاعر سلبية لديها تجاه الرجل. وأكد د.راشد أن عادة مشاهدة الأفلام الإباحية لها تأثيرات سلبية على الرجل سواء كان أعزب أو متزوج وقد تتسبب في أمراض عضوية كثيرة مثل التهاب البروستاتا ، احتقان الغدد التناسلية ، التهاب المجرى البولي الذي بدوره يسبب التبول الليلي، إضافة إلى تضخم البروستاتا في سن مبكرة عند الرجل ، لأنه عند مشاهدة تلك المشاهد الإباحية سيؤدي به الأمر إلى الوقوع في أحد المشكلتين إما ممارسة العادة السرية بشكل كبير أو احتقانات متكررة في البروستاتا. يقول د. أيمن إن مغايرة الواقع بمشاهدة الأفلام الإباحية يجعل بعض الرجال يقبلون على العيادات الطبية لتغير حجم أعضائهم التناسلية ظنا منهم أن لديهم نقص ما في مستوى أدائهم الجنسي بسبب حجم الأعضاء التناسلية ، أو يطلبون من الطبيب نصحهم بتناول عقارات تعالج مشكلة مدة عملية القذف ، وبالكشف الطبي عليهم يتبين أنهم في حالة طبيعية جدا ولكن ما يراه الرجل في تلك المشاهد يسيطر على عقله ولا يستطيع التفرقة بين الفيلم وما يمر به من عملية مونتاج وتصوير قد تستغرق أيام وبين الواقع الذي لا يحتاج إلى كل هذه المدة . وأضاف د. أيمن راشد أن هناك أفلام تتناول العلاقة بأشكال غير طبيعية وشاذة وهذا ما يدفع الأزواج إلى تجربة تلك العلاقات مع زوجاتهم حتى لو بدافع الفضول وهذا ما يؤدي إلى الوقوع في أخطاء محرمة شرعاّ أو تؤذي شعور الزوجة . واختتم د أيمن راشد حواره بأن الإقبال على الأفلام الإباحية أدى إلى تناول المنشطات الجنسية بشكل كبير بين الشباب لموائمة ما قد يراه في تلك المشاهد ، وهذا الاستخدام الخاطيء للمنشطات يسبب تدفق الدم بشكل أكبر وبصورة أكثر من المعتاد عليها في الجسم الطبيعي ومع الوقت يخلق حالة من الاعتياد على استخدامها من الجسم أو الأعضاء التناسلية واحتياجهما لهذا الحجم من كمية الدم المتدفق فيصبح الرجل مدمنا للمنشطات ولن يصل إلى حالة من الرضا والاكتفاء الجنسي إلا بتناولها ويتحول إلى سلوك نفسي ، في حين أنه قد لا يحتاج لها من البداية ولذلك وجدنا شباب في سن الثلاثين والأربعين يقبلون على العيادات للعلاج من المشاكل الجنسية ونتعرف منهم على الأسباب الحقيقية وهو سوء استخدام المنشطات دون الرجوع لطبيب.