اتفق المشاركون في الجولة الثالثة من مباحثات الدول "الست" حول البرنامج النووي الإيراني، التي انعقدت في موسكو على مدى يومي 18 و19 من الشهر الجاري، على مواصلة الحوار في الثالث من الشهر المقبل في اسطنبول. وستكون المناقشات في اسطنبول على مستوى الخبراء ويليها لقاء مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي باقري مع هيلجي شميدث نائبة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي. ويمكن فيما بعد إجراء الجولة الرابعة بين طهران والوسطاء الدوليين. وقد سبقت جولة موسكو للمباحثات بين الدول "الست" وإيران جولة في اسطنبول بتاريخ 14 أبريل الماضي وأخرى في بغداد يومي 23 و24 مايو الماضي، في حين لم يلتق الطرفان قبل هذين الاجتماعين منذ أكثر من عام كامل. و تسربت أقاويل قبيل انعقاد جولة موسكو عن أن الفشل المحتمل لهذه الجولة سيؤول إلى حل المسألة بالقوة. ويرى مراقبون فى موسكو ان المباحثات في الجولة الروسية كانت أكثر جدية وواقعية مما سبقها من جولات باعتراف المشاركين فيها، وخرجت عن إطار تصريحات الأطراف المشاركة، حيث جرى بحث التفاصيل التقنية لحل المسألة العالقة بين الجانبين. وتصدر مباحثات موسكو المفاوضان الرئيسيان، مسئولة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون وأمين مجلس الأمن القومي في إيران سعيد جليلي، بينما مثل الجانب الروسي نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف. وسارت المباحثات في البداية في مجرى صعب، حيث أعلن كل طرف في اليوم الأول منها عن موقفه، و أعطت "هذه المقدمات" انطباع فقد الأمل في التوصل إلى حلول وسط. وأعلن الناطق بلسان رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي مايكل مان في حديثه للصحفيين أن مسألة رفع العقوبات عن طهران ستناقش بعد أن تقوم إيران بتنفيذ خطوات جوابية محددة، مؤكدا بشكل خاص طلب وقف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة ال20 بالمائة، ووقف العمل في المفاعل النووي "فوردو"، مشيرا إلى أن وقف التخصيب إلى النسبة المذكورة يعتبر المطلب الأكثر تفضيلا. وفي غضون ذلك أعلن ممثل الوفد الإيراني للصحفيين، أنه لا أساس لتغيير إيران موقفها في المباحثات، وقال: "لدينا مبادئ، فإذا قبلت الدول الست باقتراحاتنا، فإننا سنقبل باقتراحاتها"، مشيرا إلى أن الحظ في التوصل إلى تقدم في مباحثات موسكو "ضئيل جدا، وفي حدوده الدنيا".وأضاف الدبلوماسي الإيراني أن عقوبات الاتحاد الأوروبي لا تبدي أي تأثير على تطوير البرنامج النووي الإيراني، إذ أنها "في كل الأحوال لا أثر لها". ويذكر أنه في الوقت الحاضر تعمل ضد إيران أربعة قرارات عقابية، صادرة عن مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى قرارات مختلفة اتخذتها مجموعة من البلدان، تطالب إيران بالشفافية التامة لبرنامجها النووي، والبرهان على توجهاته السلمية المطلقة.