تذكرت أثناء وجودي في تكريم اكاديمية الفنون للفنانة شادية وحصولها علي الدكتوراه الفخرية مع نخبة من النجوم العرب ومع سماعي لصوتها وقت أن بدأ والدي في كتابة مسرحية ريا وسكينة وكيف كان الأمر مثارا لانتقادات عدد كبير من أصدقائه ومنهم الفنان الراحل فؤاد المهندس الذي راهنهم علي حلق شاربه اذا نجحت ريا وسكينة واعتقد ان الفنان الراحل الاستاذ فؤاد المهندس لم يف بوعده وأبقي علي شاربه بعد النجاح الكاسح للرواية التي بدأت فكرتها عندما نظر سمير خفاجي إلي شويكار وسهير البابلي الجالستين في منزله وقال ساخراً انتوا بتفكروني بريا وسكينة.. ومن هنا لمعت الفكرة وجلس والدي وقتاً طويلاً يفكر كيف يقدم العمل وطريقة معالجته للقصة الأصلية وبالفعل نجح في وضع تصور جديد للمسرحية وجعل من عبد العال »صول» في الشرطة ليزيد من حدة الصراع ولخلق العديد من المواقف الكوميدية والمفارقات.. الجدير بالذكر ان سهير البابلي في البداية لم تستهوها الفكرة واعتذرت وقام خفاجة ووالدي والمخرج حسين كمال بالاتفاق مع الفنانة شادية لتقف علي المسرح لأول مرة كممثلة مسرحية وعندما وصل الخبر إلي شويكار اعتذرت خوفاً من قلة خبرة شادية علي المسرح وبعد اعتذارها عادت سهير البابلي مرة اخري للدور الذي وضعها بعد ذلك في مكانة كبيرة مع كبار ممثلي المسرح المصري. كنت أنتهز فرصة أجازات المدرسة وأذهب إلي المسرح وأعيش في كواليس الرواية عند بداية عرضها علي مسرح الحرية مروراً بسيزون الصيف في مسرح السلام بالأسكندرية حتي نهاية عرضها علي مسرح الجلاء وكنت أظهر مع المجاميع في مشاهد زنقة الستات طفلا بدينا يرتدي طربوشا وچاكيت بدلة واسعا تسخر منه شادية عند رؤيتها له (ايه ده ! انت كانوا بيرضعوك بطيخ !! ) ومن حسن حظي وببركة دعاء الوالدين تغيبت يوم تصوير الرواية بسبب ظروف المذاكرة والامتحانات وهو ما رحمني من ذل وسخرية كانت ستلازمني طوال حياتي مع كل مرة عرض للرواية عبر التلفزيون (ربنا ستار).. كان مشهد صباحية سكينة وعبد العال من اكثر المشاهد المفضلة إلي قلبي ليس لأن والدي برع في كتابة هذا المشهد علي وجه الخصوص ولكن بسبب صينية الفطور الشهية الموجودة فيه!!! كنت اقفا يومياً في الكواليس خلف باب غرفة سكينة وعبد العال وفور انتهاء مشهد الصباحية وفطور عبد العال البيض والخيار استغل نفوذي كابن للمؤلف واسطو علي صينية الفطور وألتهمها بالكامل وقد كنت أترقب اداء الفنان احمد بدير للمشهد بتركيز شديد وأدعو الله ان يتناول عشاءه قبل قدومه إلي المسرح حتي أجد أكبر كمية من الطعام (كنت عيل طفس).. كان أحمد بدير قد حل بديلاً للفنان حمدي أحمد الذي كان يختلق الكثير من المشاكل في الموسم الأول للرواية مع الفنانة الكبيرة شادية والتي تكررت شكواها منه مما تسبب في استبداله بالفنان الصاعد وقتها احمد بدير الذي صعد بعدها بسرعة الصاروخ واصبح بطلاً للعديد من المسرحيات بعد ذلك.. كانت شادية - متعها الله بالصحة - تقطر حناناً، ومن الواضح ان حرمانها من الأمومة جعلها تحنو علي الأطفال ومنهم أنا برغم استحالة الربط بين وزني وهيئتي وقتها وكوني طفلا لا يتعدي عمره العشرة اعوام فاجأتني في عيد ميلادي بهدية عبارة عن سلسلة ذهبية مكتوب عليها »من ماما شادية» ولا تتخيل عزيزي القارئ سعادتي عند رؤيتي لهذه الهدية فقد كانت من أجمل الهدايا التي جاءت لي بسبب معزة صاحبة الهدية وقدرها عندي وقد أخذها مني والدي ووضعها في درج مكتبه حتي لا تضيع مني وتظل ذكري جميلة معي.. ولكن للأسف بعد وفاة والدي بحثت عن هذه السلسلة ولم أجدها وظل السؤال الذي يؤرقني لسنوات طويلة حتي الآن.. (هو مين اللي ضرب علي السلسلة!!) سلامو عليكو تذكرت أثناء وجودي في تكريم اكاديمية الفنون للفنانة شادية وحصولها علي الدكتوراه الفخرية مع نخبة من النجوم العرب ومع سماعي لصوتها وقت أن بدأ والدي في كتابة مسرحية ريا وسكينة وكيف كان الأمر مثارا لانتقادات عدد كبير من أصدقائه ومنهم الفنان الراحل فؤاد المهندس الذي راهنهم علي حلق شاربه اذا نجحت ريا وسكينة واعتقد ان الفنان الراحل الاستاذ فؤاد المهندس لم يف بوعده وأبقي علي شاربه بعد النجاح الكاسح للرواية التي بدأت فكرتها عندما نظر سمير خفاجي إلي شويكار وسهير البابلي الجالستين في منزله وقال ساخراً انتوا بتفكروني بريا وسكينة.. ومن هنا لمعت الفكرة وجلس والدي وقتاً طويلاً يفكر كيف يقدم العمل وطريقة معالجته للقصة الأصلية وبالفعل نجح في وضع تصور جديد للمسرحية وجعل من عبد العال »صول» في الشرطة ليزيد من حدة الصراع ولخلق العديد من المواقف الكوميدية والمفارقات.. الجدير بالذكر ان سهير البابلي في البداية لم تستهوها الفكرة واعتذرت وقام خفاجة ووالدي والمخرج حسين كمال بالاتفاق مع الفنانة شادية لتقف علي المسرح لأول مرة كممثلة مسرحية وعندما وصل الخبر إلي شويكار اعتذرت خوفاً من قلة خبرة شادية علي المسرح وبعد اعتذارها عادت سهير البابلي مرة اخري للدور الذي وضعها بعد ذلك في مكانة كبيرة مع كبار ممثلي المسرح المصري. كنت أنتهز فرصة أجازات المدرسة وأذهب إلي المسرح وأعيش في كواليس الرواية عند بداية عرضها علي مسرح الحرية مروراً بسيزون الصيف في مسرح السلام بالأسكندرية حتي نهاية عرضها علي مسرح الجلاء وكنت أظهر مع المجاميع في مشاهد زنقة الستات طفلا بدينا يرتدي طربوشا وچاكيت بدلة واسعا تسخر منه شادية عند رؤيتها له (ايه ده ! انت كانوا بيرضعوك بطيخ !! ) ومن حسن حظي وببركة دعاء الوالدين تغيبت يوم تصوير الرواية بسبب ظروف المذاكرة والامتحانات وهو ما رحمني من ذل وسخرية كانت ستلازمني طوال حياتي مع كل مرة عرض للرواية عبر التلفزيون (ربنا ستار).. كان مشهد صباحية سكينة وعبد العال من اكثر المشاهد المفضلة إلي قلبي ليس لأن والدي برع في كتابة هذا المشهد علي وجه الخصوص ولكن بسبب صينية الفطور الشهية الموجودة فيه!!! كنت اقفا يومياً في الكواليس خلف باب غرفة سكينة وعبد العال وفور انتهاء مشهد الصباحية وفطور عبد العال البيض والخيار استغل نفوذي كابن للمؤلف واسطو علي صينية الفطور وألتهمها بالكامل وقد كنت أترقب اداء الفنان احمد بدير للمشهد بتركيز شديد وأدعو الله ان يتناول عشاءه قبل قدومه إلي المسرح حتي أجد أكبر كمية من الطعام (كنت عيل طفس).. كان أحمد بدير قد حل بديلاً للفنان حمدي أحمد الذي كان يختلق الكثير من المشاكل في الموسم الأول للرواية مع الفنانة الكبيرة شادية والتي تكررت شكواها منه مما تسبب في استبداله بالفنان الصاعد وقتها احمد بدير الذي صعد بعدها بسرعة الصاروخ واصبح بطلاً للعديد من المسرحيات بعد ذلك.. كانت شادية - متعها الله بالصحة - تقطر حناناً، ومن الواضح ان حرمانها من الأمومة جعلها تحنو علي الأطفال ومنهم أنا برغم استحالة الربط بين وزني وهيئتي وقتها وكوني طفلا لا يتعدي عمره العشرة اعوام فاجأتني في عيد ميلادي بهدية عبارة عن سلسلة ذهبية مكتوب عليها »من ماما شادية» ولا تتخيل عزيزي القارئ سعادتي عند رؤيتي لهذه الهدية فقد كانت من أجمل الهدايا التي جاءت لي بسبب معزة صاحبة الهدية وقدرها عندي وقد أخذها مني والدي ووضعها في درج مكتبه حتي لا تضيع مني وتظل ذكري جميلة معي.. ولكن للأسف بعد وفاة والدي بحثت عن هذه السلسلة ولم أجدها وظل السؤال الذي يؤرقني لسنوات طويلة حتي الآن.. (هو مين اللي ضرب علي السلسلة!!) سلامو عليكو