الأوقاف عن رفع إيجار أراضي الوزارة: قرار بالتعامل الرحيم مع أصحاب الملكيات المفتتة    أخبار كفر الشيخ اليوم.. ضبط 519 كجم سلع ولحوم غير صالحة في حملات رقابية مكثفة    محافظ القليوبية: تحويل العكرشة الصناعية وأرض جمعية النصر بالخانكة لمنطقة خدمات    س & ج.. كل ما قاله سلوت عن أزمة محمد صلاح قبل قمة الإنتر ضد ليفربول    من 20 بندا، زيلينسكي يكشف نسخة معدلة لخطة ترامب لتسوية الأزمة الأوكرانية    هل تتأثر مصر بزلزال أنطاليا التركية ؟.. البحوث الفلكية توضح    فيفا يمنح لاعبى المونديال راحة 3 دقائق فى كل شوط بكأس العالم 2026    النائب محمد رزق يهنئ وزير الرياضة بفوزه برئاسة لجنة التربية البدنية والرياضة باليونسكو    حقيقة توقف الدراسة غدًا في القاهرة والجيزة بسبب الأمطار    ضبط 2 طن سكر معاد تعبئته ناقص الوزن و420 علبة سجائر مجهولة المصدر بالقليوبية    رد صادم من إيمي سمير غانم على منتقدي إطلالتها الأخيرة    دراما بوكس| الكواليس مسلسل «على قد الحب» وانطلاق تصوير «بحجر واحد»    كارمن سليمان تقدم دويتو جميل مع متسابق ببرنامج كاستنج.. فيديو    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية في زمن قياسي    تدشين مبادرة «ازرع نخلة» بمدارس الخارجة لتعزيز الوعى البيئى للطلاب    ختام معسكر منتخب مصر الأول بمشروع الهدف استعدادا لأمم أفريقيا.. صور    المستشارة أمل عمار تشارك في فعاليات المساهمة في بناء المستقبل للفتيات والنساء    وزير الزراعة: نقل الحيوانات أحد تحديات عملية تطوير حديقة الحيوان بالجيزة    افتتاح فيلم «الست» في الرياض بحضور نخبة من نجوم السينما| صور    التحقيق مع مسن تحرش بطفلة علي سلم عقار في أوسيم    تضامن الإسماعيلية يشارك في الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة    إعلان أول نموذج قياسي للقرى الخضراء الذكية بجهود مشتركة بين جامعة طنطا ومحافظة الغربية    رجعت الشتوية.. شاهد فيديوهات الأمطار فى شوارع القاهرة وأجواء الشتاء    أسرة عبدالحليم حافظ تفجر مفاجأة سارة لجمهوره    54 فيلما و6 مسابقات رسمية.. تعرف على تفاصيل الدورة السابعة لمهرجان القاهرة للفيلم القصير    وزير الاستثمار يبحث مع مجموعة أبو غالي موتورز خطط توطين صناعة الدراجات    الجمعية العمومية لاتحاد الدراجات تعتمد خطة تطوير شاملة    ارتفاع مؤشرات بورصة الدار البيضاء لدى إغلاق تعاملات اليوم    نيجيريا تتحرك عسكريا لدعم حكومة بنين بعد محاولة انقلاب فاشلة    مصدر أمني ينفي مزاعم الإخوان بشأن وفاة ضابط شرطة بسبب مادة سامة    كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب    ظريف يتلاسن مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    سفير اليونان يشارك احتفالات عيد سانت كاترين بمدينة جنوب سيناء    محافظ الجيزة يتابع انتظام العمل داخل مستشفى الصف المركزي ووحدة طب أسرة الفهميين    23 طالبًا وطالبة بتعليم مكة يتأهلون للمعرض المركزي إبداع 2026    إعلان توصيات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    إنجاز أممي جديد لمصر.. وأمل مبدي: اختيار مستحق للدكتور أشرف صبحي    عضو مجلس الزمالك يتبرع ب400 ألف دولار لسداد مستحقات اللاعبين الأجانب    بعد ساعتين فقط.. عودة الخط الساخن ل «الإسعاف» وانتظام الخدمة بالمحافظات    السيدة زينب مشاركة بمسابقة بورسعيد لحفظ القرآن: سأموت خادمة لكتاب الله    حدث في بريطانيا .. إغلاق مدارس لمنع انتشار سلالة متحولة من الإنفلونزا    إقبال الناخبين المصريين في الرياض على لجان التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة    فرقة القاهرة للعرائس المصرية تكتسح جوائز مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    تعرف على طاقم حكام مباراة برشلونة وفرانكفورت في دوري أبطال أوروبا    حبس زوجين وشقيق الزوجة لقطع عضو شخص بالمنوفية    عاجل- الاحتلال الإسرائيلى يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار لليوم ال59 وقصف مكثف يطال غزة    المقاولون عن أزمة محمد صلاح : أرني سلوت هو الخسران من استبعاد محمد صلاح ونرشح له الدوري السعودي    قرار جديد من المحكمة بشأن المتهمين في واقعة السباح يوسف    متحدث الصحة ل الشروق: الإنفلونزا تمثل 60% من الفيروسات التنفسية المنتشرة    أزمة سد النهضة.. السيسي فشل فى مواجهة إثيوبيا وضيع حقوق مصر التاريخية فى نهر النيل    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    رئيس الوزراء: مصر تتوسع في البرامج التي تستهدف تحقيق الأمن الغذائي    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    هشم رأسها.. شاب يقتل والدته العجوز بآلة حادة في الشيخ زايد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو موسى: حديث قاسم سليماني حول تحكم ايران في 4 عواصم عربية إهانة

"لا يفتى ومالك في المدينة".. وفي الجزء الثاني من منتدى الأخبار مع عمرو موسى امتد الحوار ليشمل كافة القضايا من الأزمة اليمنية التي تفرض نفسها على المشهد العربي إلى الرسائل السعودية الثلاثة من وراء عاصفة الحزم وآليات الخروج من المأزق الحالي هناك والوضع بعد موافقة القادة العرب على تشكيل قوة عربية موحدة.
وتناول الحوار العلاقات مع إيران وبدا عمرو موسى منزعجا من تصريحات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ومسئولين آخرين حول التحكم الإيراني في مقادير أربع دول عربية وتحركات طهران بعد توقيع الاتفاق الإطاري حول البرنامج النووي مع الغرب.
الأخبار: هناك نقطة تحتاج إلى توضيح للرأي العام، وهى الخاصة بصياغة العلاقة مع إيران خاصة وأن هناك من يضع إيران في موضع خصومة لأسباب تتعلق بتمدد إيران القومي بالمصالح الإيرانية، وتمدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعي، والبعض الآخر وخاصة القطاعات التي ليست على درجة كافية من الوعي يتمنى أن يفشل الاتفاق النووي، وتقوم مواجهة بين إيران وإسرائيل، وقد تموت الأفاعي بسموم العقارب.. . ما رأيك ؟
عمرو موسى: هناك من يقول أن الاتفاق النووي الإطاري الذي حدث، رافقه تفهم آخر أن إيران تريد أن تلعب دوراً إقليمياً، وكمتابع للسياسة، هناك عدد من العوامل الأول أن إيران دولة في المنطقة، الثاني دولة مهمة وقوية في المنطقة، الثالث أنها تتهيأ الآن لجو مختلف، لن تعيش تحت سيف المقاطعة الاقتصادية، ولا الحصار السياسي والاقتصادي، هذه 3 أمور أساسية يجب أن نضعها في الاعتبار.
الأخبار: هل رافق الاتفاق النووي الإيراني الغربي تفاهم ما على دور إقليمي معين من منطلق أن موقعها هو الأهم إستراتيجيا، لأنها تشرف على مضيق هرمز؟
عمرو موسي: بدون أي رسم إستراتيجي، ولا العودة إلى الخرائط، حصل تعاون في موضوع العراق، وعندما خرجت الولايات المتحدة من العراق، كان مفهوماً أن الدولة ذات التأثير في هذه المنطقة هي إيران، المسألة واضحة لقد صدمت بالكلام الذي قاله الجنرال سليماني عندما قال" أننا نحرك الأمور في أربع دول بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء"، معنى هذا أن أحداث صنعاء هو صاحب الرأي فيها لأنها حصلت، نحن لا نتهم، أنت تقول انك صاحب القول الفصل، وهذا جرس" يرن" في أذهاننا، وهذا بيان من أخطر البيانات التي قيلت، ونحن كدول عربية أو كعرب، يجب أن نرفض ذلك، ونعتبره إهانة وإستهانة بنا، وكنت أقول دائماً أننا يجب أن نتكلم مع الإيرانيين، منذ أن كنت وزيراً للخارجية، وأمين الجامعة العربية، ولكن القادة لم يوافقوا على رأى.
الأخبار: هل تشير إلى فكرة رابطة الجوار التي كانت مطروحة على قمة سرت العربية في عام 2010 والتي قمت بتبنيها ولم تلقى أذانا صاغية من بعض القادة العرب ؟
عمرو موسى: نعم ولكن أن يقول الجنرال سليمانى هذا الكلام دون أن يصاحبه أي تكذيب أبداً، ثم أتى تصريح آخر من أحد المستشارين الإيرانيين أسمه يونسى، عندما قال أن بغداد عاصمة فارس أي بغداد العاصمة العربية العظيمة التاريخية ليست عربية، ماذا يعنى هذا الكلام، إذاً بداية التفكير الإقليمي الإيراني لم يكن على الأقل موفقاً، بل كان صدامياً ومهيناً للعرب، والدول العربية، والمجتمعات العربية، وللدول الأربعة بصفة خاصة.
الأخبار: ولكن لكي يصل لهذه العواصم الأربعة، سوف يجتاح 7 عواصم في الطريق.. هل سينجحوا؟
عمرو موسى: هذا كلام غير مقبول، ومعناه أنه تحدى للدول العربية ذات وزن، وهذا يعنى تحدى على الأقل للسعودية ومصر ودول خليجية، وغيرها. وهذا أقتضى أن تقدم مصر أكثر من اقتراح، ومن حسن الحظ أن مصر هي رئيسة القمة العربية هذه السنة، وكان هناك اقتراح تشكيل قوة عربية، وقوة عربية ليست معناها جيش، قوة عربية أي مجموعات من الجنود تخصص في كل دولة، منضمة إلى هذا الاقتراح، جاهزة بمهام، وهى حفظ السلام، وقوة دفاعية وليست قوة هجومية، وضروري أن تتماشى مع حق الدفاع الشرعي في ميثاق الأمم المتحدة، وحق الميثاق الشرعي في ميثاق الجامعة العربية، فهي ليست جيوش، هي فرق معينة، ستتعاون سوياً، وباقية لدى كل دولة، ولكن تحريكها سيكون بقراراً سيادياً، ليس هناك قراراً من الجامعة العربية يطبق على الجميع، إنما هذه القوة يمكن أن تناقش في الجامعة العربية، وفى ميثاق الجامعة العربية ما يشير إلى ذلك، ومن الممكن لعدد من الدول العربية إثنين أو أكثر، أن يقررا فيما بينهم أي أتفاق يرتضوه، سواء عسكري، أو سياسي، ثقافي، اقتصادي.
الأخبار: كيف تقرأ قيام السعودية بعملية عاصفة الحزم قبل القمة بساعات وبالتوافق مع الاتفاق الإطاري بين إيران والغرب حول البرنامج النووي؟
عمرو موسى: السعودية الآن دولة سياستها واضحة، لها إقدام وإجراءات تتخذها خارج الإطار التقليدي، إنها دولة كل دبلوماسيتها وإجراءاتها كانت هادئة وفى الغرف المغلقة، ولكن الآن تقول "أنا هنا"، والوضع في العراق معروف، لا ترتاح إليه السعودية، وفى جنوبها الحوثيين، وإيران تقول أنها صاحب الرأي في صنعاء، وهى منطقة حيوية لكل العرب، فاتخذت المملكة هذا القرار فورياً، حتى أنها لم تنتظر القمة العربية، وسوف تتخذ إجراءات حادة منها ضرب الحوثيين في اليمن.
هنا يوجد ثلاثة رسائل، الرسالة الأول للدول كبرى والإقليمية المهمة، وتقول" لقد اعتبرتم الجسد العربي مات"، لدرجة أن الجنرال قاسمى قال أنا صاحب السلطة في أربع عواصم عربية، والبقية تأتى، ومسئول آخر يقول أن بغداد غير عربية، فهو لا يقول هذا الآن إلا إذا كان غير مهتم أو عابئ بالدول العربية، وهذا الرد السعودي معناها أن إيران قد تخطت كل الخطوط الحمراء،وكانت رسالة في غاية القوة من وجهة النظر العامة، وأن السعودية معها مصر والأردن ودول الخليج، والمغرب العربي، الرسالة رسالة قوية للغاية في الحسابات الإستراتيجية، تمثل تحذير لإيران عدم استمرار الموقف الحالي والاستعداد لكافة الأمور بما فيها الصدام.
الرسالة الثانية: السعودية تقول إننا لم نقبل الحصار من الشمال والجنوب، وأن موضوع اليمن ووصول دولة إقليمية آخري إلى اليمن، مهدد لهم شخصياً، وغير مسموح به، هنا تصدى لإيران فيما يتعلق بتمددها السريع.
الرسالة الثالثة، السعودية لم تقل أنها لوحدها، بل دخلت في إطار عربي، فدخلت معها 8 دول عربية، وهذه أيضا رسالة واضحة.
الأخبار: كيف ترى أحداث اليمن ؟
عمرو موسى: موضوع اليمن بالنسبة لمصر، أولا اليمن في ذاته كدولة عربية مهمة، وترتبط بها تاريخياً ارتباطا كبيراً، وهى أصل العرب، والمشكلة كلها جاءت من عندها، فهي أصل العروبة واللغة، إنما من شأن الوضع المحيط بمشكلة اليمن وبباب المندب والبحر الأحمر والملاحة، وبالتالي تهدد احتمالا الملاحة في قناة السويس، وكان على مصر أن تلقى بالاً وتهتم جداً بمسار الأحداث في اليمن، وكان أول تشاركها مع المملكة العربية السعودية، والإسهام بحرياً، والرئيس السيسى أعلن أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، إذا أقتضى الأمر ذلك، ولم يكن متراجعاً.
عاصفة الحزم أعلن توقفها ودخلنا في المرحلة الثانية وهى التنمية، وأن مشروع الملك سلمان في اليمن شبيه بمشروع مارشال، وأرى أن هذا القرار كان قراراً سليماً تماماً من مصر، أنها تنضم إلى هذا التحالف، خصوصاً فيما يتعلق بالمعامل البحري، وكان سليما تماماً أن رئيس الجمهورية يقول أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، لأن اليمن الوضع فيها مهين، وهذا كلام سليم، وليس هناك ما يدعو إلى الدخول البرى، الطيران توقف، إنما هناك فرصة لإعادة بناء اليمن.
وأنا أرى كمواطن عادى أن السفن التي ذهبت هناك، يجب أن تبقى، وضروري إعلان ذلك، لماذا نسكت؟، يجب أن نقول أن هناك خمس قطع بحرية، لأني مهتم بهذه الملاحة، البعض يرد على ذلك أن هناك أساطيل أمريكا وفرنسا، ولكنهم لهم اهتماماتهم ومصالحهم، فلم أذهب كي أنضم لأي أسطول، ولم أذهب وراء قراصنة، أنا ذاهب لعملية بحرية قد تحمى الملاحة في قناة السويس والبحر الأحمر،، وقد يؤثر ذلك على باب المندب.
ما الهدف، الهدف هو أن نصل إلى توافق في اليمن، وأن يتوقف التدخل، والتوقف عن محاولة جر اليمن إلى الماضي من تخلف اقتصادي وسياسي، ضرورة مساعدة اليمن، مثل ما حاولته مصر من قبل، من خلال عملية عربية واسعة، مع مساعدة مغربية أردنية خليجية.
الأخبار:هل أطلعت على مقترح للحل السياسي في اليمن من جانب شخصيات يمنية كما أشيع؟ وما ملامح هذا الطرح؟
عمرو موسى: نعم التقيت بعدد كبير من الزوار اليمنيين، وتحدثنا في هذا الموضوع، ولهم أراء كثيرة، وكان رأيهم أن استمرار العملية العسكرية يضر بالكل، ولا بد من التوجه لحل سياسي، وهذا يعنى أنك سوف ترجع مرة ثانية إلى الرئيس السابق على عبدالله صالح، وهناك دولاً عربية عديدة قالت أنها تريد حلاً سياسياً، يقوم على إعادة التنمية وانسحاب القوى المختلفة، كلاً إلى محافظته، وتعود الشرعية، ومن الشرعية تحدث انتخابات رئاسية وبرلمانية.
الأخبار: مع استعادة سلاح الجيش اليمنى من يد الحوثيين؟
عمرو موسى: طبعاً مع استعادة سلاح الجيش، وباختصار قرار مجلس الأمن الأخير يجب أن يطبق وهذا شىء مهم.
وبالنسبة لفكرة هروب عبد الله صالح من اليمن إلى عمان؟
الأخبار: تفاصيل خروجه تحتاج إلى عمل كثير، لأن له تأثير على المعارضة، والحزب التابع له، مع تسليم الجيش، ودور الإخوان، السياسة معقدة ومتشابكة، وهذا التدخل في حد ذاته امتدادا إيرانياً، والثابت الآن أن القاعدة موجودة، وأن الإخوان المسلمين لهم وجود، وأن الامتداد الإيراني قائم وموجود، ما الحكم في هذا الموضوع، هو أن هناك قرار تحت الفصل السابع لمجلس الأمن واجب النفاذ.
الأخبار: لم يواجه العالم العربي تحديات ومشاكل قبل ديسمبر 2010 بحجم التحديات التي يواجهها الآن خاصة في ظل وجود مشهد سياسي عربي في غاية التعقيد والتشابك.. من وجهة نظرك هل تتحمل ثورات الربيع العربي المسئولية وراء ذلك؟
عمرو موسى: كانت منطقة الشرق الأوسط منطقة بسيطة جدا بها مشكلة رئيسية هي مشكلة فلسطين وأنصارها وإسرائيل وأنصارها والحصار السياسي لإسرائيل بينما من العقد الأول من هذا القرن خرجت أمريكا بناءً على معاهد البحث لديها والمحافظين الجدد بنظرية منطقة الشرق الجديد، و" كوندليزا رايس" قالت هذا، فالشرق الأوسط الجديد في تعريفه أمريكياً هو أن يقوم على الديمقراطية ومبادئ الحرية ولكن بتغير الحكام بشرط أن يكون تابعين أيضاً لأمريكا ولكن هذا فعلياً لم يحدث وذلك لأن الثورة التي حدثت بمصر وقبلها بتونس كانت لأسباب لا علاقة لها بنظرية الشرق الأوسط الجديد، بينما حدثت تلك الثورات التاريخية والتى يجب ان نحييها لأن الظلم كان قد وصل لأبعاد خطيرة للغاية، وحين انتحر وقتها " بو عزيزى" ثار العالم العربي كله، وذلك لأن كل شعب وقتها شعر بأن هذا الظلم موجود عنده أيضاً، ومن هنا اندلعت الثورات قبل ما يتم الترتيب الخاص بتشكيل شرق أوسط جديد، ووقتها كانت القوة السياسية المنظمة الظاهرة بمصر هي جماعة الإخوان وبالطريقة العملية قرر الغرب أن يتعاون مع تلك القوة المنظمة.
ووقتها بالفعل انتخبوا وكان دخولهم بشكل شرعي ولا يصح أن نقول غير ذلك ولكنهم أساءوا إدارة الأمور، وطبعا أمريكا لم يهمهم إساءة إداراتهم للبلاد ولكن هذا كان يهمنا نحن، والسؤال الذي دار في خاطر كل مصري في أواخر حكم مرسى هو هل تستطيع مصر أن تتحمل عام أخر وكانت الإجابة من جموع الشعب "لا نستطيع أن نصبر" وذلك لأن البلد كانت تسقط تدريجياً فلا يوجد كفاءة بالحكم ولا نظرية له ولا اهتمام بإصلاح مصر، ومن هنا تحركت القوى السياسية في مصر ودعمتها القوات المسلحة، ومن هنا حدث التغير، لذلك لا نستطيع أن نلقى المسئولية على الربيع العربي لأنه كان أحد التطورات التي حدثت.
"لا يفتى ومالك في المدينة".. وفي الجزء الثاني من منتدى الأخبار مع عمرو موسى امتد الحوار ليشمل كافة القضايا من الأزمة اليمنية التي تفرض نفسها على المشهد العربي إلى الرسائل السعودية الثلاثة من وراء عاصفة الحزم وآليات الخروج من المأزق الحالي هناك والوضع بعد موافقة القادة العرب على تشكيل قوة عربية موحدة.
وتناول الحوار العلاقات مع إيران وبدا عمرو موسى منزعجا من تصريحات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ومسئولين آخرين حول التحكم الإيراني في مقادير أربع دول عربية وتحركات طهران بعد توقيع الاتفاق الإطاري حول البرنامج النووي مع الغرب.
الأخبار: هناك نقطة تحتاج إلى توضيح للرأي العام، وهى الخاصة بصياغة العلاقة مع إيران خاصة وأن هناك من يضع إيران في موضع خصومة لأسباب تتعلق بتمدد إيران القومي بالمصالح الإيرانية، وتمدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعي، والبعض الآخر وخاصة القطاعات التي ليست على درجة كافية من الوعي يتمنى أن يفشل الاتفاق النووي، وتقوم مواجهة بين إيران وإسرائيل، وقد تموت الأفاعي بسموم العقارب.. . ما رأيك ؟
عمرو موسى: هناك من يقول أن الاتفاق النووي الإطاري الذي حدث، رافقه تفهم آخر أن إيران تريد أن تلعب دوراً إقليمياً، وكمتابع للسياسة، هناك عدد من العوامل الأول أن إيران دولة في المنطقة، الثاني دولة مهمة وقوية في المنطقة، الثالث أنها تتهيأ الآن لجو مختلف، لن تعيش تحت سيف المقاطعة الاقتصادية، ولا الحصار السياسي والاقتصادي، هذه 3 أمور أساسية يجب أن نضعها في الاعتبار.
الأخبار: هل رافق الاتفاق النووي الإيراني الغربي تفاهم ما على دور إقليمي معين من منطلق أن موقعها هو الأهم إستراتيجيا، لأنها تشرف على مضيق هرمز؟
عمرو موسي: بدون أي رسم إستراتيجي، ولا العودة إلى الخرائط، حصل تعاون في موضوع العراق، وعندما خرجت الولايات المتحدة من العراق، كان مفهوماً أن الدولة ذات التأثير في هذه المنطقة هي إيران، المسألة واضحة لقد صدمت بالكلام الذي قاله الجنرال سليماني عندما قال" أننا نحرك الأمور في أربع دول بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء"، معنى هذا أن أحداث صنعاء هو صاحب الرأي فيها لأنها حصلت، نحن لا نتهم، أنت تقول انك صاحب القول الفصل، وهذا جرس" يرن" في أذهاننا، وهذا بيان من أخطر البيانات التي قيلت، ونحن كدول عربية أو كعرب، يجب أن نرفض ذلك، ونعتبره إهانة وإستهانة بنا، وكنت أقول دائماً أننا يجب أن نتكلم مع الإيرانيين، منذ أن كنت وزيراً للخارجية، وأمين الجامعة العربية، ولكن القادة لم يوافقوا على رأى.
الأخبار: هل تشير إلى فكرة رابطة الجوار التي كانت مطروحة على قمة سرت العربية في عام 2010 والتي قمت بتبنيها ولم تلقى أذانا صاغية من بعض القادة العرب ؟
عمرو موسى: نعم ولكن أن يقول الجنرال سليمانى هذا الكلام دون أن يصاحبه أي تكذيب أبداً، ثم أتى تصريح آخر من أحد المستشارين الإيرانيين أسمه يونسى، عندما قال أن بغداد عاصمة فارس أي بغداد العاصمة العربية العظيمة التاريخية ليست عربية، ماذا يعنى هذا الكلام، إذاً بداية التفكير الإقليمي الإيراني لم يكن على الأقل موفقاً، بل كان صدامياً ومهيناً للعرب، والدول العربية، والمجتمعات العربية، وللدول الأربعة بصفة خاصة.
الأخبار: ولكن لكي يصل لهذه العواصم الأربعة، سوف يجتاح 7 عواصم في الطريق.. هل سينجحوا؟
عمرو موسى: هذا كلام غير مقبول، ومعناه أنه تحدى للدول العربية ذات وزن، وهذا يعنى تحدى على الأقل للسعودية ومصر ودول خليجية، وغيرها. وهذا أقتضى أن تقدم مصر أكثر من اقتراح، ومن حسن الحظ أن مصر هي رئيسة القمة العربية هذه السنة، وكان هناك اقتراح تشكيل قوة عربية، وقوة عربية ليست معناها جيش، قوة عربية أي مجموعات من الجنود تخصص في كل دولة، منضمة إلى هذا الاقتراح، جاهزة بمهام، وهى حفظ السلام، وقوة دفاعية وليست قوة هجومية، وضروري أن تتماشى مع حق الدفاع الشرعي في ميثاق الأمم المتحدة، وحق الميثاق الشرعي في ميثاق الجامعة العربية، فهي ليست جيوش، هي فرق معينة، ستتعاون سوياً، وباقية لدى كل دولة، ولكن تحريكها سيكون بقراراً سيادياً، ليس هناك قراراً من الجامعة العربية يطبق على الجميع، إنما هذه القوة يمكن أن تناقش في الجامعة العربية، وفى ميثاق الجامعة العربية ما يشير إلى ذلك، ومن الممكن لعدد من الدول العربية إثنين أو أكثر، أن يقررا فيما بينهم أي أتفاق يرتضوه، سواء عسكري، أو سياسي، ثقافي، اقتصادي.
الأخبار: كيف تقرأ قيام السعودية بعملية عاصفة الحزم قبل القمة بساعات وبالتوافق مع الاتفاق الإطاري بين إيران والغرب حول البرنامج النووي؟
عمرو موسى: السعودية الآن دولة سياستها واضحة، لها إقدام وإجراءات تتخذها خارج الإطار التقليدي، إنها دولة كل دبلوماسيتها وإجراءاتها كانت هادئة وفى الغرف المغلقة، ولكن الآن تقول "أنا هنا"، والوضع في العراق معروف، لا ترتاح إليه السعودية، وفى جنوبها الحوثيين، وإيران تقول أنها صاحب الرأي في صنعاء، وهى منطقة حيوية لكل العرب، فاتخذت المملكة هذا القرار فورياً، حتى أنها لم تنتظر القمة العربية، وسوف تتخذ إجراءات حادة منها ضرب الحوثيين في اليمن.
هنا يوجد ثلاثة رسائل، الرسالة الأول للدول كبرى والإقليمية المهمة، وتقول" لقد اعتبرتم الجسد العربي مات"، لدرجة أن الجنرال قاسمى قال أنا صاحب السلطة في أربع عواصم عربية، والبقية تأتى، ومسئول آخر يقول أن بغداد غير عربية، فهو لا يقول هذا الآن إلا إذا كان غير مهتم أو عابئ بالدول العربية، وهذا الرد السعودي معناها أن إيران قد تخطت كل الخطوط الحمراء،وكانت رسالة في غاية القوة من وجهة النظر العامة، وأن السعودية معها مصر والأردن ودول الخليج، والمغرب العربي، الرسالة رسالة قوية للغاية في الحسابات الإستراتيجية، تمثل تحذير لإيران عدم استمرار الموقف الحالي والاستعداد لكافة الأمور بما فيها الصدام.
الرسالة الثانية: السعودية تقول إننا لم نقبل الحصار من الشمال والجنوب، وأن موضوع اليمن ووصول دولة إقليمية آخري إلى اليمن، مهدد لهم شخصياً، وغير مسموح به، هنا تصدى لإيران فيما يتعلق بتمددها السريع.
الرسالة الثالثة، السعودية لم تقل أنها لوحدها، بل دخلت في إطار عربي، فدخلت معها 8 دول عربية، وهذه أيضا رسالة واضحة.
الأخبار: كيف ترى أحداث اليمن ؟
عمرو موسى: موضوع اليمن بالنسبة لمصر، أولا اليمن في ذاته كدولة عربية مهمة، وترتبط بها تاريخياً ارتباطا كبيراً، وهى أصل العرب، والمشكلة كلها جاءت من عندها، فهي أصل العروبة واللغة، إنما من شأن الوضع المحيط بمشكلة اليمن وبباب المندب والبحر الأحمر والملاحة، وبالتالي تهدد احتمالا الملاحة في قناة السويس، وكان على مصر أن تلقى بالاً وتهتم جداً بمسار الأحداث في اليمن، وكان أول تشاركها مع المملكة العربية السعودية، والإسهام بحرياً، والرئيس السيسى أعلن أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، إذا أقتضى الأمر ذلك، ولم يكن متراجعاً.
عاصفة الحزم أعلن توقفها ودخلنا في المرحلة الثانية وهى التنمية، وأن مشروع الملك سلمان في اليمن شبيه بمشروع مارشال، وأرى أن هذا القرار كان قراراً سليماً تماماً من مصر، أنها تنضم إلى هذا التحالف، خصوصاً فيما يتعلق بالمعامل البحري، وكان سليما تماماً أن رئيس الجمهورية يقول أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، لأن اليمن الوضع فيها مهين، وهذا كلام سليم، وليس هناك ما يدعو إلى الدخول البرى، الطيران توقف، إنما هناك فرصة لإعادة بناء اليمن.
وأنا أرى كمواطن عادى أن السفن التي ذهبت هناك، يجب أن تبقى، وضروري إعلان ذلك، لماذا نسكت؟، يجب أن نقول أن هناك خمس قطع بحرية، لأني مهتم بهذه الملاحة، البعض يرد على ذلك أن هناك أساطيل أمريكا وفرنسا، ولكنهم لهم اهتماماتهم ومصالحهم، فلم أذهب كي أنضم لأي أسطول، ولم أذهب وراء قراصنة، أنا ذاهب لعملية بحرية قد تحمى الملاحة في قناة السويس والبحر الأحمر،، وقد يؤثر ذلك على باب المندب.
ما الهدف، الهدف هو أن نصل إلى توافق في اليمن، وأن يتوقف التدخل، والتوقف عن محاولة جر اليمن إلى الماضي من تخلف اقتصادي وسياسي، ضرورة مساعدة اليمن، مثل ما حاولته مصر من قبل، من خلال عملية عربية واسعة، مع مساعدة مغربية أردنية خليجية.
الأخبار:هل أطلعت على مقترح للحل السياسي في اليمن من جانب شخصيات يمنية كما أشيع؟ وما ملامح هذا الطرح؟
عمرو موسى: نعم التقيت بعدد كبير من الزوار اليمنيين، وتحدثنا في هذا الموضوع، ولهم أراء كثيرة، وكان رأيهم أن استمرار العملية العسكرية يضر بالكل، ولا بد من التوجه لحل سياسي، وهذا يعنى أنك سوف ترجع مرة ثانية إلى الرئيس السابق على عبدالله صالح، وهناك دولاً عربية عديدة قالت أنها تريد حلاً سياسياً، يقوم على إعادة التنمية وانسحاب القوى المختلفة، كلاً إلى محافظته، وتعود الشرعية، ومن الشرعية تحدث انتخابات رئاسية وبرلمانية.
الأخبار: مع استعادة سلاح الجيش اليمنى من يد الحوثيين؟
عمرو موسى: طبعاً مع استعادة سلاح الجيش، وباختصار قرار مجلس الأمن الأخير يجب أن يطبق وهذا شىء مهم.
وبالنسبة لفكرة هروب عبد الله صالح من اليمن إلى عمان؟
الأخبار: تفاصيل خروجه تحتاج إلى عمل كثير، لأن له تأثير على المعارضة، والحزب التابع له، مع تسليم الجيش، ودور الإخوان، السياسة معقدة ومتشابكة، وهذا التدخل في حد ذاته امتدادا إيرانياً، والثابت الآن أن القاعدة موجودة، وأن الإخوان المسلمين لهم وجود، وأن الامتداد الإيراني قائم وموجود، ما الحكم في هذا الموضوع، هو أن هناك قرار تحت الفصل السابع لمجلس الأمن واجب النفاذ.
الأخبار: لم يواجه العالم العربي تحديات ومشاكل قبل ديسمبر 2010 بحجم التحديات التي يواجهها الآن خاصة في ظل وجود مشهد سياسي عربي في غاية التعقيد والتشابك.. من وجهة نظرك هل تتحمل ثورات الربيع العربي المسئولية وراء ذلك؟
عمرو موسى: كانت منطقة الشرق الأوسط منطقة بسيطة جدا بها مشكلة رئيسية هي مشكلة فلسطين وأنصارها وإسرائيل وأنصارها والحصار السياسي لإسرائيل بينما من العقد الأول من هذا القرن خرجت أمريكا بناءً على معاهد البحث لديها والمحافظين الجدد بنظرية منطقة الشرق الجديد، و" كوندليزا رايس" قالت هذا، فالشرق الأوسط الجديد في تعريفه أمريكياً هو أن يقوم على الديمقراطية ومبادئ الحرية ولكن بتغير الحكام بشرط أن يكون تابعين أيضاً لأمريكا ولكن هذا فعلياً لم يحدث وذلك لأن الثورة التي حدثت بمصر وقبلها بتونس كانت لأسباب لا علاقة لها بنظرية الشرق الأوسط الجديد، بينما حدثت تلك الثورات التاريخية والتى يجب ان نحييها لأن الظلم كان قد وصل لأبعاد خطيرة للغاية، وحين انتحر وقتها " بو عزيزى" ثار العالم العربي كله، وذلك لأن كل شعب وقتها شعر بأن هذا الظلم موجود عنده أيضاً، ومن هنا اندلعت الثورات قبل ما يتم الترتيب الخاص بتشكيل شرق أوسط جديد، ووقتها كانت القوة السياسية المنظمة الظاهرة بمصر هي جماعة الإخوان وبالطريقة العملية قرر الغرب أن يتعاون مع تلك القوة المنظمة.
ووقتها بالفعل انتخبوا وكان دخولهم بشكل شرعي ولا يصح أن نقول غير ذلك ولكنهم أساءوا إدارة الأمور، وطبعا أمريكا لم يهمهم إساءة إداراتهم للبلاد ولكن هذا كان يهمنا نحن، والسؤال الذي دار في خاطر كل مصري في أواخر حكم مرسى هو هل تستطيع مصر أن تتحمل عام أخر وكانت الإجابة من جموع الشعب "لا نستطيع أن نصبر" وذلك لأن البلد كانت تسقط تدريجياً فلا يوجد كفاءة بالحكم ولا نظرية له ولا اهتمام بإصلاح مصر، ومن هنا تحركت القوى السياسية في مصر ودعمتها القوات المسلحة، ومن هنا حدث التغير، لذلك لا نستطيع أن نلقى المسئولية على الربيع العربي لأنه كان أحد التطورات التي حدثت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.