الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
نبيلة مكرم عن شيخ الأزهر:" ما بقلوش غير أبويا وما استحملش عليه كلمة"
عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية
قصف مدفعي للاحتلال الإسرائيلي يستهدف مناطق شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
تنفيذاً لتوجيهات الرئيس.. عودة 71 مواطنا مصريًا من ليبيا بعد الأحداث الأخيرة
أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال
«ترانس جاس» تنفي شائعة تسرب الغاز بكفر الشيخ
نبيلة مكرم عن علاقتها بشيخ الأزهر: بحبه وما بقلهوش غير يا أبويا وما أستحملش كلمة فيه (فيديو)
ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات
د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية
حريق محدود بورشة رخام في جهينة دون إصابات
هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان
"تاس": طائرة تقل 270 جندياً روسياً أُعيدوا من الأسر الأوكراني هبطت فى موسكو
«مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور
نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه
تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"
نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية
رابط نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام
رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي
حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور
اليوم| أولى جلسات محاكمة «القنصل» أكبر مزور شهادات جامعية و16 آخرين
حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو
ضبط 2.5 طن أعلاف مخلوطة بالقمح المحلي في التل الكبير بالإسماعيلية
ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%
نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين
خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح
هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح
أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج
اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها
حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب
طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة
واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية
الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية
بن شريفة: بنتايج من أفضل لاعب في مركزه.. ومصدق مستقبل الدفاع المغربي
استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة
باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. جوتيريش يرفض أى خطة لا تحترم القانون الدولى بشأن قطاع غزة.. ترامب يتوعد "أبل" ب25% رسوم جمركية.. وإصابة 12 فى هجوم بسكين بمحطة قطارات هامبورج بألمانيا
بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم
سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو محليا وعالميا بعد الارتفاع.. بكام عيار 21 الآن؟
الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة
وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ
سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 24 مايو 2025
إسقاط كومو لا يكفي.. إنتر ميلان يخسر لقب الدوري الإيطالي بفارق نقطة
"الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك
يوريشتش يستقر على تشكيل بيراميدز أمام صن داونز.. يجهز القوة الضاربة
صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس
عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)
بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري
"الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور
تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش
وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم
أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)
ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!
نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه
أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن
وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025
ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب
هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح
خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله
بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عمرو موسى للأخبار: ثورة 30 يونيو افشلت مشروع امريكا للشرق الاوسط الكبير
فى ابحار مع التحديات والتطورات الاقليمية والعربية والدولية
بوابة أخبار اليوم
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 26 - 04 - 2015
واشنطن ادركت صعوبة عودة نظام مرسى فبدات فى تغيير مواقفها تجاه مصر
روسيا
ليست الاتحاد السوفيتى.. وليس من مصلحتنا معاداة
واشنطن
نحن امام خريطة جديدة للمنطقة والعرب فرضوا وجودهم على منطقة الشرق الاوسط
قرار مصر بالمشاركة فى عاصفة الحزم موفق جدا
حديث قاسم سليمانى حول تحكم ايران فى اربع عواصم عربية اهانة واستهانة بالعرب
بداية تحرك ايران اقليميا صدامى.. وثلاث رسائل سعودية من عاصفة الحزم
القوة العربية المشتركة دفاعية وليست هجومية وتحركها مرتبط بقرار سيادي
القاعدة والاخوان وايران وراء تعقد الوضع اليمنى.. والحل فى تنفيذ قرار مجلس الامن الآخير
لست مسئولا عن الوضع فى ليبيا.. ولكنى لم اتقبل فكرة ضرب المدنيين بالطائرات
الطغيان لايصنع وحدة الدول والعالم العربى لم يعد يثق بالوعود الامريكية
ارفض تقسيم سوريا.. " واللبننة" هى الاسلوب الامثل لحل الازمة
علاقتنا مع قطر فى تطور للافضل.. وعلى تركيا ان تعيد النظر فى سياسياتها
تفتيت المنطقة يعنى انهيارالشرق الاوسط .. ويفتح الباب امام الجماعات الارهابية
اؤيد كل الخطوات التى اتبعتها الحكومة لحل ازمة سد النهضة وفى انتظار النتائج
"لايفتى ومالك فى المدينة " عندما يكون الحوار حول التطورات الاخيرة فى المنطقة العربية والوضع الاقليمى فعندما يتكلم عمرو موسى فعلى الجميع ان يستمع فالرجل وراءه ميرات طويل من العمل الدبلوماسى وعلاقات متشعبة مع كل المسئولين فى دول العالم مازالت مستمرة لم تنقطع فالاتصالات قائمة والمشارورات لاتتوقف للاستفادة من خبرات طويلة ورؤى سديدة لدرجة انه محطة مهمة لكل المسئولين العرب والاجانب اثناء زيارتهم لمصر وضيف دائم على كل المنتديات العربية والدولية.
وفى الجزء الثانى من منتدى الاخبار مع عمرو موسى امتد الحوار ليشمل كافة القضايا من الازمة اليمنية التى تفرض نفسها على المشهد العربى الى الرسائل السعودية الثلاثة من وراء عاصفة الحزم وآليات الخروج من المأزق الحالى هناك والوضع بعد موافقة القادة العرب على تشكيل قوة عربية موحدة كما تناول الحوار العلاقات مع ايران وبدا عمرو موسى منزعجا من تصريحات قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى ومسئولين آخرين حول التحكم الايرنى فى مقادير اربع دول عربية وتحركات طهران بعد توقيع الاتفاق الاطارى حول البرنامج النووى مع الغرب.
ومصر لم تكن ابدا بعيدا عن التناول من ازمة سد النهضة التى ايد موسى فيها كل خطوات الحكومة فيها الى صياغة علاقات سليمة وصحيحة مع
واشنطن
فى ضوء اعادة الافراج عن مجموعة من المعدات والاسلحة الامريكية وادراك
واشنطن
باستحالة خيارها فى عودة نظام محمد مرسى وجماعة الاخوان وكذلك التطور فى العلاقات مع
روسيا
وهذا نص الحوار:
الأخبار: حين نتحدث عن علاقات مصر مع القوى الكبرى.. . كيف تقيم الاقتراب المصرى الروسى فيما يتعلق بخط التعاون الإقتصادى وعلاقات التعاون العسكرى؟ وفيما يتعلق بأدارة الإتفاق والإختلاف، فنحن نجد أن هناك اضطراب فى الموقف على نحواً ما فى ما يتعلق بالوضع فى سوريا، وفى ما يتعلق بالوضع فى اليمن؟
عمرو موسى: أنت وضعت يدك على البداية السليمة لنقاش هذا الموضوع، وهو أن علاقة مصر بالولايات المتحدة، وعلاقة مصر بسوريا، وعلاقة مصر بأى دولة كبرى آخرى، يجب أن يكون فيها مساحة للإختلاف، ولكن يجب ترتيب الأمور وأن تكون العلاقة المصرية الأمريكية علاقة إيجابية، ونعطى لهذه العلاقة حقها من الإهتمام، هذه الدولة العظمى الأولى والكبرى هى أكثر الدول قوة فى مختلف المجالات، من اليوم حتى 30 سنة قادمة، ربما فى منتصف هذا القرن، فليس من مصلحتى أن أعتبر نفسى عدواً لها أو هى عدو لى.
نعم لدينا الكثير من الشكوى من طريقة تعاملهم معنا، سواء فى ما يتعلق بفلسطين اوالعراق، هذه مسألة لن ننساها، ولكن من الضرورى أن ندير هذه العلاقة بذكاء، على نمط " سوف نختلف معكم يا امريكان"، لقد ذهب الوقت الذى سوف نتحدث فيه فى التليفون ونقول حاضر يا فندم " لم يعد هذا واردا الان، الجماهير كلها اذان مفتوحة، وعيون تنظر بدقة، وعقول تشتغل، البداية هى إدارة الأمر، كيف ندير العلاقة، يوجد مناطق توافق ومناطق خلاف، ولا تستطيع ان تضغط فى مناطق الإختلاف.
نفس الشىء ينطبق على
روسيا
، والمقارنة ليست واحدة، لأن
روسيا
لسيت الإتحاد السوفييتى، وليست القوة الثانية،
روسيا
قوة كبرى محترمة، ولكنها ليست مجال التوازن الذى كان قائما فى الحرب الباردة بين امريكا والإتحاد السوفييتى، هذا الموضوع إنتهى، وحتى من الناحية الايديولوجية، فهى ليست زعيمة الإشتراكية، إنما يوجد رباط تاريخى بيننا وبين الروس، ومن الحكمة أن يكون علاقتنا طيبة مع
روسيا
، لأنها دولة كبيرة ومهمة، ولها دوراً فى الشرق الاوسط من قبل، إنما يوجد مناطق خلاف كثيرة، مناطق ربما إقليمية وايضا التوجه العام، قد نختلف فى امور، وقد نتفق فى امور، ولكن يجب أن تكون العلاقة إيجابية كذلك مع الصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا والدول الكبرى.
اذاً الامر هو طريقة إدارة علاقاتك الخارجية، بحيث تعرف مصالحك والمقياس، كيف تديرها، يجب أن تكون مصالحك معروفة والمقياس الذى تعمل فيه، ولكن هناك دول متعاونة أو مختلفة، فهى مسائل هامة للغاية، وهناك دول آخرى مهمة جداً بالنسبة لنا، تركيا وإيران دول هامة وهم فى المنطقة لأنهم أبناء المنطقة، وقلت من قبل اننا نواجه سياستين، تركيا سياسة ناعمة، وإيران سياسة خشنة.
مصر فى أحياناً كثيرة عندما تقرأ مواقفها السياسية فى الستين والسبعين سنة الماضية، كان لها مواقف احياناً ناعمة واحياناً خشنة،الدولة الوحيدة التى تستطيع أن تلعب هذا الدور بالمقارنة والتوازن بين تركيا وأيران هى مصر، ولكننا مازلنا فى طور النقاهة، غير قادرين على الحركة فى المنطقة.
الاخبار: اذا العلاقة مع أمريكا فى طريقها الى التغيير، ولكنها لم تتغير بعد، ولكنها تتطور ما رأيك؟
هناك تطور فى العلاقات المصرية الأمريكية، إنما ليست تطورأ كافياً، حتى تستمر الى عشرة او خمسة سنوات قادمة، لأننا لم نصل بعد إلى محطة نستطيع القول فيها أن الأمريكان غيروا ولائهم بالكامل، إنما قطعاً الأمريكان فهموا انه ليس من السهل أن تدخل فى عداء الحكم فى مصر، ولا من الحكمة أن تدخل على حساب أنك تستعيد الحكم، أو تأتى بحكم يتمشى مع مزاجك، هذا موضوع أصبح شبه مستحيل وصعب، هم ناس عمليين، طالما أن هذا الامر لن يحصل ولا فى المستقبل القريب، إذاً عليك أن تغير موقفك، ويبدأ التغير فى الموقف الأمريكى.
فيما يتعلق بالعلاقة مع مصر، وفيما يتعلق بحظرعلى بعض الأسلحة، لا أعتبر أن هذا شيئاًء مهماً، لأنه ارتبط ببعض التطورات فى المنطقة، ولولا المواقف التى تحدث فى المنطقة، ما كانوا تركوا لنا هذه الطائرات والأسلحة أبداً، فهم لم يحبوا مصر فجأة، إنما هناك مواقف قوية، هناك تغير، وهناك داخل الإدارة الأمريكية وداخل مراكز البحث وفى الكونجرس مواقف قوية، ومن يقول أن هناك تصرفات خاطئة مع مصر، وأن هناك أخطاء تمت فى حق مصر، كما يجب أن ترجع العلاقات متدرجة.
هناك امور معلقة بينا وبين الأمريكان على المستوى الإقليمى، موضوع فلسطين، والشيعة والسنة الذى خرج من القمقم يوم دخول الأمريكان العراق، هذا كلام غير مقبول أنه يترك الأمر ليأكل فى الجسد العربى الثقافى والسياسى.
الأخبار: هناك نقطة تحتاج الى توضيح للرأى العام، وهى الخاصة بصياغة العلاقة مع ايران خاصة وأن هناك من يضع إيران فى موضع خصومة لأسباب تتعلق بتمدد إيران القومى بالمصالح الإيرانية، وتمدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعى، والبعض الآخر وخاصة القطاعات التى ليست على درجة كافية من الوعى يتمنى أن يفشل الإتفاق النووى، وتقوم مواجهة بين إيران وإسرائيل، وقد تموت الأفاعى بسموم العقارب.. . ما رايك ؟
عمرو موسى: هناك من يقول أن الإتفاق النووى الإطارى الذى حدث، رافقه تفهم آخر أن إيران تريد أن تلعب دوراً إقليمياً، وكمتابع للسياسة، هناك عدد من العوامل الاول أن إيران دول فى المنطقة، الثانى دولة مهمة وقوية فى المنطقة، الثالث أنها تتهيأ الأن لجو مختلف، لن تعيش تحت سيف المقاطعة الإقتصادية، ولا الحصار السياسى والإقتصادى، ستفتح أبواب، هذه 3 أمور اساسية يجب أن نضعها فى الإعتبار، وهذا موقفى منذ كنت وزيراً للخارجية وطالبت أن نَسمع إيران ونُسمع إيران، ولكنى فوجئت بل صدمت بالكلام الذى قاله الجنرال قاسم سليمانى، عندما قال أن إيران تحرك الأمور.
الأخبار: هل رافق الإتفاق النووى الايرانى الغربى تفاهم ما على دور إقليمى معين من منطلق أن موقعها هو الأهم إستراتيجيا، لأنها تشرف على مضيق هرمز؟
عمرو موسي: بدون أى رسم إستيراتيجى، ولا العودة إلى الخرائط، حصل تعاون فى موضوع العراق، وعندما خرجت الولايات المتحدة من العراق، كان مفهوماً أن الدولة ذات التأثير فى هذه المنطقة هى إيران، المسألة واضحة.لقد صدمت بالكلام الذى قاله الجنرال سليمانى عندما قال" أننا نحرك الأمور فى أربع دول بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء، معنى هذا أن أحداث صنعاء هو صاحب الرأى فيها لانها حصلت، نحن لا نتهم، أنت تقول انك صاحب القول الفصل، وهذا جرس" يرن" فى أذهاننا، وهذا بيان من أخطرالبيانات التى قيلت، ونحن كدول عربية أو كعرب، يجب أن نرفض ذلك، ونعتبره إهانة وإستهانة بنا، وكنت أقول دائماً أننا يجب أن نتكلم مع الإيرانيين، منذ أن كنت وزيراً للخارجية، وأمين الجامعة العربية، ولكن القادة لم يوافقوا على رأى.
الأخبار: هل تشير الى فكرة رابطة الجوار التى كانت مطروحة على قمة سرت العربية فى عام 2010 والتى قمت بتبنيها ولم تلقى اذانا صاغية من بعض القادة العرب ؟
عمرو موسى: نعم ولكن أن يقول الجنرال سليمانى هذا الكلام دون أن يصاحبه أى تكذيب أبداً، ثم أتى تصريح آخر من أحد المستشارين الإيرانيين أسمه يونسى، عندما قال أن بغداد عاصمة فارس أى بغداد العاصمة العربية العظيمة التاريخية ليست عربية، ماذا يعنى هذا الكلام، إذاً بداية التفكير الإقليمى الإيرانى لم يكن على الأقل موفقاً، بل كان صدامياً ومهيناً للعرب، والدول العربية، والمجتمعات العربية، وللدول الأربعة بصفة خاصة.
الأخبار: ولكن لكى يصل لهذه العواصم الأربعة، سوف يجتاح 7 عواصم فى الطريق.. هل سينجحوا؟
عمرو موسى: هذا كلام غير مقبول، ومعناه أنه تحدى للدول العربية ذات وزن، وهذا يعنى تحدى على الأقل للسعودية ومصر ودول خليجية، وغيرها.
هذا إقتضى أن تقدم مصر أكثر من إقتراح، ومن حسن الحظ أن مصر هى رئيسة القمة العربية هذه السنة، وكان هناك إقتراح تشكيل قوة عربية، وقوة عربية ليست معناها جيش، قوة عربية أى مجموعات من الجنود تخصص فى كل دولة، منضمة إلى هذا الإقتراح، جاهزة بمهام، وهى حفظ السلام، وقوة دفاعية وليست قوة هجومية، وضرورى أن تتماشى مع حق الدفاع الشرعى فى ميثاق الأمم المتحدة، وحق الميثاق الشرعى فى ميثاق الجامعة العربية، فهى ليست جيوش، هى فرق معينة، ستتعاون سوياً، وباقية لدى كل دولة، ولكن تحريكها سيكون بقراراً سيادياً، ليس هناك قراراً من الجامعة العربية يطبق على الجميع، إنما هذه القوة يمكن أن تناقش فى الجامعة العربية، وفى ميثاق الجامعة العربية ما يشير إلى ذلك، ومن الممكن لعدد من الدول العربية إثنين أو اكثر، أن يقررا فيما بينهم أى إتفاق يرتضوه، سواء عسكرى، أو سياسى، ثقافى، إقتصادى.
الأخبار: كيف تقرأ قيام السعودية بعملية عاصفة الحزم قبل القمة بساعات وبالتوافق مع الاتفاق الإطارى بين ايران والغرب حول البرنامج النووى ؟
عمرو موسى: السعودية الأن دولة سياستها واضحة، لها إقدام وإجراءات تتخذها خارج الإطار التقليدى، إنها دولة كل دبلوماسيتها وإجراءتها كانت هادئة وفى الغرف المغلقة، ولكن الأن تقول "أنا هنا"، والوضع فى العراق معروف، لاترتاح إليه السعودية، وفى جنوبها الحوثيين، وايران تقول أنها صاحب الرأى فى صنعاء، وهى منطقة حيوية لكل العرب، فأتخذت المملكة هذا القرار فورياً، حتى أنها لم تنتظر القمة العربية، وسوف تتخذ إجراءات حادة منها ضرب الحوثيين فى اليمن.
هنا يوجد ثلاثة رسائل، الرسالة الأول للدول كبرى والإقليمية المهمة، وتقول" لقد إعتبرتم الجسد العربى مات"، لدرجة أن الجنرال قاسمى قال أنا صاحب السلطة فى أربع عواصم عربية، والبقية تأتى، ومسئول آخر يقول أن بغداد غير عربية، فهو لا يقول هذا الأن إلا إذا كان غير مهتم أو عابىء بالدول العربية، وهذا الرد السعودى معناها ان ايران قد تخطت كل الخطوط الحمراء،وكانت رسالة فى غاية القوة من وجهة النظر العامة، وأن السعودية معها مصر والاردن ودول الخليج، والمغرب العربى، الرسالة رسالة قوية للغاية فى الحسابات الإستيراتيجية، تمثل تحذير لإيران عدم استمرار الموقف الحالى والاستعداد لكافة الامور بمافيها الصدام.
الرسالة الثانية: السعودية تقول اننا لم نقبل الحصار من الشمال والجنوب، وأن موضوع اليمن ووصول دولة إقليمية آخرى إلى اليمن، مهدد لهم شخصياً، وغير مسموح به، هنا تصدى لإيران فيما يتعلق بتمددها السريع.
الرسالة الثالثة، السعودية لم تقل أنها لوحدها، بل دخلت فى إطار عربى، فدخلت معاها 8 دول عربية، وهذه أيضا رسالة واضحة.
كيف ترى احداث اليمن ؟ الاخبار:
عمرو موسى: موضوع اليمن بالنسبة لمصر، اولا اليمن فى ذاته كدولة عربية مهمة، وترتبط بها تاريخياً إرتباطاً كبيراً، وهى أصل العرب، والمشكلة كلها جاءت من عندها، فهى أصل العروبة واللغة، إنما من شأن الوضع المحيط بمشكلة اليمن وبباب المندب والبحر الأحمر والملاحة، وبالتالى تهدد إحتمالاً الملاحة فى قناة السويس، وكان على مصر أن تلقى بالاً وتهتم جداً بمسار الأحداث فى اليمن، وكان أول تشاركها مع المملكة العربية السعودية، والإسهام بحرياً، والرئيس السيسى أعلن أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، إذا إقتضى الأمر ذلك، ولم يكن متراجعاً.
عاصفة الحزم أعلن توقفها ودخلنا فى المرحلة الثانية وهى التنمية، وأن مشروع الملك سلمان فى اليمن شبيه بمشروع مارشال، وأرى أن هذا القرار كان قراراً سليماً تماماً من مصر، أنها تنضم إلى هذا التحالف، خصوصاً فى ما يتعلق بالمعامل البحرى، وكان سليما تماماً أن رئيس الجمهورية يقول أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، لأن اليمن الوضع فيها مهين، وهذا كلام سليم، وليس هناك ما يدعوا إلى الدخول البرى، الطيران توقف، إنما هناك فرصة لإعادة بناء اليمن.
وأنا أرى كمواطن عادى أن السفن التى ذهبت هناك، يجب أن تبقى، وضرورى إعلان ذلك، لماذا نسكت؟، يجب أن نقول أن هناك خمس قطع بحرية، لأنى مهتم بهذه الملاحة، البعض يرد على ذلك أن هناك اساطيل أمريكا وفرنسا، ولكنهم لهم إهتمامتهم ومصالحهم، فلم أذهب كى أنضم لأى أسطول، ولم أذهب وراء قراصنة، أنا ذاهب لعملية بحرية قد تحمى الملاحة فى قناة السويس والبحر الأحمر،، وقد يؤثر ذلك على باب المندب.
ما الهدف، الهدف هو أن نصل إلى توافق فى اليمن، وأن يتوقف التدخل، والتوقف عن محاولة جر اليمن إلى الماضى من تخلف إقتصادى وسياسى، ضرورة مساعدة اليمن، مثل ما حاولته مصر من قبل، من خلال عملية عربية واسعة، مع مساعدة مغربية اردنية خليجية.
الأخبار:هل إطلعت على مقترح للحل السياسى فى اليمن من جانب شخصيات يمنية كما اشيع؟ وما ملامح هذا الطرح؟
عمرو موسى: نعم التقيت بعدد كبير من الزوار اليمنيين، وتحدثنا فى هذا الموضوع، ولهم أراء كثيرة، وكان رأيهم أن استمرار العملية العسكرية يضر بالكل، ولا بد من التوجه لحل سياسى، وهذا يعنى أنك سوف ترجع مرة ثانية إلى الرئيس السابق على عبدالله صالح، وهناك دولاً عربية عديدة قالت أنها تريد حلاً سياسياً، يقوم على إعادة التنمية وإنسحاب القوى المختلفة، كلاً إلى محافظته، وتعود الشرعية، ومن الشرعية تحدث إنتخابات رئاسية وبرلمانية.
الاخبار: مع استعادة سلاح الجيش اليمنى من يد الحوثيين
عمرو موسى: طبعاً مع إستعادة سلاح الجيش، وبأختصار قرار مجلس الامن الأخير يجب أن يطبق وهذا شىء مهم.
وبالنسبة لفكرة هروب عبد الله صالح من اليمن إلى عمان ؟
الأخبار: تفاصيل خروجه تحتاج إلى عمل كثير، لأن له تأثير على المعارضة، والحزب التابع له، مع تسليم الجيش، ودور الإخوان، السياسة معقدة ومتشابكة، وهذا التدخل فى حد ذاته إمتداداً إيرانياً، والثابت الأن أن القاعدة موجودة، وأن الإخوان المسلمين لهم وجود، وأن الإمتداد الإيرانى قائم وموجود، ماالحكم فى هذا الموضوع، هو أن هناك قرار تحت الفصل السابع لمجلس الأمن واجب النفاذ.
الأخبار: لم يواجه العالم العربى تحديات ومشاكل قبل ديسمبر 2010 بحجم التحديات التى يواجهها الأن خاصة فى ظل وجود مشهد سياسى عربى فى غاية التعقيد والتشابك.. . من وجهة نظرك هل تتحمل ثورات الربيع العربى المسئولية وراء ذلك ؟
عمرو موسى: كانت منطقة الشرق الأوسط منطقة بسيطة جدا بها مشكلة رئيسية هى مشكلة فلسطين وأنصارها وإسرائيل وأنصارها والحصار السياسى لإسرائيل بينما من العقد الأول من هذا القرن خرجت أمريكا بناءً على معاهد البحث لديها والمحافظين الجدد بنظرية منطقة الشرق الجديد، و" كوندليزا رايس" قالت هذا، فالشرق الأوسط الجديد فى تعريفه أمريكياً هو أن يقوم على الديمواقراطية ومبادىء الحرية ولكن بتغير الحكام بشرط أن يكون تابعين أيضاً لأمريكا ولكن هذا فعلياً لم يحدث وذلك لأن الثورة التى حدثت بمصر وقبلها بتونس كانت لأسباب لا علاقة لها بنظرية الشرق الأوسط الجديد، بينما حدثت تلك الثورات التاريخية والتى يجب ان نحييها لان الظلم كان قد وصل لأبعاد خطيرة للغاية، وحين إنتحر وقتها " بو عزيزى" ثار العالم العربى كله، وذلك لأن كل شعب وقتها شعر بأن هذا الظلم موجود عنده أيضاً، ومن هنا إندلعت الثورات قبل ما يتم الترتيب الخاص بتشكيل شرق أوسط جديد، ووقتها كانت القوة الساسية المنظمة الظاهرة بمصر هى جماعة الإخوان وبالطريقة العملية قرر الغرب أن يتعاون مع تلك القوة المنظمة، ووقتها بالفعل إنتخبوا وكان دخولهم بشكل شرعى ولا يصح أن نقول غير ذلك ولكنهم أساءوا إدارة الأمور، وطبعا أمريكا لم يهمهم إساءة إداراتهم للبلاد ولكن هذا كان يهمنا نحن، والسؤال الذى دار فى خاطر كل مصرى فى اواخر حكم مرسى هو هل تستطيع مصر ان تتحمل عام اخر وكانت الإجابة من جموع الشعب " لا نستطيع أن نصبر " وذلك لأن البلد كانت تسقط تدريجياً فلا يوجد كفاءة بالحكم ولا نظرية له ولا إهتمام بإصلاح مصر، ومن هنا تحركت القوى السياسية فى مصر ودعمتها القوات المسلحة، ومن هنا حدث التغير، لذلك لا نستطيع ان نلقى المسئولية على الربيع العربى لأنه كان أحد التطورات التى حدثت.
الأخبار:هل نحن بصدد خريطة جديدة فى منطقة الشرق الأوسط ؟
عمرو موسى: بالطبع نعم ولكن نحن موجودين بها، والدليل على هذا أن بعد أحداث اليمن كان يمكن أن يتواجد بالمشهد فقط القوى الغربية الدولية وربما تركيا وربما إيران وربما إسرائيل أيضاً دون وجودنا ولكن الذى حدث باليمن كان لايمكن لأحد أن يجلس دون العرب وحين نتحدث عن العرب نعنى مصر والسعودية وغيرهم.
الأخبار: هل أنت نادم على الجهد الذى بذلته فيما يخص ليبيا، حيث أن البعض يحملك مسئولية ما يجرى بها الأن ؟
عمرو موسى: هذا الحديث ذكرنى بالذين يقولون أن عمرو موسى هو الذى كتب الدستور على الرغم من أن هناك كان يوجد 50 فرد وليس أنا فقط.. ولكن فى الحقيقة ان الحالة الليبية بدأت بضرب المدنيين بالطائرات وبألاف الجرحى والقتلى الذين تم قذفهم بالطائرات فى بنى غازى ومدن أخرى، وقتها إجتمعنا فى جامعة الدول العربية لنقول أن ضرب المدنيين ممنوع، وبناء عليه إن لم تتم إستجابة تُوقف مشاركة ليبيا فى كافة إجتماعات الجامعة العربية، أو كل تنظيمتها سواء السياسية أو الثقافية وغيره، لأنه لا يصح أن يكون هناك ثورة فى مصر وأخرى فى تونس مُندلعة ويكون وسيلة القمع فى ليبيا هى قتل المدنيين بالطائرات، وقتها النظام الحاكم فى ليبيا لم يبالى واستمر فى القتل والضرب، فتقدمت دول عربية بإقتراح إقامة منطقة حظر جوى حتى تمنع هذه الطائرات من ضرب المدنيين، وبالتالى ليس عمرو موسى هو الذى اتخذ القرار لانه لم يكن بيدى فأنا الأمين العام فقط ولكنى قطعاً لم أكن متقبل فكرة ان الشعب يُقتل بهذ الشكل.
الأخبار: هناك تباين فى المواقف العربية حول دور بشار الأسد فى المرحلة القادمة فى سوريا، هناك من يتعامل معه على أنه سبب فى الأزمة ومطلوب إزاحته، وهناك من يحاول تعويمه كطرف فى مرحلة إنتقالية خاصة فى ظل عدم وضوح بديل بعد فشل المعارضة وإنقسامتها.. إلى ايا من وجهتى النظر تنحاز ؟
"عمرو موسى: بشار" كما انه جزء من المشكلة يجب أن يكون جزء من الحل وأرى أن الحل فى سوريا سوف يكون حلاً لبنانياً وهذا يعنى أن كافة الطوائف تُمثل فى حكم سوريا سواء العلويين والسنيين والمسحيين والأقراد وكل طائفة حرة فى من يمثلها ولكن بعد كل هذا التدمير الذى حدث بالدولة من الصعب أن نعود إلى نقطة الصفر وهذا لا يعنى تقسيم البلد أبداً فنجد أن لبنان متعددة المكونات ولكنها غير مُقسمة .
الأخبار: هل تجد أوجه تشابه فيما جرى يوغسلافيا بعد تيتو وفى العراق بعد صدام وفى سوريا بعد حافظ الأسد وبشار.. ان فى بعض الأحيان يكون الطُغيان ليس مُضر بالدولة حتى وإن أضر بالشعب، خاصة فيما يتعلق بسوريا حيث أنه على مر التاريخ من عهد رمسيس إلى عهد عبد الناصر كانت سوريا تعد جزء من الدفاع عن الأمن القومى المصرى لدرجة أننا وصلنا فى وقت ما إلى اننا كنا دولة واحدة مندمجة وكنا نطلق عليها الوحدة الإندماجية ؟
عمرو موسى: لا شك أننا مهتمين بالعلاقة مع سوريا ولكن لا يمكن ان يكون الطُغيان هو الذى يحمى وحدة دولة، فنحن فى القرن الحادى والعشرين والخطأ هو أن الكثير من حكامنا لم يأخذوا فى الإعتبار بالدفع الثقافى الخطير فى القرن الحادى والعشرين ولم ينتبهوا إليه ومن مصلحتنا أن تبقى سوريا دولة واحدة وان أردا الأكراد أن يبقوا دولة واحدة فليصبحوا من أصحاب المصلحة المشتركة بمثابة من يمتلكون شركة فيكون لهم بها مجموعة من الأسهم وبعيداً عن الأسماء فأنا لا مع ولا ضد ولكن ما يهمنى أن تعود سوريا من جديد لأنها دولة مهمة فى الجسد العربى والعراق أيضاً فأنا أخشى من أن يكون نهاية المطاف لسوريا والعراق أن تصبحا قوى غير قادرة على الحياة لأن هذا سوف يؤثر فينا.
الأخبار: ما هو تصورك لبدء صياغة علاقة أمريكية خليجية بعد توقيع الاتفاق النووى الذى وقعته إيران؟
عمرو موسي: فى تقديرى أن هناك روح جديدة يجب على أساسها صياغة العلاقه الخليلجيه الأمريكية ليس فقط بعد الإطار النووى الإيرانى الغربى ولكن بعد التحالف العربى والتدخل العسكرى فى اليمن، فيجب ان يكون هناك رفض صريح للتمدد الإيرانى فى اليمن والمنطقه العربيه لانه ذلك مستحيل، وإثارة الاحقاد المذهبية وتشجيعها إبقائها على وجهه الحياه يجب وقفه تمام، كما أنه يجب التحدث مع الإيرانين وتحذيرهم بإن الأمر ليس إمتداد اقليمى وأن المذهبيه ستعود بالضرر على الجميع بما فيهم إيران.
الأخبار: مازال السؤال قائم كيف يتم صياغه العلاقة الأمريكية الخليجة خاصة وأننا اقتربنا من "كامب ديفيد" التى تجمع بين اوباما وقادة دول الخليج ؟
عمرو موسى: علينا الاعتراف بأن هناك مصالح كبيره متبادلة ولكن الكلام عن البترول وأن أمريكيا فى حاجه للخليج لما تصدره لها من بترول كلام غير صحيح، وهناك ما هو أخطر أن العرب بما فيهم حكامهم اصبحوا لا يثقون فى اى وعد أمريكى وهذا بالنسبة لأمريكا شئ خطير، فإذا قالت أمريكيا للأى دوله عربية أنها ستحميها لن تصدقها عكس العهود السابقه، وذلك ناتج لما عندنا من امثله كثيره فى المشهد كفلسطين والعراق وسوريا.
الأخبار: كيف ترى عودة العلاقات المصرية الأثيوبية وما يحدث من خطوات بشأن سد النهضه؟
عمرو موسى: أولا أرى عودة للاهتمام بالعلاقات الأفريفية المصرية من الاقتصاديه والحياتية كموضوع سد النهضة وغيرها من العلاقات الاخرى، واؤيد الاسلوب الذى إتخذته الحكومه فى محاولة تهدئة الاموار حتى تتم المفاوضات فى أجواء هادئة للاتفاق لحل مفيد لان الطريقة التى عشنها فى الفترة السابقة كانت هزلية، والمسار الى تسير بها الجكومه الان جيد وان يصل بنا الأمر إلى حل او لا نصل لم يتضح حتى الأن، ثانيا أفريقيا قارة ناهضة وليست متخلفة ونستطيع أن نحقق فيها مصالح أقتصادية كبرى ولدينا سوق تجاره حره كبير وهو الكومسا لا يصح تركه دون استخدام، وكان لى الشرف الإصرار على الإنضمام إليه بالرغم من الدخول بسببها فى نزاعات مع السودان وليبيا وغيريها لوجود تخوفات مع الإنضمام، ثالثا لدينا مصالح مشتركة كترشح مصر لمقعد أفريقيا فى مجلس الأمن وهذا لا يوجد خلاف عليه لان دور مصر هو القادم فى الحصول على المقعد، وبالنسبة لسد النهضه أويد كل الخطوات وعلينا إنتظار كلمة بيت الخبرة وإتخاذ تقريره بجدية، وهناك قاعدتين أساسيتين الأولى حق اثيوبيا فى تنمية أقتصادها والاستفاد بمياهها، والثانية حق مصر كدولة المصب فى ضرورة الحصول على نسبة من المياه محدده تتيح لها الحياه وهى 55 مليار متر مكعب ولا يوجد تعارض بين الحقوق الأثيوبيه والمصرية، كما أننا يجب أن نحافظ ونرشد إستهلاك تلك النسبة، وهناك أكثر من خطوه يجب تنفيذها اولا تغير خارطة المحاصيل المكلفة للمياه، ثانيا تحسين طرق الرى، ثالثا إعادة استخدام المياه، رابعا تحلية المياه بالمحطات النووية على السواحل لان ذلك هو الاستخدام السلمى للطاقة النووية، وذلك لا يقل أهمية عن توليد الكهرباء فى الضبعه، خامسا دراسة طريقة استخدام المياه حتى نضمن حسن استخدامها بشريا وزراعيا واقتصاديا.
الأخبار: عندما كنت وزيرا للخارجية هل شاهدت نظرا لما يمكن أن يجرى فى أثيوبيا من خلال تدهور العلاقات المصرية الأثيوبية خاصة بعد محاولة إغتيال الرئيس الاسبق حسنى مبارك بأن نصل إلى ما نحن فيه الأن؟
فى هذا الوقت كان سد النهضة مقرر لها مساحة تخزينية 14مليار متر مكعب والخبراء أخبرونى بأنه لا يوجد اية اضرار منه فالمياة التى ستصلنا كافية جدا، ولكن كان هناك نوعا من العتب الافريقى لمصر لتدهور العلاقات، واذكر موقف فى الذى تعرض مبارك فيها لمحاولة إغتيال قرر عودة جميع أعضاء الوفد المصرى ولكن طالبته فى المطار بعد أن ركبنا الطائره بضرورة بقاء وفد الخارجية وحضورة القمة الأفريقية وذلك لاهمية العلاقات فقال لى "طيب" وطلب بقاء اللواء عمرو سليمان أيضا، وعندما عدت وجدت الكثير من الروؤساء لا يعلمون ما حدث، وطالبت إدانة ما حدث من وزير الخارجية ألاثيوبية لعدم وجود رئيس وزراء اثيوبيا فابلغنى بانتظاره فرفضت وبدأت بالكلمة وادانت ما حدث وتبعنى بعده العديد من روؤساء الدول، وبالطبع مبارك بدء بالبعد عن الدول الافريقية.
الأخبار: بعد أن تحدثنا عن العراق وليبيا واليمن وسوريا وما تعرضوا له تفتيت وإنهيار.. . ألم ترى ذلك تفتيت الاوطان العربية ينذر بوجود خطر قريب على مصر؟ وهل ترى أن إسرائيل لها دور فيما حدث؟ وكيف ستحمى مصر نفسها من تلك المخاطر والتهديدات المحتمله وخاصة من ليبيا والسودان؟
عمرو موسى: مصر بدأت بالفعل حماية نفسها منذ 30 يونيو وتلك المخاطر والتهديدات كان من الممكن ان تكون موجوده ومستمرة بقوه لو استمر حكم الاخوان، ولكننا بدأنا منذ أن أنتخبنا قيادة تستطيع حسم الكثير من الامور، وتفتيت العالم العربى لم يكن سهلا فحدوث ذلك يعنى احتراق الشرق الاوسط كله بما فيه اسرائيل لان الاستقرار الاقليمى سينهار وسيصبح هناك مجال هائل للجماعات الارهابية والقاعده وكل المنظمات الارهابية، وليس من الصالح الاقليمى ولا العالمى تفتيت العالم العربى والاسلامى، بالنسبة للعراق واليمن قضايهما فى طريقها للحل، اما مصر فهى ليست معرضه ولا مهيئه للانقسام ولن ينجح احد فى تفتيت، وما حدث فى اليمن وتشيكل تحالف عاصفة العزم فيها رساله عسكرية سياسية.
الأخبار: ما تقيميك للعلاقات المصرية القطرية ؟ وهل نجح التدخل السعودى فى تحسين العلاقة؟
عمرو موسى: أرى أن العلاقة فى تطور للافضل وتتحسن، ولا يجوز استخدام كلمة مصالحة حتى لا ندخل فى تفاصيل لا داعى لها وليس لدى معلومات، وأن مساحات الاتفاقات الاستراتيجية بين الدولتين اصبحت ضروره ولكننا ننتظر ما يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا والطريقة التى يتم التعامل بها معنا اعلاميا.
الأخبار: هل يعنى ذلك رهن اصلاح العلاقات المصرية القطرية بتلك الدول بالإضافة إلى تركيا؟
عمرو موسى: نعم وأرجوا أن تعيد تركيا النظر فى سياسيتهم وذلك لصالح الجميع ولصالح الاستقرار فى المنطقة، كما أرجو أن تعيد اسرئيل ايضا النظر فى سياستها لان جميع دول المنطقة تغير ماعدها.
الأخبار: ألم تكن إسرائيل هى المستفيد من ما حدث فى المنطقة؟
عمرو موسى: لا لم تكن مستفيد، واستمرار القضية الفلسطينية دون حل يعنى عدم استقرار الاقليم، ولن تكون للاسرائيل مكنة الجلوس مع العرب.
الأخبار: متى ستحل القضية الفلسطينية وخاصة بعد فشلت تجربة الذهاب لمجلس الأمن؟
عمرو موسى: عندما يتم التصالح بين الفلسطنين انفسهم وتنتهى الخلافات بين فتح وحماس سيبدء الحل.
الأخبار: هل من الممكن استدعاء القوة العربية المشتركة لحل القضية الفلسطينية ؟
عمرو موسى:الموقف العربية من القضية الفلسطينة تحكمه المبادرة العربية لعام 2002 ولا تغيرحتى الان ولكل حدث حديث.
الأخبار: بالنسبة للعلاقة بين مصر وحماس وبعد العديد من الأخطاء فى حق المصريين من تنظيمات ربما تكون خارج سيطرتهم وذلك قل من التعاطف معهم عندما يتعرضون للعدوان اسرائيل.. . هل لديك نصائح توجهها لحماس فى التعامل مع مصر؟
عمرو موسى: أنظر لحماس من زاويتان الاولى أنها منظمة فلسطينية تحت حصار إسرائيلى حتى وإن كانت لها اخطاء سياسية، والثانية على حماس أن تكون مواقفها واضحه من تلك المنظمات الإرهابية التى تضرب فى مصر، وعلاقتنا بحماس يجب أن تكون كعلاقتنا بأى منظمة تحت الحصار وما حدث ليس مبرر لما يتعرضون له، ولكن مع التأكيد بعدم قبول أى مساس مصر والحديث عن إستقلالهم بغزة ليس صحيح ولن يكونوا بمأمن وعليهم العلم بأن مصر هى الأمان لهم.
واشنطن
ادركت صعوبة عودة نظام مرسى فبدات فى تغيير مواقفها تجاه مصر
روسيا
ليست الاتحاد السوفيتى.. وليس من مصلحتنا معاداة
واشنطن
نحن امام خريطة جديدة للمنطقة والعرب فرضوا وجودهم على منطقة الشرق الاوسط
قرار مصر بالمشاركة فى عاصفة الحزم موفق جدا
حديث قاسم سليمانى حول تحكم ايران فى اربع عواصم عربية اهانة واستهانة بالعرب
بداية تحرك ايران اقليميا صدامى.. وثلاث رسائل سعودية من عاصفة الحزم
القوة العربية المشتركة دفاعية وليست هجومية وتحركها مرتبط بقرار سيادي
القاعدة والاخوان وايران وراء تعقد الوضع اليمنى.. والحل فى تنفيذ قرار مجلس الامن الآخير
لست مسئولا عن الوضع فى ليبيا.. ولكنى لم اتقبل فكرة ضرب المدنيين بالطائرات
الطغيان لايصنع وحدة الدول والعالم العربى لم يعد يثق بالوعود الامريكية
ارفض تقسيم سوريا.. " واللبننة" هى الاسلوب الامثل لحل الازمة
علاقتنا مع قطر فى تطور للافضل.. وعلى تركيا ان تعيد النظر فى سياسياتها
تفتيت المنطقة يعنى انهيارالشرق الاوسط .. ويفتح الباب امام الجماعات الارهابية
اؤيد كل الخطوات التى اتبعتها الحكومة لحل ازمة سد النهضة وفى انتظار النتائج
"لايفتى ومالك فى المدينة " عندما يكون الحوار حول التطورات الاخيرة فى المنطقة العربية والوضع الاقليمى فعندما يتكلم عمرو موسى فعلى الجميع ان يستمع فالرجل وراءه ميرات طويل من العمل الدبلوماسى وعلاقات متشعبة مع كل المسئولين فى دول العالم مازالت مستمرة لم تنقطع فالاتصالات قائمة والمشارورات لاتتوقف للاستفادة من خبرات طويلة ورؤى سديدة لدرجة انه محطة مهمة لكل المسئولين العرب والاجانب اثناء زيارتهم لمصر وضيف دائم على كل المنتديات العربية والدولية.
وفى الجزء الثانى من منتدى الاخبار مع عمرو موسى امتد الحوار ليشمل كافة القضايا من الازمة اليمنية التى تفرض نفسها على المشهد العربى الى الرسائل السعودية الثلاثة من وراء عاصفة الحزم وآليات الخروج من المأزق الحالى هناك والوضع بعد موافقة القادة العرب على تشكيل قوة عربية موحدة كما تناول الحوار العلاقات مع ايران وبدا عمرو موسى منزعجا من تصريحات قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى ومسئولين آخرين حول التحكم الايرنى فى مقادير اربع دول عربية وتحركات طهران بعد توقيع الاتفاق الاطارى حول البرنامج النووى مع الغرب.
ومصر لم تكن ابدا بعيدا عن التناول من ازمة سد النهضة التى ايد موسى فيها كل خطوات الحكومة فيها الى صياغة علاقات سليمة وصحيحة مع
واشنطن
فى ضوء اعادة الافراج عن مجموعة من المعدات والاسلحة الامريكية وادراك
واشنطن
باستحالة خيارها فى عودة نظام محمد مرسى وجماعة الاخوان وكذلك التطور فى العلاقات مع
روسيا
وهذا نص الحوار:
الأخبار: حين نتحدث عن علاقات مصر مع القوى الكبرى.. . كيف تقيم الاقتراب المصرى الروسى فيما يتعلق بخط التعاون الإقتصادى وعلاقات التعاون العسكرى؟ وفيما يتعلق بأدارة الإتفاق والإختلاف، فنحن نجد أن هناك اضطراب فى الموقف على نحواً ما فى ما يتعلق بالوضع فى سوريا، وفى ما يتعلق بالوضع فى اليمن؟
عمرو موسى: أنت وضعت يدك على البداية السليمة لنقاش هذا الموضوع، وهو أن علاقة مصر بالولايات المتحدة، وعلاقة مصر بسوريا، وعلاقة مصر بأى دولة كبرى آخرى، يجب أن يكون فيها مساحة للإختلاف، ولكن يجب ترتيب الأمور وأن تكون العلاقة المصرية الأمريكية علاقة إيجابية، ونعطى لهذه العلاقة حقها من الإهتمام، هذه الدولة العظمى الأولى والكبرى هى أكثر الدول قوة فى مختلف المجالات، من اليوم حتى 30 سنة قادمة، ربما فى منتصف هذا القرن، فليس من مصلحتى أن أعتبر نفسى عدواً لها أو هى عدو لى.
نعم لدينا الكثير من الشكوى من طريقة تعاملهم معنا، سواء فى ما يتعلق بفلسطين اوالعراق، هذه مسألة لن ننساها، ولكن من الضرورى أن ندير هذه العلاقة بذكاء، على نمط " سوف نختلف معكم يا امريكان"، لقد ذهب الوقت الذى سوف نتحدث فيه فى التليفون ونقول حاضر يا فندم " لم يعد هذا واردا الان، الجماهير كلها اذان مفتوحة، وعيون تنظر بدقة، وعقول تشتغل، البداية هى إدارة الأمر، كيف ندير العلاقة، يوجد مناطق توافق ومناطق خلاف، ولا تستطيع ان تضغط فى مناطق الإختلاف.
نفس الشىء ينطبق على
روسيا
، والمقارنة ليست واحدة، لأن
روسيا
لسيت الإتحاد السوفييتى، وليست القوة الثانية،
روسيا
قوة كبرى محترمة، ولكنها ليست مجال التوازن الذى كان قائما فى الحرب الباردة بين امريكا والإتحاد السوفييتى، هذا الموضوع إنتهى، وحتى من الناحية الايديولوجية، فهى ليست زعيمة الإشتراكية، إنما يوجد رباط تاريخى بيننا وبين الروس، ومن الحكمة أن يكون علاقتنا طيبة مع
روسيا
، لأنها دولة كبيرة ومهمة، ولها دوراً فى الشرق الاوسط من قبل، إنما يوجد مناطق خلاف كثيرة، مناطق ربما إقليمية وايضا التوجه العام، قد نختلف فى امور، وقد نتفق فى امور، ولكن يجب أن تكون العلاقة إيجابية كذلك مع الصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا والدول الكبرى.
اذاً الامر هو طريقة إدارة علاقاتك الخارجية، بحيث تعرف مصالحك والمقياس، كيف تديرها، يجب أن تكون مصالحك معروفة والمقياس الذى تعمل فيه، ولكن هناك دول متعاونة أو مختلفة، فهى مسائل هامة للغاية، وهناك دول آخرى مهمة جداً بالنسبة لنا، تركيا وإيران دول هامة وهم فى المنطقة لأنهم أبناء المنطقة، وقلت من قبل اننا نواجه سياستين، تركيا سياسة ناعمة، وإيران سياسة خشنة.
مصر فى أحياناً كثيرة عندما تقرأ مواقفها السياسية فى الستين والسبعين سنة الماضية، كان لها مواقف احياناً ناعمة واحياناً خشنة،الدولة الوحيدة التى تستطيع أن تلعب هذا الدور بالمقارنة والتوازن بين تركيا وأيران هى مصر، ولكننا مازلنا فى طور النقاهة، غير قادرين على الحركة فى المنطقة.
الاخبار: اذا العلاقة مع أمريكا فى طريقها الى التغيير، ولكنها لم تتغير بعد، ولكنها تتطور ما رأيك؟
هناك تطور فى العلاقات المصرية الأمريكية، إنما ليست تطورأ كافياً، حتى تستمر الى عشرة او خمسة سنوات قادمة، لأننا لم نصل بعد إلى محطة نستطيع القول فيها أن الأمريكان غيروا ولائهم بالكامل، إنما قطعاً الأمريكان فهموا انه ليس من السهل أن تدخل فى عداء الحكم فى مصر، ولا من الحكمة أن تدخل على حساب أنك تستعيد الحكم، أو تأتى بحكم يتمشى مع مزاجك، هذا موضوع أصبح شبه مستحيل وصعب، هم ناس عمليين، طالما أن هذا الامر لن يحصل ولا فى المستقبل القريب، إذاً عليك أن تغير موقفك، ويبدأ التغير فى الموقف الأمريكى.
فيما يتعلق بالعلاقة مع مصر، وفيما يتعلق بحظرعلى بعض الأسلحة، لا أعتبر أن هذا شيئاًء مهماً، لأنه ارتبط ببعض التطورات فى المنطقة، ولولا المواقف التى تحدث فى المنطقة، ما كانوا تركوا لنا هذه الطائرات والأسلحة أبداً، فهم لم يحبوا مصر فجأة، إنما هناك مواقف قوية، هناك تغير، وهناك داخل الإدارة الأمريكية وداخل مراكز البحث وفى الكونجرس مواقف قوية، ومن يقول أن هناك تصرفات خاطئة مع مصر، وأن هناك أخطاء تمت فى حق مصر، كما يجب أن ترجع العلاقات متدرجة.
هناك امور معلقة بينا وبين الأمريكان على المستوى الإقليمى، موضوع فلسطين، والشيعة والسنة الذى خرج من القمقم يوم دخول الأمريكان العراق، هذا كلام غير مقبول أنه يترك الأمر ليأكل فى الجسد العربى الثقافى والسياسى.
الأخبار: هناك نقطة تحتاج الى توضيح للرأى العام، وهى الخاصة بصياغة العلاقة مع ايران خاصة وأن هناك من يضع إيران فى موضع خصومة لأسباب تتعلق بتمدد إيران القومى بالمصالح الإيرانية، وتمدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعى، والبعض الآخر وخاصة القطاعات التى ليست على درجة كافية من الوعى يتمنى أن يفشل الإتفاق النووى، وتقوم مواجهة بين إيران وإسرائيل، وقد تموت الأفاعى بسموم العقارب.. . ما رايك ؟
عمرو موسى: هناك من يقول أن الإتفاق النووى الإطارى الذى حدث، رافقه تفهم آخر أن إيران تريد أن تلعب دوراً إقليمياً، وكمتابع للسياسة، هناك عدد من العوامل الاول أن إيران دول فى المنطقة، الثانى دولة مهمة وقوية فى المنطقة، الثالث أنها تتهيأ الأن لجو مختلف، لن تعيش تحت سيف المقاطعة الإقتصادية، ولا الحصار السياسى والإقتصادى، ستفتح أبواب، هذه 3 أمور اساسية يجب أن نضعها فى الإعتبار، وهذا موقفى منذ كنت وزيراً للخارجية وطالبت أن نَسمع إيران ونُسمع إيران، ولكنى فوجئت بل صدمت بالكلام الذى قاله الجنرال قاسم سليمانى، عندما قال أن إيران تحرك الأمور.
الأخبار: هل رافق الإتفاق النووى الايرانى الغربى تفاهم ما على دور إقليمى معين من منطلق أن موقعها هو الأهم إستراتيجيا، لأنها تشرف على مضيق هرمز؟
عمرو موسي: بدون أى رسم إستيراتيجى، ولا العودة إلى الخرائط، حصل تعاون فى موضوع العراق، وعندما خرجت الولايات المتحدة من العراق، كان مفهوماً أن الدولة ذات التأثير فى هذه المنطقة هى إيران، المسألة واضحة.لقد صدمت بالكلام الذى قاله الجنرال سليمانى عندما قال" أننا نحرك الأمور فى أربع دول بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء، معنى هذا أن أحداث صنعاء هو صاحب الرأى فيها لانها حصلت، نحن لا نتهم، أنت تقول انك صاحب القول الفصل، وهذا جرس" يرن" فى أذهاننا، وهذا بيان من أخطرالبيانات التى قيلت، ونحن كدول عربية أو كعرب، يجب أن نرفض ذلك، ونعتبره إهانة وإستهانة بنا، وكنت أقول دائماً أننا يجب أن نتكلم مع الإيرانيين، منذ أن كنت وزيراً للخارجية، وأمين الجامعة العربية، ولكن القادة لم يوافقوا على رأى.
الأخبار: هل تشير الى فكرة رابطة الجوار التى كانت مطروحة على قمة سرت العربية فى عام 2010 والتى قمت بتبنيها ولم تلقى اذانا صاغية من بعض القادة العرب ؟
عمرو موسى: نعم ولكن أن يقول الجنرال سليمانى هذا الكلام دون أن يصاحبه أى تكذيب أبداً، ثم أتى تصريح آخر من أحد المستشارين الإيرانيين أسمه يونسى، عندما قال أن بغداد عاصمة فارس أى بغداد العاصمة العربية العظيمة التاريخية ليست عربية، ماذا يعنى هذا الكلام، إذاً بداية التفكير الإقليمى الإيرانى لم يكن على الأقل موفقاً، بل كان صدامياً ومهيناً للعرب، والدول العربية، والمجتمعات العربية، وللدول الأربعة بصفة خاصة.
الأخبار: ولكن لكى يصل لهذه العواصم الأربعة، سوف يجتاح 7 عواصم فى الطريق.. هل سينجحوا؟
عمرو موسى: هذا كلام غير مقبول، ومعناه أنه تحدى للدول العربية ذات وزن، وهذا يعنى تحدى على الأقل للسعودية ومصر ودول خليجية، وغيرها.
هذا إقتضى أن تقدم مصر أكثر من إقتراح، ومن حسن الحظ أن مصر هى رئيسة القمة العربية هذه السنة، وكان هناك إقتراح تشكيل قوة عربية، وقوة عربية ليست معناها جيش، قوة عربية أى مجموعات من الجنود تخصص فى كل دولة، منضمة إلى هذا الإقتراح، جاهزة بمهام، وهى حفظ السلام، وقوة دفاعية وليست قوة هجومية، وضرورى أن تتماشى مع حق الدفاع الشرعى فى ميثاق الأمم المتحدة، وحق الميثاق الشرعى فى ميثاق الجامعة العربية، فهى ليست جيوش، هى فرق معينة، ستتعاون سوياً، وباقية لدى كل دولة، ولكن تحريكها سيكون بقراراً سيادياً، ليس هناك قراراً من الجامعة العربية يطبق على الجميع، إنما هذه القوة يمكن أن تناقش فى الجامعة العربية، وفى ميثاق الجامعة العربية ما يشير إلى ذلك، ومن الممكن لعدد من الدول العربية إثنين أو اكثر، أن يقررا فيما بينهم أى إتفاق يرتضوه، سواء عسكرى، أو سياسى، ثقافى، إقتصادى.
الأخبار: كيف تقرأ قيام السعودية بعملية عاصفة الحزم قبل القمة بساعات وبالتوافق مع الاتفاق الإطارى بين ايران والغرب حول البرنامج النووى ؟
عمرو موسى: السعودية الأن دولة سياستها واضحة، لها إقدام وإجراءات تتخذها خارج الإطار التقليدى، إنها دولة كل دبلوماسيتها وإجراءتها كانت هادئة وفى الغرف المغلقة، ولكن الأن تقول "أنا هنا"، والوضع فى العراق معروف، لاترتاح إليه السعودية، وفى جنوبها الحوثيين، وايران تقول أنها صاحب الرأى فى صنعاء، وهى منطقة حيوية لكل العرب، فأتخذت المملكة هذا القرار فورياً، حتى أنها لم تنتظر القمة العربية، وسوف تتخذ إجراءات حادة منها ضرب الحوثيين فى اليمن.
هنا يوجد ثلاثة رسائل، الرسالة الأول للدول كبرى والإقليمية المهمة، وتقول" لقد إعتبرتم الجسد العربى مات"، لدرجة أن الجنرال قاسمى قال أنا صاحب السلطة فى أربع عواصم عربية، والبقية تأتى، ومسئول آخر يقول أن بغداد غير عربية، فهو لا يقول هذا الأن إلا إذا كان غير مهتم أو عابىء بالدول العربية، وهذا الرد السعودى معناها ان ايران قد تخطت كل الخطوط الحمراء،وكانت رسالة فى غاية القوة من وجهة النظر العامة، وأن السعودية معها مصر والاردن ودول الخليج، والمغرب العربى، الرسالة رسالة قوية للغاية فى الحسابات الإستيراتيجية، تمثل تحذير لإيران عدم استمرار الموقف الحالى والاستعداد لكافة الامور بمافيها الصدام.
الرسالة الثانية: السعودية تقول اننا لم نقبل الحصار من الشمال والجنوب، وأن موضوع اليمن ووصول دولة إقليمية آخرى إلى اليمن، مهدد لهم شخصياً، وغير مسموح به، هنا تصدى لإيران فيما يتعلق بتمددها السريع.
الرسالة الثالثة، السعودية لم تقل أنها لوحدها، بل دخلت فى إطار عربى، فدخلت معاها 8 دول عربية، وهذه أيضا رسالة واضحة.
كيف ترى احداث اليمن ؟ الاخبار:
عمرو موسى: موضوع اليمن بالنسبة لمصر، اولا اليمن فى ذاته كدولة عربية مهمة، وترتبط بها تاريخياً إرتباطاً كبيراً، وهى أصل العرب، والمشكلة كلها جاءت من عندها، فهى أصل العروبة واللغة، إنما من شأن الوضع المحيط بمشكلة اليمن وبباب المندب والبحر الأحمر والملاحة، وبالتالى تهدد إحتمالاً الملاحة فى قناة السويس، وكان على مصر أن تلقى بالاً وتهتم جداً بمسار الأحداث فى اليمن، وكان أول تشاركها مع المملكة العربية السعودية، والإسهام بحرياً، والرئيس السيسى أعلن أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، إذا إقتضى الأمر ذلك، ولم يكن متراجعاً.
عاصفة الحزم أعلن توقفها ودخلنا فى المرحلة الثانية وهى التنمية، وأن مشروع الملك سلمان فى اليمن شبيه بمشروع مارشال، وأرى أن هذا القرار كان قراراً سليماً تماماً من مصر، أنها تنضم إلى هذا التحالف، خصوصاً فى ما يتعلق بالمعامل البحرى، وكان سليما تماماً أن رئيس الجمهورية يقول أنه مستعد أن يذهب أبعد من ذلك، لأن اليمن الوضع فيها مهين، وهذا كلام سليم، وليس هناك ما يدعوا إلى الدخول البرى، الطيران توقف، إنما هناك فرصة لإعادة بناء اليمن.
وأنا أرى كمواطن عادى أن السفن التى ذهبت هناك، يجب أن تبقى، وضرورى إعلان ذلك، لماذا نسكت؟، يجب أن نقول أن هناك خمس قطع بحرية، لأنى مهتم بهذه الملاحة، البعض يرد على ذلك أن هناك اساطيل أمريكا وفرنسا، ولكنهم لهم إهتمامتهم ومصالحهم، فلم أذهب كى أنضم لأى أسطول، ولم أذهب وراء قراصنة، أنا ذاهب لعملية بحرية قد تحمى الملاحة فى قناة السويس والبحر الأحمر،، وقد يؤثر ذلك على باب المندب.
ما الهدف، الهدف هو أن نصل إلى توافق فى اليمن، وأن يتوقف التدخل، والتوقف عن محاولة جر اليمن إلى الماضى من تخلف إقتصادى وسياسى، ضرورة مساعدة اليمن، مثل ما حاولته مصر من قبل، من خلال عملية عربية واسعة، مع مساعدة مغربية اردنية خليجية.
الأخبار:هل إطلعت على مقترح للحل السياسى فى اليمن من جانب شخصيات يمنية كما اشيع؟ وما ملامح هذا الطرح؟
عمرو موسى: نعم التقيت بعدد كبير من الزوار اليمنيين، وتحدثنا فى هذا الموضوع، ولهم أراء كثيرة، وكان رأيهم أن استمرار العملية العسكرية يضر بالكل، ولا بد من التوجه لحل سياسى، وهذا يعنى أنك سوف ترجع مرة ثانية إلى الرئيس السابق على عبدالله صالح، وهناك دولاً عربية عديدة قالت أنها تريد حلاً سياسياً، يقوم على إعادة التنمية وإنسحاب القوى المختلفة، كلاً إلى محافظته، وتعود الشرعية، ومن الشرعية تحدث إنتخابات رئاسية وبرلمانية.
الاخبار: مع استعادة سلاح الجيش اليمنى من يد الحوثيين
عمرو موسى: طبعاً مع إستعادة سلاح الجيش، وبأختصار قرار مجلس الامن الأخير يجب أن يطبق وهذا شىء مهم.
وبالنسبة لفكرة هروب عبد الله صالح من اليمن إلى عمان ؟
الأخبار: تفاصيل خروجه تحتاج إلى عمل كثير، لأن له تأثير على المعارضة، والحزب التابع له، مع تسليم الجيش، ودور الإخوان، السياسة معقدة ومتشابكة، وهذا التدخل فى حد ذاته إمتداداً إيرانياً، والثابت الأن أن القاعدة موجودة، وأن الإخوان المسلمين لهم وجود، وأن الإمتداد الإيرانى قائم وموجود، ماالحكم فى هذا الموضوع، هو أن هناك قرار تحت الفصل السابع لمجلس الأمن واجب النفاذ.
الأخبار: لم يواجه العالم العربى تحديات ومشاكل قبل ديسمبر 2010 بحجم التحديات التى يواجهها الأن خاصة فى ظل وجود مشهد سياسى عربى فى غاية التعقيد والتشابك.. . من وجهة نظرك هل تتحمل ثورات الربيع العربى المسئولية وراء ذلك ؟
عمرو موسى: كانت منطقة الشرق الأوسط منطقة بسيطة جدا بها مشكلة رئيسية هى مشكلة فلسطين وأنصارها وإسرائيل وأنصارها والحصار السياسى لإسرائيل بينما من العقد الأول من هذا القرن خرجت أمريكا بناءً على معاهد البحث لديها والمحافظين الجدد بنظرية منطقة الشرق الجديد، و" كوندليزا رايس" قالت هذا، فالشرق الأوسط الجديد فى تعريفه أمريكياً هو أن يقوم على الديمواقراطية ومبادىء الحرية ولكن بتغير الحكام بشرط أن يكون تابعين أيضاً لأمريكا ولكن هذا فعلياً لم يحدث وذلك لأن الثورة التى حدثت بمصر وقبلها بتونس كانت لأسباب لا علاقة لها بنظرية الشرق الأوسط الجديد، بينما حدثت تلك الثورات التاريخية والتى يجب ان نحييها لان الظلم كان قد وصل لأبعاد خطيرة للغاية، وحين إنتحر وقتها " بو عزيزى" ثار العالم العربى كله، وذلك لأن كل شعب وقتها شعر بأن هذا الظلم موجود عنده أيضاً، ومن هنا إندلعت الثورات قبل ما يتم الترتيب الخاص بتشكيل شرق أوسط جديد، ووقتها كانت القوة الساسية المنظمة الظاهرة بمصر هى جماعة الإخوان وبالطريقة العملية قرر الغرب أن يتعاون مع تلك القوة المنظمة، ووقتها بالفعل إنتخبوا وكان دخولهم بشكل شرعى ولا يصح أن نقول غير ذلك ولكنهم أساءوا إدارة الأمور، وطبعا أمريكا لم يهمهم إساءة إداراتهم للبلاد ولكن هذا كان يهمنا نحن، والسؤال الذى دار فى خاطر كل مصرى فى اواخر حكم مرسى هو هل تستطيع مصر ان تتحمل عام اخر وكانت الإجابة من جموع الشعب " لا نستطيع أن نصبر " وذلك لأن البلد كانت تسقط تدريجياً فلا يوجد كفاءة بالحكم ولا نظرية له ولا إهتمام بإصلاح مصر، ومن هنا تحركت القوى السياسية فى مصر ودعمتها القوات المسلحة، ومن هنا حدث التغير، لذلك لا نستطيع ان نلقى المسئولية على الربيع العربى لأنه كان أحد التطورات التى حدثت.
الأخبار:هل نحن بصدد خريطة جديدة فى منطقة الشرق الأوسط ؟
عمرو موسى: بالطبع نعم ولكن نحن موجودين بها، والدليل على هذا أن بعد أحداث اليمن كان يمكن أن يتواجد بالمشهد فقط القوى الغربية الدولية وربما تركيا وربما إيران وربما إسرائيل أيضاً دون وجودنا ولكن الذى حدث باليمن كان لايمكن لأحد أن يجلس دون العرب وحين نتحدث عن العرب نعنى مصر والسعودية وغيرهم.
الأخبار: هل أنت نادم على الجهد الذى بذلته فيما يخص ليبيا، حيث أن البعض يحملك مسئولية ما يجرى بها الأن ؟
عمرو موسى: هذا الحديث ذكرنى بالذين يقولون أن عمرو موسى هو الذى كتب الدستور على الرغم من أن هناك كان يوجد 50 فرد وليس أنا فقط.. ولكن فى الحقيقة ان الحالة الليبية بدأت بضرب المدنيين بالطائرات وبألاف الجرحى والقتلى الذين تم قذفهم بالطائرات فى بنى غازى ومدن أخرى، وقتها إجتمعنا فى جامعة الدول العربية لنقول أن ضرب المدنيين ممنوع، وبناء عليه إن لم تتم إستجابة تُوقف مشاركة ليبيا فى كافة إجتماعات الجامعة العربية، أو كل تنظيمتها سواء السياسية أو الثقافية وغيره، لأنه لا يصح أن يكون هناك ثورة فى مصر وأخرى فى تونس مُندلعة ويكون وسيلة القمع فى ليبيا هى قتل المدنيين بالطائرات، وقتها النظام الحاكم فى ليبيا لم يبالى واستمر فى القتل والضرب، فتقدمت دول عربية بإقتراح إقامة منطقة حظر جوى حتى تمنع هذه الطائرات من ضرب المدنيين، وبالتالى ليس عمرو موسى هو الذى اتخذ القرار لانه لم يكن بيدى فأنا الأمين العام فقط ولكنى قطعاً لم أكن متقبل فكرة ان الشعب يُقتل بهذ الشكل.
الأخبار: هناك تباين فى المواقف العربية حول دور بشار الأسد فى المرحلة القادمة فى سوريا، هناك من يتعامل معه على أنه سبب فى الأزمة ومطلوب إزاحته، وهناك من يحاول تعويمه كطرف فى مرحلة إنتقالية خاصة فى ظل عدم وضوح بديل بعد فشل المعارضة وإنقسامتها.. إلى ايا من وجهتى النظر تنحاز ؟
"عمرو موسى: بشار" كما انه جزء من المشكلة يجب أن يكون جزء من الحل وأرى أن الحل فى سوريا سوف يكون حلاً لبنانياً وهذا يعنى أن كافة الطوائف تُمثل فى حكم سوريا سواء العلويين والسنيين والمسحيين والأقراد وكل طائفة حرة فى من يمثلها ولكن بعد كل هذا التدمير الذى حدث بالدولة من الصعب أن نعود إلى نقطة الصفر وهذا لا يعنى تقسيم البلد أبداً فنجد أن لبنان متعددة المكونات ولكنها غير مُقسمة .
الأخبار: هل تجد أوجه تشابه فيما جرى يوغسلافيا بعد تيتو وفى العراق بعد صدام وفى سوريا بعد حافظ الأسد وبشار.. ان فى بعض الأحيان يكون الطُغيان ليس مُضر بالدولة حتى وإن أضر بالشعب، خاصة فيما يتعلق بسوريا حيث أنه على مر التاريخ من عهد رمسيس إلى عهد عبد الناصر كانت سوريا تعد جزء من الدفاع عن الأمن القومى المصرى لدرجة أننا وصلنا فى وقت ما إلى اننا كنا دولة واحدة مندمجة وكنا نطلق عليها الوحدة الإندماجية ؟
عمرو موسى: لا شك أننا مهتمين بالعلاقة مع سوريا ولكن لا يمكن ان يكون الطُغيان هو الذى يحمى وحدة دولة، فنحن فى القرن الحادى والعشرين والخطأ هو أن الكثير من حكامنا لم يأخذوا فى الإعتبار بالدفع الثقافى الخطير فى القرن الحادى والعشرين ولم ينتبهوا إليه ومن مصلحتنا أن تبقى سوريا دولة واحدة وان أردا الأكراد أن يبقوا دولة واحدة فليصبحوا من أصحاب المصلحة المشتركة بمثابة من يمتلكون شركة فيكون لهم بها مجموعة من الأسهم وبعيداً عن الأسماء فأنا لا مع ولا ضد ولكن ما يهمنى أن تعود سوريا من جديد لأنها دولة مهمة فى الجسد العربى والعراق أيضاً فأنا أخشى من أن يكون نهاية المطاف لسوريا والعراق أن تصبحا قوى غير قادرة على الحياة لأن هذا سوف يؤثر فينا.
الأخبار: ما هو تصورك لبدء صياغة علاقة أمريكية خليجية بعد توقيع الاتفاق النووى الذى وقعته إيران؟
عمرو موسي: فى تقديرى أن هناك روح جديدة يجب على أساسها صياغة العلاقه الخليلجيه الأمريكية ليس فقط بعد الإطار النووى الإيرانى الغربى ولكن بعد التحالف العربى والتدخل العسكرى فى اليمن، فيجب ان يكون هناك رفض صريح للتمدد الإيرانى فى اليمن والمنطقه العربيه لانه ذلك مستحيل، وإثارة الاحقاد المذهبية وتشجيعها إبقائها على وجهه الحياه يجب وقفه تمام، كما أنه يجب التحدث مع الإيرانين وتحذيرهم بإن الأمر ليس إمتداد اقليمى وأن المذهبيه ستعود بالضرر على الجميع بما فيهم إيران.
الأخبار: مازال السؤال قائم كيف يتم صياغه العلاقة الأمريكية الخليجة خاصة وأننا اقتربنا من "كامب ديفيد" التى تجمع بين اوباما وقادة دول الخليج ؟
عمرو موسى: علينا الاعتراف بأن هناك مصالح كبيره متبادلة ولكن الكلام عن البترول وأن أمريكيا فى حاجه للخليج لما تصدره لها من بترول كلام غير صحيح، وهناك ما هو أخطر أن العرب بما فيهم حكامهم اصبحوا لا يثقون فى اى وعد أمريكى وهذا بالنسبة لأمريكا شئ خطير، فإذا قالت أمريكيا للأى دوله عربية أنها ستحميها لن تصدقها عكس العهود السابقه، وذلك ناتج لما عندنا من امثله كثيره فى المشهد كفلسطين والعراق وسوريا.
الأخبار: كيف ترى عودة العلاقات المصرية الأثيوبية وما يحدث من خطوات بشأن سد النهضه؟
عمرو موسى: أولا أرى عودة للاهتمام بالعلاقات الأفريفية المصرية من الاقتصاديه والحياتية كموضوع سد النهضة وغيرها من العلاقات الاخرى، واؤيد الاسلوب الذى إتخذته الحكومه فى محاولة تهدئة الاموار حتى تتم المفاوضات فى أجواء هادئة للاتفاق لحل مفيد لان الطريقة التى عشنها فى الفترة السابقة كانت هزلية، والمسار الى تسير بها الجكومه الان جيد وان يصل بنا الأمر إلى حل او لا نصل لم يتضح حتى الأن، ثانيا أفريقيا قارة ناهضة وليست متخلفة ونستطيع أن نحقق فيها مصالح أقتصادية كبرى ولدينا سوق تجاره حره كبير وهو الكومسا لا يصح تركه دون استخدام، وكان لى الشرف الإصرار على الإنضمام إليه بالرغم من الدخول بسببها فى نزاعات مع السودان وليبيا وغيريها لوجود تخوفات مع الإنضمام، ثالثا لدينا مصالح مشتركة كترشح مصر لمقعد أفريقيا فى مجلس الأمن وهذا لا يوجد خلاف عليه لان دور مصر هو القادم فى الحصول على المقعد، وبالنسبة لسد النهضه أويد كل الخطوات وعلينا إنتظار كلمة بيت الخبرة وإتخاذ تقريره بجدية، وهناك قاعدتين أساسيتين الأولى حق اثيوبيا فى تنمية أقتصادها والاستفاد بمياهها، والثانية حق مصر كدولة المصب فى ضرورة الحصول على نسبة من المياه محدده تتيح لها الحياه وهى 55 مليار متر مكعب ولا يوجد تعارض بين الحقوق الأثيوبيه والمصرية، كما أننا يجب أن نحافظ ونرشد إستهلاك تلك النسبة، وهناك أكثر من خطوه يجب تنفيذها اولا تغير خارطة المحاصيل المكلفة للمياه، ثانيا تحسين طرق الرى، ثالثا إعادة استخدام المياه، رابعا تحلية المياه بالمحطات النووية على السواحل لان ذلك هو الاستخدام السلمى للطاقة النووية، وذلك لا يقل أهمية عن توليد الكهرباء فى الضبعه، خامسا دراسة طريقة استخدام المياه حتى نضمن حسن استخدامها بشريا وزراعيا واقتصاديا.
الأخبار: عندما كنت وزيرا للخارجية هل شاهدت نظرا لما يمكن أن يجرى فى أثيوبيا من خلال تدهور العلاقات المصرية الأثيوبية خاصة بعد محاولة إغتيال الرئيس الاسبق حسنى مبارك بأن نصل إلى ما نحن فيه الأن؟
فى هذا الوقت كان سد النهضة مقرر لها مساحة تخزينية 14مليار متر مكعب والخبراء أخبرونى بأنه لا يوجد اية اضرار منه فالمياة التى ستصلنا كافية جدا، ولكن كان هناك نوعا من العتب الافريقى لمصر لتدهور العلاقات، واذكر موقف فى الذى تعرض مبارك فيها لمحاولة إغتيال قرر عودة جميع أعضاء الوفد المصرى ولكن طالبته فى المطار بعد أن ركبنا الطائره بضرورة بقاء وفد الخارجية وحضورة القمة الأفريقية وذلك لاهمية العلاقات فقال لى "طيب" وطلب بقاء اللواء عمرو سليمان أيضا، وعندما عدت وجدت الكثير من الروؤساء لا يعلمون ما حدث، وطالبت إدانة ما حدث من وزير الخارجية ألاثيوبية لعدم وجود رئيس وزراء اثيوبيا فابلغنى بانتظاره فرفضت وبدأت بالكلمة وادانت ما حدث وتبعنى بعده العديد من روؤساء الدول، وبالطبع مبارك بدء بالبعد عن الدول الافريقية.
الأخبار: بعد أن تحدثنا عن العراق وليبيا واليمن وسوريا وما تعرضوا له تفتيت وإنهيار.. . ألم ترى ذلك تفتيت الاوطان العربية ينذر بوجود خطر قريب على مصر؟ وهل ترى أن إسرائيل لها دور فيما حدث؟ وكيف ستحمى مصر نفسها من تلك المخاطر والتهديدات المحتمله وخاصة من ليبيا والسودان؟
عمرو موسى: مصر بدأت بالفعل حماية نفسها منذ 30 يونيو وتلك المخاطر والتهديدات كان من الممكن ان تكون موجوده ومستمرة بقوه لو استمر حكم الاخوان، ولكننا بدأنا منذ أن أنتخبنا قيادة تستطيع حسم الكثير من الامور، وتفتيت العالم العربى لم يكن سهلا فحدوث ذلك يعنى احتراق الشرق الاوسط كله بما فيه اسرائيل لان الاستقرار الاقليمى سينهار وسيصبح هناك مجال هائل للجماعات الارهابية والقاعده وكل المنظمات الارهابية، وليس من الصالح الاقليمى ولا العالمى تفتيت العالم العربى والاسلامى، بالنسبة للعراق واليمن قضايهما فى طريقها للحل، اما مصر فهى ليست معرضه ولا مهيئه للانقسام ولن ينجح احد فى تفتيت، وما حدث فى اليمن وتشيكل تحالف عاصفة العزم فيها رساله عسكرية سياسية.
الأخبار: ما تقيميك للعلاقات المصرية القطرية ؟ وهل نجح التدخل السعودى فى تحسين العلاقة؟
عمرو موسى: أرى أن العلاقة فى تطور للافضل وتتحسن، ولا يجوز استخدام كلمة مصالحة حتى لا ندخل فى تفاصيل لا داعى لها وليس لدى معلومات، وأن مساحات الاتفاقات الاستراتيجية بين الدولتين اصبحت ضروره ولكننا ننتظر ما يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا والطريقة التى يتم التعامل بها معنا اعلاميا.
الأخبار: هل يعنى ذلك رهن اصلاح العلاقات المصرية القطرية بتلك الدول بالإضافة إلى تركيا؟
عمرو موسى: نعم وأرجوا أن تعيد تركيا النظر فى سياسيتهم وذلك لصالح الجميع ولصالح الاستقرار فى المنطقة، كما أرجو أن تعيد اسرئيل ايضا النظر فى سياستها لان جميع دول المنطقة تغير ماعدها.
الأخبار: ألم تكن إسرائيل هى المستفيد من ما حدث فى المنطقة؟
عمرو موسى: لا لم تكن مستفيد، واستمرار القضية الفلسطينية دون حل يعنى عدم استقرار الاقليم، ولن تكون للاسرائيل مكنة الجلوس مع العرب.
الأخبار: متى ستحل القضية الفلسطينية وخاصة بعد فشلت تجربة الذهاب لمجلس الأمن؟
عمرو موسى: عندما يتم التصالح بين الفلسطنين انفسهم وتنتهى الخلافات بين فتح وحماس سيبدء الحل.
الأخبار: هل من الممكن استدعاء القوة العربية المشتركة لحل القضية الفلسطينية ؟
عمرو موسى:الموقف العربية من القضية الفلسطينة تحكمه المبادرة العربية لعام 2002 ولا تغيرحتى الان ولكل حدث حديث.
الأخبار: بالنسبة للعلاقة بين مصر وحماس وبعد العديد من الأخطاء فى حق المصريين من تنظيمات ربما تكون خارج سيطرتهم وذلك قل من التعاطف معهم عندما يتعرضون للعدوان اسرائيل.. . هل لديك نصائح توجهها لحماس فى التعامل مع مصر؟
عمرو موسى: أنظر لحماس من زاويتان الاولى أنها منظمة فلسطينية تحت حصار إسرائيلى حتى وإن كانت لها اخطاء سياسية، والثانية على حماس أن تكون مواقفها واضحه من تلك المنظمات الإرهابية التى تضرب فى مصر، وعلاقتنا بحماس يجب أن تكون كعلاقتنا بأى منظمة تحت الحصار وما حدث ليس مبرر لما يتعرضون له، ولكن مع التأكيد بعدم قبول أى مساس مصر والحديث عن إستقلالهم بغزة ليس صحيح ولن يكونوا بمأمن وعليهم العلم بأن مصر هى الأمان لهم.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
اخبار مصر اليوم : عمرو موسى: احداث اليمن «مقدمة» لما سيحدث بدول عربية متازمة
اخر اخبار مصر : عمرو موسى: احداث اليمن «مقدمة» لما سيحدث بدول عربية متازمة
في إبحار مع التحديات والتطورات الإقليمية والعربية والدولية.. عمرو موسي ل«الأخبار»:
ثورة 30 يونيو أفشلت مشروع الشرق الأوسط الكبير روسيا ليست الاتحاد السوفيتي وليس من مصلحتنا معاداة أمريكا حديث قاسم سليماني حول تحكم إيران في أربع عواصم عربية إهانة
موسى: تصريحات قاسم سليماني بالسيطرة على 4 عواصم عربية غير مقبولة
عمرو موسى: أحداث اليمن «مقدمة» لما سيحدث بدول عربية متأزمة
أبلغ عن إشهار غير لائق