يحول عملي بيني وبين المتابعة للأعمال التليفزيونية والسينمائية، ولو اتيح لي بعض الوقت فالأولوية تكون لمتابعة تطور الأحداث، لهذا فقد شعرت بصدمة عندما قدر لي رغم أنفي مشاهدة بعض المقاطع لأحد الأفلام الحديثة، واؤكد علي أن تلك المتابعة تمت رغم أنفي، لأني لو كنت استطيع لما عشت تلك اللحظات لسماع ما سمعت وما رأيته من وجوه اجرامية مكانها ليس داخل المنازل ولكن خلف القضبان! كنت مكتوفا علي مقعد الحلاق، عندما حول قناة التليفزيون علي إحدي الفضائيات، التي كانت تعرض ذلك الفيلم الكارثي في كل شيء، بداية من الالفاظ البشعة ومرورا بالمشاهد القذرة المبتذلة وانتهاء بالقيم الهدامة التي يرسخها. كانت دقائق، ربما لم تصل للنصف الساعة ولكني شعرت، تجاوزت ذلك الزمن بكثير، بسبب الحالة التي انتابتني من القرف والاشمئزاز.. من هؤلاء وهل أصبحوا نجوما لها بريق.. ومن يمثلون.. وأين هي الرسالة السامية للفن في عملهم. والتساؤلات كثيرة راحت تجوب فكري بحثا عن اجابات لها، ووجدت نفسي أعود إلي الخلف إلي زمن ايقنت أنه لن يعود، طالما أمثال هؤلاء يسيطرون.. زمن الفن الجميل صاحب الرسالة والقيم والمباديء، كانت الكلمة فيه رسالة ولم يكن للابتذال والسوقية والبلطجة مكان فيها، هذا الزمن الجميل جسد كل الشخصيات الايجابية والسلبية دون أن يجعلنا نصل إلي تلك اللحظة من الاشمئزاز والغضب ليست هذه هي مصر وليس هذا هو كل المجتمع، فقد تكون تلك النماذج موجودة ولكن حجمها لا يرتفع لأن يكون هو المتصدر لعدسة الكاميرا، نعم لدينا سلبيات وسلوكيات خاطئة ونماذج اجتماعية أفرزتها طبيعة التطورات التي شهدها المجتمع، ولكنها بأي حال ليست كل ما في الصورة! إبراز لكل هذه السلبيات ليس له ألا معني واحد أن المجتمع تفكك وأنهار، وهذا ليس بالحقيقة فمازالت هناك قيم ومباديء وعادات وتقاليد لم نفقدها ولن نفقدها، لانها ركائز أساسية للمجتمع المصري، أشبه بأعمدة البناء إذا انهارت إنهار البناء. في إحدي جلسات الاعداد لمؤتمر صناعة الإبداع والذي نظمته مؤسسة أخبار اليوم سمعت الفنان الكبير عزت العلايلي وهو يتحدث غاضبا عن تلك النوعية الكارثية من الأفلام، ولانني لم أكن قد شاهدتها فلم استشعر غضبه ولكني الآن أشعر بأنني أكثر غضبا منه لما يتعرض له الفن من جريمة تشويه عن عمد ليس للفن فقط ولكن للمجتمع بأسره. تجار تلك الأفلام السيئة السمعة لا يقلون عن تجار الموت. يحول عملي بيني وبين المتابعة للأعمال التليفزيونية والسينمائية، ولو اتيح لي بعض الوقت فالأولوية تكون لمتابعة تطور الأحداث، لهذا فقد شعرت بصدمة عندما قدر لي رغم أنفي مشاهدة بعض المقاطع لأحد الأفلام الحديثة، واؤكد علي أن تلك المتابعة تمت رغم أنفي، لأني لو كنت استطيع لما عشت تلك اللحظات لسماع ما سمعت وما رأيته من وجوه اجرامية مكانها ليس داخل المنازل ولكن خلف القضبان! كنت مكتوفا علي مقعد الحلاق، عندما حول قناة التليفزيون علي إحدي الفضائيات، التي كانت تعرض ذلك الفيلم الكارثي في كل شيء، بداية من الالفاظ البشعة ومرورا بالمشاهد القذرة المبتذلة وانتهاء بالقيم الهدامة التي يرسخها. كانت دقائق، ربما لم تصل للنصف الساعة ولكني شعرت، تجاوزت ذلك الزمن بكثير، بسبب الحالة التي انتابتني من القرف والاشمئزاز.. من هؤلاء وهل أصبحوا نجوما لها بريق.. ومن يمثلون.. وأين هي الرسالة السامية للفن في عملهم. والتساؤلات كثيرة راحت تجوب فكري بحثا عن اجابات لها، ووجدت نفسي أعود إلي الخلف إلي زمن ايقنت أنه لن يعود، طالما أمثال هؤلاء يسيطرون.. زمن الفن الجميل صاحب الرسالة والقيم والمباديء، كانت الكلمة فيه رسالة ولم يكن للابتذال والسوقية والبلطجة مكان فيها، هذا الزمن الجميل جسد كل الشخصيات الايجابية والسلبية دون أن يجعلنا نصل إلي تلك اللحظة من الاشمئزاز والغضب ليست هذه هي مصر وليس هذا هو كل المجتمع، فقد تكون تلك النماذج موجودة ولكن حجمها لا يرتفع لأن يكون هو المتصدر لعدسة الكاميرا، نعم لدينا سلبيات وسلوكيات خاطئة ونماذج اجتماعية أفرزتها طبيعة التطورات التي شهدها المجتمع، ولكنها بأي حال ليست كل ما في الصورة! إبراز لكل هذه السلبيات ليس له ألا معني واحد أن المجتمع تفكك وأنهار، وهذا ليس بالحقيقة فمازالت هناك قيم ومباديء وعادات وتقاليد لم نفقدها ولن نفقدها، لانها ركائز أساسية للمجتمع المصري، أشبه بأعمدة البناء إذا انهارت إنهار البناء. في إحدي جلسات الاعداد لمؤتمر صناعة الإبداع والذي نظمته مؤسسة أخبار اليوم سمعت الفنان الكبير عزت العلايلي وهو يتحدث غاضبا عن تلك النوعية الكارثية من الأفلام، ولانني لم أكن قد شاهدتها فلم استشعر غضبه ولكني الآن أشعر بأنني أكثر غضبا منه لما يتعرض له الفن من جريمة تشويه عن عمد ليس للفن فقط ولكن للمجتمع بأسره. تجار تلك الأفلام السيئة السمعة لا يقلون عن تجار الموت.