صرخات مدوية رجت المنزل تجمع على إثرها الجيران والأصدقاء ليجدوا الأم العجوز تحتضن ابنتها التي وجدتها جثة هامدة فوق سريرها وتعلو وجهها الزرقة الشديدة. غاب عقل الأم وأخذت تردد كلمات تتهم بها زوج ابنتها بأنه هو الذي قتلها للتفرغ لعشيقته الشيطانة التي اقتحمت حياة ابنتها وحولتها إلى جحيم. تجمعت حولها نساء الحي في محاولة لمواساتها، ليفجر طبيب الصحة المفاجأة المدوية وهي أن سبب الوفاة تعاطي ابنتها كمية كبيرة من مبيد حشري. وجاء قرار وكيل أول نيابة إمبابة إسلام عطية بعد مناظرة الجثة بعرضها على الطب الشرعي لمعرفة ما إذا كان هناك شبهة جنائية، لوجود كدمات وسحجات بمناطق متفرقة من الأيدي والرقبة، ويبدأ وكيل النائب العام التحقيق وكشف اللغز. جلست الأم العجوز أمام وكيل النائب العام تروي مأساة ابنتها المتزوجة منذ 10 سنوات وأصبحت خلالهم مثالاً للأم الحنون التي بداخلها شراسة تخرج مخالبها لتجرح وتنخر في جسد من يحاول الاقتراب من أولادها أو زوجها الذي أطفأ شمعة حياتها وامتلىء قلبه بالجحود وكان يتطاول عليها بالضرب والسب لإصرارها على أن يقطع علاقته بعشيقته، بينما تعيش ابنتي ليال عذاب حيث كانت تبيت كل ليلة ودموعها فوق خدها حزنا على عشرة العمر ومصير الطفلين متمسكة بعادات وتقاليد عائلتنا وهي أن طلب الطلاق مرفوض، تحملت الكثير والكثير بعد أن قتل كل مشاعر الحب بداخلها دون رحمة أو انسانية. تنفست الأم العجوز الصعداء واقتربت من مكتب وكيل النائب العام وبصوت يشوبه الحزن والأسى تتهم زوج ابنتها بأنه هو القاتل وقام بدس المبيد الحشري لها في أحد المشروبات ليتخلص منها إلى الأبد. وبورود تقارير تحريات المباحث التي طلبها وكيل النائب العام وشهادة الشهود أكدت بأن الزوج كان كثير المشاجرات مع زوجته وأنه كان يعتدى عليها بالضرب وأنه على علاقة غير شرعية بامرأة أخرى. أمر وكيل النائب العام سرعة ضبط وإحضار الزوج الذي انكر صحة الواقعة وتقرر حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.