أيا كان الموقف الإيراني من عملية عاصفة الحزم، أو سلوك طهران بعد التوصل إلي اتفاقيه إطار مع الغرب، حول الملف النووي. فنحن أمام خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط لن أكون مبالغا، عندما أتحدث عن أننا أمام خريطة جديدة، لتحالفات دول منطقة الشرق الأوسط، مرتبطة بظهور محاور جديدة غير تقليدية. وقد بدأت المؤشرات الأولي لذلك، مع الحدثين الأكبر في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، » الأول، قيام السعوديه بتشكيل تحالف عربي يضم عشر دول، لبدء عملية عاصفة الحزم، لإنقاذ اليمن من أن تكون الدولة الرابعة العربية، في الامبراطورية الايرانية وعاصمتها ويال العجب بغداد كما صرح بذلك علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني في 8 مارس الماضي، »والحدث الثاني» يتعلق بطهران أيضا، بعدما نجحت في التوصل إلي اتفاق إطاري في لوزان بسويسرا، حول برنامجها النووي، ليتم التوقيع النهائي عليه في آخر يونيه القادم، الرابط بين الحدثين لا يخفي علي أحد، خاصة بعد أن نجحت إيران، في الربط بين ثلاثة ملفات في حوارها مع الغرب، القدرات النووية، وإنهاء العقوبات والانفتاح علي الغرب، والإقرار بالدور الإقليمي لإيران في المنطقة، وإذا كانت ايران المحاصرة استطاعت السيطرة علي مقدرات أربع دول، فماذا بعد رفع العقوبات؟ الرد السعودي جاء سريعا ومزلزلا، وتم اختيار ساحته بعناية شديدة، عن طريق عملية عاصفة الحزم، التي وجهت رسالتين إلي من يعنيهم الأمر. الأولي إلي طهران : والتي فوجئت بالعملية التي أربكت حساباتها، والتي بنتها علي دول الخليج ستبحث عن مظلة عربية، من خلال القمة العربية، ودولية من خلال اللجوء إلي مجلس الأمن، والعمل علي دفعه إلي التدخل في اليمن، من خلال إصدار القرار تحت البند السابع، الذي يسمح بعملية عسكرية من قوات دولية، ضد جماعة انصار الله، وهناك تستطيع طهران من خلال تحالفاتها مع روسيا والصين، تعطيل القرار وتخفيف مضمونه، ومنع إصداره تحت الفصل السابع، كما حدث في مرات سابقة، أو التلويح باستخدام الفيتو. فكانت المفاجأة السعودية مزدوجة، انها لم تنتظر القمة، علي خلفية انها تضمن تمرير أي قرار، وتحصل علي دعم معظم الدول العربية للتحرك العسكري، كما أنها لم تذهب أصلا إلي مجلس الأمن، وقامت بحماية أمنها القومي دون انتظار أحد، بعد التبجح الحوثي، الذي وصل إلي إجراء مناورات بالأسلحة الثقيلة، في المنطقة الحدودية المتاخمة للمملكة، والصلف الإيراني. الثانية إلي واشنطن : التي علمت وفقا لما قاله قائد القيادة المركزية للجيش الامريكي، أمام مجلس الشيوخ أنه تحدث مع وزير الدفاع السعودي، قبل تحركهم مباشرة، وبعض المسئولين حدد مدة ثلاث ساعات تم إبلاغ واشنطن بالعملية قبل بدايتها، اقتصر دورها علي الدعم المعلوماتي من خلال وجودها العسكري في اليمن لسنوات طويلة، كما كانت العملية رسالة ذات مغزي، بأن مصالح دول الخليج ليست للبيع، أو المساومة أو المقايضة، في مباحثات 5+ 1 في لوزان بسويسرا، خاصة بعد ان رفضت الدول الغربية مقترح سعودي سابق، بانضمام دول الخليج ومصر لهذه المباحثات، فالمنطقة هي الأكثر تأثرا بالبرنامج النووي السلمي أو العسكري، وكان أول وإحدي النتائج الفورية للاتفاق، الإقرار الدولي باعتبار إيران شرطي الخليج، وحامي مصالح الغرب فيه، وكانت عاصفة الحزم رسالة سعودية، باستعادة زمام المبادرة، والسعي إلي حماية مصالحها والمنطقة بنفسها، دون وصاية من أحد، أو استئذان من أي جهة. ويحدد شكل خريطة المنطقة عاملان، الأول نجاح عملية عاصفة الحزم، مما يكرس لمحور مهم، يضم كل الدول العربية المشاركة، يضاف إليه كل من تركيا التي انحازت إلي السعودية، وهاجم طيب أردوغان طهران، وانتقد مشروعها للهيمنة علي المنطقة، رغم أنه قد يكون بدأ أمس الاثنين زيارة إلي طهران، وأعرب عن دعمه للمشاركة في العملية، ويستلزم الأمر إنهاء المشاكل العالقة مع مصر، إحدي الدول المحورية في التحالف، ويضاف إليها باكستان التي يناقش برلمانها المشاركة في التحالف، بعد زيارة نواز شريف رئيس الوزراء إلي الرياض وانقرة، والاجتماعات التي عقدها وزير الدفاع الباكستاني في العاصمة السعودية، لمناقشة شكل المشاركة، أما العامل الثاني فمرتبط بموقف طهران من العملية، هل سيقتصر علي الإدانة كما هو عليه الحال الآن ؟ وتقبل بالهزيمة. يساعدها في ذلك أن الحوثيين ليسوا علي درجة أهمية حزب الله في لبنان، كما أن العلاقة بينهما براجماتية، وليست أيديولوجية، كما يمكنها أن تدعي أن الازمة عربية، وتنحني للعاصفة، أما البديل الثاني فهو مستبعد وهو التدخل العسكري في اليمن، وهي لم تفعله في أزمه البحرين عندما دخلتها قوات درع الجزيرة في أحداث فبراير 2011 رغم أن البحرين أهم لها من اليمن. الخريطة الجديدة تضم ايران من جهة، ومعها سوريا والعراق، وقد تحدث عن ذلك المحور اللواء يحيي رحيم الصفوي المستشار الاعلي للقائد العام للقوات المسلحة، بعد اللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية الدول الثلاث، ويضم كل التنظيمات السياسية المرتبطة بايران في المنطقة، والمحور الثاني يضم مصر والسعودية وتركياوباكستان. أيا كان الموقف الإيراني من عملية عاصفة الحزم، أو سلوك طهران بعد التوصل إلي اتفاقيه إطار مع الغرب، حول الملف النووي. فنحن أمام خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط لن أكون مبالغا، عندما أتحدث عن أننا أمام خريطة جديدة، لتحالفات دول منطقة الشرق الأوسط، مرتبطة بظهور محاور جديدة غير تقليدية. وقد بدأت المؤشرات الأولي لذلك، مع الحدثين الأكبر في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، » الأول، قيام السعوديه بتشكيل تحالف عربي يضم عشر دول، لبدء عملية عاصفة الحزم، لإنقاذ اليمن من أن تكون الدولة الرابعة العربية، في الامبراطورية الايرانية وعاصمتها ويال العجب بغداد كما صرح بذلك علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني في 8 مارس الماضي، »والحدث الثاني» يتعلق بطهران أيضا، بعدما نجحت في التوصل إلي اتفاق إطاري في لوزان بسويسرا، حول برنامجها النووي، ليتم التوقيع النهائي عليه في آخر يونيه القادم، الرابط بين الحدثين لا يخفي علي أحد، خاصة بعد أن نجحت إيران، في الربط بين ثلاثة ملفات في حوارها مع الغرب، القدرات النووية، وإنهاء العقوبات والانفتاح علي الغرب، والإقرار بالدور الإقليمي لإيران في المنطقة، وإذا كانت ايران المحاصرة استطاعت السيطرة علي مقدرات أربع دول، فماذا بعد رفع العقوبات؟ الرد السعودي جاء سريعا ومزلزلا، وتم اختيار ساحته بعناية شديدة، عن طريق عملية عاصفة الحزم، التي وجهت رسالتين إلي من يعنيهم الأمر. الأولي إلي طهران : والتي فوجئت بالعملية التي أربكت حساباتها، والتي بنتها علي دول الخليج ستبحث عن مظلة عربية، من خلال القمة العربية، ودولية من خلال اللجوء إلي مجلس الأمن، والعمل علي دفعه إلي التدخل في اليمن، من خلال إصدار القرار تحت البند السابع، الذي يسمح بعملية عسكرية من قوات دولية، ضد جماعة انصار الله، وهناك تستطيع طهران من خلال تحالفاتها مع روسيا والصين، تعطيل القرار وتخفيف مضمونه، ومنع إصداره تحت الفصل السابع، كما حدث في مرات سابقة، أو التلويح باستخدام الفيتو. فكانت المفاجأة السعودية مزدوجة، انها لم تنتظر القمة، علي خلفية انها تضمن تمرير أي قرار، وتحصل علي دعم معظم الدول العربية للتحرك العسكري، كما أنها لم تذهب أصلا إلي مجلس الأمن، وقامت بحماية أمنها القومي دون انتظار أحد، بعد التبجح الحوثي، الذي وصل إلي إجراء مناورات بالأسلحة الثقيلة، في المنطقة الحدودية المتاخمة للمملكة، والصلف الإيراني. الثانية إلي واشنطن : التي علمت وفقا لما قاله قائد القيادة المركزية للجيش الامريكي، أمام مجلس الشيوخ أنه تحدث مع وزير الدفاع السعودي، قبل تحركهم مباشرة، وبعض المسئولين حدد مدة ثلاث ساعات تم إبلاغ واشنطن بالعملية قبل بدايتها، اقتصر دورها علي الدعم المعلوماتي من خلال وجودها العسكري في اليمن لسنوات طويلة، كما كانت العملية رسالة ذات مغزي، بأن مصالح دول الخليج ليست للبيع، أو المساومة أو المقايضة، في مباحثات 5+ 1 في لوزان بسويسرا، خاصة بعد ان رفضت الدول الغربية مقترح سعودي سابق، بانضمام دول الخليج ومصر لهذه المباحثات، فالمنطقة هي الأكثر تأثرا بالبرنامج النووي السلمي أو العسكري، وكان أول وإحدي النتائج الفورية للاتفاق، الإقرار الدولي باعتبار إيران شرطي الخليج، وحامي مصالح الغرب فيه، وكانت عاصفة الحزم رسالة سعودية، باستعادة زمام المبادرة، والسعي إلي حماية مصالحها والمنطقة بنفسها، دون وصاية من أحد، أو استئذان من أي جهة. ويحدد شكل خريطة المنطقة عاملان، الأول نجاح عملية عاصفة الحزم، مما يكرس لمحور مهم، يضم كل الدول العربية المشاركة، يضاف إليه كل من تركيا التي انحازت إلي السعودية، وهاجم طيب أردوغان طهران، وانتقد مشروعها للهيمنة علي المنطقة، رغم أنه قد يكون بدأ أمس الاثنين زيارة إلي طهران، وأعرب عن دعمه للمشاركة في العملية، ويستلزم الأمر إنهاء المشاكل العالقة مع مصر، إحدي الدول المحورية في التحالف، ويضاف إليها باكستان التي يناقش برلمانها المشاركة في التحالف، بعد زيارة نواز شريف رئيس الوزراء إلي الرياض وانقرة، والاجتماعات التي عقدها وزير الدفاع الباكستاني في العاصمة السعودية، لمناقشة شكل المشاركة، أما العامل الثاني فمرتبط بموقف طهران من العملية، هل سيقتصر علي الإدانة كما هو عليه الحال الآن ؟ وتقبل بالهزيمة. يساعدها في ذلك أن الحوثيين ليسوا علي درجة أهمية حزب الله في لبنان، كما أن العلاقة بينهما براجماتية، وليست أيديولوجية، كما يمكنها أن تدعي أن الازمة عربية، وتنحني للعاصفة، أما البديل الثاني فهو مستبعد وهو التدخل العسكري في اليمن، وهي لم تفعله في أزمه البحرين عندما دخلتها قوات درع الجزيرة في أحداث فبراير 2011 رغم أن البحرين أهم لها من اليمن. الخريطة الجديدة تضم ايران من جهة، ومعها سوريا والعراق، وقد تحدث عن ذلك المحور اللواء يحيي رحيم الصفوي المستشار الاعلي للقائد العام للقوات المسلحة، بعد اللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية الدول الثلاث، ويضم كل التنظيمات السياسية المرتبطة بايران في المنطقة، والمحور الثاني يضم مصر والسعودية وتركياوباكستان.