تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الاثنين 16 يونيو 2025    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    محافظ قنا يقود دراجة عائدًا من مقر عمله (صور)    خبير اقتصادي: مصر تمتلك الغاز الكافي لسد احتياجاتها لكن البنية التحتية "ناقصة"    خبير اقتصادي يوضح أسباب تراجع الجنيه أمام الدولار بنهاية تعاملات اليوم    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    رجال الأعمال المصريين الأفارقة تطلق أكبر خريطة استثمارية شاملة لدعم التعاون الاقتصادي مع إفريقيا    ترامب: لسنا منخرطين في التصعيد بين إسرائيل وإيران.. ومن الممكن أن نشارك    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    إيران تبلغ الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل    سمير غطاس: إيران على أعتاب قنبلة نووية ونتنياهو يسعى لتتويج إرثه بضربة لطهران    إعلام إيراني: إسقاط مسيرات إسرائيلية شمال البلاد    بعد 258 دقيقة.. البطاقة الحمراء تظهر لأول مرة في كأس العالم للأندية 2025    كريم رمزي يكشف تفاصيل جديدة عن توقيع عقوبة على تريزيجيه    "ليس بغريب على بيتي".. إمام عاشور يشكر الخطيب والأهلي لسرعة التحرك بعد إصابته    كأس العالم للأندية.. انطلاق مباراة بالميراس وبورتو في مجموعة الأهلي    مباريات كأس العالم للأندية اليوم الإثنين والقنوات الناقلة    رياضة ½ الليل| الأهلي يفسخ عقد لاعبه.. غرامة تريزيجيه.. عودة إمام عاشور.. والاستعانة بخبير أجنبي    بسبب شاحن الهاتف، السيطرة على حريق داخل شقة بالحوامدية (صور)    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة القاهرة.. فور ظهورها    «بشرى لمحبي الشتاء».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين: «انخفاض مفاجئ»    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    وزير الثقافة يشيد ب"كارمن": معالجة جريئة ورؤية فنية راقية    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    يسرا: «فراق أمي قاطع فيّا لحد النهارده».. وزوجها يبكي صالح سليم (فيديو)    علاقة مهمة ستنشئ قريبًا.. توقعات برج العقرب اليوم 16 يونيو    «الأهلي محسود لازم نرقيه».. عمرو أديب ينتقد حسين الشحات والحكم (فيديو)    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    الهجوم الإيراني يفضح ديمقراطية إسرائيل.. الملاجئ فقط لكبار السياسيين.. فيديو    الرئيس الإماراتي يبحث هاتفيا مع رئيس وزراء بريطانيا التطورات في الشرق الأوسط    غرفة الصناعات المعدنية: من الوارد خفض إمدادات الغاز لمصانع الحديد (فيديو)    عرض «صورة الكوكب» و«الطينة» في الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مصدر: ارتفاع ضحايا حادث مصنع الصف ل4 وفيات ومصابين    إصابة رئيس مباحث أطفيح و6 آخرين أثناء ضبط هارب من حكم قضائي    القنوات الناقلة لمباراة السعودية وهايتي مباشر اليوم في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025    عادل مصطفى: الأهلى قدم أفضل شوط له من 10 سنوات وفقدان التركيز سبب التراجع    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    أحمد موسى: «إسرائيل تحترق والقبة الحديدية تحولت إلى خردة»    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    ترقب وقلق.. الأهالي ينتظرون أبناءهم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة| شاهد    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في أحدث رسالة دكتوراه عنه.. حليم مطرب كل العصور
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 03 - 2015

على مدار السنوات السابقة، ظهرت عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، التي تناولت سواء السيرة الذاتية للعندليب الأسمر عبد الحليم أو التي استفاضت في تحليل أغانيه وموسيقاه في معظم المعاهد والكليات المتعلقة بالموسيقى العربية في مصر، ومشوار حليم يعتبر مادة ثرية يمكن لدارسي الموسيقى، في الوطن العربي، الاعتماد عليها لتكون موضوع أساسي في رسائلهم العلمية والموسيقية، لما يحمله من طابع مميز وتاريخ طويل مع الأغنية العربية، فعلى مدار ربع قرن تربع حليم على عرش الأغنية العربية، رغم وجود عمالقة أخرين لكن يظل مشوار حليم الفني يمثل نوعًا خاصًا للموسيقيين العرب.
قدم د.أشرف عبد الرحمن الناقد الفني وأستاذ النقد الموسيقي في أكاديمية الفنون، الذي يقوم بتقديم برنامج "أشعار وأوتار" على محطة صوت العرب أحدث رسالة دكتوراه عن العندليب الأسمر التي حملت عنوان "البناوية في تحليل الأغنية العربية" وتحديدًا في موسيقى عبد الحليم حافظ.
"البدايات"
يقول عبد الرحمن: "الهدف من تقديم هذه الرسالة - التي تعتبر الأولى من نوعها في مصر- اكتشاف مناطق وجمالية جديدة في أغاني عبد الحليم حافظ، في البداية تطرقت إلى بداية عبد الحليم بعد أغنية "صافيني مرة"، التي لم تنل إعجاب الجمهور، لأن وقتها كان المعتاد، هو غناء الأغنيات الطربية، أما هذه الأغنية فقد كانت سريعة وقصيرة في نفس الوقت، وما لا يعرفه الكثيرون، أنه بدأ مشواره الفنى من خلال القصائد القصيرة فى بداية الخمسينيات مع الموسيقار محمد الموجى مثل "نداء الماضى" و "ربيع شاعر" وحاول فيها الموجى أن يظهر الإمكانيات الطربية فى صوت عبد الحليم، وأن صوته به مساحات لهذه النوعية من الأغنيات التى بدأ الجمهور التفاعل معها .
و عن تطبيق نظرية "البناوية" على صوت وموهبة عبد الحليم، يوضح: "هذه النظرية ترتبط بخامة الصوت وأسلوب الغناء ومخارج الألفاظ، وكل هذه الأمور كانت دقيقة جدًا ومميزة لدى حليم، وهذا ما جعله يدخل فى مصف الكبار سريعا خصوصا بعد تربع أم كلثوم وعبد الوهاب على عرش الأغنية العربية لسنوات" .
يعتبر عبد الحليم حافظ أسطورة غنائية خالدة تخوق الخيال فهو المطرب الوحيد فى الوطن العربى الذى نجح فى الغناء بكل الأشكال والألوان الغنائية- بحسب قول عبد الرحمن- فأثناء بداية ظهور عبد الحليم فى مطلع الخمسينيات كان موجود على الساحة أم كلثوم وفريد الأطرش و كارم محمود وعبد الغنى السيد ومحمد فوزى وكلهم أصوات قوية تعتمد فى الأساس على الصوت الجهورى، أما حليم فصوته كان هادئا يسمى صوت الهمس الهادئ، لهذا كان دخوله مع منافسة مع هؤلاء العظماء من أصعب ما يكون، ولما يتمتع به حليم من موهبة وذكاء فنى نجح فى كيفية اختيار الأغانى والكلمات التى تكون متماشية معه وتنال إعجاب الجمهور فى نفس الوقت .
يضيف د. أشرف: "بعد عدد من الأغنيات مع محمد الموجى وكمال الطويل ومنير مراد نجح حليم فى تثبيت أقدامه كمطرب صاعد ولمس موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إمكانيات صوت حليم، فبدأ معه بالأغانى الخفيفة السريعة مثل "توبة" و"شغلونى" و"كنت فين" وفى نفس الوقت وجد أن صوت حليم به جانب طربي أيضا، فبدأ فى ان يقدم له أغنيات خفيفة وبها جوانب تطريبية، حتى عندا ترددت الأقاويل حول أن عبد الحليم صوته ضعيف وليس قويًا فاجأ الجماهير بأغنية "جبار" من كلمات حسين السيد وتلحين محمد الموجى فهذه الأغنية أظهرت مساحات كبيرة وقوية فى صوت حليم، وقيل أيضا ان مساحة صوت حليم ضيقة فقدم أغنية "يا خلى القلب" من تأليف مرسى جميل عزيز و ألحان محمد عبد الوهاب لينتقل فيها بين المقامات من أقصى الشرق الى أقصى الغرب".
"أغاني وطنية"
يتابع قائلا: "إذا إنتقلنا للحديث عن الأغانى الوطنية سنجد أن لحليم رصيد هائل من هذه النوعية؛ ولازلت تلك الأغنيات تعيش فى وجدان محبيه، فأنا أعتبر أغانى حليم الوطنية بداية للتأريخ السياسى فى مصر تلك الفترة، فبعد ثورة يوليو 1952 أصبح عبد الحليم مطرب الثورة المدلل وصال و جال فى تقديم الأغانى الوطنية مع محمد عبد الوهاب وكان أشهرها "وطنى الأكبر"، وأيضا هناك أغنية "حكاية شعب" التى كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل وقام بتلحينها الموسيقار كمال الطويل فنرى فيها أنها عبارة عن حكاية سردية لتداعيات تلك الفترة بداية من ثورة يوليو، والعدوان الثلاثى وبناء السد العالى فهى بالفعل تروى حكاية شعب، وبعد نكسة 1967 غنى العندليب أغنية من أهم أغانيه خلال مسيرته وهى "عدى النهار" الذى كتبها عبد الرحمن الأبنودى ولحنها بليغ حمدى" .
"الشعبي"
أما على مستوى الأغانى الشعبية، يوضح عبد الرحمن: "إقتحم حليم مجال الأغنية الشعبية لكن يحسب له أنه عندما قدم هذا النوع قدمه بطريقته دون ان يتأثر بأحد وأصر على هذا وشكل مع الموسيقار بليغ حمدى ثنائى مميز لتقديم هذه النوعية مثل "سواح" و "جانا الهوا" من كلمات محمد حمزة و "على حسب وداد قلبى" و "كل ما أقول التوبة" من تأليف الأبنودى" .
"الديني"
يضيف "من الألوان التى تميز فيها حليم أيضا كان الغناء الدينى، فبعد تربع أم كلثوم على عرش الأغنية الدينية لسنوات بعد تقديمها العديد من الأغنيات مثل "القلب يعشق كل جميل" و "ولى العهد" و "الثلاثية المقدسة"، أدخل حليم للأول مرة الدعاء الدينى القصير وقدم مع الثنائى الشاعر عبد الفتاح مصطفى والملحن محمد الموجى 13 دعاءً دينيا قصيرًا وأصبح لحليم باع فى هذه النوعية من الأغنيات وتحول من اقتصار الغناء على الدعاء الدينى القصير الى الأغنية الدينية الوصفية".
يعتبر عبد الحليم حافظ مدرسة فى الغناء العربى فهناك مطربين كثيرين ساروا على دربه وهناك مطربين ظهروا معه و كانوا يتمتعون بنفس موهبته مثل عبد الغنى السيد وكمال حسنى وماهر العطار لكنهم لم يكونوا يملكوا نفس الذكاء الفنى الذى يتمتع به حليم، وهو ما تمييز به حليم طوال مشواره فحليم كان يملك الذكاء الفنى فى اختيار كلمات وألحان أغانيه فمثلا أغنيتى "رسالة من تحت الماء" و "قارئة الفنجان" التى كتبهما نزار قبانى واكتشفت انه قام بتغيير بعض كلماتهما الأصلية حتى تكون مناسبة له ومناسبة لذوق الجمهور، وكان يجيد اختيار الملحن المناسب الذى يستطيع ان يعبر عن الكلمات التى يختارها , فمثلا أغنيتى "رسالة من تحت الماء" و "مالكا قلبى" التى لحنهما الموجى حتى الان لا يمكن توصيفهما هل هما موشح أم طقطوقة، بحسب قول عبد الرحمن.
"تقدير الدولة والشعب"
وعن التقدير الرسمى من الدولة لحليم، يتابع عبد الرحمن: "عبد الحليم حافظ حصل على تقدير جماهيرى وشعبى، وعلى المستوى الأكاديمى هناك المئات من الرسائل التى تخصصت فى الكتابة عن حليم ولا يزال يحصل عليه لكن على المستوى الرسمى للدولة، العندليب لم يأخذ حقه من التقدير بعد حتى عندما تقوم وسائل الإعلام و الصحافة بالاحتفال بذكراه تكون مضطرة لأنهم يعلمون جيدا مدى تعلق الجماهير به، أما الدولة فلم تقدر حليم، فمثلا لا يوجد شارع باسم عبد الحليم ولا حتى إذاعة او قناة تليفزيونية أو حتى استديو، فلا يزال الشعب المصرى والعربى فقط المتذكر لعبد الحليم، ويكرم فقط من خلال محبيه فهو مطرب كل العصور".
على مدار السنوات السابقة، ظهرت عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، التي تناولت سواء السيرة الذاتية للعندليب الأسمر عبد الحليم أو التي استفاضت في تحليل أغانيه وموسيقاه في معظم المعاهد والكليات المتعلقة بالموسيقى العربية في مصر، ومشوار حليم يعتبر مادة ثرية يمكن لدارسي الموسيقى، في الوطن العربي، الاعتماد عليها لتكون موضوع أساسي في رسائلهم العلمية والموسيقية، لما يحمله من طابع مميز وتاريخ طويل مع الأغنية العربية، فعلى مدار ربع قرن تربع حليم على عرش الأغنية العربية، رغم وجود عمالقة أخرين لكن يظل مشوار حليم الفني يمثل نوعًا خاصًا للموسيقيين العرب.
قدم د.أشرف عبد الرحمن الناقد الفني وأستاذ النقد الموسيقي في أكاديمية الفنون، الذي يقوم بتقديم برنامج "أشعار وأوتار" على محطة صوت العرب أحدث رسالة دكتوراه عن العندليب الأسمر التي حملت عنوان "البناوية في تحليل الأغنية العربية" وتحديدًا في موسيقى عبد الحليم حافظ.
"البدايات"
يقول عبد الرحمن: "الهدف من تقديم هذه الرسالة - التي تعتبر الأولى من نوعها في مصر- اكتشاف مناطق وجمالية جديدة في أغاني عبد الحليم حافظ، في البداية تطرقت إلى بداية عبد الحليم بعد أغنية "صافيني مرة"، التي لم تنل إعجاب الجمهور، لأن وقتها كان المعتاد، هو غناء الأغنيات الطربية، أما هذه الأغنية فقد كانت سريعة وقصيرة في نفس الوقت، وما لا يعرفه الكثيرون، أنه بدأ مشواره الفنى من خلال القصائد القصيرة فى بداية الخمسينيات مع الموسيقار محمد الموجى مثل "نداء الماضى" و "ربيع شاعر" وحاول فيها الموجى أن يظهر الإمكانيات الطربية فى صوت عبد الحليم، وأن صوته به مساحات لهذه النوعية من الأغنيات التى بدأ الجمهور التفاعل معها .
و عن تطبيق نظرية "البناوية" على صوت وموهبة عبد الحليم، يوضح: "هذه النظرية ترتبط بخامة الصوت وأسلوب الغناء ومخارج الألفاظ، وكل هذه الأمور كانت دقيقة جدًا ومميزة لدى حليم، وهذا ما جعله يدخل فى مصف الكبار سريعا خصوصا بعد تربع أم كلثوم وعبد الوهاب على عرش الأغنية العربية لسنوات" .
يعتبر عبد الحليم حافظ أسطورة غنائية خالدة تخوق الخيال فهو المطرب الوحيد فى الوطن العربى الذى نجح فى الغناء بكل الأشكال والألوان الغنائية- بحسب قول عبد الرحمن- فأثناء بداية ظهور عبد الحليم فى مطلع الخمسينيات كان موجود على الساحة أم كلثوم وفريد الأطرش و كارم محمود وعبد الغنى السيد ومحمد فوزى وكلهم أصوات قوية تعتمد فى الأساس على الصوت الجهورى، أما حليم فصوته كان هادئا يسمى صوت الهمس الهادئ، لهذا كان دخوله مع منافسة مع هؤلاء العظماء من أصعب ما يكون، ولما يتمتع به حليم من موهبة وذكاء فنى نجح فى كيفية اختيار الأغانى والكلمات التى تكون متماشية معه وتنال إعجاب الجمهور فى نفس الوقت .
يضيف د. أشرف: "بعد عدد من الأغنيات مع محمد الموجى وكمال الطويل ومنير مراد نجح حليم فى تثبيت أقدامه كمطرب صاعد ولمس موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إمكانيات صوت حليم، فبدأ معه بالأغانى الخفيفة السريعة مثل "توبة" و"شغلونى" و"كنت فين" وفى نفس الوقت وجد أن صوت حليم به جانب طربي أيضا، فبدأ فى ان يقدم له أغنيات خفيفة وبها جوانب تطريبية، حتى عندا ترددت الأقاويل حول أن عبد الحليم صوته ضعيف وليس قويًا فاجأ الجماهير بأغنية "جبار" من كلمات حسين السيد وتلحين محمد الموجى فهذه الأغنية أظهرت مساحات كبيرة وقوية فى صوت حليم، وقيل أيضا ان مساحة صوت حليم ضيقة فقدم أغنية "يا خلى القلب" من تأليف مرسى جميل عزيز و ألحان محمد عبد الوهاب لينتقل فيها بين المقامات من أقصى الشرق الى أقصى الغرب".
"أغاني وطنية"
يتابع قائلا: "إذا إنتقلنا للحديث عن الأغانى الوطنية سنجد أن لحليم رصيد هائل من هذه النوعية؛ ولازلت تلك الأغنيات تعيش فى وجدان محبيه، فأنا أعتبر أغانى حليم الوطنية بداية للتأريخ السياسى فى مصر تلك الفترة، فبعد ثورة يوليو 1952 أصبح عبد الحليم مطرب الثورة المدلل وصال و جال فى تقديم الأغانى الوطنية مع محمد عبد الوهاب وكان أشهرها "وطنى الأكبر"، وأيضا هناك أغنية "حكاية شعب" التى كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل وقام بتلحينها الموسيقار كمال الطويل فنرى فيها أنها عبارة عن حكاية سردية لتداعيات تلك الفترة بداية من ثورة يوليو، والعدوان الثلاثى وبناء السد العالى فهى بالفعل تروى حكاية شعب، وبعد نكسة 1967 غنى العندليب أغنية من أهم أغانيه خلال مسيرته وهى "عدى النهار" الذى كتبها عبد الرحمن الأبنودى ولحنها بليغ حمدى" .
"الشعبي"
أما على مستوى الأغانى الشعبية، يوضح عبد الرحمن: "إقتحم حليم مجال الأغنية الشعبية لكن يحسب له أنه عندما قدم هذا النوع قدمه بطريقته دون ان يتأثر بأحد وأصر على هذا وشكل مع الموسيقار بليغ حمدى ثنائى مميز لتقديم هذه النوعية مثل "سواح" و "جانا الهوا" من كلمات محمد حمزة و "على حسب وداد قلبى" و "كل ما أقول التوبة" من تأليف الأبنودى" .
"الديني"
يضيف "من الألوان التى تميز فيها حليم أيضا كان الغناء الدينى، فبعد تربع أم كلثوم على عرش الأغنية الدينية لسنوات بعد تقديمها العديد من الأغنيات مثل "القلب يعشق كل جميل" و "ولى العهد" و "الثلاثية المقدسة"، أدخل حليم للأول مرة الدعاء الدينى القصير وقدم مع الثنائى الشاعر عبد الفتاح مصطفى والملحن محمد الموجى 13 دعاءً دينيا قصيرًا وأصبح لحليم باع فى هذه النوعية من الأغنيات وتحول من اقتصار الغناء على الدعاء الدينى القصير الى الأغنية الدينية الوصفية".
يعتبر عبد الحليم حافظ مدرسة فى الغناء العربى فهناك مطربين كثيرين ساروا على دربه وهناك مطربين ظهروا معه و كانوا يتمتعون بنفس موهبته مثل عبد الغنى السيد وكمال حسنى وماهر العطار لكنهم لم يكونوا يملكوا نفس الذكاء الفنى الذى يتمتع به حليم، وهو ما تمييز به حليم طوال مشواره فحليم كان يملك الذكاء الفنى فى اختيار كلمات وألحان أغانيه فمثلا أغنيتى "رسالة من تحت الماء" و "قارئة الفنجان" التى كتبهما نزار قبانى واكتشفت انه قام بتغيير بعض كلماتهما الأصلية حتى تكون مناسبة له ومناسبة لذوق الجمهور، وكان يجيد اختيار الملحن المناسب الذى يستطيع ان يعبر عن الكلمات التى يختارها , فمثلا أغنيتى "رسالة من تحت الماء" و "مالكا قلبى" التى لحنهما الموجى حتى الان لا يمكن توصيفهما هل هما موشح أم طقطوقة، بحسب قول عبد الرحمن.
"تقدير الدولة والشعب"
وعن التقدير الرسمى من الدولة لحليم، يتابع عبد الرحمن: "عبد الحليم حافظ حصل على تقدير جماهيرى وشعبى، وعلى المستوى الأكاديمى هناك المئات من الرسائل التى تخصصت فى الكتابة عن حليم ولا يزال يحصل عليه لكن على المستوى الرسمى للدولة، العندليب لم يأخذ حقه من التقدير بعد حتى عندما تقوم وسائل الإعلام و الصحافة بالاحتفال بذكراه تكون مضطرة لأنهم يعلمون جيدا مدى تعلق الجماهير به، أما الدولة فلم تقدر حليم، فمثلا لا يوجد شارع باسم عبد الحليم ولا حتى إذاعة او قناة تليفزيونية أو حتى استديو، فلا يزال الشعب المصرى والعربى فقط المتذكر لعبد الحليم، ويكرم فقط من خلال محبيه فهو مطرب كل العصور".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.