«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرح ديبا: أتمنى لمصر الاستقرار.. ولديكم إرادة قوية والإرهاب لن يهزمكم
"بوابة أخبار اليوم" تحاور أرملة آخر إمبراطور في تاريخ إيران
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 18 - 03 - 2015

كنا أنا وصديقي العزيز الدكتور عاطف طرفة عميد الجالية المصرية بباريس نستعد لمغادرة منزل إيهاب بدوى السفير المصري في العاصمة الفرنسية باريس بعد أن لبينا دعوته لحضور المعرض الخيري الذي استضافه في بيته لعدد من الشركات المصرية التي قررت عرض منتجاتها على أن تخصص حصيلة البيع لصالح مؤسسة مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب.
لكن السفير ايهاب بدوى همس فى أذنى قائلاً: انتظر قليلا هناك شخصية تاريخية ستحضر المعرض خلال دقائق وربما تخرج منها بحديث شيق، وافقت على الفور وبعد دقائق قليلة وجدت نفسى وجها لوجه مع الشهبانو فرح ديبا بهلوى أرملة آخر إمبراطور فى تاريخ حكم ايران الشاه محمد رضا بهلوى والذى حكم ايران 37 سنة حيث جاءت لتحضر المعرض المصري.
نظرت للدكتور عاطف فأومأ برأسه بما يعنى استعداده لترجمة الحوار حيث تتحدث الشهبانو بالفرنسية حيث رحب بالترجمة ليس فقط حبا فى الأخبار التي يعشقها ولكن لأنه كان زميل الشهبانو فى كلية الفنون التطبيقية بباريس وكان حاضرا للقاء الذى خطب فيه الشاه أمام طلبة الكلية عندما سألته فرح ديبا أسئلة محرجة لفتت نظرها له واختارها من بعد هذا اللقاء لتكون زوجته.
وبعد أول جولة لها بالمعرض قدمني السفير المصري للإمبراطورة فرح ديبا وعندما عرفت أنى قادم من مصر منذ أيام قليلة ربتت على يدي بامتنان بالغ وقالت: عندما أرى أي مصري يدور في ذهني شريط كامل من الذكريات عن هذا البلد الطيب المضياف الكريم.
وعندما طلبت منها حوار خاص ل"بوابة أخبار اليوم" لم تتردد ورحبت قائلة: لا يمكن أن أرفض طلب لأي مصري, الطريف أن شرطها الوحيد كان الاطمئنان بنفسها على الصور التي التقطتها لها وضحكت مداعبة وهى تقول: أريد دائما أن يراني المصريون في أحسن صورة.. وإلى نص الحوار:
- غادرتى ايران بعد ثورة الخوميني التى أطاحت بزوجك شاه إيران, والآن بعد مرور حوالي 36 سنة شهد العالم العربى عدة ثورات ألا وهى ثورات الربيع العربى فما هي قراءتك لهذه الثورات وماهو توقعك لمصيرها؟
- تعودت منذ أن غادرت إيران ألا أنظر إلى الماضي وأحاول دائما أن أعيش اللحظة الحاضرة متطلعة إلى المستقبل لكن طبعا اتابع كل مايحدث فى العالم العربي سواء كانت ثورات بالمعنى العلمى للكلمة أو مجرد حركات او انتفاضات ربما لو شئت الدقة وبعيدا عن المسميات فلا شك أن من حق كل شعب تقرير مصيره بالشكل الذى يراه والتاريخ كفيل بالحكم على هذه الحركات من خلال أحوال الناس فى هذه البلاد بعد مرور سنوات طويلة وما إذا كانت قد صارت للأحسن أو للأسوأ أما بالنسبة لمصر فهي بلد عزيز على قلبى ليس فقط لأن ترابها يحتضن نصفى الجميل شاه ايران ولكن لأنها بلد جدير بأن تكون فى وضعية أفضل بكثير مما هى عليه الآن وأتمنى من كل قلبي أن تتحسن ظروف مصر ويعود لها الاستقرار وأن تقضى على الإرهاب الذى تواجهه, انا أعرف المصريين جيدا فهم قادرون دائما على قهر أصعب الظروف ومعدنهم الأصيل يظهر جليا وقت الشدائد.
-ألمح فى كلامك نبرة مرارة مع بعض التحفظ فى التعليق على الثورة الاسلامية التى أطاحت بحكم الشاه فهل هذا يعنى أن آثار الماضى لاتزال تؤثر فى الشهبانو؟
-كما قلت لك الماضي شيء مر وفات ومن المستحيل أن نغير أحداثه مهما اوتينا من قوة لكنى كثير ما أضبط نفسي متلبسة بالتفكير فى الماضي مجترة شريط طويل من الذكريات والأحداث التى تدعو للتأمل العميق على الأقل لاستخلاص العبر والنتائج منها على سبيل المثال تلك الأحداث الغريبة التى لمستها من هذه التجربة مثل تردد عدد كبير من الدول التى كانت تطلق على نفسها مجموعة دول حلفاء الشاه فى استقباله عقب خروجنا من طهران, ربما خوفا من رد فعل النظام الجديد فى البلاد وربما كان الأكثر قسوة من ذلك أن أقرأ عقب خروجنا من إيران نقدا لاذعا وإشاعات غير حقيقة عن شاه ايران من نفس الأقلام التى طالما أشادت به وبحكمه, وعلى فكرة الشاه ظل قلبه معلقا بايران حتى رحيله وكان يتابع باهتمام أخبار الشعب الايرانى لحظة بلحظة وكان يشعر بمرارة وهو يرى عقب سقوطه ظهور نظام يحرم أبناء الشعب الايرانى من أبسط حقوقه, وعلى كل حال دعنى أزيدك من الشعر بيت واخبرك بأنه لايزال عدد كبير من أبناء الشعب الايراني يراسلوني فى المناسبات وكان لهم وقفة مشرفة عندما عرفوا خبر وفاة ابنتى ليلى حيث توافدوا على قصر نيافاران بطهران وأوقدوا الشموع ليشاطرونا الأحزان وأشعر بفخر حقيقى عندما أقرا خبر ما عن نجاح حققه أى إيرانى خاصة لو كان هذا الانجاز خارج بلاده كما كنت وسأظل دائما فخورة بوقوف أبناء الشعب الايرانى من الجنود البواسل ضد عدوان الرئيس العراقى صدام حسين فى الحرب التى استمرت سنوات طويلة وراح ضحيتها العديد من الشهداء الايرانيين ونجاحهم فى الحفاظ على سلامة أراضيهم.
- ما الذى تعنيه لك مصر بعد كل هذه السنوات ؟
(تنهدت الشاهبانو تنهيدة حارة) وقالت: ياااااااااه كلمة مصر بالنسبة لى أكبر من أن تحصيها كلمات فهى البلد التى فتحت أجوائها للطائرة التى كانت تقلنى أنا والشاه بعد أن ضاقت علينا الأرض بما رحبت ورفضت عدة دول استقبال الطائرة خوفا من استعداء النظام الجديد فى ايران, لكن الرئيس السادات أثبت أن للسياسة وجوه اخرى أكثر انسانية من الوجوه التى يراها الناس غالبا وبالطبع ما كان الرئيس السادات يقبل على هذه الخطوة لولا أنه كان متأكداً من انسانية الشعب المصرى الذى رحب بنا رغم التحذير الأمريكى المتمثل فى مكالمة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر والذى اتصل بالرئيس السادات لينصحه بأن استقباله لشاه ايران قد يضر بمباحثات السلام مع اسرائيل, لكن السادات لم يعبأ بكل ذلك رغم أن السلطات الأمريكية أخرت اقلاع الطائرة لتعطى فرصه للسادات للتراجع.
-كيف تلقيتى نبأ قبول مصر باستقبال طائرة الشاه وهل تتذكرين مشاعر شاه ايران فى تلك اللحظة؟
لن أنسى تلك اللحظات أبدا فبعد أن تنقلنا بالطائرة بين القاهرة فى البداية ثم المغرب بموافقة الملك الراحل الحسن الثانى لن أنسى كذلك كيف كنت اتابع الأخبار عبر الراديو فى المغرب عندما تيقنت فى 11 فبراير 1979من نهاية نظام الشاه وبدأنا نفكر فى البلد التى يمكن أن تقبل بوجودنا فى ظل رغبة ربما تكون غير معلنة عند عدد من قادة الدول التى فكرنا فى التوجه إليها فى اقامة علاقات مع النظام الجديد فى ايران ومنها إلى الولايات المتحدة قبل أن يتم اختطاف موظفى السفارة الأمريكية بطهران حيث كان لزاما علينا مغادرة أمريكا ووقتها لم تقبل بنا أى دولة سوى بنما حيث توجهنا إليها من تكساس وهناك تلقيت مكالمة من السيدة العظيمة جيهان السادات تدعونى للسفر للقاهرة وعندما نقلت الخبر للشاه اغرورقت عيناه بالدموع وقال بثقة وكأنه كان يتوقع الدعوة: هذه هى مصر التى نعرفها جميعا وبالفعل بدأت الحكومة الأمريكية تناقشنا فى مسألة السفر للقاهرة.
-هل صحيح أن شبه صفقة كانت وشيكة بين النظام الحاكم فى بنما على أن يتم تسليم الشاه لمجلس قيادة الثورة فى ايران مقابل الافراج عن الرهائن الامريكيين المختطفين داخل السفارة الأمريكية فى ايران؟
-قرأت بعض التفاصيل فى كتاب لمؤلف أمريكى قال فيه أن الرئيس الأمريكى جيمى كارتر اتصل بوزير خارجية ايران فى ذلك الوقت صادق خطب زاده الذى عرض عليه الافراج عن الرهائن مقابل قيام بنما بتسليم الشاه لايران, بصراحة الشاه لم يفاتحنى أنا شخصيا فى هذا الشأن ولم يطلعنى على تفاصيل مايدور بينه وبين شخصيات قيايدة على مستوى العالم لكن بحسب رواية الكاتب الأمريكى وافق الشاه على العرض لكن خطب زاده لم يتمكن من جمع مجلس قيادة الثورة ليعرض عليهم تفاصيل الصفقة بسبب دخول البلاد فى اجازة السنة الايرانية وكل ما أعرفه أنا شخصيا أن المطاف قد انتهى بنا إلى أجمل بلد فى الدنيا مصر.
-هل أثرت الحالة الصحية للشاه فى عدم تقديره لتطور الامور فى الفترة الأخيرة لحكمه وهل كان يدرك خطورة حالته؟
- لا أعتقد أن هناك علاقة وثيقة بين ماحدث من تدهور فى الحالة الصحية للشاه وبين تطور الأوضاع فى إيران, ففى عام 1977 اكتشفنا اصابة شاه ايران بالسرطان ولم يكن الشاه ولا أنا ولا أى فرد من الاسرة على علم بحقيقة مرضه قبل هذا التاريخ أى قبيل عام واحد من مغادرتنا لطهران وقد كنت حريصة على أن يصارح الأطباء الشاه بحقيقة مرضه حتى يمكنه باعتباره حاكما للبلاد وقتها أن يتخذ القرارات الصائبة ويرتب البيت قبل الرحيل حيث كانت اصابته بسرطان الدم الذى أثر على جهازه المناعى بشكل كبير, لكن حدثت التطورات بسرعة حتى وصلنا للقاهرة حيث توفى الشاه فى 1981 أى أنه منذ اكتشاف المرض وحتى الوفاة مرت حوالى خمس سنوات وقد تناولت كل مايتعلق بمرض الشاه والظروف التى أحاطت به منذ اكتشافه للمرض وحتى وفاته فى كتابى الذى نشرته حول حياتى مع شاه ايران.
- تقومين بزيارة شبه سنوية للقاهرة لزيارة ضريح شاه ايران, كيف ترين مصر بعد كل هذه السنوات؟
- الحقيقة أننى لا أرى مصر فى هذه الزيارة فقط لأن مصر بداخلى ليس فقط بسبب وجود الشاه فيها ولا لأن أهل مصر استقبلونا فى أصعب لحظات حياتنا ولكن لأن هذه البلد فيها شىء مميز عن كل دول العالم, شىء يشدك إليها دائما لذا تجدها دائما فى حواديت الناس فى كل زمان ومكان كأنها حكاية لا تخص شعبها فقط بل هى ملك للبشرية وللتاريخ كله لذا احرص دائما على زيارة مصر وكثير ماينتابنى خاطر يجعلنى أتمنى لو كان الأمر بيدى أن أعيش ماتبقى من عمرى فى ارضها لأختم حياتى فى نفس المكان الذى عشنا فيه أنا والشاه فى أواخر أيامه وحتى أجد لنفسى مكانا بجواره عندما يحين الأجل.
-لاحظت أن قضيتى فى معرض المنتجات المصرية وقتا طويلا ومررتى على المعروضات أكثر من مرة فما دلالة ذلك بالنسبة لك؟
-الحقيقة أنا منبهرة من التقدم الكبير الذى تشهده المنتجات المصرية وعلى فكرة أنا متابعة جيدة لكل ماتنتجه مصر وكلما زرت القاهرة أتعمد زيارة خان الخليلى وكأنى أزور مصر لأول مرة حتى أقتنى كل جديد من هذا البلد, أشعر احيانا أننى كلما اقتنيت المنتجات المصرية كلما عشت عمرا أطول كما كان يظن قدماء المصريين أن مخلدون فى الدنيا لذا بنوا كل هذه المعابد العظيمة.
كنا أنا وصديقي العزيز الدكتور عاطف طرفة عميد الجالية المصرية بباريس نستعد لمغادرة منزل إيهاب بدوى السفير المصري في العاصمة الفرنسية باريس بعد أن لبينا دعوته لحضور المعرض الخيري الذي استضافه في بيته لعدد من الشركات المصرية التي قررت عرض منتجاتها على أن تخصص حصيلة البيع لصالح مؤسسة مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب.
لكن السفير ايهاب بدوى همس فى أذنى قائلاً: انتظر قليلا هناك شخصية تاريخية ستحضر المعرض خلال دقائق وربما تخرج منها بحديث شيق، وافقت على الفور وبعد دقائق قليلة وجدت نفسى وجها لوجه مع الشهبانو فرح ديبا بهلوى أرملة آخر إمبراطور فى تاريخ حكم ايران الشاه محمد رضا بهلوى والذى حكم ايران 37 سنة حيث جاءت لتحضر المعرض المصري.
نظرت للدكتور عاطف فأومأ برأسه بما يعنى استعداده لترجمة الحوار حيث تتحدث الشهبانو بالفرنسية حيث رحب بالترجمة ليس فقط حبا فى الأخبار التي يعشقها ولكن لأنه كان زميل الشهبانو فى كلية الفنون التطبيقية بباريس وكان حاضرا للقاء الذى خطب فيه الشاه أمام طلبة الكلية عندما سألته فرح ديبا أسئلة محرجة لفتت نظرها له واختارها من بعد هذا اللقاء لتكون زوجته.
وبعد أول جولة لها بالمعرض قدمني السفير المصري للإمبراطورة فرح ديبا وعندما عرفت أنى قادم من مصر منذ أيام قليلة ربتت على يدي بامتنان بالغ وقالت: عندما أرى أي مصري يدور في ذهني شريط كامل من الذكريات عن هذا البلد الطيب المضياف الكريم.
وعندما طلبت منها حوار خاص ل"بوابة أخبار اليوم" لم تتردد ورحبت قائلة: لا يمكن أن أرفض طلب لأي مصري, الطريف أن شرطها الوحيد كان الاطمئنان بنفسها على الصور التي التقطتها لها وضحكت مداعبة وهى تقول: أريد دائما أن يراني المصريون في أحسن صورة.. وإلى نص الحوار:
- غادرتى ايران بعد ثورة الخوميني التى أطاحت بزوجك شاه إيران, والآن بعد مرور حوالي 36 سنة شهد العالم العربى عدة ثورات ألا وهى ثورات الربيع العربى فما هي قراءتك لهذه الثورات وماهو توقعك لمصيرها؟
- تعودت منذ أن غادرت إيران ألا أنظر إلى الماضي وأحاول دائما أن أعيش اللحظة الحاضرة متطلعة إلى المستقبل لكن طبعا اتابع كل مايحدث فى العالم العربي سواء كانت ثورات بالمعنى العلمى للكلمة أو مجرد حركات او انتفاضات ربما لو شئت الدقة وبعيدا عن المسميات فلا شك أن من حق كل شعب تقرير مصيره بالشكل الذى يراه والتاريخ كفيل بالحكم على هذه الحركات من خلال أحوال الناس فى هذه البلاد بعد مرور سنوات طويلة وما إذا كانت قد صارت للأحسن أو للأسوأ أما بالنسبة لمصر فهي بلد عزيز على قلبى ليس فقط لأن ترابها يحتضن نصفى الجميل شاه ايران ولكن لأنها بلد جدير بأن تكون فى وضعية أفضل بكثير مما هى عليه الآن وأتمنى من كل قلبي أن تتحسن ظروف مصر ويعود لها الاستقرار وأن تقضى على الإرهاب الذى تواجهه, انا أعرف المصريين جيدا فهم قادرون دائما على قهر أصعب الظروف ومعدنهم الأصيل يظهر جليا وقت الشدائد.
-ألمح فى كلامك نبرة مرارة مع بعض التحفظ فى التعليق على الثورة الاسلامية التى أطاحت بحكم الشاه فهل هذا يعنى أن آثار الماضى لاتزال تؤثر فى الشهبانو؟
-كما قلت لك الماضي شيء مر وفات ومن المستحيل أن نغير أحداثه مهما اوتينا من قوة لكنى كثير ما أضبط نفسي متلبسة بالتفكير فى الماضي مجترة شريط طويل من الذكريات والأحداث التى تدعو للتأمل العميق على الأقل لاستخلاص العبر والنتائج منها على سبيل المثال تلك الأحداث الغريبة التى لمستها من هذه التجربة مثل تردد عدد كبير من الدول التى كانت تطلق على نفسها مجموعة دول حلفاء الشاه فى استقباله عقب خروجنا من طهران, ربما خوفا من رد فعل النظام الجديد فى البلاد وربما كان الأكثر قسوة من ذلك أن أقرأ عقب خروجنا من إيران نقدا لاذعا وإشاعات غير حقيقة عن شاه ايران من نفس الأقلام التى طالما أشادت به وبحكمه, وعلى فكرة الشاه ظل قلبه معلقا بايران حتى رحيله وكان يتابع باهتمام أخبار الشعب الايرانى لحظة بلحظة وكان يشعر بمرارة وهو يرى عقب سقوطه ظهور نظام يحرم أبناء الشعب الايرانى من أبسط حقوقه, وعلى كل حال دعنى أزيدك من الشعر بيت واخبرك بأنه لايزال عدد كبير من أبناء الشعب الايراني يراسلوني فى المناسبات وكان لهم وقفة مشرفة عندما عرفوا خبر وفاة ابنتى ليلى حيث توافدوا على قصر نيافاران بطهران وأوقدوا الشموع ليشاطرونا الأحزان وأشعر بفخر حقيقى عندما أقرا خبر ما عن نجاح حققه أى إيرانى خاصة لو كان هذا الانجاز خارج بلاده كما كنت وسأظل دائما فخورة بوقوف أبناء الشعب الايرانى من الجنود البواسل ضد عدوان الرئيس العراقى صدام حسين فى الحرب التى استمرت سنوات طويلة وراح ضحيتها العديد من الشهداء الايرانيين ونجاحهم فى الحفاظ على سلامة أراضيهم.
- ما الذى تعنيه لك مصر بعد كل هذه السنوات ؟
(تنهدت الشاهبانو تنهيدة حارة) وقالت: ياااااااااه كلمة مصر بالنسبة لى أكبر من أن تحصيها كلمات فهى البلد التى فتحت أجوائها للطائرة التى كانت تقلنى أنا والشاه بعد أن ضاقت علينا الأرض بما رحبت ورفضت عدة دول استقبال الطائرة خوفا من استعداء النظام الجديد فى ايران, لكن الرئيس السادات أثبت أن للسياسة وجوه اخرى أكثر انسانية من الوجوه التى يراها الناس غالبا وبالطبع ما كان الرئيس السادات يقبل على هذه الخطوة لولا أنه كان متأكداً من انسانية الشعب المصرى الذى رحب بنا رغم التحذير الأمريكى المتمثل فى مكالمة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر والذى اتصل بالرئيس السادات لينصحه بأن استقباله لشاه ايران قد يضر بمباحثات السلام مع اسرائيل, لكن السادات لم يعبأ بكل ذلك رغم أن السلطات الأمريكية أخرت اقلاع الطائرة لتعطى فرصه للسادات للتراجع.
-كيف تلقيتى نبأ قبول مصر باستقبال طائرة الشاه وهل تتذكرين مشاعر شاه ايران فى تلك اللحظة؟
لن أنسى تلك اللحظات أبدا فبعد أن تنقلنا بالطائرة بين القاهرة فى البداية ثم المغرب بموافقة الملك الراحل الحسن الثانى لن أنسى كذلك كيف كنت اتابع الأخبار عبر الراديو فى المغرب عندما تيقنت فى 11 فبراير 1979من نهاية نظام الشاه وبدأنا نفكر فى البلد التى يمكن أن تقبل بوجودنا فى ظل رغبة ربما تكون غير معلنة عند عدد من قادة الدول التى فكرنا فى التوجه إليها فى اقامة علاقات مع النظام الجديد فى ايران ومنها إلى الولايات المتحدة قبل أن يتم اختطاف موظفى السفارة الأمريكية بطهران حيث كان لزاما علينا مغادرة أمريكا ووقتها لم تقبل بنا أى دولة سوى بنما حيث توجهنا إليها من تكساس وهناك تلقيت مكالمة من السيدة العظيمة جيهان السادات تدعونى للسفر للقاهرة وعندما نقلت الخبر للشاه اغرورقت عيناه بالدموع وقال بثقة وكأنه كان يتوقع الدعوة: هذه هى مصر التى نعرفها جميعا وبالفعل بدأت الحكومة الأمريكية تناقشنا فى مسألة السفر للقاهرة.
-هل صحيح أن شبه صفقة كانت وشيكة بين النظام الحاكم فى بنما على أن يتم تسليم الشاه لمجلس قيادة الثورة فى ايران مقابل الافراج عن الرهائن الامريكيين المختطفين داخل السفارة الأمريكية فى ايران؟
-قرأت بعض التفاصيل فى كتاب لمؤلف أمريكى قال فيه أن الرئيس الأمريكى جيمى كارتر اتصل بوزير خارجية ايران فى ذلك الوقت صادق خطب زاده الذى عرض عليه الافراج عن الرهائن مقابل قيام بنما بتسليم الشاه لايران, بصراحة الشاه لم يفاتحنى أنا شخصيا فى هذا الشأن ولم يطلعنى على تفاصيل مايدور بينه وبين شخصيات قيايدة على مستوى العالم لكن بحسب رواية الكاتب الأمريكى وافق الشاه على العرض لكن خطب زاده لم يتمكن من جمع مجلس قيادة الثورة ليعرض عليهم تفاصيل الصفقة بسبب دخول البلاد فى اجازة السنة الايرانية وكل ما أعرفه أنا شخصيا أن المطاف قد انتهى بنا إلى أجمل بلد فى الدنيا مصر.
-هل أثرت الحالة الصحية للشاه فى عدم تقديره لتطور الامور فى الفترة الأخيرة لحكمه وهل كان يدرك خطورة حالته؟
- لا أعتقد أن هناك علاقة وثيقة بين ماحدث من تدهور فى الحالة الصحية للشاه وبين تطور الأوضاع فى إيران, ففى عام 1977 اكتشفنا اصابة شاه ايران بالسرطان ولم يكن الشاه ولا أنا ولا أى فرد من الاسرة على علم بحقيقة مرضه قبل هذا التاريخ أى قبيل عام واحد من مغادرتنا لطهران وقد كنت حريصة على أن يصارح الأطباء الشاه بحقيقة مرضه حتى يمكنه باعتباره حاكما للبلاد وقتها أن يتخذ القرارات الصائبة ويرتب البيت قبل الرحيل حيث كانت اصابته بسرطان الدم الذى أثر على جهازه المناعى بشكل كبير, لكن حدثت التطورات بسرعة حتى وصلنا للقاهرة حيث توفى الشاه فى 1981 أى أنه منذ اكتشاف المرض وحتى الوفاة مرت حوالى خمس سنوات وقد تناولت كل مايتعلق بمرض الشاه والظروف التى أحاطت به منذ اكتشافه للمرض وحتى وفاته فى كتابى الذى نشرته حول حياتى مع شاه ايران.
- تقومين بزيارة شبه سنوية للقاهرة لزيارة ضريح شاه ايران, كيف ترين مصر بعد كل هذه السنوات؟
- الحقيقة أننى لا أرى مصر فى هذه الزيارة فقط لأن مصر بداخلى ليس فقط بسبب وجود الشاه فيها ولا لأن أهل مصر استقبلونا فى أصعب لحظات حياتنا ولكن لأن هذه البلد فيها شىء مميز عن كل دول العالم, شىء يشدك إليها دائما لذا تجدها دائما فى حواديت الناس فى كل زمان ومكان كأنها حكاية لا تخص شعبها فقط بل هى ملك للبشرية وللتاريخ كله لذا احرص دائما على زيارة مصر وكثير ماينتابنى خاطر يجعلنى أتمنى لو كان الأمر بيدى أن أعيش ماتبقى من عمرى فى ارضها لأختم حياتى فى نفس المكان الذى عشنا فيه أنا والشاه فى أواخر أيامه وحتى أجد لنفسى مكانا بجواره عندما يحين الأجل.
-لاحظت أن قضيتى فى معرض المنتجات المصرية وقتا طويلا ومررتى على المعروضات أكثر من مرة فما دلالة ذلك بالنسبة لك؟
-الحقيقة أنا منبهرة من التقدم الكبير الذى تشهده المنتجات المصرية وعلى فكرة أنا متابعة جيدة لكل ماتنتجه مصر وكلما زرت القاهرة أتعمد زيارة خان الخليلى وكأنى أزور مصر لأول مرة حتى أقتنى كل جديد من هذا البلد, أشعر احيانا أننى كلما اقتنيت المنتجات المصرية كلما عشت عمرا أطول كما كان يظن قدماء المصريين أن مخلدون فى الدنيا لذا بنوا كل هذه المعابد العظيمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.