الهيئة الوطنية للانتخابات تعتمد نتائج 20 دائرة من المرحلة الأولى لانتخابات النواب    اليوم.. الكنيسة القبطية تحتفي بيوم الصحافة والإعلام في المقر البابوي بالعباسية    تسليم 1146 بطاقة خدمات متكاملة لذوي الإعاقة بالشرقية    تخصيص أراضي لإقامة وتوفيق أوضاع محطتين للصرف الصحي بمحافظة سوهاج    ترامب: الولايات المتحدة مدعوة إلى اجتماع في أوروبا    وزير السياحة السوري: إلغاء قانون قيصر يعزز حضورنا على الخريطة الإقليمية والدولية    الناطق باسم "الأونروا": إسرائيل تحول غزة إلى مكان غير صالح للحياة    شوبير: الأهلي ينجز صفقة يزن النعيمات ويقترب من تجديد عقد حسين الشحات    التراث العربي: إدراج الكشري في قائمة اليونسكو خطوة مبهجة تعزز الهوية الثقافية المصرية    وزير التموين يفتتح سوق اليوم الواحد بمنطقة بالمرج السبت    أسعار الذهب في قطر اليوم الخميس 11-12-2025    «أسامة ربيع»: نستهدف تحقيق طفرة في جهود توطين الصناعة البحرية    ترامب يعلن موعد إعلان مجلس السلام الخاص بغزة.. تفاصيل    إطلاق قافلة زاد العزة ال 92 إلى غزة بحمولة 9,800 طن مساعدات إنسانية.. صور    إغلاق مطار بغداد موقتًا أمام الرحلات الجوية بسبب كثافة الضباب    وصول 60 ألف طن قمح روسى لميناء دمياط    ترتيب أبطال أوروبا - أرسنال يحافظ على العلامة الكاملة.. والجولة السابعة بعد أكثر من شهر    كأس العرب - استبعاد لاعب السعودية حتى نهاية البطولة    طلع على الشط لوحده.. التفاصيل الكاملة لاصطياد تمساح الزوامل بعد حصاره    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة قرة انرجى.. 25 عامًا من العمل في مجالات الطاقة والمرافق والبنية التحتية    عمرو مصطفى وزياد ظاظا يحققان 3.5 مليون مشاهدة بأغنية بعتيني ليه (فيديو)    الليلة.. حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    صحة الجيزة ترفع جاهزية الفرق الوقائية استعدادًا لحملة التطعيم ضد مرض الحصبة    قرارات النيابة في واقعة اتهام فرد أمن بالتحرش بأطفال بمدرسة شهيرة بالتجمع    ضبط أكثر من 109 آلاف مخالفة مرورية فى يوم واحد    يوسف القعيد: نجيب محفوظ كان منظمًا بشكل صارم وصاحب رسالة وتفانٍ في إيصالها    أزمة محمد صلاح وليفربول قبل مواجهة برايتون.. تطورات جديدة    قافلة طبية لجامعة بنها بمدرسة برقطا توقع الكشف على 237 حالة    تقييم مرموش أمام ريال مدريد من الصحف الإنجليزية    إعتماد تعديل المخطط التفصيلي ل 6 مدن بمحافظتي الشرقية والقليوبية    الدفاع المدني بغزة: تلقينا 2500 مناشدة من نازحين غمرت الأمطار خيامهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    النشرة المرورية.. كثافات متوسطة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    بتكلفة 68 مليون جنيه، رئيس جامعة القاهرة يفتتح مشروعات تطوير قصر العيني    كأس العرب| طموحات فلسطين تصطدم برغبة السعودية في ربع النهائي    أحمد بنداري يدعو المواطنين للمشاركة ويحدد رقمًا لتلقي شكاوى الانتخابات    طرق الوقاية من الحوداث أثناء سقوط الأمطار    تحريات لكشف تفاصيل مصرع طفلة وإصابة والدتها وشقيقها بعد تناول بسكويت بأكتوبر    قوات الدفاع الجوى الروسية تدمر 287 طائرة مسيرة أوكرانية ليلا فوق مناطق عدة    أسعار اللحوم في محافظة أسوان اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    حالة الطقس في السعودية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    سلوى عثمان: أخذت من والدتي التضحية ومن والدي فنيًا الالتزام    وزارة الصحة تطمئن المواطنين: لا وجود لفيروس «ماربورج» في مصر    التحقيق مع شخص يوزع بطاقات دعائية على الناخبين بالطالبية    مراكز الإصلاح والتأهيل فلسفة إصلاحية جديدة.. الإنسان أولًا    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    يوفنتوس ينتصر على بافوس بثنائية نظيفة    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    انتبهي إلى طعامك خلال الأشهر الأولى من الحمل.. إليك قائمة بالمحاذير    أستاذ علوم سياسية: المواطن استعاد ثقته في أن صوته سيصل لمن يختاره    الزوامل والتماسيح: العبث البيئي وثمن الأمن المجتمعي المفقود    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أنا الرئيس".. يعيد لمسرح الدولة هيبته

- سامح حسين: راهنت على الجمهور المصري في نجاح العرض ولم يخذلني
- حنان مطاوع: سامح رشحني للدور عن طريق ال"فيس بوك"
نجاح متوالي وردود أفعال واسعة وإيرادات كبيرة حققها العرض المسرحي "أنا الرئيس" الذي يعرض حاليا على خشبة المسرح العائم بالمنيل، ليمثل عودة الروح إلى مسرح الدولة بعد فترة من الغيوبية دامت لسنوات، ساهم في هذا النجاح بطل العمل سامح حسين، بالإضافة إلى حنان مطاوع التي تخوض تحدي جديد من خلال بطولتها لعمل كوميدي، ويقود العمل مخرج شاب – محسن رزق- الذي استطاع دمج هذه التوليفة لخدمة النص المسرحي للكاتب يوسف عوف أحد كبار كتاب الكوميديا في تاريخ المسرح المصري، ومن خلف كل هولاء تقف الفنانة عايدة فهمي مدير المسرح الكوميدي التي تدعم العمل بكل إمكانيات المسرح المحدودة.
عرض "أنا الرئيس" يتناول الحياة البائسة للشاب "عصام" الحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال والأول على دفعته، لكنه يفشل في إيجاد الوظيفة المناسبة لشهادته ويضطر للعمل في عدة مهن مؤقتة مثل سباك ونقاش، إلى أن تقوده الصدفة ليحصل على فرصة للعمل في مؤسسة حكومية تعج بالفساد ويعتقد الجميع أنه الرئيس الجديد للمؤسسة نظرا لتشابه الأسماء ومن هنا تتصاعد الأحداث ليكتشف كم الفساد بمساعد السكرتيرة "حنان مطاوع" ويقوما سويا بتغيير الوضع والقضاء على الفساد.
العرض يشهد أسبوعيا اجتماع الثنائي سامح حسين مع صديقه المخرج محسن رزق داخل غرفة في المسرح العائم قبل بدء العرض بساعتين للنقاش حول العرض ومتابعة نجاحه، وإضافة بعض اللمسات التي تزيد من عناصر الإبهار والضحك، قبل أن تقتحم مديرة المسرح الكوميدي الفنانة عايدة فهمي عليهما النقاش لتبدأ في مناقشتهم في نقل العرض إلى الإسكندرية لكي يعرض على مسرح "بيرم التونسي" إضافة إلى تطوير شكل الدعاية الموجودة في الشوارع.
"أصريت على أن أعود إلى الوقوف على خشبة المسرح من خلال مشروع جاد وحقيقي، وشجعني على قبول هذا العرض هو النص المأخوذ عن المؤلف الكبير يوسف عوف وحماس المخرج محسن رزق وهو صديق عمري وأثق به ثقة كبيرة" هكذا بدأ سامح حسين حديثه عن المسرحية، والذي أستكمله قائلا: "عنصري التأليف والإخراج على أعلى مستوى، ومسرح الدولة لا يتطلب ما يسمى "التوابل و البهارات" وهي إقحام مشاهد أو ألفاظ أو رقصات معينة بحثاً عن المكسب المادي، بالعكس فهذا المسرح يرغب دائما في تقديم ماهو محترم وراقي وهذا هو الاتجاه الذي أبحث عنه مع محسن رزق".
وعن المسرحية يعلق محسن رزق قائلا: "المسرحية مأخوذة في الأساس من رواية "المفتش العام" للكاتب الروسي نيقولاي جوجول، وهي تيمة درامية أقتبس منها الكثير من المؤلفين أعمالهم، والكاتب يوسف عوف أخذ هذه التيمة وقدم بها مسرحية "اللي ضحك على الحكومة"، ولأن الفترة التي تم فيها كتابة هذه المسرحية كانت بعيدة عن واقعنا الحالي من حيث الظروف، لذلك قدمت إلى سامح معالجة معاصرة للمسرحية ليخرج لنا عرض أنا الرئيس".
ويستطرد رزق في حديثه عن التغييرات التي قام بها في انص المسرحي ليوسف عوف: "أثناء مناقشتى مع سامح أقترح تكثيف دور البطلة لأنه لم يكن هناك بطلة للعمل، وكانت الشخصية التي تقدمها حنان مطاوع مشاهده قليلة، ولأن سامح يحب البطولة الجماعية إقترح زيادة مساحة البطلة إظهار دور البطلة وهو ما حدث بالفعل".
وعن ترشيح حنان مطاوع للبطولة النسائية، يقول رزق: "اختيار حنان يعود في الأساس لسامح فقد أردت في البداية أن تكون البطلة مطربة لأن سامح يظهر في مشاهد استعراضية يقوم فيها بالغناء والرقص، وهي مواهب لا يعرفها أحد عن سامح أصررت على التركيز عليها في المسرحية، وأصابني اختيار حنان بالدهشة في البداية لأن الدور كوميدي وهو بعيد عن أدوار حنان الجادة، وهي نفسها أندهشت من اختيارنا لها في هذا الدور.. أنا مقتنع تماما أنه لا يوجد ممثل كوميدي وآخر تراجيدي، وأعظم أفلام عادل إمام ونجيب الريحاني كانت جادة في حين أن أكثر أفلام يوسف وهبي ملك التراجيديا نجاحا كانت "إشاعة حب"، وبالرغم من ذلك كانت حنان "مرعوبة" في البداية خاصة أنها تغني وترقص بجانب بطل كوميدي في الأساس، إلا أنها مع البروفات حدث بينها وبين سامح "كيميا" ساعدتها في إرتجال "أفيهات" وقت البروفات وحتى وقت العرض، أما عن الغناء كان الأمر مرهقا خاصة أن هناك أغنيات تحتاج لمطربة محترفة بالفعل لذلك تطلب الأمر تدريبات مستمرة".
وعن عودة الجمهور للمسرح من خلال العرض يقول سامح حسين: "أنا الرئيس عمل كوميدي بحت، لكننا حاولنا أن نطعمه بعدد من الأغنيات المصاحبة للإستعراضات فقد أردنا أن نضيف إلى العمل المسرحي عنصر الإبهار لنجذب الجمهور مرة أخرى للعودة مشاهدة العروض المسرحية التي تتبع قطاع الدولة".
وهنا قاطعه محسن رزق قائلا: "ما يميز القطاع الخاص عن مسرح الدولة أنه غني على مستوى البصري من خلال تقديمهم للاستعراضات، لذا أصرينا على أن نظهر للمتفرج أن مسرح الدولة أصبح غني من خلال كل شيء، ومسرحية "أنا الرئيس" تملك كل مقومات جذب الجمهور من ملابس وأبطال وإدارة مسرحية متميزة تنفق بسخاء على العرض، ولكن لا أستطيع أن أنكر أن سامح وحنان كانا لهما دورا كبيراً في خروج هذا العرض للنور بهذا الشكل بعد أن تنازلا عن جزء كبير من أجرهما".
ويضيف رزق متحدثا عن الدعاية: "بالتأكيد هناك أمور كثيرة نتمنى أن تتوفر لنا، على رأسها الدعاية للعرض المسرحي لأن معظم دعايتنا قائمة على الجهود الذاتية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر"، هذا ما أكد عليه سامح حسين قائلاً: "لابد من تكاتف كل القائمين على الحركة الفنية والإعلام من أجل عودة دور مسرح الدولة مرة أخرى، لأن معظم الأعمال المسرحية الهامة كانت في الستينيات حصلت على مساندة من الإعلام ومن المثقفين أيضا، رغم أن مصر كانت تعاني وقتها من العدوان الإسرائيلي".
وأضاف سامح: "لم أكن متخوفاً من العودة إلى المسرح في هذه الظروف التي تمر بها البلاد حالياً فقد راهنت على الجمهور المصري الواعي، والإيرادات والإقبال الجماهيري على العرض أكبر دليل على ذلك، بل أنني كنت أتوقع هذا الإقبال لأني أثق في أن الفنان عندما يقدم عرض جيد للجمهور يلقى التجاوب من الجمهور الذواق".
وعن علاقة الصداقة الطويلة التي تجمع سامح بمحسن رزق يقول الأخير: "هناك "كيميا" تجمعني بسامح منذ كنا أصدقاء في فترة الجامعة، وأشتراكنا معا في العروض المسرحية الخاصة بجامعة عين شمس، ووجدنا أن هناك تفاهم كبير بيننا لذا قدمنا عدد من الأعمال الناجحة مسرحيا وتليفزيونيا وكان لدينا شبه إتفاق على العودة إلى المسرح الذي هو البيت الأول لكل فنان، لذلك تغلبنا على كل العقبات التي واجهتنا لتنفيذ مسرحية "أنا الرئيس" وهو ما حققناه في النهاية".
وأضاف رزق: "هناك تقارب كبير بين شخصية سامح الحقيقة وبين دور عصام الذي يؤديه في العرض المسرحي المتفوق في الدراسة، ولم يجد فرص عمل بعد الدراسة مباشراً لكنه لم يستسلم وعمل في أكثر من مهنة وهذه هي الرسالة التي نريد أن نقدمها من خلال هذا العرض".. هنا يتدخل سامح قائلا: "نقدم رسالتين خلال المسرحية، الأولى موجهة للشباب بعدم اليأس والعمل في أي مهنة شريفة لأن مصر تحتاج لمجهود كل شاب، أما الرسالة الثانية مقدمة للحكومة وجميع المسئولين وأن هناك بعض المناصب يتولاها من لا يستحق وهناك شباب تستحق الفرصة لاعتلاء المناصب القيادية، لذلك الجمهور باختلاف اتجاهاتهم السياسية يشاهدوا العرض ويخرجوا بطاقة إيجابية وهي تقديم شيء حقيقي لبلدهم".
حنان مطاوع بدأت حديثها معانا بتفسير سر مشاركتها في عمل مسرحي في هذا التوقيت: "ما جذبني لقبول العمل هو أن دوري هذه المرة مختلف بالفعل، لأول مرة أظهر كممثلة كوميدية، وهذا الأمر في حد ذاته كان تحدي لي لأنني لا أصنف كممثلة كوميدية، لكن رغم ذلك رحبت على الفور بالمشاركة في العمل فقد كانت لدي رغبة شديدة في المشاركة في عمل كوميدي خاصة وأنه رغم تقديمي العديد من الأعمال المسرحية إلا أنني لم أحصل على دور كوميدي واحد، ورغم أنه لم أكن على علاقة صداقة سابقة بالفنان سامح حسين إلا أنني فوجئت بتواصله معي على حسابي على "فيس بوك" طالبا مني مشاركته بطولة العمل وهو الأمر الذي زاد إصراري".
وتضيف حنان: "على الرغم من أنني شعرت بالخوف من تقديمي لعمل كوميدي خاصة وأنه يحتوي أيضاً على عدد كبير من الاستعراضات، إلا أن هذا الخوف شجعني على خوض المغامرة، فمن المعروف عني أنني شخصية تحب المغامرة، كما أن الممثلة التي بداخلي ترفض الأعمال الالأعمال عمال التقليدية".
وعن تجربة الغناء التي تخوضها في "أنا الرئيس" تقول: "هذه ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بالغناء داخل عمل فني، حيث قمت بالغناء سابقا في مسرحية "السلطان الحائر"، كما أنه لا يمكن تصنيف هذا بالغناء بل هو أقرب أداء صوتي لأغنية".
وعن حرصها على المشاركة في العروض المسرحية التي تتبع قطاع الدولة تتابع قائلة: "دائماً أحرص على دعم القطاع المسرحي التابع للدولة، وهو واجب على كل فنان، لذا فقد كانت كل أعمالي المسرحية الأربعة من إنتاج القطاع العام، ولم أعمل يوماً في عمل مسرحي تابع للقطاع الخاص".
وتستكمل حنان حديثها: "لا أري أن المشاركة في المسرح تعطل الفنان عن أعماله الفنية لأنها إنجاز في حد ذاته، ومن الضروري أن يسجل الفنان في تاريخه بطولة عمل مسرحي أو أكثر، لذا كنت حريصة على المشاركة في هذا العرض حتى لو عطلني عن المشاركة في أعمال درامية لهذا العام".
وعن رأي والدتها الفنانة سهير المرشدي في مسرحية "أناالرئيس" نظراً لخبرتها الطويلة في هذا المجال تقول حنان: "والدتي لا تتدخل نهائياً في عملي، بل أنها ترفض أن تعطينى رأيها تاركة لي حرية الاختيار، وعندما شاهدت العرض أثنت عليه".
- سامح حسين: راهنت على الجمهور المصري في نجاح العرض ولم يخذلني
- حنان مطاوع: سامح رشحني للدور عن طريق ال"فيس بوك"
نجاح متوالي وردود أفعال واسعة وإيرادات كبيرة حققها العرض المسرحي "أنا الرئيس" الذي يعرض حاليا على خشبة المسرح العائم بالمنيل، ليمثل عودة الروح إلى مسرح الدولة بعد فترة من الغيوبية دامت لسنوات، ساهم في هذا النجاح بطل العمل سامح حسين، بالإضافة إلى حنان مطاوع التي تخوض تحدي جديد من خلال بطولتها لعمل كوميدي، ويقود العمل مخرج شاب – محسن رزق- الذي استطاع دمج هذه التوليفة لخدمة النص المسرحي للكاتب يوسف عوف أحد كبار كتاب الكوميديا في تاريخ المسرح المصري، ومن خلف كل هولاء تقف الفنانة عايدة فهمي مدير المسرح الكوميدي التي تدعم العمل بكل إمكانيات المسرح المحدودة.
عرض "أنا الرئيس" يتناول الحياة البائسة للشاب "عصام" الحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال والأول على دفعته، لكنه يفشل في إيجاد الوظيفة المناسبة لشهادته ويضطر للعمل في عدة مهن مؤقتة مثل سباك ونقاش، إلى أن تقوده الصدفة ليحصل على فرصة للعمل في مؤسسة حكومية تعج بالفساد ويعتقد الجميع أنه الرئيس الجديد للمؤسسة نظرا لتشابه الأسماء ومن هنا تتصاعد الأحداث ليكتشف كم الفساد بمساعد السكرتيرة "حنان مطاوع" ويقوما سويا بتغيير الوضع والقضاء على الفساد.
العرض يشهد أسبوعيا اجتماع الثنائي سامح حسين مع صديقه المخرج محسن رزق داخل غرفة في المسرح العائم قبل بدء العرض بساعتين للنقاش حول العرض ومتابعة نجاحه، وإضافة بعض اللمسات التي تزيد من عناصر الإبهار والضحك، قبل أن تقتحم مديرة المسرح الكوميدي الفنانة عايدة فهمي عليهما النقاش لتبدأ في مناقشتهم في نقل العرض إلى الإسكندرية لكي يعرض على مسرح "بيرم التونسي" إضافة إلى تطوير شكل الدعاية الموجودة في الشوارع.
"أصريت على أن أعود إلى الوقوف على خشبة المسرح من خلال مشروع جاد وحقيقي، وشجعني على قبول هذا العرض هو النص المأخوذ عن المؤلف الكبير يوسف عوف وحماس المخرج محسن رزق وهو صديق عمري وأثق به ثقة كبيرة" هكذا بدأ سامح حسين حديثه عن المسرحية، والذي أستكمله قائلا: "عنصري التأليف والإخراج على أعلى مستوى، ومسرح الدولة لا يتطلب ما يسمى "التوابل و البهارات" وهي إقحام مشاهد أو ألفاظ أو رقصات معينة بحثاً عن المكسب المادي، بالعكس فهذا المسرح يرغب دائما في تقديم ماهو محترم وراقي وهذا هو الاتجاه الذي أبحث عنه مع محسن رزق".
وعن المسرحية يعلق محسن رزق قائلا: "المسرحية مأخوذة في الأساس من رواية "المفتش العام" للكاتب الروسي نيقولاي جوجول، وهي تيمة درامية أقتبس منها الكثير من المؤلفين أعمالهم، والكاتب يوسف عوف أخذ هذه التيمة وقدم بها مسرحية "اللي ضحك على الحكومة"، ولأن الفترة التي تم فيها كتابة هذه المسرحية كانت بعيدة عن واقعنا الحالي من حيث الظروف، لذلك قدمت إلى سامح معالجة معاصرة للمسرحية ليخرج لنا عرض أنا الرئيس".
ويستطرد رزق في حديثه عن التغييرات التي قام بها في انص المسرحي ليوسف عوف: "أثناء مناقشتى مع سامح أقترح تكثيف دور البطلة لأنه لم يكن هناك بطلة للعمل، وكانت الشخصية التي تقدمها حنان مطاوع مشاهده قليلة، ولأن سامح يحب البطولة الجماعية إقترح زيادة مساحة البطلة إظهار دور البطلة وهو ما حدث بالفعل".
وعن ترشيح حنان مطاوع للبطولة النسائية، يقول رزق: "اختيار حنان يعود في الأساس لسامح فقد أردت في البداية أن تكون البطلة مطربة لأن سامح يظهر في مشاهد استعراضية يقوم فيها بالغناء والرقص، وهي مواهب لا يعرفها أحد عن سامح أصررت على التركيز عليها في المسرحية، وأصابني اختيار حنان بالدهشة في البداية لأن الدور كوميدي وهو بعيد عن أدوار حنان الجادة، وهي نفسها أندهشت من اختيارنا لها في هذا الدور.. أنا مقتنع تماما أنه لا يوجد ممثل كوميدي وآخر تراجيدي، وأعظم أفلام عادل إمام ونجيب الريحاني كانت جادة في حين أن أكثر أفلام يوسف وهبي ملك التراجيديا نجاحا كانت "إشاعة حب"، وبالرغم من ذلك كانت حنان "مرعوبة" في البداية خاصة أنها تغني وترقص بجانب بطل كوميدي في الأساس، إلا أنها مع البروفات حدث بينها وبين سامح "كيميا" ساعدتها في إرتجال "أفيهات" وقت البروفات وحتى وقت العرض، أما عن الغناء كان الأمر مرهقا خاصة أن هناك أغنيات تحتاج لمطربة محترفة بالفعل لذلك تطلب الأمر تدريبات مستمرة".
وعن عودة الجمهور للمسرح من خلال العرض يقول سامح حسين: "أنا الرئيس عمل كوميدي بحت، لكننا حاولنا أن نطعمه بعدد من الأغنيات المصاحبة للإستعراضات فقد أردنا أن نضيف إلى العمل المسرحي عنصر الإبهار لنجذب الجمهور مرة أخرى للعودة مشاهدة العروض المسرحية التي تتبع قطاع الدولة".
وهنا قاطعه محسن رزق قائلا: "ما يميز القطاع الخاص عن مسرح الدولة أنه غني على مستوى البصري من خلال تقديمهم للاستعراضات، لذا أصرينا على أن نظهر للمتفرج أن مسرح الدولة أصبح غني من خلال كل شيء، ومسرحية "أنا الرئيس" تملك كل مقومات جذب الجمهور من ملابس وأبطال وإدارة مسرحية متميزة تنفق بسخاء على العرض، ولكن لا أستطيع أن أنكر أن سامح وحنان كانا لهما دورا كبيراً في خروج هذا العرض للنور بهذا الشكل بعد أن تنازلا عن جزء كبير من أجرهما".
ويضيف رزق متحدثا عن الدعاية: "بالتأكيد هناك أمور كثيرة نتمنى أن تتوفر لنا، على رأسها الدعاية للعرض المسرحي لأن معظم دعايتنا قائمة على الجهود الذاتية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر"، هذا ما أكد عليه سامح حسين قائلاً: "لابد من تكاتف كل القائمين على الحركة الفنية والإعلام من أجل عودة دور مسرح الدولة مرة أخرى، لأن معظم الأعمال المسرحية الهامة كانت في الستينيات حصلت على مساندة من الإعلام ومن المثقفين أيضا، رغم أن مصر كانت تعاني وقتها من العدوان الإسرائيلي".
وأضاف سامح: "لم أكن متخوفاً من العودة إلى المسرح في هذه الظروف التي تمر بها البلاد حالياً فقد راهنت على الجمهور المصري الواعي، والإيرادات والإقبال الجماهيري على العرض أكبر دليل على ذلك، بل أنني كنت أتوقع هذا الإقبال لأني أثق في أن الفنان عندما يقدم عرض جيد للجمهور يلقى التجاوب من الجمهور الذواق".
وعن علاقة الصداقة الطويلة التي تجمع سامح بمحسن رزق يقول الأخير: "هناك "كيميا" تجمعني بسامح منذ كنا أصدقاء في فترة الجامعة، وأشتراكنا معا في العروض المسرحية الخاصة بجامعة عين شمس، ووجدنا أن هناك تفاهم كبير بيننا لذا قدمنا عدد من الأعمال الناجحة مسرحيا وتليفزيونيا وكان لدينا شبه إتفاق على العودة إلى المسرح الذي هو البيت الأول لكل فنان، لذلك تغلبنا على كل العقبات التي واجهتنا لتنفيذ مسرحية "أنا الرئيس" وهو ما حققناه في النهاية".
وأضاف رزق: "هناك تقارب كبير بين شخصية سامح الحقيقة وبين دور عصام الذي يؤديه في العرض المسرحي المتفوق في الدراسة، ولم يجد فرص عمل بعد الدراسة مباشراً لكنه لم يستسلم وعمل في أكثر من مهنة وهذه هي الرسالة التي نريد أن نقدمها من خلال هذا العرض".. هنا يتدخل سامح قائلا: "نقدم رسالتين خلال المسرحية، الأولى موجهة للشباب بعدم اليأس والعمل في أي مهنة شريفة لأن مصر تحتاج لمجهود كل شاب، أما الرسالة الثانية مقدمة للحكومة وجميع المسئولين وأن هناك بعض المناصب يتولاها من لا يستحق وهناك شباب تستحق الفرصة لاعتلاء المناصب القيادية، لذلك الجمهور باختلاف اتجاهاتهم السياسية يشاهدوا العرض ويخرجوا بطاقة إيجابية وهي تقديم شيء حقيقي لبلدهم".
حنان مطاوع بدأت حديثها معانا بتفسير سر مشاركتها في عمل مسرحي في هذا التوقيت: "ما جذبني لقبول العمل هو أن دوري هذه المرة مختلف بالفعل، لأول مرة أظهر كممثلة كوميدية، وهذا الأمر في حد ذاته كان تحدي لي لأنني لا أصنف كممثلة كوميدية، لكن رغم ذلك رحبت على الفور بالمشاركة في العمل فقد كانت لدي رغبة شديدة في المشاركة في عمل كوميدي خاصة وأنه رغم تقديمي العديد من الأعمال المسرحية إلا أنني لم أحصل على دور كوميدي واحد، ورغم أنه لم أكن على علاقة صداقة سابقة بالفنان سامح حسين إلا أنني فوجئت بتواصله معي على حسابي على "فيس بوك" طالبا مني مشاركته بطولة العمل وهو الأمر الذي زاد إصراري".
وتضيف حنان: "على الرغم من أنني شعرت بالخوف من تقديمي لعمل كوميدي خاصة وأنه يحتوي أيضاً على عدد كبير من الاستعراضات، إلا أن هذا الخوف شجعني على خوض المغامرة، فمن المعروف عني أنني شخصية تحب المغامرة، كما أن الممثلة التي بداخلي ترفض الأعمال الالأعمال عمال التقليدية".
وعن تجربة الغناء التي تخوضها في "أنا الرئيس" تقول: "هذه ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بالغناء داخل عمل فني، حيث قمت بالغناء سابقا في مسرحية "السلطان الحائر"، كما أنه لا يمكن تصنيف هذا بالغناء بل هو أقرب أداء صوتي لأغنية".
وعن حرصها على المشاركة في العروض المسرحية التي تتبع قطاع الدولة تتابع قائلة: "دائماً أحرص على دعم القطاع المسرحي التابع للدولة، وهو واجب على كل فنان، لذا فقد كانت كل أعمالي المسرحية الأربعة من إنتاج القطاع العام، ولم أعمل يوماً في عمل مسرحي تابع للقطاع الخاص".
وتستكمل حنان حديثها: "لا أري أن المشاركة في المسرح تعطل الفنان عن أعماله الفنية لأنها إنجاز في حد ذاته، ومن الضروري أن يسجل الفنان في تاريخه بطولة عمل مسرحي أو أكثر، لذا كنت حريصة على المشاركة في هذا العرض حتى لو عطلني عن المشاركة في أعمال درامية لهذا العام".
وعن رأي والدتها الفنانة سهير المرشدي في مسرحية "أناالرئيس" نظراً لخبرتها الطويلة في هذا المجال تقول حنان: "والدتي لا تتدخل نهائياً في عملي، بل أنها ترفض أن تعطينى رأيها تاركة لي حرية الاختيار، وعندما شاهدت العرض أثنت عليه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.