11/12/2011 11:00:40 م محاسن الهواري من منا لم يداعب نجيب محفوظ خياله بعالمه المليئ بالأسرار والدهشة والسحر والغموض،تسرب في أعماقنا جميعا نجيب محفوظ عبر الأفلام والروايات. ولكن لسنا كلنا من سعداء الحظ الذين أتاح لهم القدر فرصة ذهبية للإقتراب من الأستاذ ولقائه..الحديث إليه والتعلم منه. من بين هؤلاء الصحفي الإعلامي أحمد المسلماني الذي إلتقته بوابة أخبار اليوم ليحكي لنا من خلال علاقته به كيف كان نجيب محفوظ كاتبا وإنسانا. متي قابلت نجيب محفوظ للمرة الأولي؟ قابلته وأنا طالب في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية،وكان عيد ميلاده الثمانين ووقتها إختاروني ممثلا للطلاب لأشارك في إستقباله،وبعدها بدأت أذهب مع الأستاذ عبدالرحمن الأبنودي والأستاذ جمال الغيطاني إلي صالون نجيب محفوظ حيث جلساته مع الحرافيش،وإقتربت علاقتنا أكثر في تجربة كتاب عصر العلم للدكتور أحمد زويل حيث ذهبت إليه ولخصت له مافي الكتاب وجلست بجانبه حيث أملي علي المقدمة فكتبتها بخط يدي وقام هو بالتوقيع عليها،لقد إلتقيته عن قرب علي مدار فترات مختلفة من العمر، ماهي الصفة الأكثر وضوحا في نجيب محفوظ الإنسان؟ أروع ماقابلت في نجيب محفوظ الإنسان ،التواضع ثم التواضع ثم التواضع..فعلي الرغم من أنه كان حاصلا علي جائزة نوبل في الأدب ومن أشهر الأدباء في العالم وكان الأجانب يأتون لزيارته في مصر مثلما يأتون لزيارة الأهرامات إلا أن الغرور لم يأخذه يوما،كان يحتفي بالجميع وكان يري أن كل إنسان عظيم بطريقة ما،وكنت تشعر في حضرته كأنك أنت الذي حصلت علي نوبل وهو الذي قد جاء لزيارتك..هكذا كان نجيب محفوظ.. بماذا تصف نجيب محفوظ في كلمات؟ إنه رأس القوة الناعمة في مصر،لأن الأدب هو رأس القوة الناعمة،وأقول هذا عن نجيب محفوظ علي الرغم من وجود كوكبة من الأدباء في عصر إلا أنه هو الذي أخذ الأوليمبياد وأعني بها نوبل. يري البعض أن جائزة نوبل كان من الممكن أن تذهب ليوسف إدريس ويري آخرون أن يوسف إدريس أقوي تاثيرا من نجيب محفوظ فما رأيك؟ في رأيي هذا ليس صحيح بالمرة،فقد كانت هناك بالفعل قامات تعلو علي نجيب محفوظ مثل طه حسين والعقاد،ويمكنكي القول أن مصر كان فيها مربع ذهبي أضلاعه الأربعة هم نجيب محفوظ، طه حسين، توفيق الحكيم،العقاد وعلي الرغم من أن يوسف إدريس أستاذ عظيم ومفكر كبير إلا أني أراه خارج المربع الذهبي.